أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأتراك ، وأدمغة القادة العرب ؟















المزيد.....



أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأتراك ، وأدمغة القادة العرب ؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي
السؤال الثاني والستون:
أين استراتيجية "نهاية المطاف" في أدمغة القادة الأتراك ، وأدمغة القادة العرب ؟

الرئيس أردوغان المنتمي للتيار الاسلامي، خلافا لتوجه كمال أتاتورك، مؤسس تركيا العلمانية الحديثة، كان كل همه اسقاط النظام العلماني السوري، على أمل أن يحل محله نظام ينتمي لتيار الاسلام السياسي القابل للتحاف معه، ولا يهدده في يوم من الأيام بالمطالبة باستعادة لواء الاسكندرون الذي كان على مدى أربعة قرون، أي طوال الحكم العثماني للبلاد العربية، وأيضا في مرحلة طويلة من مراحل الانتداب الفرنسي على سوريا، جزءا لا يتجزأ من الاقليم السوري، ولم ينتزع من سوريا ويضم الى الدولة التركية، الا في عام 1939عندما بدأت نذر الحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق، فقدمت فرنسا المنتدبة على سوريا، لواء الاسكندرون رشوة لتركيا كما يبدو، كي لا تشارك الى جانب ألمانيا في حربها الجديدة، أسوة بما فعلت في الحرب العالمية الأولى.
ومن أجل تحقيق ذلك،( أي اسقاط النظام العلماني القائم في سوريا)، فتحت تركيا حدودها على مصراعيها سامحة بتدفق الأسلحة والمقاتلين الى القطر السوري. والواقع أنه لولا قيام تركيا بقيادة "أردوغان"، الاسلامي المودرن (الذي لم يطلق لحيته أسوة بالعديد من الاخوان المسلمين الذين أطلقوا لحاهم)، بفتح تلك الحدود التركية على مصراعيها فعلا، ما كانت المعارضة السورية قد وقفت على قدميها، لأنه لا أحد من دول الجوار كالأردن، أو العراق، أو لبنان أيضا (الا بنسبة ضئيلة قد تفلت من مراقبة الجيش اللبناني وحزب الله)، كانت ستأذن بتدفق الأسلحة والمقاتلين الى الأراضي السورية عبر حدودها. فكل العون العسكري القادم من الدول الغربية، أو من السعودية، أو من قطر، ما كان سيصل الى وجهته أبدا بدون ذاك التعاون التركي، الذي شكل العامل الأهم والجوهري بحدوده المفتوحة، في تطوير وتثبيت وانتشار المعارضة السورية المسلحة.

ولكن تركيا " أردوغان" بدأت تحصد نتائج تهورها. فها هو "غول" رئيس الدولة، يعبر عن مخاوفه من تطور الوجود "القاعدي" في المنطقة. وقبل ذلك بأيام، اضطرت القوات التركية الى قصف قوات "داعش" المتواجدة في مدينة "أعزاز" القريبة من الحدود التركية، لأن قذائف صادرة عنها قد سقطت في القرى التركية المجاورة. وتطور ثالث حصل منذ الثاني عشر من تشرين ثاني 2013، وتمثل في اعلان الأكراد السوريين المتواجدين في شمال سوريا المحاذي للحدود التركية، تشكيل مجلس للادارة الذاتية، يعتقد بأنه يؤسس لحكم ذاتي في تلك المنطقة، ربما على شاكلة نظام الحكم الذاتي المتواجد في شمال العراق.

