أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسنين سلام - عزف نسائي .. طرح ثنائي ولون اخر














المزيد.....

عزف نسائي .. طرح ثنائي ولون اخر


حسنين سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 23:25
المحور: الادب والفن
    


على خشبة المسرح الوطني ببغداد قدم المخرج العراقي سنان العزاوي عرضا مسرحيا من تأليف مثال غازي وتمثيل الفنانة هناء محمد والفنانة اسماء صفاء وضمن فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013استمر لعدة ايام متواصلة استغل فيه المخرج بيئة المكان بما ينسجم و فرضيته الاخراجية ليحقق بذلك شكلا جديدا ومغايرا من خلال توظيف قاعة الجماهير وخشبة المسرح لخدمة العرض والذي ساهم بشكل او بأخر في تعضيد وتأصيل الرؤى الفلسفية التي جاءت في طروحات العرض وكان نسق بناء الصورة وفق متطلبات الرؤية لدى المخرج نسقا تكامليا حيث اشتغل على اخطر المفاهيم في التلقي المسرحي والمتمثلة ب ( الدين – الجنس – السياسة ) واعتمد منظومة نقد الواقع في الحاضر من خلال تقديم شخصية ( حياة ) التي جسدتها الممثلة اسماء صفاء والتي كانت موفقة في تحضير وتأهيل وتوظيف ادواتها بشكل مميز وبجهود ملحوظة مما دعى الى ابراز وبناء هرم الشخصية وفق ابعادها وظروفها خاصة بعدها الماضي الذي ادى الى تشكيل ابعادها الاجتماعية والنفسية والفسلجية وكان واضحا بعدها الاجتماعي من خلال المهنة التي زاولتها بعد وفاة زوجها وابنها ( راقصة ليل ) الذي جاء ليخدم طروحات العرض فكان لطروحات الشخصية من ادعاء المظلومية والمطالبة بالحرية وحقوق المرأة دلالات واضحة على زمن ندعي فيه الحرية والديمقراطية والشفافية في العراق الجديد ومن ثم استحضر الماضي و وجه له نقدا لاذعا ايضا من خلال تقديم شخصية ( نور ) المرأة المتدينة بدين الاسلام والتي تعيش حياة قد ساهمت في بيان ملامح ابعاد شخصيتها والتي ايضا كانت نتاجا للبعد الماضي وكان واضحا من خلال سردها لمعاناتها التي عاشتها في زمن النظام السابق وبالتالي كان طرحا ثنائيا جميلا وظفت له سينوغرافيا هي في مضمونها فسيفساء متفردة ساهمت في تعزيز وترصين الرؤى الجمالية والفلسفية للعرض

و اود هنا ان اشير الى نوعية الصراع في هذا الطرح بين المفاهيم الحداثوية للأنسان ومبادئه الانسانية المتمثلة بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المرأة بالذات وبين المفاهيم القديمة المتمثلة بالعادات والتقاليد والتزمت بالدين ومن جانب اخر هو صراع بين ماهو مقدس وما هو مدنس ولكن من يحدد او بالاحرى من له الحق في ان يحدد المقدس والمدنس بين شخصيات العرض؟ فقد ترك كل من المؤلف والمخرج مساحة للتفكير لدى المتلقي ولم يحدد هو بدوره الا وجهات نظر الشخصيات ببعضا والسؤال هنا والذي لم اجد اجابة واضحة له خلال العرض هو سبب اختيار الاسلام كدين لشخصية ( نور ) دون بقية الاديان حيث كانت الشخصية ترتدي الحجاب الاسلامي وتتلو ايات من القران ( ايات التكفير ) ولم يكن القصد واضحا لهذا الاختيار ولا اعني هنا ان المخرج لم يكن موفقا بأيصال مقاصد وابعاد وطروحات الشخصية ( الاسلامية ) او ان الممثلة لم تكن موفقة في تحضير ادواتها للشخصية بل على العكس تماما حيث قدمت جهدا كبيرا وواضحا من خلال توظيف تقنيات اداءها بما ينسجم ومفاهيم الشخصية ولكن المؤلف و المخرج لم يحددا القصد من اختيار نوعية الدين لهذه الشخصية و في النهاية جاء العرض ليترك بصمة واضحة لدى المتلقي العراقي ويشكل علامة مضيئة في سماء المسرح العراقي



#حسنين_سلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطلبوا الحب من المهد الى اللحد


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسنين سلام - عزف نسائي .. طرح ثنائي ولون اخر