أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الحروب - إيران ودرس سوريا: مصالحة الغرب للاستقواء إقليمي!















المزيد.....

إيران ودرس سوريا: مصالحة الغرب للاستقواء إقليمي!


خالد الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتغير الحكومات في ايران لكن ما لا يتغير هو استمرار صعود إيران في المنطقة وتزايد نفوذها. سواء أكان الحكم في طهران متطرفا بقيادة احمدي نجاد, ام معتدلا بقيادة حسن روحاني فإن مسار السياسة الايرانية يبدو متجها في ذات الخط التصاعدي. ليس ثمة عبقرية خاصة تميز تلك السياسة تقودها إلى انجازات من نوع مختلف, بل هو الفراغ الاقليمي العربي وضعف الدول العربية هو الذي يغري دولا اقليمية مثل إيران وتركيا كي تحتلان موقعا متميزاً في قلب النفوذ الاقليمي, مُضافا إلى ذلك غباء السياسة الامريكية في العراق التي انتهت إلى تقديمه على طبق من فضة لطهران ونفوذها. خلال فترة حكم نجاد اختلطت السياسة الايرانية وتوسعها الاقليمي بنبرة ايديولوجية دينية وشعارات وتهويمات الرئيس نفسه الذي كان يعيش عالمه الغيبي الخاص به. في السياسة ليس اخطر من رجل يعتلي هرمها وتقوده احلام او اوهام الايديولوجيا ويظن ان الغيب اوكل إليه مهمة اصلاح الكون. كان نجاد يعتقد انه قائد جيش المهدي المنتظر وان ظهور هذا الاخير بات وشيكاً وكل ما كان يقوم به نجاد هو التمهيد الضروري لعودة ظهور الامام. وكان يرى في الغزو الامريكي للعراق محاولة امريكية يائسه لتأخير ظهور الامام لأن وسائل الاستخبارات الامريكية علمت قبل غيرها بموعد الظهور!
بكل الاحوال صار ذلك خلف ظهورنا, ونأمل إلى الابد, مع انتخاب وتولي حسن روحاني الحكم الذي يتأمل كثيرون ان يفتح صفحة جديدة في السياسة الايرانية وخاصة لجهة علاقات ايران مع جيرانها العرب. لكن المواقف والتوجهات التي يمكن رصدها حتى الآن من سياسات الحكم الجديد تشير إلى الشيء ونقيضه وما زالت لم تترسخ, ومن الموضوعي منحها فترة اطول حتى تتبين بشكل اوضح ومن ثم يتم الحكم عليها.
لكن الشيء المقلق هو ان تتغير السياسة الايرانية دوليا وتنصالح مع الغرب في الوقت الذي تبقى على حالها من تشدد وبسط نفوذ وتدخل على المستوى الاقليمي. بل وازيد من ذلك ان يوفر لها إنفتاحها على الغرب وتقديمها تنازلات في الملف الاهم بالنسبة للدول الكبرى, وهو سقف امتلاكها التكنولوجيا النووية وقدرتها على تحويل تلك التكنولوجيا إلى المجال العسكري, فرصا جديدا للإستقواء الاقليمي وتكريس سياسة التدخل في الجوار وبسط النفوذ. والشيء الاكيد هنا هو ان طهران تقرأ وتستوعب الدرس السوري جيدا ومدى الهوس الغربي بسلاح سوريا الكيماوي الذي ادهش وفاجأ حكام دمشق انفسهم, حيث اكتشفوا ان هذا السلاح هو رافعة النجاة للنظام, ليس عبر استخدامه بل عبر التفاوض مع الغرب على تسليمه. ومن شبه الاكيد هنا ان تكون طهران قد قدمت نصيحة غالية لدمشق لقبول فكرة تسليم السلاح الكيماوي, بهدف كسر الانسداد السياسي الذي كان يواجه الحكم في سوريا, وفتح الطريق واسعا إلى "المفاوضات مع الغرب" حول كيفية وآلية تسلميه, والجدول الزمني, وترتيبات السلامة, والبروتوكول السياسي والدبلوماسي والامني, وقائمة طويلة لا تنتهي من الاجراءات. طهران التي تمتلك خبرة عريقة في "المفاوضات مع الغرب" حول الملف النووي سوف تكون إلى جانب دمشق تمدها بتلك الخبرة, وسوف تطول مفاوضات الملف الكيماوي السوري مع الغرب كما طالت شقيقتها الايرانية, وخلال ذلك يستقوي النظام ويستمر في طحن الشعب السوري دفاعاً عن حكم الاقطاع الاسدي.
كانت طهران تدرك ان الملف النووي هو الورقة الأهم إن لم تكن الوحيدة التي تمتلكها على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب من اجل اكتساب اعتراف بموقع ومصالح ايران في المنطقة والكف, حسب ما تقول طهران, عن التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية. والآن جاء الدرس السوري ليس ليؤكد ما كانت تعرفه إيران وحسب, بل ولتدهش حكامها بمدى هوس الغرب واستعداده لتقديم تنازلات كبيرة في سبيل تحييد هذا السلاح في سوريا, ثم في إيران. لم يهم الغرب ان اكثر من مائة الف سوري قتلوا بالسلاح التقليدي غير الكيماوي, ذلك ان هذا السلاح فعال فقط ضد الشعب ولا فاعلية له خارج حدود سوريا, وتحديدا مع إسرائيل. وكذا الامر بالنسبة للملف النووي الايراني, فطالما تم تحييده فإن خطر ايران على اسرائيل (سواء أكان حقيقيا, ام متوهماً) سوف يتم ابطاله. في المقابل تُترك ايران حرة وطليقة في سياساتها الاقليمية وإزاء جيرانها.
على ذلك فإن المرحلة المُقبلة سوف تشهد تحديات كبيرة للنظم الاقليمي العريي المتداعي اصلا ازاء ما قد تصل إليه المفاوضات الايرانية اللغربية. فطهران روحاني سوف تكون في الغالب اكثر اعتدالا وبراغماتية مع الغرب إزاء الملف النووي, وليس من المُستبعد ان تصل معادلة شبيهة بالمعادلة الروسية واساسها هو: التنازل للغرب من اجل السيادة في الاقليم. ولأن بوصلة الاهتمام الامريكي والغربي عامة هو أمن إسرائيل فحال ان يتم تأمين ذلك بشكل مطبق, فإن إطلاق يد طهران اقليميا لن يقض مضاجع الرئيس الامريكي او حلفائه. وهذا يُبقي التحدي الحقيقي والكرة الملتهبة في الملعب العربي ويطرح الاسئلة الصعبة التي يجب التصدي لها وهي كيفية التعامل مع ايران, وما هي الرهانات على طهران الجديدة وحاكمها الجديد, وما هي نسبة الجديد والمتغير إزاء القديم والمستمر في سياستها.
المعضلة الكبيرة في السياسات العربية, في كل القضايا تقريبا, هو التردد والبطء وعدم الإقدام, على العكس تماما من السياسة الايرانية التي تتصف بالهجومية وعدم التردد. خلال سنوات الثورة السورية الثلاث دخلت إيران في قلب النار من دون تردد, ووقفت إلى جانب نظام الحكم الدموي ولم تأبه لأي شيء آخر. كانت تدرك ان سقوط النظام يعني إنحسار نفوذها الاقليمي وإنكسار الهلال الايراني في الحلقة الاهم منه. في المقابل لم يكن هناك موقف عربي يتسم بنفس السمات في سوريا مؤيدا لثورتها. وإذا نظرنا إلى سياسة دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة في السنتين الماضيتين فإننا نرى بوضوح التردد والتراخي في الملف السوري. وعندما صار هناك موقف خليجي مبادر وفعال وهجومي فقد اتجه للمعركة الخطأ, اي في مصر, واستنزف الجهد والموارد والتخطيط للحرب على نظام الاخوان في القاهرة وهو النظام الذي كان سقوطه محتما بالانتخابات وبالإرادة الشعبية ومن دون تدخل خارجي. وفي غمره الإنهماك في مصر, كانت ايران تتجذر في سوريا واليمن والمنطقة كلها.