وهذا يعني بكل بساطة، أنه عاجلا أم آجلا، ستضطر تركيا الى منح أكرادها في جنوب تركيا، والتي تشكل مناطقهم امتدادا لمنطقتي الحكم الذاتي في العراق، والادارة الذاتية في سوريا، حكما ذاتيا أيضا لأكراد تركيا،وهو ما حاولت الدولة التركية التي تسجن الزعيم الكردي "أوجلان" تجنبه على مدى سنوات. ولا أريد أن أقول بأن ذلك كله، سيؤدي في نهاية المطاف الى ظهور الدولة الكردية المستقلة (والتي ربما يستحقها الأكراد). كل ما في الأمر، أن الأخطاء التركية، تركيا "أردوغان"، نتجت عن عدم دراسة رئيس الوزراء التركي بتعمق كاف استراتيجيته نحو سوريا. فقد درس القشور والنتائج التي رآها فورية ومؤكدة، ولم يتعمق في دراسة تلك الاستراتيجية ليكتشف تفاعلاتها غير المتوقعة في" نهاية مطاف" تلك الاستراتيجية. فعدم التأني في دراسته هو الذي أدى أو سيؤدي، على الأرجح، الى ظهور الدولة الكردية الموحدة والمستقلة، الأمر الذي كان يشكل آخر تمنيات أردوغان،الذي اعتقل "أوجلان"، الزعيم الكردي(كما سبق وذكرنا)، وأبقاه في السجن لسنوات طويلة، بغية الحيلولة دون حصول أكراد تركيا على الاستقلال، أو على أي شكل من أشكال شكال أشكالالحكم ذاتي.
والواقع أنني قد كتبت محذرا تركيا من مغبة سلوكها ذاك. وكان ذلك في التعليق على سؤالين يتعلقان بالتدخل التركي في سوريا. وقد جاء ذلك في التعليق على السؤال السابع وتاريخه الأول من حزيران، والسؤال الثامن الذي طرحته في الرابع من حزيران 2013، أي مع بواكير طرح تلك الأسئلة. وفي كلا السؤالين والتعليق عليهما، حذرت تركيا من مخاطر ما تفعله في سوريا، واحتمالات انعكاسه على تركيا.
ولكن احتمالات الخسارة لمصلحة أكراد تركيا، ليس هو النتيجة الوحيدة التي ترتبت على الغباء التركي كثمرة للحرب في سوريا. فالنتيجة الأسوأ والناتجة عن قيام تركيا بفتح حدودها لتنقل المسلحين والأسلحة الى سوريا، كانت مقتل أكثر من مائة وعشرة آلاف سوري من العسكريين، والكثير من المدنيين الأبرياء. ودم الكثيرين من أولئك الضحايا، يقع على عاتق تركيا، لا بل ربما على عاتق الرئيس"أردوغان"، علما أنه من المعلوم جيدا أن تاريخ تركيا يعرف بسابقة دموية هامة أخرى هي مذبحة الأرمن في عام 1915.
ففي الرابع والعشرين من شهر نيسان في ذاك العام ، أمرت جمعية الاتحاد والترقي برئاسة محمد طلعت باشا، وعضوية كل من اسماعيل أنور باشا، وأحمد جمال باشا، باعدام 300 أرمني من المفكرين والكتاب والسياسيين وكبار الشخصيات القيادية الأرمنية. وكانت تلك الجمعية عبارة عن جمعية عنصرية متأثرة بأفكار "ضياء جوكالب" ودكتور"محمد ناظيم" ودكتور "بهاء الدين شاكر". وتمت المذبحة بأساليب مدروسة وتحت اشراف حكومة "الأتراك الصغار"، كما سميت الحكومة التركية المسيطرة على السلطة في تلك المرحلة، والتي شكلت في عام 1908 واتبعت مذبحة الرابع والعشرين من نيسان عام 1915 التي شملت مقتل كبار القادة والمفكرين الأرمن، بمذبحة أخرى أدت الى مقتل قرابة الخمسة آلاف مواطن أرمني. وبعدها نقل ما تبقى من الشعب الأرمني المقيم ضمن مناطق الحكم العثماني، والذين كان يقدر عددهم بمليونين ونصف مليون أرمني، الى مناطق تقع بين (Jerablus ) في تركيا والواقعة قرب البحر الأسود، و"دير الزور" الواقعة ضمن أراضي الاقليم السوري.
وكانت تلك المناطق أراض صحراوية، أمر الأرمن بالرحيل اليها مشيا على الأقدام، فعانوا كثيرا من الجوع والعطش، اضافة الى تعمد اغراق بعضهم في البحرالأسود، مما أدى في النهاية لأن يبلغ عدد الضحايا من المدنيين الأرمن بين العامين 1915 و1916، مليون وخمسمائة ألف أرمني، مما شكل مذبحة حقيقية لذاك الشعب الذي كان يدين بالمسيحية، وشاء حظه أن يقيم في منطقة الحكم الاسلامي والعنصري العثماني الذي عانى منه العرب أيضا، ومنهم المسلمون العرب، نتيجة التفكير العنصري العثماني الذي رزحوا تحت نيره على مدى أربعة قرون طوال.
وهكذا يأمل المراقبون العرب والمحايدون، أن تعيد تركيا النظر في فتح حدودها أمام تدفق السلاح والمقاتلين الى سوريا، تجنبا لوقوع مزيد من الضحايا الأبرياء من السوريين، كي لا تسجل وصمة عار جديدة في التاريخ التركي، اضافة الى الوصمة التي لحقت به، وبدأ المجتمع الدولي يعترف بحصولها بحق الشعب الأرمني. فالتعصب العثماني في ظل حكومة تركية عنصرية وذات اتجاه اسلامي متشدد، هي التي أدت الى مقتل الأرمن الأبرياء، وها هو التاريخ يكاد يكرر نفسه في ظل حكومة "أردوغان" الاسلامية المتشددة.

