أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال الربضي - إشكالية العقلية العربية – السواقة، مساء الخير و عليكم السلام، نموذجين














المزيد.....

إشكالية العقلية العربية – السواقة، مساء الخير و عليكم السلام، نموذجين


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 14:49
المحور: المجتمع المدني
    


إشكالية العقلية العربية – السواقة، مساء الخير و عليكم السلام، نموذجين

البارحة و في طريقي لوالدي َّ مررت ُ بالسوق لإحضار بعض الأشياء التي أوصتني بها أمي، و هو شرف ٌ لم يكن والدي ليسمح لي به لولا اضطراره للاستعانة مؤقتا ً بجهاز الـ Walker إثر كسر عضمة الفخذ لديه قبل شهرين. و قد تذكرت ُ أن مريم و ريتا طلبتا مني "كرتونة" بيضاء عدد 2 و واحدة خضراء عدد 1 من أجل "نشاط مدرسي"، فاخترت ُ مكتبة ً في السوق و دخلت. "مساء الخير" قلت ُ بصوت عادي، فجاء الرد "و عليكم السلام" بلهجة إيحائية تعليمية من زبون ٍ هو الآخر جاء يشتري لأولاده الذين رافقوه، قالها في رفض ٍ واضح لتحيتي.

ليست هذه المرة الأولى التي نعاني منها من سلوكيات لها علاقة بمُعتقد الشخص الآخر و رغبته في فرض نفسه علينا، فنحن نرى هذا باستمرار حتى حين نقود سياراتنا في الشوارع. قد يُخطأ سائق فيدخل بطريقة سريعة بجانب سيارة أخرى فيتدارك السائق الآخر الموقف و يتم تفادي الحادث، لكن و في معظم المواقف لا بد أن نشاهد هذا السائق الذي كان سريع البديهة حكيما ً في قدرته على تفادي الحادث يتصرف بطريقة انفعالية غير حكيمة فيشير للسائق الآخر أن يفتح شباك سيارته ثم ينهال عليه بمحاضرة تعليمية عن القيادة بشكل عام و عن خطأه تلك اللحظة بالذات. أحيانا ً أضطر لأن أستقل تاكسي عندما تكون سيارتي تحت الدهان أو التصليح، و يقوم سائق التكسي في هذه الحالة بدور "المعلم" الذي يتطوع لمهمة "تعليم" و "توعية" سائق السيارة الأخرى الذي أخطأ، و عندما أساله لماذا تكلم مع السائق الثاني يكون الجواب "يا زلمة خليه يتعلم".

صديقنا السابق في المكتبة قد قرر أن التحية الرسمية للملكة الأردنية الهاشمية و سكانها قاطبة ً هي "السلام عليكم" و أن أي مُحيَّـي يجب أن يستخدمها دون غيرها، و أن استخدام تحية أُخرى هو خيار خاطئ يجب أن لا يتم التعامل معه سوى بالرد الرسمي على التحية الرسمية بالقول "و عليكم السلام".

لم يدر بُخلد صديقنا السابق أن الناس مُختلفة فمنهم من يحب أن يقول "السلام عليكم" و منهم من يقول "مساء الخير" و منهم من يقول "يعطيك العافية" و منهم من يقول "مرحبا" و منهم من لا يقول شيئا ً، يدخل و يطلب أن يشتري شيئا ً معينا ً "دغري" بدون تحيات و لا غيره.

كما أن صديقنا السابق لا مانع لديه من فرض مُعتقده في موضوع لا شأن له به أصلا ً، فهو مُقتنع أنه من حقه أن يفرض وجهة نظره على الناس، و على الناس أن تقبل، فهو يلقي برد التحية كفعل ٍ واقع لا يقبل الرد، و مفروض على الطرف الآخر، في نوع من التحدي و الاستعلائية المُبطنة.

هذا الموضوع يتكرر في مجتمعنا بشكل شبه يومي، و أصبح الكثير من الناس الذين أعرفهم ينفرون منه، فقدنا وجها ً مُتسامحا ً طيبا ً حينما لجأنا إلى عقلية تحديد الصواب و الخطأ و البراءة من الخطأ و الموالاة للصواب، و الرغبة في تغير "المُنكر" أي منكر حتى لو لم يكن منكر و لا يحزنون، و الرغبة في "الأمر بالمعروف" أي معروف حتى لو كان لغاية 30 سنة فائتة مجهولا ً جعله حزب الإخوان المسلمين و حركات الإسلام السياسي "معروفا ً".

