أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الامن العراقي وغياب العقيدة الامنية














المزيد.....

الامن العراقي وغياب العقيدة الامنية


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 23:07
المحور: المجتمع المدني
    



يقصد بالعقيدة الامنية للدولة هي مجموع الاراء والمعتقدات والمبادئ التي تشكل نظاما فكريا لمسالة الامن في الدولة ، تكتسب العقيدة الامنية اهمية بالغة باعتبارها دليلا يوجه و يقرر به القادة ، للسياسة الامنية للدولة ببعدها الداخلي والخارجي وعليه نشأت العلاقة بين العقيدة الامنية والسياسة الخارجية اذ تمثل العقيدة الامنية في جوهرها مبادئ وأطر دستورية أو حتى أخلاقية تحدد توجه القادة السياسيين في سياستهم الخارجية ، فهي تعد التعريف الجيو - سياسي لمصالح دولته ، و يمكن القول ان العقيدة الامنية تمد الفاعلين الامنيين في الدولة بإطار نظري متناسق من الافكار يساعد على تحقيق اهداف الدولة في مجال امنها الوطني، ان العقيدة الامنية لاي بلد هي التي تحدد ،الأمن لمن ؟ لصالح أية قيم ؟ في مواجهة أي شكل من المخاطر ؟ وما هي الوسائل المستعملة لتحقيق هذا الأمن ؟ كما تسطرالدول العقيدة أمنية لمحاولة التعاطي مع التحديات والقضايا التي تواجهها ومن خلالها تقوم الدول بتعريف التهديدات والمخاطر التي توجهها ، فهي تمثل تصور امني يحدد المنهجية التي تقارب بها الدولة امنها كما يحدد افضل السبل لتحقيقه ، ويمكننا وضع تعريف إجرائي مؤقت للعقيدة الأمنية في أي جهاز أمني على أنها التعريف الواضح والمتسق للأخطار والأعداء والأهداف الأمنية التي تسعى إليها المنظومة الأمنية «مركب الأجهزة والعقيدة والممارسات والوظيفة الأمنية». فالعقيدة الأمنية من شأنها أن تحدد الأعداء وطرق مواجهتهم وهي المسئولة عن تقدير حجم المخاطر التي تتهدد النظام السياسي.
العقيدة الأمنية المتوارثة بالعراق هي (عقيدة عسكرية غير مكتملة ) (وليست امنية ) والتي اصبحت متنافرة مع العصرحيث لازالت تنظر إلى القدرات العسكرية على أنها أهم مصادر القوة ، فإنه رغم كون المؤسسة العسكرية العراقية لاتزال تؤمن بالقوة ومشبعة بثقافة السوفياتية التقليدية ومؤمنه بكراسات الستينات منهجا وسلوكا وثقافة قومية متطرفة متقاطعة مع حقوق الانسان وثمة عوامل كثيرة ومتعددة ساهمت بصورة أو بأخرى في خلق المناخ الأمني المعقد والقائم على استراتيجيات الإكراه والقسر من بينها التاريخ الطويل المشحون بالحروب والمنازعات والصعوبات المختلفة ، التي واجهها العراق باحزابها السياسية السابقة لتأمين بيئة تحفظ لها مصالحها اي مصالح الاحزاب وليس البلاد ، رغم محاولات قوات التحالف بالسعي لتهياة جيل جديد ونخب عسكرية تطمح إلى بناء دورمهني للجيش في علاقة متوازنة بين الدولة والمجتمع ، وهنا تجدر الإشارة بغياب الرؤية لدى الكتل السياسية التي تشكلت منها الحكومة ، ونحاول بعجالة ان نصل الى ان المرتكزات و العوامل التي ساهمت في تحديد طبيعة العقيدة الامنية في العراق ، منذ بداية تشكيل الدولة العراقية الى غاية الوقت الراهن لاتوجد عقيدة امنية ) بل هناك عسكرية اي (الامنوعسكراتي ) ( وليس الامنوقراط)، رغم تنوع التهديدات و التحديات التي تغيرت مع تغير ترتيبات الدولية وانتقالها من المفهوم الضيق للامن ،من الامن الصلب ، الى المفهوم الواسع للامن اللين ، أن العقيدة الأمنية ليست من مسؤولية المستوى الأمني بقدر ما هي من مسؤولية المستوى السياسي، أن المستوى الأمني يقوم بترجمة ما يصوغه المستوى السياسي من ملامح لهذه العقيدة ، وتستمد مرتكزات العقيدة الامنية توجهها العام من ركائز عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهو من بين المبادئ الثابتة التي تقوم عليها سياستها الخارجية و دبلوماسيتها واحترام حقوق الانسان وبناء مؤسسات الامن والاستخبار وفق المعايير الدولية ، الخلاصة ان غياب العقيدة الأمنية الوطنية العراقية هو بذات الوقت غياب للتصورغير الواضح عن الأهداف الوطنية العراقية.
فالعقيدة الأمنية من شأنها أن تحدد الأعداء وطرق مواجهتهم وهي المسئولة عن تقدير حجم المخاطر التي تهدد النظام السياسي أو القوى السياسية ، ولم تتبلور لحد الان ملامح عقيدة أمنية جديدة لدى أصحاب القرارالأمني في التعاطي مع التهديدات، ولهذا اخفقنا في مواجهة التحديات بسبب التصدي العشوائي لها، حيث العقيدة العسكرية السابقة منحازة بالدفاع عن النظام السياسي السابق وهي عقيدة لأمن النظام متمحورة حول بقائه ، وان السياسيين الحاليين الذين يديرون دفة الحكم لايدركون المخاطر بعدم تمييزهم بين العقيدة العسكرية والعقيدة الامنية ، فاصبحت هناك حاجة بالمرحلة القادمة للحكومة الجديدة المقبلة ان تضع نصب اعينها الجانب الفكري للعقيدة الامنية ، ويتطلب مساهمة الجميع من اصحاب الفكر ومراكزالدراسات والقادة السياسيين بانتاج فكري وطني لعقيدتنا الامنية الجديدة لتمكننا من تحديد الرؤية الواضحة بهذا الموضوع الحيوي اسوة بالعالم الجديد حيث اغلب الدول اتجهت بكتابة عقيدتها الامنية وفق متطلبات العصر ، وليس وفق متطلبات الحاكم.



