أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الحروب - بعد الكيماوي, ردع الاسد خارج مجلس الامن














المزيد.....

بعد الكيماوي, ردع الاسد خارج مجلس الامن


خالد الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد استخدام الاسد للسلاح الكيماوي ضد الشعب السوري يتحتم على الدول العربية ان تتخذ موقفا جديدا وجديا الآن إزاء انقاذ هذا الشعب المسكين من بطش جزار دمشق. لم يعد من الممكن اخلاقيا وسياسيا ودينيا وانسانيا الاستمرار في السياسة العربية غير الفعالة إزاء الجريمة السورية, والتي اطالت من معاناة السوريين وفاقمت من عدد الضحايا. العجز العربي والدولي الذي تتحمل وزره موسكو جراء وقوفها بصلافة في وجه اي قرار اممي ضد النظام السوري لم يعد بالإمكان قبوله. والسياسة الدولية تتيح, بل تفرض, على اي جوار اقليمي اللجوء الى آليات ردع للأنظمة المجرمة خارج آليات مجلس الأمن التي تتعطل بسبب فيتو ومصالح القوى العظمى. ويُناط بالمنظمات الاقليمية عرفاً التعامل مع القضايا الاقليمية ومحاولة حلها قبل وصولها إلى مجلس الامن, ومن ناحية نظرية بحتة فإن الملف السوري ومأساة الشعب هناك هي مسؤولية الجامعة العربية اولا واخيرا وقبل ان تكون مسؤولية مجلس الامن. لكن اما وان الملف انتقل إلى مجلس الامن الذي اثبت عجزه الفاضح عن انقاذ السوريين فإن على الجامعة العربية ان تسترد الملف وتتحرك هي خارج نطاق مجلس الامن وخارج نطاق مصالح الدول الغربية التي ساهمت مواقفها في إطالة عمر المجزرة وزيادة عدد الضحايا الابرياء.
المطلوب الآن ان تبحث الجامعة العربية في آليات تحرك بعيدا عن مجلس الآمن, وبعيدا عن السقف الذي خطته الولايات المتحدة والدول الغربية. فالموقف الغربي حدد سقفا منخفضا لدعم الثورة السورية, مختلفا عن السقف الذي كان عاليا إزاء الثورة الليبية. وبرغم ان الغرب لم يكن يحتفظ بأية علاقات ودية مع نظام الاسد إلا أن عدة عوامل لعبت لصالح النظام وكبلت التأييد الغربي للثورة خاصة بعد ان أجبرها النظام على استخدام السلاح. العامل الأساسي الذي رسم حدود الموقف الغربي, وخاصة الامريكي, تمثل في مستقبل أمن إسرائيل والخشية من فوضى ما بعد سقوط النظام او قيام نظام بديل عن الاسد يكون اكثر عدائية لإسرائيل من ناحية ومُسيطر عليه من قبل الإسلاميين, او يُفسح لهم العمل في سوريا. ومن ناحية عملية أدى التردد الغربي إلى إطالة امد الثورة ومنح النظام عمراً زمنيا اضافيا لملم فيه اوراقه وتمكن من عسكرة الانتفاضة السلمية وتبرير ضربها بشكل دموي وعنيف. والشيء المُفارق هنا هو ان المواقف العربية, بما في ذلك الخليجية المؤثر, اضافة إلى التركية التزمت جميعا بذلك السقف المنخفض, مما افقد السوريين فرصة التخلص من النظام بصورة سلمية وسريعة. وإذا كان للولايات المتحدة حساباتها الخاصة في رسم سياستها وحدود دعمها للثورة السورية, واهمها العامل الإسرائيلي, فإن من المُفترض ان يكون للدول العربية وخاصة الخليجية منها حساباتها المختلفة, واهمها التمدد الإيراني الفج. فهنا انخرطت ايران في دعم النظام بكل الوسائل بما فيها الدعم العسكري بشكل كامل وكاسح وغير متردد, مما عكس عمق الإصرار الإيراني على إبقاء دمشق تحت نفوذها المطلق. يُضاف الى ذلك انخراط كبير ومشابه لحزب الله في الحرب بإسم النظام وضد الثورة.
والحقيقة ان الموقف الخليجي على وجه التحديد يستوجب إعادة نظر وتحريك, وهو الموقف الذي اتسم ب "التأييد القوي, لكن مع الدعم غير الفاعل", بمعنى ان التأييد السياسي والاعلامي والدبلوماسي لم يرافقه دعم فاعل على الارض يغير من موازين القوى. إعادة النظر في هذا الموقف يفرضه استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد المدنيين السوريين, اضافة الى الموقف الخليجي من الحدث المصري والإطاحة بحكم مرسي. ففي هذا التطور الاخير برز موقف خليجي مفاجىء في صرامته وحزمه ودعمه القوي والفاعل للفريق السيسي والحكومة الانتقالية على الضد من الموقف الغربي الذي رأى في الإطاحة بمرسي انقضاضا على حكم ديموقراطي منتخب. افترق الموقف الخليجي بشكل كبير عن الموقف الغربي ولم يلتزم بأي سقف او توجه عام بهذا الشأن. بل ثمة تصريحات متواترة تطئمن الحكم في مصر ان الدعم الخليجي سوف يعوض اي قطع للمعونات الامريكية والاوروبية إن حدث. دعم من هذا النوع يعتبر دعم فعال ويؤثر في موازين القوى ولا يلتزم بالموقف الغربي. معنى ذلك وعلى ذات المنوال بإمكان دول مجلس التعاون الخليجي تبني موقف "داعم, وليس فقط مؤيد, مشابه إزاء الثورة السورية, لا يتلزم بالسقف الغربي, ويكون هدفه إحداث تغيير حقيقي في ميزان القوى العسكري في الميدان. واذا كان تقدير الموقف في مصر من قبل دول الخليج, والذي ترتب عليه الدعم المُشاهد حالياً, ينطلق من الوقوف ضد تمدد الاخوان المسلمين, فإن الاخطر عمليا من ذلك وبفارق كبير هو التمدد والنفوذ الايراني الذي يخوض حربا طاحنة في سوريا ويريد ان يبقيها, ولبنان معها, تحت السيطرة الايرانية المطلقة.
الحسابات الاستراتيجية تلك مع الحسابات الاخلاقية والانسانية يجب ان تغير معالم المواقف والصورة. الآن يحسم كيماوي الاسد ضد اطفال سوريا ومدنييها اي جدل اخلاقي او سياسي حول الموقف من النظام و"مشروعية" الحرب الدموية التي يخوضها, ويجب ان يغير من قواعد اللعبة الدامية. النظام المافوي الذي دمر سوريا وبطش بأكثر من مائة الف من شعبها دفاعا عن كرسي الحكم انتقل الآن الى استخدام السلاح الكيماوي الذي شاهدنا نتائجه "البطولية" في جثث الاطفال المختنقين ولوعة امهاتهم عليهم, وإن تم التغاضي عن جريمته الاخيرة هذه ورفعه لسقف البطش فإنه سيتمادى وينتقل إلى مستوى آخر لا احد يعلم ما هو. ما نراه اليوم يمثل فصلا اضافيا مدهشا من الجريمة التي تخطت كل الخطوط الحمر, ينتقل ب "بطوله" الاسد ونظامه ضد شعبه شوطا اضافيا, ذاك ان الدبابات والطائرات واسلحة المدفعية التي علاها الصدأ في مستودعات "نظام المقاومة" اشتغلت بكامل طاقتها ضد الشعب الذي ثار على استبداد الاسد وعائلته وفساده. آن الأوان لإيقاف هذه الجريمة وهذه المهزلة التي تهدر الدم البريء وتكللنا بالعجز والعار.



