أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادريس عمر - مرض القيادة لدى الكرد السوريين !!!














المزيد.....

مرض القيادة لدى الكرد السوريين !!!


ادريس عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لايوجد احصائيات دقيقة حول نسبة الكرد في سوريا, ولكن هناك تقديرات بأن عددهم يتجاوز ثلاثة ملايين أي نسبة 15 % من سكان سورية, موزعين في ثلاث مناطق وهي منطقة الجزيرة بمحافظة الحسكة, وعفرين بشمال حلب, ومنطقة كوباني, التابعة ايضا لحلب, أكثر من نصف مليون في مدينة دمشق وضواحيها, ولقد ساهم الكرد في استقلال سورية وفي كل المراحل كان دورهم ايجابياً في التعايش مع بقية المكونات السورية وبعد فترة الاستقلال شاركوا الكرد في قيادة سورية حتى تمكنوا من تسلم رئاسة الجمهورية والكثير من المناصب الرفيعة الأخرى, الشخصيات الكردية التي شاركت حينذاك لم تكن لديها اجندات قومية, وكان يرون أنفسهم سوريين ويخدمون الجمهورية السورية.

وفي عامي 1954-1958 تعتبر أكثر الفترات ديمقراطية في حياة سورية, حيث عادت الحياة الدستورية, ومارس البرلمان دوره, وتشكلت العديد من الأحزاب ومارست دورها في الحياة السياسية, وتقلص دور الجيش, وقتها وجدت النخبة الكردية حاجتها إلى حزب سياسي قومي لكي يعبروا عن طموحات وتطلعات الشعب الكردي ولذا جاء تأسيس الحزب الديمقراطي كردستان-سورية في 14 حزيران 1957, وبعد عام من فترة التأسيس عرض على الشخصية الاكاديمية الكردية الدكتور نورالدين ظاظا أن ينضم إلى الحزب ويتسلم قيادة الحزب بسبب امكانياته العلمية والاكاديمية وثقافته العالية, هكذا كان يفكر أبناء الجيل الأول من النخبة الكردية, أي أن يأخذ الرجل المناسب المكان المناسب لكي يلعب دوره في خدمة قضية شعبه العادلة. وكان لديهم نكران الذات ويضعون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية.

وبعد سنوات من النضال وتعرض القيادة للاعتقال والسجن وبرز خلافات في القيادة وكانت بداية الانشقاق أي أصبح اليمين واليسار 1965, و بدأ مسلسل الانشقاقات حتى وصل الامر بنا نحن الكرد السوريين لانعرف عدد الاحزاب ولا اسماء القيادات السياسية, ومعظم الانشقاقات لم تكن للأسباب فكرية أو ايديولوجية أو حول برامج الحزب, باستثناء انشقاقات بعض الاحزاب اليسارية التي كانت تتبنى أو تهتدي بالماركسية ومتأثراً باليسار الفلسطيني وظهور القوى اليسارية في العالم والصراع بين الرأسمالية والشيوعية في فترة السبعينات والثمانيات, ولم يخلو تلك الانشقاقات أيضا من الجانب الشخصي ولكن ماحدث لدى السياسيين الكرد وصل بهم الأمر إلى درجة بحيث لن يقبل الواحد منهم بالآخر, الكل حاول إيجاد خلاف لكي ينشق عن حزبه, و يصبح هو أيضا سكرتيراً أو رئيساً أو أمين عاماً , وصلت إلى مرحلة أصبح لكل عائلة حزب (موسي وكدو نموذجان) .

