أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سوزان خواتمي - منع منع النقاب.. وفلسفة الخيبة














المزيد.....

منع منع النقاب.. وفلسفة الخيبة


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 03:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلنا جرب الخيبة، أي حين يكون الأمل مقبلاً، فنفتح له ذراعينا، لكن لسبب أو لآخر أو بلا سبب على الاطلاق يغير اتجاهه ويفر دبراً.. والخيبة مقصلة نفسية لا تفرق بين صغير وكبير، وبين رجل وامرأة ..ومع ذلك يبدو أن للنساء الحظ الأوفر من الخيبة، ربما لأنهن تستفتين قلوبهن أكثر من اللازم! آخر تلك الخيبات، ما نشهده ونقرأه ونسمعه من آراء حول قانون منع النقاب الذي أصدره وزير التعليم السوري غياث بركات، ولم يعمم بعد، في مبادرة( ربما شخصية منه ) لحماية الهوية المضحك المبكي في الأمر أن هذا القانون، وضع ضمن دائرة الطباشير، فهو يتعرض لشد وجذب كل الأطراف حتى قبل أن نرى على أرض الواقع أية خطوة في اتجاه تطبيقه.. ويجابه من حيث المبدأ أو من حيث التطبيق بعدم رضا عام وشامل وعميق فنحن لم نسمع تهليلاً عاماً، تحظى به عادة القرارات الرئاسية! في الوقت الذي تكاد تصم آذاننا أصوات فئة الرافضين للقرار الذين يندرجون تحت مجموعتين، الأولى هم المتشددون والمتشددات ممن يجدون أن النقاب شعار ديني من غير الجائز المساس به، والاقتراب من مسلماته، على الرغم من الأدلة الكثيرة التفسيرية والدينية التي تفتي بغير ذلك وأترك نقاشها للمختصين من أصحاب الشأن.. لكنني على الأقل أعرف كما يعرف غيري أن (النقاب) مشهد طارئ على الشارع السوري الذي كان في سنوات سابقة أكثر غنى وأقل حدة بما يحتويه من تعددية لهويات مذهبية وطائفية ودينية وسياسية تتعايش من غير حساسية ونزعات مضمرة لأحد ضد الآخر.. المجموعة الثانية ممن لم يوافقهم القانون، ينافسون المتشددين على الموقف نفسه، ويظهرون ( ملكيين أكثر من الملك) وأقصد جماعة التحرر من اليساريين والليبراليين الذين اعتبروه قانوناً قمعياً وقاصراً يقتل الممارسة الديمقراطية ( متناسين فقداننا لأي ملمح ديمقراطي على أي صعيد ..!) والمفروض بحسب رأيهم ترك المجال مفتوحاً للاختيارات، والحرية الشخصية.. والحقيقة أني لست ميالة كثيراً لوجهة النظر التي تتسامى على (النتيجة) لتفتح ( للوسيلة) محضراً أمنياً ، ليس من باب القصور في الأوليات ، ولكن لأننا في المحصلة لا ننطوي على أية استراتيجية لا آنية ولا مستقبلية تنهض بالوعي، وتهيئ العامة أو الخاصة لممارسة ديمقراطية مسؤولة.. هنا لابد من القول وإعادته مثنى وثلاث..النقاب لا الحجاب ليس حرية شخصية، لأنه تجاوز معلن على العرف الاجتماعي الأخلاقي السائد في البيئة السورية .. إن قانون المنع، أن كان من منع، اقتصر على وزارة التربية، والحرم الجامعي، حيث المعلمة، وكلنا يعلم، هي رمز وقدوة للتلاميذ.. وحيث الحرم الجامعي مكان لإنتاج الوعي / المفروض طبعاً.. ! القانون إياه لن يقلل من فرص تعليم المرأة، فقوانين السلامة والمرور، إن كان من قانون، لن يوقف المنقبة عن قيادة السيارة، بل ستكشف وجهها لأنها مضطرة، وكذلك الأمر بالنسبة للمنقبة في لجنة الامتحانات، هي ملزمة بالتعريف عن هويتها ..كما أن المنقبات لم يمتنعن عن استخراج جوازات سفر بسبب الصورة التي تكشف الوجه .. و .. و .. والأمثلة كثيرة في مجتمعاتنا المعطوبة نحتاج إلى قوانين من هذا النوع وإلى تطبيقها، على الأقل كي نعيد التجانس لشوارعنا التي يكاد يختلط لون إسفلتها بلون أزياء عابراتها ..
الخيبة ليست في شبه الإجماع المخزي الذي تواجهه فكرة منع النقاب والاعتراض على آلية قرار ، ولا حتى أن بعضنا فتح ذراعيه لأمل يبعدنا شبراً لا أكثر عن تمترس ذهنية ضيقة تمد سيطرتها علينا دون احم أو دستور .. الخيبة هي أن وزارة التعليم العالي صرحت بتمنيها لو أن وسائل الإعلام تريثت في التعامل مع الخبر، ما يعني أنه ليس هناك ما يؤكد بعد وجود قرار بشأن المنقبات..! وحين يبتلع الصمت القرار، فإنه بحق خيبتنا ( التقيلة).. ولتنام بعدها الحرية الشخصية قريرة العين هانئة الخاطر..



#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرف بين فخذي رئيفة
- انا رومانسي اذن انا موجود
- لنتحدث ياصديقتي
- في قاهرة المعز : الحكم في غرق العبارة ومؤتمرات الشعر
- المهاجرة التي اطاحت بوزير اعلام
- جدتي زينب
- جدتي زينبس
- الدخول في النسيان: لاتعتذر
- ضمي الليل ونامي
- الرجل كائن لايمكن ارضاءه
- ماذا يعني يوم المرأة العالمي
- ياله من وطن
- مصطلح الأدب النسائي يحتاج إلى مراجعة
- طعم الزبد
- المرأة بين الواقع والصورة: الكأس فاضي أم مليان
- (وعي الحكاية: قراءة في مجموعة (وأدرك شهرزاد الملل
- أتهجى الحب ولا أبكي
- حادثة قيدت ضد مجهول
- طرق الدهشة
- بنات الرياض : لعبة الضجيج وغياب الرواية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سوزان خواتمي - منع منع النقاب.. وفلسفة الخيبة