#خالد_الحروب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بمصر، مطلوب موقف خليجي أصلب في سورية
- ليبراليا وديموقراطيا: الجيش لا يقتل الناس
- استبداد الاردوغانية ينهي -النموذج التركي-
- الديموقراطية هي تنظيم الكراهيات في المجتمع ... وهنا عبقريتها
- إنقلاب اعاد شحن الاسلام السياسي في المنطقة
- المراهقة الليبرالية وإعادة شحن الإسلام السياسي
- الديموقراطية الليبرالية أو الحروب الدينية
- إنقاذ الشيعة العرب من «حزب الله»
- هل تبرز إيران الصديقة؟
- من مؤتمر باريس العربي 1913 إلى «عرب آيدول» 2013
- أين أصبح «مؤتمر باريس» العربي 1913؟
- «مصانع الفتاوى»: كهنوت إسلاموي وتدمير مجتمعي
- «أبوية الثورات» في الخطاب القومي
- -مصانع- الفتاوى الطائرة
- المشروع النهضوي العربي: من أبوية النص إلى أبوية الثورات (2-2 ...
- «حماس» وطلبنة غزة
- فيضان المستنقع الأسدي
- المشروع النهضوي العربي: من أبوية النص إلى أبوية الثورات (1-2 ...
- «البوكر العربية»... ومسألة الهوية
- قانون مدمّر في مصر: الشعارات الدينية في الانتخابات!


المزيد.....




- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...
- مقتل سيدة وإصابة 11 في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان
- مشاهير العالم يحضرون زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقي ...
- تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة ...
- بوندستاغ يقر تعليق لم شمل أسر الحاصلين على -الحماية الثانوية ...
- القضاء الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الحروب - بعد الكيماوي, ردع الاسد خارج مجلس الامن