ومن استطاع أن يجمع حوله عشرة أشخاص أسس حزباً أو انشق من حزبه وبنفس الاسم استمر في نشر بياناته, حتى وصل الأمر ببعض من الذين لايفقهون ألف باء السياسة من تولي قيادة الاحزاب, وهنا ينطبق مقولة الرئيس السوري شكري القوتلي عندما قال لعبدالناصر اثناء الوحدة "أريد أن اسلمك ثلاثة ملايين ونصف سوري نصفهم أنبياء والنصف الآخر زعماء" هذا هو حالنا نحن الكرد السوريين أي كل كردي سوري يحاول أن يصبح زعيماً, ووصلت بهم الأمر أنهم يصدقون أنفسهم أنهم قيادات ورؤساء أحزاب حقيقية, وهم لايصلحون أن يصبحوا قيادات لعائلاتهم, القيادات السياسية الكردية الحالية بدون استثناء هم سبب هذه الآفة, وهذا المرض أدى إلى ضعف وتشتت الحركة السياسية الكردية وأن هؤلاء من يتحملون المسؤولية التي وصلت بالكرد السوريين إلى الضياع والهجرة وضعف شعور التمسك بالارض ومحاولة الخلاص الفردي, وزيادة الفقر, انحلال القيم والتهرب من المسؤولية, ولن يفكر أحد منهم بأن يتنازل لغيره من أجل وحدة الاحزاب كما فعل القوتلي , لا بل مستعدين أن يضحوا بكل الشعب من أجل أن يبقى هو السكرتير.

على القيادات الكردية التخلص من حالة الوهم هذه والتخلص من مرض التناطح إلى القيادة , لان هذه العقلية المريضة المزمنة ستكون سبباً لعدم توحيد القوى الكردية وفي هذا الظرف الحساس, وسيكونون سببا لاضاعة الفرصة التاريخية المواتية وإمكانية أن ينال الكرد حقوقهم المشروعة, و لكي يتحقق هذا على القيادات التخلي والتضحية ببعض من مصالهحم الشخصية ووضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار, وعلى الجميع بذل الجهود لتقليل من هذا العدد الخيالي من الأحزاب والمنظمات, وبناء أحزاب كبيرة وجماهيرية, وايجاد استراتيجية كردية موحدة, وحل الخلافات بين الأطراف الرئيسية, وتوحيد الجهود من أجل إيصال صوت الكرد إلى مراكز القرار في العالم, لكي لا يخرج الكرد من المعادلة ومن الاتفاقيات التي يحاول المجتمع الدولي ترتيبها وايجاد حل سلمي للإزمة السورية. أن لم يقوموا بما هو واجب عليهم القيام به في الايام والشهور القادمة, سيخرج الكرد من المولد بلا حمص , سيلعن الشعب والتاريخ هؤلاء ومصيرهم سيكون مزبلة التاريخ.



#ادريس_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد الديمقراطي والميكيافيلية !!
- الاعتقال السياسي والذكريات الاليمة !
- اول الغيث قطرة:سورية والتغيير
- العلاقة بين التطرف الديني /الأيديولوجي والإرهاب
- الإعلام الكوردي والعولمة
- خدام والمعارضة والدور الكردي القادم
- سوريا: نحو بناء متين وعلى أساس توافقي مشترك
- المطلوب أوروبياً تشديد الحرب على الارهاب


المزيد.....




- ترتيب الدول الأقوى في مضمار استغلال الطاقة الشمسية
- -ثعابين الثلج-.. مصورة توثق هذه الظاهرة الغريبة من نوعها في ...
- جلد وسجن 8 سنوات.. إيران تحكم على مخرج مشهور وفقا لمحاميه
- السويد: إسرائيل محط تركيز في نصف نهائي -يوروفيجن- وسط احتجاج ...
- تركيا تدرس زيادة أسعار الطاقة -للأسر ذات الدخل المرتفع-
- إسرائيل تعتبر تهديد بايدن بوقف تزويدها بأسلحة -مخيبا للآمال- ...
- مصدر أمني ??لبناني: أربعة قتلى لـ-حزب الله- في الغارة الإسرا ...
- أردوغان يوجه رسالة إلى أوروبا في عيدها
- بوتين: الغرب يحلم بإضعافنا والنصر في أوكرانيا شرط أساسي لتحق ...
- كيف يؤثر انخفاض فيتامين D على الحمل؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادريس عمر - مرض القيادة لدى الكرد السوريين !!!