أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم جادالكريم - الناس ... اللى نزلت !!














المزيد.....

الناس ... اللى نزلت !!


ابراهيم جادالكريم

الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 07:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الناس ... اللى نزلت !!
كان الناس يتحاكون زمان عن - الميرى – أو الوظيفه الأميريه التى يعمل بها موظف يعمل بالحكومه ... وكان الناس يقولون : أن فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه !! لأن الموظف يقبض كل شهر ... ما يكفيه هو و الأسرة ويعيش فى مستوى مضمون نوعا ما عن أرباب الحرف والمهن فى مجتمع كان الحفاء !! ظاهرة أجتماعيه وضعتها ثورة 1952 من أهم أهدافها ... وأفتخر حكام الثورة بأنجازهم فى محاربة الحفاء !! وأفتخروا بتشييد مصانع باتا التى أشتهرت بعمل – بلاستونيل – أى حذاء بلاستيك لكى يكون حذاءا شعبيا !!.
ومن هنا نفهم الصورة التى كانت للموظف .. الذى يرتدى البذله والطربوش ويذهب الى عمله فى الكهرباء (الترام) أو حتى فى الحنطور ... اذا كان موظفا كبيرا !! ويعود من عمله حاملا البطيخه أو غيرها من الفواكه .. كل يوم وكان الناس ينادونه أفندى ويستمعون له أذا تكلم مع أى من الناس الحرفيين أو الصنايعيه ولا يملكون معارضته فى رأى فى بيته وشارعه ومنطقته وحتى فى حال نشوب معركه أو مشكله تصل الى قسم البوليس !! لأن رأى موظف الحكومه مسموع ... للكل وهو محل ثقه لأنه متعلم و (متنور) وأبن مدارس !!.
وكان هذا هو حال الموظفين الى أن ظهرت أبواب جديده و مهن جديده لتتماشى مع التقدم التكنولوجى الذى بدأ بالراديو ... وكانت له مكانه وأحتفال وأذكر أن والدى حين أشترى الراديو ونزل به من الحنطور تجمع الناس والجيران ليهنؤه على الراديو ويرجونه السماح بالحضور (للفرجه) على الراديو وهو شغال !! وقام بعضهم بعد تشغيل الراديو ووضع رأسه من الخلف لكى يرى ... المذيع ... ثم المكوه الكهربائيه والمروحه والثلاجه والتى دفعت الكثيرين من ارباب الحرف الى التحول وتعلم تصليح الأجهزة الكهربائيه ... وما حدث بعد تملك الكثيرين للسيارات وتلوينها باللون الأحمر ... لأنه كان مخصصا للسيارات الملكيه فقط !! ودخل الكثيرين لتعلم السيارات والميكانيكا والدوكو والكاوتش من أصحاب الورش الأجانب من يونانيين و أيطاليين وأرمن وتعلم الكثيرين وخرج منهم الصبيه الذين تعلموا من الأجانب ليفتحوا محلات و خاصة بعد رحيل الأجانب من مصر نتيجه لسياسات جمال عبد الناصر وحركة التأميم التى سحبت ما كان مع هؤلاء من أموال و أضطرتهم الى الرحيل وبدأ الصبيه المصريين فى النجاح وخصوصا أن مهنة متعلقه بالسيارات مضمون نجاحها وعائدها المادى الكبير والذى جعل الناس يهربون من (الميرى) ويتكالبون على سوق العمل الذى ينتشر كل يوم ... ولكن هؤلاء لم ينسوا معاناتهم وفقرهم فيما سبق وتحولوا الى الأستمتاع بكل ما ظهر من تكنولوجيا و أجهزة وتزوجوا وأنجبوا الكثير من الأولاد والبنات ... ولكن دفعوا بأبنائهم الى التعليم منتهزين مجانية التعليم ... ومن هنا بدا الموظف (الأفندى) فى الهبوط فى السلم الأجتماعى وأصبح من الفقراء ... لأن مرتبه الأميرى لم يعد ينفع فى تغطية أحتياجات الأسره ... ولا البذله والطربوش وخلع هؤلاء البذله والطربوش وحاولوا كل واحد فيهم أن يجد عملا بعد الظهر لكى يكمل أحتياج أسرته ...وأضطروا الى النزول من طبقتهم الأجتماعيه وأرتدوا (الجينز) لكى ينضموا الى العمل باليد أو الجرى وراء الأحتياجات المتزايده للأجهزة أو الأسعار المتزايده كل يوم بما يجعل الأستمرار مستحيلا فى الجرى وراء أسعار لا تعرف التوقف فى ظل ظروف ظهور طبقات جديده ... ليس لخدماتهم أسعار !! ولا توجد تسعيره لأصلاح الثلاجه أو الروحه أو السياره !!! ومن هنا زادت معاناة وهبوط الموظفين فى ملاحقة أسعار تزداد كل يوم بتأثير الطلب المستمر من الطبقات الجديده التى تملك المال وتشترى كل ما تحتاجه ... مهما غلى سعره !! ليستمر الموظفين فى الهبوط ... حتى أصبحوا من الفقراء والمحتاجين.



#ابراهيم_جادالكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام مدام هانو ... فيل
- ثورة ... الخريف العربى
- خايف ... يابلدى
- فرحة اللقاء - شعر
- بتقوللى أرجع من جديد - شعر
- كان ... مجتمعا أنسانيا
- حزام ... عبد الناصر
- النصب ... على الفقراء !!
- مبادرة السادات و مبادرة الأخوان
- الجماعات الأسلاميه ... و دون كيشوت
- زراعة المكرونه ...!!!
- طوابير ... و طوابير
- فى الروح والخلق
- الأمام الشافعى ... و مدرسة المشاغبين
- القمر ... والحضن
- جماعات و نكبات
- لحم للأسود ...
- بلد القاب
- قبطان العواصف
- أنا باسحب كلمتى


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم جادالكريم - الناس ... اللى نزلت !!