أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - المواجهة الرخوة














المزيد.....

المواجهة الرخوة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما طلب الفريق أول عبد الفتاح السيسى تفويضا من الشعب لمحاربة الإرهاب خرج عشرات الملايين من المصريين إلى الشوارع معلنيين وقوفهم مع الدولة والجيش فى مواجهة هذا الإرهاب. عندما خرج الشعب بالملايين كان مدركا لطبيعة هذا التفويض،اولا هذا التفويض لحرب بكل معانى الكلمة، ثانيا هذه الحرب ضد الاخوان وحلفاءهم من الإسلاميين سواء فى الداخل أو الخارج، ثالثا هذه الحرب داخلية فى الأساس ولكن لها ابعاد أقليمية ودولية، ورابعا هذه الحرب بطبيعتها تحتاج إلى حكومة حرب وتعبئة عامة للحرب، خامسا إن طول هذه الحرب أو قصرها يتوقف على جديتنا فى التعامل معها، وسادسا إن جزء من خطط الاخوان فى هذه الحرب هو تطويلها إلى اقصى مدى حتى تسقط الدولة خلال حرب الاستنزاف أو حتى يحدث انقسام داخل مؤسسات الدولة أو يتململ الناس ويسحبون تأييدهم تحت وطأة الفشل والتراجع والمعانأة الأقتصادية ،وسابعا إن العدو الجديد ليس مجموعة من الأشخاص ارتكبوا جرائم فقط ولكن فى الأساس هو فكر وايدولوجية مفرخة للجريمة، وهذه الايدولوجية لا يمكن لدولة محترمة قبول التعايش معها أو مصالحتها، وثامنا هذا التفويض الشعبى الكاسح معناه أعطاء شرعية شعبية واسعة لهذه الحرب،ومن ثم فأن أى تراخ فى مواجهة هذا الإرهاب هو خداع للشعب وخيانة لإرادته وثقته فى الدولة والجيش. والسؤال هل هذه الرؤية عن هذه الحرب ومواصفاتها بهذا الوضوح لدى صناع القرار فى مصر؟،الاجابة للأسف لا، فالمواطن العادى لديه رؤية أكثر وضوحا للحرب الحالية من حكومته، ودول الخليج وخاصة السعودية والامارات والكويت والبحرين رؤيتها لخطورة الاخوان على الدول والمجتمعات والاستقرار والتقدم أكثر وضوحا من مصر رغم أن المعركة تدور على الأرض المصرية،والاخوان أنفسهم رؤيتهم العدائية للدولة وللحرب أكثر وضوحا أيضا من الدولة المصرية المستهدفة.
لقد اهتز الاخوان وحلفاءهم بشدة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة واحسوا بقبضة الدولة القوية،وقام الكثير من اصحاب اللحى بحلق لحاهم وظهر وكأن الدولة فى طريقها لمواجهة حاسمة تستأصل خلالها جرائمهم وفكرهم بأسرع وقت،ولكن اليد الرخوة للدولة بعد ذلك جعلت الاخوان وحلفاءهم يتبجحون فى مواجهة الدولة ويعلنون على الملأ تحديها ومواجهتها بكل الطرق بما فيها العنف،وأهم سبب فى ذلك احساسهم أن الدولة منقسمة ومتراخية فى مواجهتهم،حتى أن قيادات الاخوان يستهزءون بالدولة عند القبض عليهم ويتصرفون وكأنهم ذاهبون إلى حفلة وليس إلى سجن ومحاكمات.
طبعا جزء من هذه الرخاوة يتمثل فى مبادرات الصلح التى تطرح بين الحين والآخر،فما معنى مبادرات الصلح؟ معناها أن هناك فريقا فى الدولة يقبل التعايش مع فكر الاخوان الإرهابى ومع انتمئاتهم العابرة للدولة على حساب الإنتماء الوطنى، ومعناها أيضا أن الاخوان لم يرتكبوا جرائم وأن الصراع هو صراع سياسى على السلطة وسيتم الافراج عن قياداتهم بمجرد توقيع اتفاقية الصلح، ومعناها أيضا أن القبض على هذه القيادات أشبه بالمسرحية الهزلية أو الحفلة التنكرية طالما أنه فى الوقت الذى يقبض عليهم تدور المفاوضات حول الافراج عنهم،ومعناها أن فريق كبير لا يرى فى منهج الاخوان خطأ ولكن الخطأ جاء فى التطبيق والقيادة وإدارة البلاد كما قال الفريق السيسى فى حواره المطول مع المصرى اليوم،ومعناها كذلك أن هناك فريقا فى الدولة يتمنى أن يطبق الاخونة بدون اخوان،أى أن المشكلة لديه فى اشخاص وليس فى فكر وايدولوجية، ومعناها كذلك أن فريقا لا يؤمن بالدولة المصرية ولا بقدرتها على المواجهة ولا بشرعية هذه الحرب من الاساس.
