أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين سلام - عندما تقدم الغاية على مذبح الوسيلة














المزيد.....

عندما تقدم الغاية على مذبح الوسيلة


حسنين سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 21:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما اجد نفسي متفكرا و متحيرا في امور الخلق و الكون و الطبيعة و وجود الانسان و الكائنات الحية الاخرى و الالهة . و حين اقلب صفحات التاريخ الذي اؤمن تماما انه لا يحمل الينا أي حقيقة مطلقة كونه كتب بأيدي تحمل افكار مختلفة و ميول خاصة تؤثر بشكل او باخر في مدى مصداقية تلك القصص و الاحداث المنقولة تاريخيا , و لكي نتعامل مع هذا التاريخ بشكل واقعي لا مثالي بأعتبار انه يمثل حقائق مطلقة للكثير من الناس في مجتمعاتنا اليوم يجب ان نقف على مسافة واحدة بعيدة ثم ننظر الى الامور بحسب ما يقبله منطق اليوم او منطق الطبيعة و الحياة العامة

في الحقيقة ان الانسان حين وجد على الارض أكتشف عبر السنين ان هناك طبيعة من حوله مسخرة لأجله , الاوكسجين , الماء , الحجارة , التراب , الاشجار , الحيوانات التي بدأ يصطادها ثم يأكل لحمها و يرتدي جلودها .. الخ و هكذا بدات الوسائل تكبر و تتطور اساليبها و اشكالها ايضا حتى ظهرت الافكار و الإيديولوجيات المتمثلة بالاديان و الفلسفة الاجتماعية و النظم الاقتصادية و العلوم الطبيعية منها و الصناعية و التكنلوجية .. الخ

و انا اتصفح ذلك التاريخ و تلك المراحل التي مر بها الانسان وجدت انه في الحقيقة غاية و قيمة عليا في الحياة و ان كل ما يحيطه من افكار و طبيعة هي وسائل جاءت لاجله و للارتقاء به على مستويات عدة لكن استوقفتني الحروب في ذلك التاريخ و استوقفني ما يحدث اليوم لهذا الانسان على الارض ! ثم طرحت على نفسي السؤال التالي : اذا كان الانسان غاية لماذا يقدم على مذبح الوسيلة بكل بشاعة و يستثمر كقيمة بشكل انتهازي حقير ؟ اذا كانت الارض وجدت لاجله فلماذا يفتح صدره للنار حتى نقول عنه شهيد! مات دفاعا عن ارضه ؟ لماذا نحمل السلاح اساسا ؟ و هل الانسان بحاجة لحمل السلاح ؟ الفكرة التي تحتاج منا ان نحمل السلاح لندافع عنها هي فكرة ضعيفة و هزيلة و لا يمكن ان تنفع الانسان في حياته , الاديان هي الاخرى جاءت كوسيلة لغاية الله في ارضه ( الانسان ) فلماذا يموت الانسان لاجل هذه الوسيلة ؟ لماذا كل تلك الحروب ؟ لماذا بدر و احد و حنين و صفين و الطف ؟ لماذا الحروب الصليبية ؟ و لماذا حرب عنصرية في اميركا و اخرى طائفية في العراق ؟ لماذا نقتل لاجل الشيوعية ؟ ثم نقول مات فلان المناضل المجاهد في سبيل الشيوعية ! هل نحن بحاجة لصناعة رموز و ابطال ؟ ام اننا بحاجة لبناء انسان ؟ اذا كانت فكرتك جيدة فلماذا تحتاج ان نموت من اجلها ؟ الاسلام دين رحمة و محبة و سلام و تاخي و تسامح و هذه امور جيدة للانسان فهل انا بحاجة الى اسراء محمد و اعراجه الى السماء بهذا الشكل الاسطوري ليثبت لي ان فكرته جيدة ؟ و هل يحتاج موسى ليضرب بعصاه ليثبت ان اليهودية فكرة جيدة ؟ هل سأرفض مبادئ المسيح النبيلة التي تصل بي الى ارقى مراحل انسانيتي لو لم يحي الموتى ؟ ثم بعد ذلك احارب و ادخل اراضي غاصبا و انكح ما طاب لي و اسرق الاموال لتبقى تلك الفكرة ! يا لها من مغالطة كبيرة , ثم الغيت كل قيم الانسان بسبب هذه الافكار فنسمع اليوم تصريحا لاحد مشايخ الاسلام يبرر فيه قتل الاطفال و النساء بغير قصد اذا كانت الغاية الدفاع عن الدين و في سبيل الله . كل هذه الافكار لا تعدو كونها وسائل بأشكال و رسائل مختلفة لاجل الانسان و لكنها للاسف افكار ليست عظمة و ليست جيدة و ليست جديرة بكل ذلك التاريخ المريب , حين يستثمر الانسان كقيمة من قبل أي سلطة دكتاتورية دينية كانت ام سياسية و نساهم نحن بذلك من خلال تقديم انفسنا لذلك المذبح العظيم نكون على موعد مع التخلف و الجهل و الحقد و الكراهية بين بعضنا البعض . أي فكر يتعدى مرحلة كونه فكرة و وسيلة للانسان و يصبح قوة كبيرة تمارس سلطتها على المجتمعات تتحول الى فكرة كارثية ان صح التعبير , لذلك اسلام محمد انتهى في مكة بعد ان اصبح قوة كبيرة في المدينة و بدأ يجيش الغاية ليزج بها في حروب كبيرة و بدا باخذ الجزية او القتل ثم فتحت كل تلك البلاد لتبقى الفكرة !! الشيوعية انتهت ايضا حين اصبحت قوة ثم استثمرت الانسان بشكل مريب و هكذا بقية الافكار و الاديان التي بدل من ان تبني الانسان جاءت و هدمته

اليوم نحن في زمن العلوم و الاكتشافات و البحث العلمي و التكنولوجيا و لا زلنا نجرب و نطور و نعمل من اجل الانسان و حتى العلوم الطبيعية و الفلسفة الاجتماعية و النظم الاقتصادبة ساهمت باشكال مختلفة في بناء الذات و السلوك الانسانية لكن يجب ان تكون هذه الوسائل بشكل عام قابلة للموت و اعادة التجريب فيما لو تعارضت مع المنفعة الانسانية بمعنى انها هي من يجب ان يقدم على مذبح الغاية ( الانسانية )





#حسنين_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مظل أنا عبدك الظال
- ما حاجتنا الى الدين
- المقدس الديني بين وجوب فرضه كأساس اخلاقي و بين قيمه و اهدافه ...
- نحن ضحاياك يا الله
- التخلف الاجتماعي .. قهر الانسان و موته
- حواري مع الله
- المتشابهات و المختلفات بين مواطني مصر و العراق في ظروف الثور ...
- كلمة موجهة الى الشباب العراقي في الاسبوع الاخير قبل اجراء ال ...
- الشعب يريد اسقاط ( النبي )
- عزف نسائي .. طرح ثنائي ولون اخر
- اطلبوا الحب من المهد الى اللحد


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين سلام - عندما تقدم الغاية على مذبح الوسيلة