أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى ساهي - القائد والشعب ... والجنس المعنوي














المزيد.....

القائد والشعب ... والجنس المعنوي


مصطفى ساهي

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القائد والشعب ... والجنس المعنوي – مصطفى ساهي
من بين كل شيء مستحيل ، يحدث المستحيل الذي لانتمناه ، ومن خلال كل السنوات الماضية رأينا وعشنا وسمعنا تجارب غريبة ، فيحدث كل ما هو جديد ونرى المستحيل يتحقق . إلا إن الموتى لا يحفلون بموتاهم ، وقد تتحدث القبور ، إلا إنها لن تتحرك .
نعم ... نكتشف إن لجنة النزاهة التي تحارب الفساد بحاجة إلى لجنة نزاهة أخرى لأنها فاسدة ، ووزير التربية ينتقل من مفاهيم المنهج وأصول البحث والثواب والعقاب والإثراء والخطط اليومية والسنوية والمبادئ العامة للتربية ، إلى وزارة التجارة لينغمس بالمدلول القانوني والهيكلة والاقتصاد وكل مفردات البطاقة التموينية (شكر وعدس وتمن وزيت وصابون وصولاً إلى الفاصولية وغير ذلك) . والأغرب من ذلك انه غير متخصص بأي الوزارتين .
ونسمع ايضاً عن الشهيد الذي يتحول إلى مظلوم لان الشهادة لا يستحقها ولا تستحق أسرته مرتبه ، ورئيس لجنة اولمبية يصوت ضد بلده ليمنع إقامة المباريات على أرضه ، ليس هذا فحسب ، بل يُكتشف وبعد سنتين من إشغاله هذا المنصب إن الطريقة التي وصل بها غير شرعية . وصور رئيس دولة أخرى ترفع في المظاهرات والمناسبات الدينية ، وغيرها من الأمور الغريبة والقرارات المخجلة من الحكومة والبرلمان . مع كل هذا لايزال العراقي يعيش ويزاول جميع مهامه بلا توقف كالموت . لا يوقفه شيء لا طفح مجاري ولا فيضان ولا ازدحام مروري حتى لو يقطع كل يوم عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام .
لا يعترض ولا يعبر عن سخطه بأي شكل من الأشكال ، يصرف حياته متحملاً صابراً يوهم نفسه ، ولا يريد أن يعرف إن الصبر بهذه الحالات إنما هو جبن وتخاذل ، ولا التمني إنما هو بالحقيقة صورة للعجز والسلبية .
وحالة العراقيين تذكرنا بحكاية الملك الذي سأم من شعبه الذي لايعترض على اي شيء ، شعب لايتعرض ابداً فأمر حرسه أن يغلقوا جسرين من الجسور الثلاثة التي كان سكان المدينة يعبروا من خلالها للذهاب إلى عملهم . ومع إن الازدحام كان شديد في الجسر المتبقي لهم من اجل العبور ، لم يعترض احد ايضاً .
فشاط الملك غضباً من هذا الشعب الذي لا يعترض ولا يرفض اي شيء ، فإستشار وزيره ليرشده إلى سبيل أخر ، فأقترح الوزير على الملك أن يوقف حارسين على معبر الجسر الوحيد المتبقي لهم ، ومن يريد العبور منهم يجب أن يمارس الحارسين الجنس معه ثمناً لعبوره .
وبعد ان حدث َ ذلك . لم يعترض احد ايضاً من الشعب ولم يوقفهم هذا القرار من العبور للذهاب لعملهم . فتملك اليأس الملك ولم يكاد ينسى الأمر حتى اعترض احدهم ، فتهلل الوزير واخبر الملك ليأمر بمثول المعترض أمامه ، ما إن حدث ذلك حتى تفاجئ الملك من سبب انزعاج المواطن ، إذ قال منزعجاً (جلالة الملك ... ان أعدادنا كبيرة والحارسين لا يكفون لممارسة الجنس مع مثل هذا العدد ، وهذا الأمر يجعلنا ننتظر كثيراً لكي يحصل كلٌ منا على دوره بالتالي نتأخر عن أعمالنا ، لذا نرجوا منك أن تُزيد أعداد الحراس )
الشعب لم يعترض على القرار الاول للملك . فأطاعوا أوامره الأخرى ، وبعد ما فعله الحارسين بهم لن يعترضوا على اي شيء بعد ذلك ، وما يحدث بنا اليوم ، يقابله صمتنا . مؤشر واضح عن فعل الحارسين بنا ، إلا إنها والى الآن ممارسة معنوية . لذا الأجدر بنا أن نعترض قبل أن يصدر الملك قراره الثاني لحارسيه .

مصطفى ساهي



#مصطفى_ساهي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخمة المنتخب وجوع الناخب
- ملائكة الحزن
- اليقظة المُرة
- مناجاة قلب
- مناجاة
- جمال الموت
- النظريات المفسرة للاضطرابات السلوكية واليات التدخل العلاجي ع ...
- اهمية البرنامج الارشادي
- الاضطرابات السلوكية لدى الاطفال (سلوك العناد)
- حفار القبور
- شجاعة العقل
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً


المزيد.....




- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...
- محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عس ...
- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى ساهي - القائد والشعب ... والجنس المعنوي