أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - الاخوان المسلمون بين المسرح اليونانى والأوروبى الحديث.















المزيد.....

الاخوان المسلمون بين المسرح اليونانى والأوروبى الحديث.


ابراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 02:36
المحور: الادب والفن
    


بقلم د ابراهيم حجاج مدرس بقسم الدراسات المسرحية بكلية الاداب جامعة الاسكندرية.
المشهد السياسى على مسرح الأحداث فى مصر هذه الأيام يستدعى لذاكرتى بعض المواقف والمصطلحات الدرامية من المسرح اليونانى القديم والأوروبى الحديث والتى ان اختلفت معه على مستوى الخطاب الخاص فهناك توافق فكرى عام يربطهما سويا ولو بدأنا بمسرحية انتيجونى للكاتب اليونانى سوفوكليس والتى تبدأ أحداثها في السنوات التي تلت نفي أوديب وموته، حيث إتفق ولداه (شقيقا أنتيجونى) ، "أتيوكليس" و"بولينيس" على أن يعتلى كل منهما العرش سنة بالتناوب وكانت البداية باتيوكليس الذى طمع فى كرسى الحكم ورفض التنازل عنه لأخيه مما أدى إلى قيام حرباً أهلية بينهما للفوز بالعرش، وقتل كل منهما الآخر، فى حرب استعان فيها بولينيس بجيش خارجى للاطاحة بأخيه والاستيلاء على الحكم ؛ وكانت نتيجة ذلك ، إدانة "كريون" عم أنتيجون ، وملك طيبة الجديد له كخائن لوطنه وأصداره قرار بتحريم دفنه، لاستقوائه بالخارج ، بينما دُفن "أتيوكليس" في جنازة رسمية، رغم أنه معتدى على حق أخيه "بولينيس" الذى ظل ملقى خارج أسوار المدينة لتنهشه الصقور والوحوش الضارية . وهنا مربط الفرس حيث التماثل بين موقفى بولينيس فى مسرحية انتيجونى والاخوان المسلمين فى الموقف السياسى الراهن وهم يحاولون الاستقواء بالامريكان كورقة اخيرة لديهم للبقاء في الحكم علي الرغم من أننا لم ننتزع منهم الحكم مثلما فعل اتيوكليس بأخيه بل جاء اقصائهم عن الحكم بارادة شعبية وبالرغم من أن هذا التدخل يدعم النظام الارهابي ويضر بمصالح مصر وأمنها، في حين ان الفكر اليونانى فى أزمنة ما قبل الميلاد كان يستنكر التدخل الخارجي بكل اشكاله، ويجرمه ويقر عقابه بالحرمان من قدسية الدفن وهو عقاب شديد فى العقيدة اليونانية القديمة. وإذا ما ارتحلنا خلال مصطلحات الدراما اليونانية قسيستوقفنا مصطلح السقطة التراجيدية وهو مصطلح فى الأدب اليونانى يعنى الثغرة التى ينفذ منها البطل إلى مصيره المأساوى وعادة ما تكون عيب أخلاقى (تهور- أنانية - جشع - طموح غير مشروع) ، وبالرغم من السقطات العديدة للرئيس السابق محمد حسنى مبارك إلا أننى أرى أن سقطته البارزة هى استحواذه المطلق للسلطة وتجاهله لصوت معارضيه بشكل فج أثار حفيظة الشعب المصرى وقد ظهر ذلك جليا من خلال انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وسياسة التوريث، وبالرغم من علمنا بقيمة التاريخ فى استخلاص العبر والمواعظ وبالرغم من أن مأساة مبارك لم يمر عليها إلا شهور إلا أن الاخوان المسلمين لم تعتبر ووقعت فى السقطة التراجيدية ذاتها بدءًا من انتخابات مجلس الشعب والاعلان الدستورى الديكتاتورى مرورأ باللجنة التأسيسية لوضع الدستور والحكومة الاخوانية التى كدنا نقبل الأيادى لتغييرها والنائب العام الملاكى وصولا إلى حركة المحافظين الأخيرة والتى كانت بمثابة دعوة صريحة لأخونة مفاصل الدولة، ثم تأتى التنازلات فى خطاب الرئيس الأخير ولكن بعد فوات الآوان كالعادة، وبعد أن علا سقف المطالب وأصبح المطلب الوحيد رحيل النظام وكأن التاريخ يعيد نفسه دون أن نتعظ من أخطاء الغير.
وإذا انتقلنا إلى المسرح الأوروبى الحديث فسيستوقفنا مفهوم التأريخية عند الكاتب الألمانى برتولد بريخت الذى كرس مسرحه وابداعه الأدبى لمواجهة الرأسمالية وكشف القناع عن وجهها القبيح وكان هدف بريخت التعبير عن مصالح الطبقات المقهورة من العمال الكادحين‮-;- ومقاومة قوى الاستغلال مهما كانت أشكالها وكانت حيتان الرأسمالية هى الأخرى تكرس جهودها لاستمرار الهيمنة والظلم والفساد بحيث لايمكن أن يتوقع أكثر المتفائلين بسقوط النظام الرأسمالى وانهياره أمام ثورة الاشتراكية والنضال الجماعى من أجل العدالة الاجتماعية وقد فطن بريخت لأمر هام وهو أن أول خطوة للثورة هى هدم هذا الوهم السائد عن الرأسمالية لذا لجأ لما أسماه بالتأريخية وهى ببساطة العودة إلى الماض والاستعانة بالقصص التاريخية والاساطير القديمة لنأخذ منها العبر والعظات فيكشف من خلالها قدرة القلة المؤمنة بمبادىء ثورية اشتراكية من الانتصار على العتاة الفاسدين مهما كانت قوتهم ليوجه رسالة هامة نحن أحوج اليها هذه الأيام وهى أن التاريخ يكرر نفسه وماحدث فى هذه القصة التاريخية القديمة من الممكن أن يتكرر فى زماننا لو كانت لدينا نفس الرغبة وذات الدوافع وأكبر دليل على ذلك ماحدث يوم 25 يناير وسقوط النظام السابق فمن كان يصدق أن الرئيس مبارك بجاهه وهيلمانه ووزيره الحبيب بجبروته ومعهم أكبر رجال النظام سيقبعون خلف الجدران وهم من كانوا ينكلون بالاخوان ويذيقوهم مر الهوان فمن فعل ذلك بمبارك أمس يستطيع أن يفعل ذلك بالاخوان غدا. وهذا ما حدث بالفعل هذه هى التأريخية التى كان يجب أن يعيها الاخوان قبل فوات الآوان مع الاعتذار لبريخت لأنى استشهدت بماضى قريب عملا بالمثل القائل غدا لناظره قريب.. كما تستوقفنا مسرحية "دائرة الطباشير القوقازية" لبريخت" حيث تستدعى بحدثها الأساسى أحداث تعيشها مصر هذه الأيام حيث تستقي هذه المسرحية مادتها من قصة سليمان الحكيم عليه السلام،.
التى تروى كيف استطاع سليمان ان يحكم حكما عادلا فى قضية امرأتين احتكمتا اليه فى شأن طفل ادعت كل منهما انه ابنها فلجأ الى حيلة وهى شطر الطفل شطرين لتأخذ كل منهما شطرا فأبت الام الحقيقية ان يشطر الطفل وفضلت التنازل للأخرى، هنا عرف سليمان أنها هي الأم الحقيقية ، الأم الحقيقية التى تخاف على ابنها من الانقسام، والتي خشيت على أعضاءه من التقطيع،
أما مسرحية "دائرة الطباشير القوقازية" فتدور أحداثها فى جزأين ثانيهما وهو ما يهمنا يدور حول ثورة قامت ضد أحد الحكام وتوافد الثوار على قصره ليقتلوه فهرب وهربت زوجته غير مبالية بابنها الرضيع التى نسته فى دوامة الهروب فاخذته جروشا الخادمة الفقيرة وبذلت قصارى جهدها فى رعايته وتربيته بل وتحملت الصعاب من اجل حمايته والخروج به الى بر الامان .أما أمه التي هربت وتركته، فقد عادت بعد أن فشلت الثورة وقتل زوجها الحاكم لتبحث عن ابنها الذى آلت اليه الثروة والسلطة بوصفه الوريث الشرعى لأبيه. ويتصاعد الموقف ليصل لذروته عندما تقف الأم وجروشا أمام القاضي تتبادل المرأتان السباب والشتائم، ويلجأ القاضى أزدك إلى طريقة غير مألوفة فى الحكم، فيرسم دائرة من الطباشير على الأرض، ويضع الطفل داخلها، ويطلب من كل واحدة أن تجذبه، ومن تتمكن من إخراجه من الدائرة تكون أمه الحقيقية.
وبدأت أرملة الحاكم تجذبه من ذراعه بقوة غير مبالية بما قد يصيبه من كسور، بينما ترفض جروشا أن تنزعه من أطرافه، وهنا ينتفض آزدك، ويحكم لجروشا بالطفل، فالطفل هنا هو وطننا مصر والذى يريد انتزاعه بقوة من أجل مصلحة ذاتية وطمعا فى الاستيلاء على الحكم غير مباليا بانقسامه لايصلح أن يكون مصريا، أو يعيش فيه.



#ابراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح المصرى وظاهرة التطرف الدينى دراسة نقدية لمسرحية -الجن ...
- تأريخية بريخت وأسطورة الإخوان.
- أشكال التراث ودورها فى صياغة المسرح المغربى.
- المسرح العربى بين التبعية والتأصيل
- شوق النكلاوى ترسم بأطفالها مستقبل وطن.
- العمل حق العمل واجب العمل شرف العمل حياه ... قراءة فى نص الأ ...
- مأخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة قراءة فى نص -أوزوريس- لعلى أح ...
- ظلال القضية الفلسطينية فى نص -أوزوريس- لعلى أحمد باكثير.
- شعب خانع يصنع طاغية ..قراءة فى نص الفيل يا ملك الزمان لسعد ا ...
- حديث نبوي قد يغير حياة الكثيرين
- القضية الفلسطينية فى المسرح المصرى بين الرمز والمباشرة.
- الإرهاب صناعة أمريكية - قراءة فى مسرحية -الحادثة اللى جرت فى ...
- مسرحية ماما أمريكا بين التبعية الأمريكية والتثوير العربى
- فن الكوميديا بين الابتذال والنقد الاجتماعى
- نظريات النقد الإجتماعى من منظور فلسفى
- الاتجاه البنيوى فى النقد الأدبى.
- منهج البنيوية التوليدية فى النقد الأدبى.
- خطوات المنهج البنيوى التوليدى فى النقد الأدبى.
- العلاقات الأمريكية العربية قبل الحرب العالمية الأولى
- العلاقات العربية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - الاخوان المسلمون بين المسرح اليونانى والأوروبى الحديث.