فالحقيقة والواقع يرجحان أن سوريا ليست بحاجة الى مؤتمر "جنيف 2"، قدر ما هي بحاجة الى خطوة واحدة وبسيطة من الجانب التركي، مفادها اغلاق حدوده في وجه تدفق الأسلحة والمسلحين الى سوريا. فذلك وحده كفيل بالتخفيف من حدة الاقتتال في سوريا، والتقليل من عدد الضحايا الذين يسقطون يوميا على أراضيها، اضافة الى النتائج السيئة التي تنعكس على تركيا ذاتها، ومرشحة للازدياد اذا استمر" أردوعان" في نهجه الخاطىء، والذي قد يصبح من أهم نتائجه، تراجع شعبيته في تركيا، مع احتمال يزداد كل يوم وضوحا بخسارة حزبه للانتخابات القادمة في عام 2014، خصوصا بعد معركة ساحة "التقسيم"، وتراجع الأكراد عن الاتفاقية القاضية بانسحابهم الى داخل العراق، وتشكيل الادارة الذاتية في سوريا ،مع ما في ذلك من مخاطر امتدادها (أي الادارة الذاتية) الى المناطق الكردية في تركيا، مع وجود احتمالات لوضع جماعتي "داعش" و"النصرة" لموطىء قدم لهما داخل الأراضي التركية، في مسعى لتطوير الحركة الاسلامية الاخوانية التركية، الى حركة سلفية، بل وربما حركة "قاعدية" بامتياز. فهل يستمع "أردوغان" لصوت العقل قبل فوات الأوان؟

أما الدول العربية وفي مقدمتها قطر والسعودية، فهي أيضا لم تفكر بعيدا، متعمقة في الاحتمالات المفاجئة وغير المتوقعة للاستراتيجية التي اعتمدوها. أي أنهم لم يحاولوا سبر غور تلك الاستراتيجية في "نهاية مطاف" تفاعلاتها. فقد توقعوا أن يسقط النظام السوري بكل سهولة، ويتخلصوا بذلك من نظام علماني لا يرغبون به، خصوصا وأن السعودية التي تتبع المذهب "الوهابي" القريب من السلفية، ان لم يكن هو السلفية بعينها، وجدت في النظام السوري نظاما مناقضا لنهجها، اضافة الى كونه نظاما ممانعا للحل السلمي في المنطقة. لكن الأهم من ذلك كله، كون النظام السوري متحالف مع ايران التي اعتبرتها دول الخليج ، وخصوصا السعودية ، العدو اللدود لها.
وجاءت المفاجأة عندما لم يسقط النظام الرسمي السوري، وأخذت المعارضة التي قاموا هم بتسليحها، تذهب الى أبعاد غير متوقعة: من تشكيل تيار اسلامي متشدد، لا مجرد تيار سلفي، بل وبدأ بعضها يتجه نحو"القاعدة" التي أخذت تزداد قوة وبأسا، كما بدأت تنتشر في المواقع السورية الشمالية في مسعى لاعلان الامارة الاسلامية، مع احتمالات آخذة في التصاعد، بانتشار"القاعدة" الى دول الجوار، كلبنان والأردن ومنها الى السعودية، وربما الى باقي دول الخليج أيضا. وقد أكد هذا الاحتمال أمران: أولهما تلك القذائف (وقيل صواريخ غراد) التي أطلقت قبل أسبوع تقريبا، من العراق على منطقة "حفر الباطن" في الأراضي السعودية، وانبرى فصيل قد يكون من "القاعدة"، للاعلان عن مسؤوليته عنها. وثانيهما التفجيران اللذان وقعا قبل أيام قليلة أيضا في منطقة الرملة البيضاء، منطقة السفارات، واستهدفا السفارة الايرانية، فتسببا بمقتل العشرات من المدنيين الأبرياء، ودبلوماسي ايراني واحد هو الملحق الثقافي. وبادرت أيضا منظمة "القاعدة" الى اعلان مسؤوليتها عن ذاك الانفجار، مما يعزز المخاوف من انتشار تلك المنظمة في دول الجوار.

والواقع أنني قد حذرات مرارا من مغبة هذه الحرب ومن ذيولها المحتملة على دول الجوار. ففي التعليق على السؤال الثاني عشر تاريخ 17 حزيران، نبهت أصحاب الثروة من الثورة القادمة والتي قد تتحول الى "قاعدة" جديدة. وفي السؤال الثاني والعشرين تاريخ 27تموز، تساءلت عن السبب في غموض موقف السعودية التي تؤيد الثورة في مصر المعارضة للاسلاميين، لكنها تدعم الاسلاميين المتشددين في سوريا. وفي التعليق على السؤال التاسع والعشرين المنشور بتاريخ 11 آب، وعنوانه "متى يدرك القادة العرب أن المغول قادمون"، واصفا بربرية الأعمال التي ترتكبها جماعة "القاعدة" في سوريا من اغتصاب النساء واعدام الأسرى، بأنها أعمال شبيهة بأعمال المغول لدى غزوهم للبلاد العربية قبل عدة قرون. وفي التعليق على السؤال الواحد والأربعين تاريخ 6 أيلول، تساءلت ان كان النفط قد تحول من نعمة الى نقمة. وفي السؤال الثامن والخمسين المنشور مؤخرا بتاريخ 29 تشرين أول، أي قبل 27 يوما من تاريخ كتابة هذا المقال، تساءلت "متى يفجر العرب والايرانيون قنبلتهم الكبرى"، فاصدا رص صفوفهم مع بعض لتشكيل القوة السادسة في العالم بعد الدول الخمس الكبرى.

