أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سوزان خواتمي - محاولة لقول: عيب!














المزيد.....

محاولة لقول: عيب!


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 23:45
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يغرق غيث (ابن صديقتي) الفتى الجميل موفور الصحة، الذي خرج من سوريا هرباً من الموت، فالتقاه وجهاً لوجه في عرض بحر ظالم ومظلم. مهربو الأمل تاجروا به وبأمله في الوصول نحو ضفة أخرى لا نصلها. لكن؛ عليّ ألاَّ أبكي غيث الغارق غدراً، فمن هو أمام أكثر من مليون طفل سوري "لاجئ" يواجهون الكارثة بصمت جارح؟!

تخترق رصاصة زجاج نافذة منزل أهلي - وكان يوماً أمني وطمأنيتي - لتصيبَ كتف قريب لي بعد أن أخطأت رأسه. لكن؛ عليّ ألاَّ أفزع أو أجزع، فما الذي ستشكله رصاصة طائشة تصيب بمشيئة القَدر قريبي، أمام العشرات ممن قضوا (قضاءً وقدراً!) تحت أنقاض منازلهم التي تهدمت فوق رؤوسهم؟!

يتشتت أخوة وأبناء عائلات بأكملها، مغامرين، كلٌّ نحو بلد تلفظه وأخرى ترفضه وتستجمع قوانينها لتحاصر كرامته وقوت عيشه وفرص تعليمه. لكن؛ كيف لي أن أنزعج لتفاصيل تتصاغر وتبهت وتتلاشى أمام هول اغتصاب السوريات القاصرات في المخيمات بعقد شرعي أو حتَّى بدونه؟!

يُسرق معمل أحد المعارف، وتُنهب آلات النسيج حتى آخر برغي فيها. المعمل الذي أفنى - أحد المعارف هذا - شبابه وهو يجمع آلاته الواحدة تلو الأخرى رغم خراب الديار والهلع من بدايات الصفر المطلق. لكن؛ من يحق له الإحساس بالخسارة، أمام خسارات ما يزيد عن قُرابة مليونيْ سوري تم إحصاؤهم وتسجيلهم كنازحين خارج سوريا؟!

ينتصر المرض - ابنُ الطبيعة البِكر - وتظهر حالات جديدة من شلل الأطفال. تُقتل فلانة أمام أسماع وأنظار ابنتها وطلابها في الروضة. يُخطف فلان و علان وابن عمهما أيضًا. ينكشف ستر الأُسر. يتضور الفقراء جوعاً. يبيت الآلاف في المدارس والحدائق والملاعب. تنتشر الأوبئة كتفاً بكتف مع القمامة. تشح الأدوية. يستعر الغضب فيُحمل السلاح... ليُشهرَ في وجه الموت وأشقائه من سرّاق الحياة وتجار الحروب ولصوص الإغاثة وفاقدي الإنسانية والعاجزين العاجزين...

وأنا - الواقفة على أرض ليست لي - أحاول أن أتماسك، وأحاول أن اًحبسَ الدمع، وأحاول أن أؤجل النواح وأقولَ: عيب!



#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -خريف- المرأة في بلاد -الربيع-
- أوطان.. أم مجرد أمكنة!
- الرأي.. حرائقنا الصغيرة
- [طعام، صلاة، حب].. بهارات صالحة لتذوق الحياة
- حلب.. المدينة النائمة
- منع منع النقاب.. وفلسفة الخيبة
- الشرف بين فخذي رئيفة
- انا رومانسي اذن انا موجود
- لنتحدث ياصديقتي
- في قاهرة المعز : الحكم في غرق العبارة ومؤتمرات الشعر
- المهاجرة التي اطاحت بوزير اعلام
- جدتي زينب
- جدتي زينبس
- الدخول في النسيان: لاتعتذر
- ضمي الليل ونامي
- الرجل كائن لايمكن ارضاءه
- ماذا يعني يوم المرأة العالمي
- ياله من وطن
- مصطلح الأدب النسائي يحتاج إلى مراجعة
- طعم الزبد


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سوزان خواتمي - محاولة لقول: عيب!