عندما يقول أحمد المسلمانى أثناء حكم مرسى أن الاخوان هم صمام الآمان لمصر، ويشير فى مقال مؤخرا فى صحيفة الوطن أنه من خطايا القرضاوى أنه اعاق مبادرات الصلح بين الدولة والاخوان.... فهل يمكن أن نقتنع أن شخصا كهذا يؤمن أن الدولة فى حالة حرب مع الاخوان..؟. وعندما يصرح بهاء زياد الدين علنا أن الحل هو فى الصلح مع الاخوان فمعنى هذا أنه يشكك فى قدرة الدولة على مواجهتهم، أو يشكك فى جدوى هذه الحرب، أو يشكك فى مشروعيتها الوطنية والاخلاقية والقانونية، أو يخاف أن يصنف أو يستهدف كعدو للاخوان.
عندما تتراجع وتتقهقر سلطة الدولة إلى الوراء تتقدم المليشيات والعصابات معلنة زيادة تحديها وانتصارها، وهذا ما يحدث فى مصر حاليا،حيث يحقق الاخوان تقدما يوميا على الأرض فى معركة مواجهة الدولة، ويحققون نتائج لا بأس بها فى مسألة تخريب الأقتصاد والاستقرار والأمن، ويتقدمون يوميا فى مشروعهم لتحويل حياة الناس إلى جحيم لرفع منسوب السخط لديهم على ما يحدث من تدهور فى مصر.
أننى أرى أن حكومة الدكتور الببلاوى هى حكومة متميزة فى ظرف سياسى واقتصادى مختلف ولكنها ابدا ليست حكومة حرب، وكما قلنا أن جزءا اساسيا لنجاحنا فى المعركة يأتى من خلال تشكيل حكومة حرب تعاون القوة الصلبة فى الدولة، وبالتالى بات من الضرورى تشكيل حكومة ذات طابع خاص،حتى ولو كان ذلك الطابع أمنيا عسكريا صرفا، تكلف بمهمة الإنتهاء من هذه الحرب وإعادة الاستقرار والأمن خلال مدة معينة، هذا فى حالة اقتناع من بيديهم الأمر أننا فى حالة حرب بالمواصفات التى ذكرناها، ولكن فى حالة وجود قناعة مختلفة فلا تنتظروا أمنا ولا استقرارا ولا تحسنا اقتصاديا وأنما مزيد من التراجع والتخبط والتدهور والاحباط الشعبى.
خير الكلام: من يضع يديه على المحراث فلا ينظر للوراء لأن الذى ينظر للوراء لا يصلح
آية من الأنجيل



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع مريم.....
- دراسة عن دور الدولة فى خراب مصر
- أنها الحرب ولا سبيل سوى المواجهة
- المادة (47) ومحنة بناء الكنائس فى مصر
- العائدون من سوريا
- الصراع السورى وعودة سياسة المحاور
- المادة الثانية والعودة لنقطة الصفر
- لا مبرر للهجوم على سوريا
- هذيان الخليفة أوردوغان
- السعودية واسقاط الدولة المصرية
- الاخوان والعنف المنظم فى مصر
- فضيحة كبيرة لجريدة التحرير المصرية
- محاولة لفهم موقف البرادعى
- نداء عاجل إلى البؤساء والمخدوعين فى رابعة
- مصالحة أم ابتزاز وإرهاب؟
- لماذا انحاز الإعلام الأمريكى للاخوان ضد ثورة 30 يونيه؟
- فلول الاخوان والحديث عن الاقصاء
- ما بين ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه
- خطاب الذكرى السنويةالأولى
- هل تنقذ إيران الغرب مرة أخرى؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - المواجهة الرخوة