ولكن جميع هذه المقالات والتعليقات، لم تلق أذانا صاغية. كما أن المقال الأخير حول توحيد الجهود العربية الايرانية، قوبل بالدهشة والاستغراب، حيث تساءل البعض: كيف يلتقي الطرفان بعد ما كان بينهما من حروب وبحور من الدماء. اضافة الى ذلك، فان دول الخليج، وخاصة السعودية، تحارب ايران لاعتقادها بأنها تحاول انتزاع الزعامة في المنطقة من الدول النفطية الخليجية وخصوصا السعودية أكبر دول الخليج. وزاد في مخاوف دول الخليج، وخصوصا السعودية، ما تردد عن المساعي الايرانية لانتاج القنبلة النووية التي قدر البعض أنه يمكن أن تتحول للقنبلة الاسلامية التي ستواجه القنبلة، بل القنابل الاسرائيلية النووية. لكن البعض الآخر قدر أن امتلاك ايران للقنبلة النووية، سيضعها في مصاف الزعامة للعالم الاسلامي الذي ترغب السعودية في قيادته، رغم أن باكستان،الدولة الاسلامية أيضا، قد امتلكت القنبلة النووية، ومع ذلك لم تحاول تزعم العالم الاسلامي، اذ كان كل همها أن تحقق التوازن العسكري مع جارتها الهند التي لم يكن يجمع بينهما ود كبير منذ اعلان استقلال الدولتين اثر انتهاء الحرب العالمية الثانية. ومن هنا لا أحد يعلم لماذا كيفت دول الخليج امتلاك ايران للقنبلة النووية، اذا تحقق فعلا، بأنه سيكون خطوة للسيطرة على العالم الاسلامي، وليس بهدف تحقيق التوازن العسكري مع اسرائيل، عدوة ايران، وأيضا عدوة كل العالم العربي والجزء الأكبر من العالم الاسلامي.

والواقع أن أحدا لا يعلم السبب الحقيقي الكامن وراء الفتور، بل العداء القائم بين الدول العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص من ناحيةوالتي تنتمي للطائفة السنية، وجمهورية ايران الاسلامية (الشيعية الانتماء) من ناحية أخرى. فهذا العداء غير المبرر بينهما، نظرا لانتماء هذه الدول كلها للديانة الاسلامية، مع وجود بعض الاختلاف بين ما تشكل من طوائف في هذه الدول، بحيث تميزت بعض الشيء طائفة عن أخرى، علما ان الدول الأوروبية، رغم انتماء معظمها للديانة المسيحية، فانه توجد بينها أيضا بعض الاختلافات الطائفية التي تشبه كثيرا الاختلافات الطائفية بين الطوائف الاسلامية في العالمين العربي والفارسي.
فاليونان وقبرص تنتميان للطائفة الأورثوذكسية، في وقت تنتمي فيه فرنسا واسبانيا وايطاليا والدانمرك وعدة دول أوروبية أخرى الى الطائفة الكاثوليكية، هذا مع وجود بعض الدول الأوروبية التي ينتمي بعضها الى الكنيسة البروتستانية، ومنها بعض الولايات في المانيا. ومع ذلك فقد دخلت تلك الدول في الاتحاد الأوروبي ذو الطوائف المنوعة. اضافة الى ذلك، وجود احدى الدول المستقلة عن يوغوسلافيا السابقة هي "بوسنيا"، في ثنايا ذاك الاتحاد الأوروبي، رغم كونها وكون ألبانيا دولا اسلامية الانتماء. كما أن هذه الاختلافات الطائفية، لم تمنع الاتحاد الأوروبي من السعي لاقناع بريطانيا المنتمية للكنيسة الانجيلية، بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي، ولم يمنع صربيا الأورثوذوكسية الانتماء، من السعي للانضمام لذاك الاتحاد، أو سعي تركيا،الى حد الاستجداء تقريبا، للمطالبة بالانضمام للاتحاد الأوروبي رغم أن تركيا تدين بالديانة الاسلامية كألبانيا وغيرها من الدول. فما جمع بين هؤلاء الدول المتباينة في اللغة وفي القومية وفي الدين، بل والتباين في الانتماء الطائفي بين أصحاب الدين الواحد، انما هو المصلحة الاقتصادية، وتحقيق الرخاء والمنافع الجمة لشعوبها والتي يحققها اتحاد كهذا. وكما قال الجنرال "ديغول"، ليس هناك صداقات دائمة، ولكن هناك مصالح دائمة. وهذا ما لم يدركه بعد كل من العرب والايرانيين، اللذين يتوجب عليهما أن يضعا خلافاتهما جانبا، وأن يسعيا لانجاز التنسيق بينهما تحقيقا للمصالح المشتركة بينهما، وأهمها اقتلاع الأخطبوط الاسرائيلي الذي يهدد الطرفين، والقضاء على الهيمنة الغربية عليهما، وبالذات الهيمنة الأميركية، التي تستنزف نفطهما بأبخس الأثمان نتيجة الصراع اللامنطقي بينهما.
وفي مقال كتبه الأستاذ صالح القلاب، الكاتب والمعلق المعروف، ووزير الاعلام الأردني لعدة مرات، وعضو مجلس الأعيان حاليا، (نشر في السادس من تشرين الثاني 2013)، قال فيه اننا (كنا نعرف أن "العلويين الأكثر عداء للشيعة على المذهب الجعفري الاثني عشري" لأنهم لا يعترفون ب"المهدي المنتظر" ولا يؤمنون بعودته. وكنا نعرف أن الاسماعيليين قد افترقوا عن الجعفريين الاثني عشري عند الامام السادس، وكنا نعرف أيضا أن "الزيديين" يقفون على مسافة واحدة بين الشيعة وأهل السنة. وكنا نعرف أن المقامات السنية هي مقامات لكل المسلمين،وأن المقامات الشيعية هي مقامات اسلامية). ولكن (فجأة) أصبح "العلويون والزيديون والاسماعيليون، شيعة على المذهب الجعفري الاثني عشري".

