أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ادريس عمر - سوريا: نحو بناء متين وعلى أساس توافقي مشترك














المزيد.....

سوريا: نحو بناء متين وعلى أساس توافقي مشترك


ادريس عمر

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل أيام قليلة خصصت وزارة الخارجية الامريكية مبلغ خمسة ملايين دولار للمعارضة السورية, وقبلها تخصيص مبلغ خمسة وسبعون مليون دولار لاشاعة الديمقراطية في إيران.وهذا يؤكد عدم صحة ما ترددت في وسائل الاعلام عن وجود صفقة أميركية مع النظام السوري, ولماذا ستعقد أمريكا صفقة مع نظام لم يعد له أي دور استراتجي كما كان في السابق، فالنظام متأزم وفاسد يدعم الفساد بكل اشكاله.وهو واقع في أزمة وحصار كبيرين وبشكل خاص بعد الانتخابات العراقية وتطبيق قرار الامم المتحدة 1559 أي انهاء تواجد القوات العسكرية السورية في لبنان، وعليه فالنظام مستعد بدون شروط مسبقة التفاوض مع اسرائيل والتخلي عن الجولان المحتل ,فلم يبقى بيده غير ورقتين هما ورقة حزب الله في لبنان وحركة الحماس، وان تحالفه الحالي مع حكم الملالي في طهران يٌظهر كم هذا المأزق والتخبط، حيث الحال تقول أن جنت بذلك على نفسها براقش كما يقول المثل.
إذاً واشنطن حسمت مسألة تغيير هذه الانظمة الشمولية، وهي ماضية في مشروعها الشرق الاوسطي الكبير ولن تتخلى عن استراتيجيتها وأجندتها, وتهيئة الاجواء و الظروف لتغيير أنظمة الاستبداد والفساد وحكم الملالي, ولكن هذه المرة ليس بالتدخل العسكري، وانما بالضغط والطرق الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية .وتحاول أمريكا الاستفادة من تجربتها في العراق، وان لا تكرر الأخطاء التي حصلت هناك. وتحاول كذلك، وهذا هو المهم، الحصول على إجماع دولي عن طريق الشرعية الدولية ولا ترغب بالتفرد لوحدها في ذلك: ويظهر ذلك فيما يتعلق الملف الايراني النووي وقضية اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري لتغيير هذه الانظمة.

على أية حال شعوب هذه الدول بحاجة الى الديمقراطية كحاجتها الى الماء و الهواء، وستكون هذه الشعوب مُدينة للعالم الغربي اذا ما حررها من أنظمة الفساد التي ولى زمانها، وان هذه الشعوب تواقة الى الحرية والديمقراطية وجاهزة للتضحية بالكثير من أجل ذلك .ولايمكن ان يحدث هذا التغيير بدون تدخل وضغط خارجي، بخلاف إدعاء بعض أطراف المعارضة السورية، من التي ترفض الدعم المادي من أمريكا، وتقول بأن "مشكلتهم ليست مادية وانما سياسية" وانهم "يعتمدون على قواهم الذاتية في إحداث التغيير".

في الحقيقة، ان هذه القوى تضحك على نفسها قبل ان تضحك على جماهيريها (ان كانت لديها جماهير واني اشك في ذلك) وان بعض هذه القوى لا تملك من الجماهير عدداً يكفي لملئ باص!، وهي غير قادرة على إخراج عشرين شخصاً الى الشارع، ومازالت تفكر كما لو اننا في سبيعنيات القرن المنصرم، عندما كان هناك قطبين عالميين الاشتراكي والرأسمالي، فهي مازالت في تلك الأجواء و تنظر الى امريكا بنفس تلك النظرة القديمة, جاهلة بما جرى ويجري في العالم من متغييرات, متأملة بان النظام سيقوم باصلاحات ديمقراطية.متناسية بان بنية هذا النظام عاجزة عن التغيير ولن تتخلى طغمها عن كراسيها ومستعدة ان تحرق كل الشعب السوري معها.

أما بالنسبة للمعارضة الكردية فهي الاقوى على الأرض وظهر ذلك عياناً في أنتفاضة 12 آذار، وذلك بالرغم من تشتتها وصراعاتها الجانبية مع بعضها البعض ولكن تبقى هي الاقوى في صفوف الحركة السورية المعارضة, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل الحركة الكردية تفكر مثلما تفكر المعارضة العربية أم أن لها أجندتها الخاصة ومستعدة للتعامل مع الخارج؟. والشيء الاخر هل الحركة الكردية جاهزة من أجل التغيير ومهيأة لذلك أم لا ؟.

على الحركة الكردية ان توضح برامجها ومطاليبها، وان ترص صفوفها وتوحد خطابها السياسي، لأنه قد آن الاوان لذلك والشعب الكردي لم يعد يقبل بان تبقى الحركة مشتتة ومنقسمة، وعليها القيام بالتزامتها تجاه أبناء الشعب الكردي .

في الحقيقة، هناك غموض في برامج الحركة الكردية السورية، فمنها من يطالب "بالادارة الذاتية" ومنها من يطالب "بالحكم الذاتي" ومنها من يطالب "بالحقوق المواطنية المشروعة". يجب توضيح هذه المسائل وفصلها من الأمور الملحة للشعب الكردي أولاً، من ثم للشعب السوري عامة، لكي يتم الاتفاق بين الفرقاء على صيغة مستقبلية للاقرار بحقوق كل القوميات والاقليات والطوائف والاثنيات السورية دون الغاء وظلم أحد, وكما يقول الكاتب السوري المعارض غسان المفلح " بدون حل القضية الكردية والمسألة الطائفية في سوريا لا يمكن ان تتحقق الديمقراطية في سوريا"، واني هنا اشاطره هذا الرأي .

وعلى الحركة الكردية كذلك، أن تكون ندية في علاقاتها مع القوى الاخرى في البلاد، وان لا تشعر بالنقص تجاهها كما كانت في السابق، حيث كانت تعاني الكثير لكي تجد صديقاً للكرد في سوريا بين صفوف المعارضة العربية التي كانت تتعامل من منطلقات لاتختلف كثيراً عن تلك التي تتعامل بها السلطة مع الكرد .أما الان، فقد تغيرت الظروف والمعادلات ولايمكن لاحد الغاء الاخر خاصة اذا كان له وزنه الكبير على الارض وله جماهيره الواسعة، وعلى الكرد ان يعوا بان أي تغيير في سوريا ليس من حقه، ولا يستطيع ان يلغي شعباً يبلغ تعداده أكثر من 12 % من سكان سوريا لان الكرد جزء من النسيج الوطني لهذا البلد وشاركوا في بناءه، ويشكلون القومية الثانية في البلاد ويجب الاعتراف دستورياً بهذا الشعب واقرار حقوقه التي تحددها الحركة الكردية السياسية انطلاقاً من مصلحة الشعب الكردي و بدون الغاء الاقليات الاخرى التي تعيش مع الكرد، وليساهم كل السوريين عرباً وكرداً واشوراً ودروز وكل الطوائف الاخرى في بناء سوريا حديثة وديمقراطية متفتحة، ولتكن سوريا حقاً لكل السوريين .




#ادريس_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب أوروبياً تشديد الحرب على الارهاب


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ادريس عمر - سوريا: نحو بناء متين وعلى أساس توافقي مشترك