في عقليتنا العربية إشكالات كثيرة منها:


- إشكالية: أنا على الحق و غيري على الباطل.
- إشكالية: يجب أن أفرض الحق و لو بالقوة.
- إشكالية: مجتمعنا هذا شكله و لا شكل آخر له.
- إشكالية: المرأة عورة، و التي تُترجم نفسها إلى أمثال شعبية كقولهم "هم النبات للممات" إي أن مسؤولية البنت تنتهي فقط بموتها، أما طالما هي حية فهي هم لا بد من حمله.

رجال الدين في مجتمعنا مسؤولون عن استدامة هذه العقلية، فكل يوم جمعة يُثبت لي شيخ الجامع أنه على علاقة مباشرة -dir-ect بالله و يعمل مستشارا ً خاصا ً له، فهو في كل دعاء ٍ يطلب قتل الكفار، و يحدد له كيف يجب أن يقتل الكفار في ثلاث خطوات على الله اتباعها جميعا ً:

- الخطوة الأولى: اللهم أحصهم عددا.
- الخطوة الثانية: أقتلهم بددا.
- الخطوة الثالثة: و لا تغادر منهم أحدا.

أي أن شيخ الجامع يقول لله: يا رب عد الكفار و سجل عندك كم واحد و مين همو بالضبط، و بعدين بعد ما تسجل أعدادهم اقتلهم جميعا ً و بددهم، و يا رب انتبه منيح أوعي تترك حد منهم ترى، دير بالك!

أريد أن أعيش مع أبنائي في وطن ٍ ألوانه كثيرة :

- أشاهد فيه الرجال بدون لحى و مع لحى و بسكسوكة و بدون سكسوكة و بشعر على راسهم و بدون شعر، ببنطلون و بدشداش.
- أريد أن تكون المرأة كما هي تريد، بدون أن يتحكم في كل قرارتها ذكور لا شأن لهم بها. أن ترتدي بنطلون و شورت و بلوزة كت بدون أن يهددها أحد بأن الله سيحرقها إن لم تتحجب، و أريدها أن ترتدي عن قناعة لا عن خوف البحجاب و الجلباب و النقاب.
- أريد أحزاب علمانية و أحزاب دينية.
- أريد نقابات للعمال و نقابات للموظفين.
- أريد رابطات دفاع عن حقوق الإنسان، و حقوق المرأة، و حقوق الطفل، و حقوق مثلي الجنس.
- أريد أن ينشر أي كاتب أو مُبدع أي كتاب عن أي شئ بدون أن يتم تكفيره و تقديمه للمحاكمة و استجوابه أو اغتيال شخصيته و سمعته و الخوض في كرامته و حياته الشخصية.
- أريد أن يُغني أي شاب أو فتاة إحساسهم بدون أن يتم رفع قضية ضدهم لأنهم اقتبسوا جملة من كتاب مقدس.

أريد أن نحيا كبشر دون أن يحشر كل واحد فينا أنفه في خصوصيات الآخر و حياته و مُعتقده، و أن نحترم بعضنا و أن نؤمن بالجامع الأكبر الذي يجمعنا و هو الإنسانية.

هذا ما أريد، و هو بالمناسبة موجود في بلدان الغرب و مُطبق .

هل هذا كثير؟



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجبة سريعة من سفر التطور - إنتصاب القامة و الذكر الأضعف
- نظرة ثائر – المرأة في قلب المسيح ضرب ٌ لمأسسة الدين و ستار ا ...
- أصل مشكلة حركات الإسلام السياسي – الصحراء، شظف العيش و القبي ...
- الله في وسط الصمت
- ما هو الحب؟ - سؤال المليون دولار
- من قلب الله - إن شئت َتُبصر
- حين َ يُجن ُّ العاشق - فلتحترق الدنيا حين نكون
- قراءة في سفر التطور – عندما عوى الذئب
- مناهج التعليم – مُكَثَّف ٌمن الدين بنكهة العلم الخفيفة
- حينما ذهب – من وحي الخياطة
- قراءة من سفر الحكمة – الفصل الثالث
- نيتشه – الإنسان عاريا ً.
- الهجوم على المسلمين – الإنصاف يقول توقفوا
- المطرانان المخطوفان – موسكو و الشيشان و حلب
- قراءة في سفر الإنسان – الله
- أضواء على التطور – القرد الذي لم يصبح إنسانا ً
- حين رأت جدها – لا تخافي
- مشكلة الشر في العالم – بين الإيمان و الإلحاد
- هذربات الفلافل - قصيدة نهاية الصيف
- تمثال العذراء المكسور – رمزية الاعتداء


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال الربضي - إشكالية العقلية العربية – السواقة، مساء الخير و عليكم السلام، نموذجين