فاذا كان الشيعة على هذا القدر من الخلاف مع العلويبن، والزيديين والاسماعليين ، ومع ذلك استطاعوا أن يوحدوا صفوفهم، فلماذا لا يستطيع هؤلاء وأهل السنة، أن يوحدوا صفوفهم أيضا لمواجهة الخطر المشترك، وتحقيقا للمصالح المشتركة أيضا.
أما الحديث عن الحروب وبحورمن الدماء، فانه كلام مردود ولا يصمد أمام نقاش العقل والمنطق. صحيح أنه كانت هناك حروب، من أبرزها معركة القادسية في بدايات العصر الاسلامي، اضافة الى بعض المعارك الأخرى، وكان آخرها حرب الثماني سنوات بين العراق وايران في ثمانينات القرن الماضي. وصحيح ان كثيرا من الدماء قد سالت من الطرفين، وأن آية الله"روح الله الخميني" قد حاول احياء الامبراطورية الفارسية، كما يقول الأستاذ صالح القلاب،فان المرجح أن الايرانيين قد بدأوا يدركون ازاء المخاطر التي باتت تواجههم من الأميركيين ودول الغرب، ومن التهديدات الاسرائيلية، بأن هذا الحلم قد أصبح بعيدا، وأن دولتهم قد تصبح مهددة بالزوال اذا لم يسعوا للاتفاق مع جيرانهم، خصوصا وأن الولايات المتحدة باتت تسعى، من خلال موجات الربيع العربي، الى انشاء شرق أوسط جديد، وأن عملية التغييرهذه سوف تطالهم عاجلا أو آجلا، ما لم يصححوا أوضاعهم مع جيرانهم، ليقفوا معهم كتلة واحدة، في تحالف شرق أوسطي (من الممكن أن يضم تركيا أيضا اذا حكمت تركيا العقل)، يفاجىء - بل ويحبط أيضا الشرق الأوسط الجديد على الطراز الأميركي.

وعودة الى بحور من الدماء سالت من قبل الطرفين، فهل يجوز أن تكون هذه الدماء سببا لبقاء الفرقة بين الطرفين، خصوصا وأن بقاء الخصومة على ما هي عليه، قد تؤدي الى مزيد من الدماء المراقة، علما أن الدماء التي أريقت بينهما في الحروب الماضية، لا يقاس عدد ضحاياها بضحايا الحرب العالمية الثانية، والتي تراوح عددها بين الستين وخمسة وثمانين مليون قتيلا، ومع ذلك لم يحل هذا الكم الهائل من القتلى والضحايا، من حصول التفاهم الأوروبي وتأسيس الاتحاد الأوروبي العتيد.
فعدد القتلى من الاتحاد السوفياتي تجاوز 22 الى 26مليونا، منهم قرابة ال 14مليونا من روسيا الاتحادية وحدها، و ستة ملايين و850 ألفا من أوكرانيا، احدى اكبر جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. ومع ذلك، ظلت أوكرانيا تسعى الى أيام قليلة فقط، للانضمام للاتحاد الأوروبي، ولكنها الآن عدلت عن ذلك بسبب مغريات قدمتها لها روسيا الاتحادية مؤخرا.

