أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - خيارات مصر الحائرة الخائرة














المزيد.....

خيارات مصر الحائرة الخائرة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو أنه مكتوب علينا أن نطرح كل عدة سنوات سؤال إلى أين تتجه مصر؟،وفى كل مرة تأتى المفاجأة فوق توقعاتنا على الأقل فى شكلها وحيويتها وسرعتها. قبل سقوط مبارك بعشر سنوات تقريبا كانت التحليلات مزدهرة حول خيارات مصر ما بعد مبارك. وفى منتدى الشرق الأوسط للحريات عقدنا فى نوفمبر 2007 مؤتمرا حاشدالأبرز رموز مصر الثقافية والحزبية لنجيب على سؤال واحد وهو " إلى أين تتجه مصر" وجاءت معظم التوقعات مؤيدة لأن العد التنازلى لنظام مبارك قد بدأ بالفعل،وكانت معظم الهواجس والمخاوف والتوقعات تتجه إلى أن الإسلام السياسى مستعد للقفز على السلطة عبر سيناريو الفوضى أو عبر أنتخابات تحمل مظهر الديموقراطية وجوهر الأستبداد،ولكن فوجئنا يوم 25 يناير وحتى 13 فبراير بمشهد ثورى بديع يتصدره شباب تواق للحرية،ورأينا الملايين تبحث عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية،ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه،ففى خلفية الصورة التى ابهرت العالم كله كان يختبئ الثعبان الاخوانى برأسه المخيف ولسانه يلعب فى كل الاتجاهات ورأسه يتحرك بسرعة مرعبة حتى انقض على الثورة ولدغها فماتت فى مهدها،واتجهت مصر بعد فترة انتقالية مضطربة وفاشلة من حكم المجلس العسكرى إلى بوادر فاشية دينية مخيفة.وبدأ الشارع يغلى من جديد ليس فقط لأنهم خطفوا ثورته واحلامه ولكن لأنهم رجعوا به إلى ما هو اسوأ من عهد مبارك. فى هذه الاجواء الملبدة بالغيوم والعواصف عقدنا مؤتمر فى ابريل 2013 ، فى منتدى الشرق الأوسط للحريات أيضا ، تحدث فيه نخبة لامعة من المفكرين المصريين عن " مستقبل الأقليات تحت حكم الاخوان"،وكانت الرؤية فى هذا المؤتمر منقسمة بين أقلية ترى أن حكم الاخوان لا يمكن أن يستمر وأن مصر ستثور عليهم حتما وقريبا، وبين أغلبية ترى أن الحكم الفاشى يتمكن من مفاصل مصر بسرعة وأن إسقاطه حلما بعيد المنال،ولكن جاءت ثورة 30 يونيه بأكثر بكثير مما كنا نحلم به، لقد هب الشعب المصرى فى منظر مهيب وقام بعملية جراحية نظيفة وسريعة وناجحة لبتر الورم السرطانى الاخوانى، ولكن ويا لخطورة كلمة ولكن، جاء العلاج الكيماوى بعد العملية مخيبا تماما لطوفان البشر الذين خرجوا فى 30 يونيه و3 يوليو. إن العلاج الكيماوى الذى يشكل ضرورة ملحة لوقف عودة المرض وتطهير العملية جاء كارثيا حتى عاد السؤال يطل علينا مرة أخرى" إلى أين تتجه مصر؟"، وفى هذه المرة نقول أن المرض قد يعود تحت بطء العلاج وخطأه فى نفس الوقت أو يموت المريض من شدة المعانأة من العلاج الخاطئ.
إن الخيارات المطروحة لمصر حاليا لا يوجد بينها للأسف خيار بناء الدولة الديموقراطية العصرية الحديثة ووضع مصر على طريق التقدم.
