محمد خطاب
الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 03:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الموت والدمار و القتل اليومي و حكم علي فتيات في عمر الزهور بأحكام قاسية زعزعت ايماننا بتلك الحكومة بعد أن أصبح التغيير كارثيا لهذا الحد . كنت أكره الاخوان واليوم أقف علي حدود الشك في كل شيء .. مصر تموت و يبدو الافق غائما جدا .. و الوضع مربك و التفسير محير .. كل شيء .. كل شيء . الثورييون فقاعات هائمة علي غير هدي ليست لديهم رؤية واضحة للمستقبل ، كل ما يهمهم هو حق التظاهر لا حق العمل و العيش الكريم .. يرون أن الشارع هو برلمانهم الأبدي . و البسطاء لا يملكون شيئا من أمرهم تتجاذبهم القوتين الكبيرتين في صراعها علي السلطة ؛ الاخوان و العسكر . الاخوان تملك تحريك الشارع اعتمادا علي شعارات متنوعة مثل الشرعية و الشريعة و تستغل الدين بشكل فج و المال عامل حاسم فيخروج المترددين للمساندة والدعم من جماعات الارهاب واضح وجلي في حوادث متفرقة والحرب في سيناء كذلك ، أما العسكر لديهم الآلة العسكرية و بقايا الدعم الشعبي الذي يقف الآن حائرا بين حكومة متعثرة لا تقدم جديد و انهيار متزايد في كل شيء في الدولة المصرية . مصر تتراجع في ظل قيادة ميته متعثرة و ضربات ناجحة من التحالف القطري التركي الذي يتربص ويمول الارهاب في مصر ، و رغم أن قطر أخطر علي مصر من تركيا إلا أن الحكومة الهشة قررت قطع علاقتها بتركيا و ترك قطر تأجج الوضع في مصر دون موقف واحد يثبت أن كرامتنا أغلي من دولارات أمراء قطر . خان من تولوا امور البلاد ثقة الشعب و تخبطوا في غياهب الاحداث الجسام تاركين ملفات هامة دون حسم ومنها ملف المياه الذي قد يقضي علي مستقبل البلاد ، وملف الاقتصاد المنهار و الاسعار و تآكل الطبقة المتوسطة و ازدياد معدلات الفقر ، والحكومة المبجلة لا تفعل شيئا ازاء كل هذا و كل ما يشغلها السياسة التي فشلت في تسويق أية حلول بل هي تفقد كل شيء يوما بعد يوم ويتخلي عنها الانصار لتقف وحيدة في انتظار رصاصة الرحمة . هل أخطأنا باسقاط الاخوان ؟ أم أن تلك خيارتنا الوحيدة ولم يكن يوما أماما في البلاد سوي دولتين هما : الأخوان و الجيش و بينهما دولة بلا كودار تبني أو عقول تأسس لواقع مغاير .. خياراتنا محددة بما نملكه من علم و تخطيط و شخصية تم تجريفها قرون بمعول الاحتلال و الاستقواء و القوة و الاستبداد . الشك في خطانا ربما يقودنا للطريق الصحيح ، و لكن العقول الفارغة اسيرة الخيالات و الاساطير وما أكثرها عقبة في طريق غد مشرق و ربما يعم الظلام الجميع .
#محمد_خطاب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