وخسرت ألمانيا لوحدها سبعة الى تسعة ملايين مواطن ألماني، كما خسرت ايطاليا، حليفتها في تلك الحرب 454 ألفا. في وقت خسرت فيه فرنسا 550 ألفا، وبريطانيا 451 ألفا، وبلجيكا 88 ألفا، وهولندا أربعة ملايين قتيلا، والدانمارك 32 ألفا، واليونان من 320 الى 335 ألفا، اضافة الى عشرات الآلاف من الضحايا في الدول الأوروبية الأخرى كاسبانيا والبرتغال وغيرها من الدول الأوروبية استنادا الى الأرقام المستقاة جميعها من "ويكيبيديا"،أي "الانسايكلوبيديا"المجانية،علما أن الدول الأوروبية رغم خسائرها الكبرى،قد دخلت في الاتحاد الأوروبي، فوقفت ألمانيا ذات الخسائر الكبرى من بين الدول الأوروبية، تصافح الدول الأوروبية الأخرى التي قتلت أبناءها، كفرنسا وبريطانيا واليونان وغيرها من الدول الأوروبية، بل وسارعت ألمانيا لتساهم في تقديم العون المالي لأعدائها السابقين كاليونان واسبانيا.

فأين خسائر العرب والايرانين من خسائرالدول الأوروبية، ولماذا يتوجب أن تكون هذه الخسائر المحدودة نسبيا، قياسا بخسائر الأوروبيين في حرب واحدة هي الحرب العالمية الثانية، سببا في التباعد بين الدول الشرق أوسطية، ومانعا للحيلولة دون مصافحة احداها للأخرى، أسوة بمصافحة ألمانيا لأعداء الأمس بغية تأسيس الاتحاد الأوروبي،لا لشيء الا السعي وراء تحقيق المصالح العليا المشتركة.
ولا أعلم ان كانت الدول العربية وحدها، وربما الخليجية بالذات، وفي مقدمتها السعودية، هي التي تحول دون اجراء المصالحة العربية والفارسية، أم أن ايران أيضا تتحمل بعض الوزر، وربما كل الوزر في ذلك. ولكن اذا كان ذلك صحيحا في عهد "الخميني" الذي تطلع الى اعادة أمجاد الدولة الفارسية،أو في عهد رئيس الجمهورية الايراني السابق "أحمدي نجاد"،المتشبث كثيرا بفارسيته، وصاحب الطموح الكبير للنهوض بايران عبر تطوير قنبلة نووية تضع ايران في مركز القيادة والزعامة لكل دول الشرق الأوسط، فانه مع وصول"حسن روحاني" المنفتح في تفكيره، والأكثر واقعية، كما يبدو حتى الآن، من سلفه "نجاد"، بات من المفروض أن نتطلع الى ايران بنظرة مختلفة ولو قليلا، خصوصا وان الخطوة التالية المتوقعة ل"روحاني"، أن يمد يده الى العرب مصافحا، بعد أن مد يده فعلا الى الدول الأوروبية، والى الولايات المتحدة بالذات،عارضا استعداده للتفاوض معها بغية التوصل الى حلول مرضية للطرفين بخصوص قضية تخصيب اليورانيوم، والدرجة من التخصيب التي ستقف ايران عندها، تأكيدا لتوجهها الى عدم انتاج القنبلة النووية التي يخشاها الغرب، ويخشاها العرب، وتخشاها أيضا اسرائيل الممتلكة للعديد من الأسلحة النووية.