#خالد_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «روسيا بوتين»: اي نموذج للعرب والعالم؟
- -النموذج الروسي-: من -غروزني- إلى ثعالب الليل
- مؤرخ المستقبل والكتابة عن عرب اليوم!
- الغرائزية الانتقامية واللاعقلانية: -برادايم- التسيس العربي
- بعد الكيماوي, ردع الاسد خارج مجلس الامن
- مقارنة بمصر، مطلوب موقف خليجي أصلب في سورية
- ليبراليا وديموقراطيا: الجيش لا يقتل الناس
- استبداد الاردوغانية ينهي -النموذج التركي-
- الديموقراطية هي تنظيم الكراهيات في المجتمع ... وهنا عبقريتها
- إنقلاب اعاد شحن الاسلام السياسي في المنطقة
- المراهقة الليبرالية وإعادة شحن الإسلام السياسي
- الديموقراطية الليبرالية أو الحروب الدينية
- إنقاذ الشيعة العرب من «حزب الله»
- هل تبرز إيران الصديقة؟
- من مؤتمر باريس العربي 1913 إلى «عرب آيدول» 2013
- أين أصبح «مؤتمر باريس» العربي 1913؟
- «مصانع الفتاوى»: كهنوت إسلاموي وتدمير مجتمعي
- «أبوية الثورات» في الخطاب القومي
- -مصانع- الفتاوى الطائرة
- المشروع النهضوي العربي: من أبوية النص إلى أبوية الثورات (2-2 ...


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الحروب - إيران ودرس سوريا: مصالحة الغرب للاستقواء إقليمي!