أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد الحروب - أين فلسطين في اتفاق ايران مع الغرب؟















المزيد.....

أين فلسطين في اتفاق ايران مع الغرب؟


خالد الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 13:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المشروع تقديم السؤال التالي والذي يتطلب اجابة من الإيرانيين الذين فاوضوا الغرب ووقعوا على اتفاق معه حول الملف النووي: اين كانت فلسطين في اجندة المفاوضات ونتيجتها, خاصة وان الخطاب الايراني “المقاوم والممانع” اعتمد مناصرة فلسطين والفلسطينين ومعاداة اسرائيل كحجر الاساس في كل التعبئة والدعائية الرسمية وغير الرسمية, وارتبط ذلك بشكل مبطن بالحق في امتلاك القدرة النووية؟ اذا كانت فلسطين, وكما دأب ذلك الخطاب على التوكيد والقول, قضية المسلمين الاولى, وقضية ايران الاولى تبعا لذلك, فلماذا لم تبرز في جدول اعمال المفاوضات مع القوى الكبرى؟ لماذا لم تضع طهران ولو شروط الحد الأدنى من مثل تطبيق الشرعية الدولية والقانون الدولي في القضية الفلسطينية, وتربط تنازلاتها في الملف النووي ببروز سياسة غربية جديدة إزاء فلسطين والفلسطينين؟ ولماذا ينزوي خطاب المقاومة والممانعة عندما يجد الجد مع الغرب, الداعم الرئيس لإسرائيل, ولا نرى على طاولة التفاوض إلا المصالح الإيرانية القومية البحتة؟ كيف نوائم بين خطاب المقاومة والممانعة الذي توجهه طهران نهارا وليلا إلى “الجماهير الايرانية والعربية” معاً, والخطاب البراغماتي القائم على التقديرات الاستراتيجية للمصلحة القومية الايرانية؟ من ناحية سياسية بحتة وتحليل بارد نفهم إنهماك طهران وتركيزها المطلق على مصالحها السياسية والاقتصادية ومحاولة تعظيم ما يمكن ان تحققه في المفاوضات والصفقة مع الغرب. وربما لم يكن لأحد ان يطلب منها غير ذلك لولا انها تتشدق بخطاب “المقاومة” الذي ضلل ولا زال يضلل الملايين في المنطقة ثم لا يلبث ان يتبخر عندما تأتي اية لحظة اختبار جدية, كما الآن.
من حق كثيرين ان يسألوا ايضا انصار ايران وانصار خطابها الإدعائي حول المقاومة والممانعة عن موقف البلد القائد وشطبه القضية الفلسطينية في الاجندة التفاوضية, ولماذا تتبخر هذه القضية في الممارسة السياسية الايرانية عند اللحظات الحاسمة, ثم نراها تشتعل من جديد عندما يكون الظرف محملا بالمزايدة اللفظية والعنتريات اللغوية؟ لماذا لا يظهر هذا الخطاب في السنوات الاخيرة إلا في سوريا ولمناصرة النظام الاسدي ضد شعبه, وما هو نوع “المقاومة والممانعة” الذي تجسد هناك سوى الوقوف ضد حرية الشعب السوري وتحرره من النظام المستبد والبائس, ثم تسليم السلاح الاستراتيجي الكيماوي للغرب, والاستسلام الكامل للضربات الاسرائيلية المتلاحقة من الحين للآخر؟ من حق كثيرين القول الآن ان الموضوع الفلسطيني وكل خرافة المقاومة والممانعة في الخطاب الايراني, كما هي في الخطاب الاسدي, لم تكن يوما سوى توظيف سمج ومتواصل لقضية تحظى بتعاطف الملايين. وأن وطأة تلك القضية تجعل من اولئك الملايين يواصلون إعطاء الفرصة تلو الاخرى لكل من يتشدق بها, بما في ذلك طهران.
من حق كثيرين ان يتساءلوا لماذا لم تضع طهران شروطا إقليمية تخدم فلسطين والفلسطينين على طاولة المفاوضات في الوقت الذي تضع إسرائيل فيه شروطها عبر ممثليها غير المباشرين, سواء الامريكيين او الالمان, بل ومن خلال الرئيس الفرنسي نفسه الذي صار يتحدث بلسان نتنياهو في المفاوضات وليس بلسان مصالح فرنسا؟ حتى من ناحية براغماتية وسياسة ومصلحية بعيدة عن المبادىء وإدعاءات خطاب المقاومة من حق كثيرين ان يتساءلوا عن هذا الغياب الفاضح لكل ما له علاقة بفلسطين والقضية الفلسطيية والإختفاء الكلاني لها عن أجندة الاهتمام الايراني.
مرة اخرى واخرى تتبدى السياسة الايرانية في جوهرها الحقيقي وهو انها مُقادة ببوصلة المصلحة القومية الايرانية لا اكثر ولا اقل. واحد جوانب هذه المصلحة القومية هو الدفاع عن مصالح ايران وتكريس الدور والنفوذ الايراني في المنطقة. وهنا لا يمكن الاعتراض على الجزء الاول من هذا وهو الدفاع عن المصالح الحيوية لإيران لأن ذلك ما يجب ان تقوم به كل دولة وكل نظام في اي بلد. لكن الاعتراض على سياسة ايران الراهنة في المنطقة تأتي من زاويتين: الاولى وهي ان هاجس تكريس الدور والنفوذ يُترجم على الارض تدخلا في دول الجوار العربي وتجييش الشيعة العرب وفق تقسيمة طائفية بشعة في كل دولة يتواجد فيها شيعة. والزاوية الثانية هي امتطاء خطاب المقاومة والممانعة وتصدر جبهة العنتريات اللفظية في ما يتعلق بفلسطين وما ينتج عن ذلك من عسكرة وانقسامات في المنطقة. ذلك انه من لبنان وحزب الله إلى فلسطين حيث حماس والجهاد الاسلامي, وصولا وليس انتهاء إلى اليمن والحوثيين, عملت ايران على تعميق الخلافات الداخلية وتقويض الوحدات الوطنية وشراء الولاءات وخلق تيارات تابعة لها تحت شعار المقاومة. ومن جوانب الكوميديا السوداء ان بعض الناطقيين بإسم الحركة الحوثية يضمن دعم المقاومة في فلسطين ومواجهة اسرائيل في تصريحاته هنا وهناك!
وتحت شعار المقاومة شغلت ايران ماكينتها الدعائية بل وأنشأت جيش القدس الذي لم نر افراده وضباطه وقادته يخططون ويقاتلون في العراق وسوريا, ولم يطلق رصاصة بإتجاه القدس. بل شهدناه ينشط ويقاتل في الجوار العربي. لماذا تتدخل طهران في الشأن العراقي الامني والعسكري وتسيطر عليه مستخدمه اسم “القدس” ولماذا تنشط في قتل السوريين وتقف بالطول والعرض مع نظام فاسد ومُستبد وكل ذلك تحت وبإسم “القدس”؟ ثم عندما تجلس مع كل القوى الكبرى في العالم والتي تخشى برنامجها النووي وتتجه نحو صفقة كبرى مع تلك القوى فإنها تترك القدس واهلها خارج قاعة المفاوضات وترتد إلى مصلحتها الايرانية الصرفة والعارية؟ قد يُقال هنا ان ايران لا تستحق ان تُلام على ذلك انها وكأية دولة في العالم وكأي لاعب سياسي في اي مكان تحاول ان تستخدم كل ما تستطيع من اوراق لتعظيم مصالحها القومية والاقليمية, وانها تقدم وتؤخر استخدام تلك الاوراق بحسب ما تراه مناسبا زمانا ومكاناً. وان اللوم واصابع الاتهام يجب ان تتوجه إلى اولئك الذي لا زالوا يركضون خلف ايران ويرددون ببغائية عمياء خطابها الإدعائي حول المقاومة وفلسطين. على هؤلاء ان يتدبروا القراءات الاسرائيلية التي تتوافق ومنذ سنوات طويلة على ان ايران لا تفكر في خوض اي معركة مع اسرائيل, وان ذلك اخر همها. وان العين الايرانية والنفوذ الأيراني متوجه للمنطقة والجوار العربي اولا وثانيا واخيرا. وان كل مزايدات نتنياهو واليمين الاسرائيلي هدفها رفع سقف المفاوضات وتعكس الهوس على ابقاء اسرائيل الدولة الاولى في المنطقة من ناحية النفوذ والسيطرة, وليس خوفا من توجه الصواريخ النووية الايرانية الى اسرائيل لأن ذلك ليس واردا في الاجندة الايرانية العسكرية اساسا, كما ان فلسطين كلها ليست واردة في الاجندة الايرانية السياسية كما رأينا سابقا وكما نرى اليوم.