فهناك خيار إعادة أنتاج نظام مبارك ولكن بطريقة اشرس،أى العودة للدولة الأمنية المخابراتية الفاسدة المستبدة،مع عودة كل الوجوه القبيحة التى ملأت الدنيا فسادا وصخبا ونفاقا فى عهد مبارك.
وهناك خيار النظام الباكستانى حيث يتبادل العسكر والإسلاميون المواقع والمناصب والادوار ويقتسموا السلطة والفساد، ويتم أسلمة الجيش وعسكرة الإسلاميين. كل الذين يسعون للمصالحة مع الاخوان ويقدمون المبادرة تلو الأخرى هم فى الحقيقة يهدفون إلى هذا الخيار.
وهناك خيار اطالة الفوضى من آجل إسقاط الدولة كلها،وفى الواقع فأن الاخوان يعملون بكافة الطرق من آجل هذا الخيار وفى نفس الوقت يسلطون اتباعهم من الإسلاميين للتقدم بمبادرات الخيار الثانى، وكلما زاد العنف والفوضى والإرهاب يرتفع سقف احلامهم بمبادرة تعيد لم الشمل الاخوانى،ومن ثم فان العنف الممارس من الاخوان ضد مصر كلها هو لتحسين ظروف وشروط التفاوض فى حالة فشلهم فى إسقاط الدولة.
وهناك خيار مطروح أيضا وهو عودة حكم العسكر بما يشبه بدايات ثورة يوليو 1952،أى الفرجة على كل الفئات وهى تصفى بعضها وتحرق بعضها سياسيا لمصلحة إعادة هيكلة المناصب الرئيسية فى الدولة لصالح شخصيات عسكرية.
وهناك خيار بالحسم والمواجهة الصارمة حتى يتم تطهير الجسم بالكامل من أثار المرض ثم بعد ذلك البدء خطوة خطوة لإستعادة العافية والعودة للوضع الطبيعى الذى يمهد للإنطلاق للامام... وهذا الخيار للأسف لا يؤمن به وينفذه سوى قلة قليلة فى مواجهة أغلبية سياسية تساهم بسؤء تقديرها للأمور لعودة الاخوان للمشهد بصورة أو بأخرى أو لعودة القوى الرئيسية فى نظام مبارك ولكن بصلاحيات أوسع.
وهناك خيار أخير بأن تظل مصر تلف حول نفسها فى دائرة مستمرة تتقدم مصر فيها خطوة للامام ثم ترجع خطوة للخلف لتظل محلك سر ثم تلف فى مكانها حول نفسها لتظل حائرة خائرة مرتبكة،وأعتقد أن هذا ما سيحدث على الأقل فى السنوات الخمسة القادمة،الدوران حول الذات لتبقى المعادلة فى النهاية صفرية فى حين يتحرك الآخرون للأمام لتزداد الفجوة أكثر بين مصر وبين العالم المعاصر.
ولا عزاء للحالمين بالحرية والديموقراطية والعدالة والرخاء والتقدم.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواجهة الرخوة
- دموع مريم.....
- دراسة عن دور الدولة فى خراب مصر
- أنها الحرب ولا سبيل سوى المواجهة
- المادة (47) ومحنة بناء الكنائس فى مصر
- العائدون من سوريا
- الصراع السورى وعودة سياسة المحاور
- المادة الثانية والعودة لنقطة الصفر
- لا مبرر للهجوم على سوريا
- هذيان الخليفة أوردوغان
- السعودية واسقاط الدولة المصرية
- الاخوان والعنف المنظم فى مصر
- فضيحة كبيرة لجريدة التحرير المصرية
- محاولة لفهم موقف البرادعى
- نداء عاجل إلى البؤساء والمخدوعين فى رابعة
- مصالحة أم ابتزاز وإرهاب؟
- لماذا انحاز الإعلام الأمريكى للاخوان ضد ثورة 30 يونيه؟
- فلول الاخوان والحديث عن الاقصاء
- ما بين ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه
- خطاب الذكرى السنويةالأولى


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - خيارات مصر الحائرة الخائرة