وتوصلت ايران فعلا، بعد مفاوضات مضنية، الى اتفاق مبدئي مرض لكافة الأطراف والتي شملت الدول الكبرى الخمس زائد واحد (أي زائد المانيا). فمخاوف العرب من السلاح النووي من المفترض أن تنتهي أو تتضاءل على الأقل، وخشيتها من احتمالات تزعم ايران للمنطقة نتيجة تملكها المحتمل (الذي لن يعود محتملا) لسلاح نووي، لن يعود له أي مبرر. واذا كانت أميركا والدول الأوروبية تسعى للتصالح مع ايران معلنة تخفيض العقوبات عليها تخفيضا جزئيا، فقد كان يفترض بالدول العربية أن تكون هي البادئة بمصافحة الجارة ايران، واحلال الوفاق معها لمصلحة الطرفين، كي لا تكون أميركا هي وحدها السباقة الى ذلك، خصوصا مع وجود مصالح مشتركة بينهما كدول متجاورة، اضافة الى أن مصالحة كهذه سوف تؤدي الى التوجه نحو انقضاء كل محاور النزاع بينها (كما في سوريا، والبحرين،ولبنان، والجزرالاماراتية وغيرها من القضايا المعلقة)، وذلك خلافا لما يشاع عن توجه بعض دول الخليج الى التنسيق مع اسرائيل، التي تشاركهم العداء لايران، بغية رص الصفوف بينهما في مواجهة ايران. وهذا بطبيعة الحال أمر مرفوض ويرجح عدم صحته.
فعوضا عن التفكير بتفجير القنبلة الكبرى بين العرب وايران (كما دعوت في مقالي السابق موضع الجدال)، باستدراج لقاء قمة بين الرئيس الايراني الجديد "حسن روحاني" وعاهل السعودية الملك عبد الله، لجسر الهوة بين الطرفين، (الأمر الذي طار من أجله "نبيه بري" رئيس البرلمان اللبناني الى طهران في مسعى ليحث روحاني على تقديم مبادرة كهذه)، ترددت العديد من الأقوال حول حوار سري بين دول الخليج وخصوصا بين السعودية واسرائيل.
الا أنه يرجح أن تكون هذه أنباء وأقوال مغرضة ومغلوطة ومبالغ فيها كثيرا. وهذا ما أكده الكاتب المعروف "جهاد الخازن"، ذو الصلات الوثيقة بالسعودية، نافيا ذلك (في مقاله الأخير الصادر قبل أيام قليلة على صفحات جريدة الحياة اللندنية)، بل ومستغربا اشاعات كهذه. اذ لا يمكن أن يصل الأمر بالعداء الخليجي الايراني، (كما قدر جهاد الخازن)، الى حد التحالف مع العدو المشترك لكل من العرب وايران، أي دولة اسرائيل التي لها الحق أن تخشى التطور العلمي في ايران، أسوة لخشيتها في السابق للتطور العلمي في عراق "صدام حسين"، فسعت نتيجة مخاوفها تلك الى ايغار صدرالغرب على العراق محذرة من التطور العلمي فيه، مستدرجة أميركا وبعض الدول الأوروبية لشن الحرب تلو الأخرى على بلاد الرافدين.
صحيح أن السعودية، السنية المسلمة، تؤمن بالوهابية المتناقضة نسبيا مع الجعفرية الاثني عشرية السائدة في ايران، لكن قادتها يؤمنون أيضا بالعروبة التي ينتمون اليها. فالملك سعود كان عروبيا، والملك فيصل كان أيضا عروبيا وشديد التمسك بعروبته. وتردد كثيرا عن عبد الله بن عبد العزيز أثناء ولايته للعهد، أنه كان يعتز كثيرا بالعروبة، ومع أن جلوسه على عرش السعودية، ربما وضع الكثير من الالتزامات عليه اضطرته الى التباطؤ قليلا في اندفاعه نحو الأفكار العروبية، الا أنه في صميم عقله وقلبه، يظل عروبيا، ومن المستبعد كثيرا أن يذهب الى حد التنسيق مع اسرائيل نكاية بايران.

والحكايات التي تروى عن الملك "فيصل بن عبد العزيز" كثيرة، لعل أبرزها ما رواه المرحوم "معروف الدواليبي"، رئيس وزراء سوريا الأسبق، حول حوار الفيصل في الستينات (قبل وقوع حرب 1967) مع الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول. اذ أن الرئيس ديغول قد خاطب الملك فيصل قائلا :"يتحدث الناس يا جلالة الملك، أنكم تريدون أن تقذفوا اسرائيل الى البحر، واسرائيل هذه أصبحت أمرا واقعا". ورد الملك فيصل: "يا فخامة الرئيس، أنا أستغرب كلامك هذا. ان هتلر احتل باريس، وأصبح احتلاله أمرا واقعا. كل فرنسا استسلمت الا أنت...فلا أنت رضخت للأمر الواقع ، ولا شعبك رضخ. فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع ".
ويمضي المرحوم "معروف الدواليبي" في روايته عن حوار الفيصل مع ديغول الذي قال: "يا جلالة الملك، يقول اليهود أن اسرائيل هي وطنهم الأصلي، وجدهم الأعلى اسرائيل ولد هناك"، فرد الملك السعودي قائلا: "انت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس. أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر غزاة فاتحين...فكيف تقول ان فلسطين بلدهم، وهي للعرب الكنعانيين، واليهود مستعمرون". ومضى الملك قائلا: "أنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققه اليهود قبل أربعة آلاف سنة. فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط". وتساءل جلالته: " أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ولا نصلحها لمصلحة روما؟". وبعد مزيد من الجدال بين الزعيمين، والمزيد من الاجابات المقنعة من العاهل السعودي، قرع ديغول الجرس، فجاءه "جورج بومبيدو" رئيس وزرائه آنذاك، فقال له ديغول" الآن فهمت القضية الفلسطينية. أوقفوا السلاح المصدر الى اسرائيل". وكانت اسرائيل يومها، كما قال "الدواليبي"، تحارب بأسلحة فرنسية وليست أميركية.