#خالد_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوجاع اريترية: الحب والحرب والاغتراب
- مستنقع الطائفية: الغرق جميعاً ام النجاة جميعاً
- انفلات غول الطائفية
- الحداثة وعبقرية النقد الذاتي
- دول الخليج و «الصفقة الكبرى» بين اميركا وإيران
- من حق المرأة السعودية سواقة السيارة ولنغلق هذا الملف!
- مواجهة الاسلاموفوبيا: نموذج بريطاني ناجح
- جدل النص والواقع
- درس ديمقراطي من كردستان
- تعويض عربي لضحايا الإرهاب!
- إيران ودرس سوريا: مصالحة الغرب للاستقواء إقليمي!
- «روسيا بوتين»: اي نموذج للعرب والعالم؟
- -النموذج الروسي-: من -غروزني- إلى ثعالب الليل
- مؤرخ المستقبل والكتابة عن عرب اليوم!
- الغرائزية الانتقامية واللاعقلانية: -برادايم- التسيس العربي
- بعد الكيماوي, ردع الاسد خارج مجلس الامن
- مقارنة بمصر، مطلوب موقف خليجي أصلب في سورية
- ليبراليا وديموقراطيا: الجيش لا يقتل الناس
- استبداد الاردوغانية ينهي -النموذج التركي-
- الديموقراطية هي تنظيم الكراهيات في المجتمع ... وهنا عبقريتها


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد الحروب - أين فلسطين في اتفاق ايران مع الغرب؟