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر افتراس الحكومة للسلطة القضائية
- غياب الستراتيجية للامن الوطني العراقي
- ارقام مخيفة للعنف وحكومة باحصاءات مضللة
- دولة العراق الامنية لامن الحاكم ام لامن الشعب
- هرم الامن المقلوب وشيخوخة التفكير
- التمرد على الظالم الفاشل
- الكوارث الامنية وسياسة التبرير
- دور الانتربول بالبحث عن الفارين من اصلاح اباغريب
- تداعيات هروب النزلاء من اصلاح ابا غريب
- التعيين العائلي ومخاطره على الامن الوظيفي
- رجال الامن ودورهم بصناعة الكراهية للنظام السياسي
- الاقراص المهلوسة تنخر جسد شبابنا
- التصريحات الحكومية والوثائق الاربعة وغياب البطاقة الموحدة
- طلاسم المفهوم الغامض للاجهزة الامنية بالعراق
- الامن العراقي بين عشوائية ( الامنوعسكري) وغياب (الامنوقراط)
- الإفلات من العقاب ثقافة تزدهر بدولة القانون
- تاكل الطبقه الوسطى العراقيه تهديد للامن الاجتماعي
- استفحال الأزمات الأمنية بالعراق وانعكاسهاعلى المجتمع
- نصائح امنية خضراء مهداه للحكومة الحمراء
- دور مجلس الامن الوطني بصناعة القرار


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الامن العراقي وغياب العقيدة الامنية