وقد يظن البعض أن قيام السعودية بقيادة الملك فيصل، بفرض الحظر النفطي على دول الغرب اثر اشتعال حرب اكتوبر1973، كانت هي الحظر الأول للنفط. ذلك أن الدكتور معروف الدواليبي يذكر أن الملك فيصل لدى اشتعال حرب عام 1967، استدعى رئيس شركة التابلاين الأميركية وأبلغه بحضور المرحوم "الدواليبي"، أن أي نقطة نفط تذهب الى اسرائيل ستجعلني أقطع النفط عنكم (أي عن أميركا التي كان رئيس التابلاين يمثلها). ولما علم الملك بعد فترة وجيزة أن أميركا قد مررت بعض النفط وغيره لاسرائيل، أمر الملك بقطع النفط فورا عن الولايات المتحدة، مما جعلها تعاني الكثير. ولا أحد يعلم بعد ذلك كله عن السبب الذي أدى الى اغتيال الشهيد الملك فيصل. هل هو الحظر النفطي في عام 1973 والذي كان العاهل السعودي وراءه، أم هو تصريح منسوب اليه اثر حرب عام 1973مفاده أنه سيؤدى الصلاة في العام القادم في القدس، في المسجد الأقصى. أما المؤكد، هو أن الملك فيصل كان شهيد ايمانه العميق بالعروبة وبالمصلحة العربية التي قدمها على كل شيء.
والمرجح أن الملك عبد الله في قرارة نفسه، قد لا يكون أقل عروبة أو أقل حرصا على مصلحة العرب من حرص الملك فيصل عليها. ولذا يبدو من المستبعد تماما صحة ما يرجح عن حوار سري مع اسرائيل، بل الأكثر احتمالا أن تعيد دول الخليج تقييم موقفها من دول الجوار في المنطقة وخصوصا ايران، فلا تترك الفرصة لدول الغرب، وبالذات للولايات المتحدة، للانفراد باجراء مصالحة مع ايران، بحيث تبقى الدول العربية بمعزل عن التيار الجديد الذي بدأ يسود ساعيا للتصالح مع دول الغرب، في وقت يقف العرب فيه متفرجين على ما يجري حولهم، وفي وقت أدركت فيه الجارة الأخرى"تركيا" حقيقة ما يحدث من تطورغير مسبوق، فبدأت هي الأخرى تغزل ناعما لجارتيها العراق وايران، وما "فيش حد أحسن من حد" كما يقولون، والأتراك كما يبدو، من بين من يقولون ذلك.

فاذا كان لا بد من تشكيل شرق أوسط جديد، دعوا دول المنطقة تقوم بحياكته حسب مقتضيات مصالحها. أما اذا ترك الأمر للولايات المتحدة الساعية جديا لحياكة شرق أوسط جديد على هواها، وحسب مقتضيات مصالحها، مستخدمة أساليب التبديل بطريقة الربيع العربي المشؤومة التي واجهنا الكثير من سيئاتها، فقل على العرب السلام، وعلى دول الخليج السلام أيضا، لأن دهشتنا بكون الربيع العربي قد تحقق في العديد من الدول العربية، ولكنه ظل بعيدا حتى الآن عن دول الخليج، لن تظل (هذه الدهشة) قائمة، لأن الربيع العربي قد يبدأ بالتفتح أيضا في بعض تلك الدول المنسية، دول الخليج ، ويكون عندئذ ربيعا اما تحركه شعوبها، أو تحركه الولايات المتحدة التي قد لا تكون راضية عن ممانعة دول الخليج لتفاهمها مع ايران، أسوة بعدم رضائها عن ممانعة سوريا للمصالحة العربية مع اسرائيل.
Michel Haj



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأميركيين ؟
- هل تلاشى الحلم العربي بالوطن العربي الكبير، ليصبح الأردن الو ...
- متى يزهر الربيع العربي في أروقة الجامعة العربية ويحولها الى ...
- متى يفجر العرب والايرانيون قنبلتهم الكبرى ؟ كيف ولماذا؟
- هل هو حقا الربيع العربي أم هو الدمار العربي ؟
- تعليقا واضافة للمقال الخاص بالاستشهاديين ، ينبغي التساؤل: هل ...
- هل نفذ باكورة الأعمال الاستشهادية في العصر الحديث منتمي لتيا ...
- هل أدركت الولايات المتحدة أن زمن القطب الواحد قد انتهى؟
- هل معركتي-اعزاز- و-باب السلامة- هما لسيطرة -داعش- على موقع آ ...
- لماذا لم يزهر ربيع عربي في قطر. ولماذا تصر أصغر الدول العربي ...
- هل جاء دور إخوان السودان في الرحيل ، بعد رحيل إخوان مصر ؟
- هل يؤدي الانقلاب شبه العسكري داخل المعارضة السورية، إلى الشر ...
- هل هناك منظمة -قاعدة- شريرة ، وأخرى -قاعدة- شريفة ؟ كيف؟ وأي ...
- لماذا كانت المنطقة العربية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى ال ...
- لماذا يلاحق -أوباما-مخالفات لاتفاقية دولية تحظر استخدام السل ...
- هل تشكل معركة -إعزاز- علامة فاصلة في كوكتيل تحالفات المعارضة ...
- هل يدمر نتنياهو سلاح إسرائيل الكيماوي، بعد أن تعهدت سوريا بت ...
- متى يقوم -أوباما- باستبدال اسم سوريا ليصبح -سوريستان-؟
- هل يؤدي الاقتراح الروسي حول الكيماوي، إلى قرار شبيه بالقرار ...
- متى تسقط ورقة التين عن البعض، كما سقطت منذ حين عن البعض الآخ ...


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - أين استراتيجية -نهاية المطاف- في أدمغة القادة الأتراك ، وأدمغة القادة العرب ؟