أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي بن يونس بن حديد - من يسمعني؟














المزيد.....

من يسمعني؟


فوزي بن يونس بن حديد
(Faouzi Ben Younes Ben Hadid)


الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


من يسمع كلماتي، من يسمع صرخاتي وصيحاتي، من يسمع أنّاتي، من يتحمل آلامي، إنني أتألم أشد الألم، إني بمصاب بغمّ، لا بهمّ، كرب من يكشفه، من يرفع عني الأغلال التي في عنقي، من يسقني خمرا لذة للشاربين، من حرمني من ابتسامة تعلو شفتي، من يحرك فيّ كوامن الفرح، من يحرك شجوني، من يغرقني في بحر الهوى، من يصر على إنقاذي، من يزيح الستار، من يكتشف الحقيقة، من يتجرأ على قول الحقيقة، من لا ينافق في هذا الزمان، من لا يجامل في هذا العصر، من يقول الحق ويصدع به، من يصارح الناس، من يصارع نفسه، من يحب الهدوء، من يحب السلام، من يحب الصراع، من يمشي في الهواء، من ينفخ في الصور، من يرى النور، من يشبع من وراء ستار، من يهتف بلا، من يكرس نفسه للجوء، من يعبر الحدود، من يجري وراء سراب، من يركض ليحصل على جواب، من يهدي لك وردة كل صباح، من يشم رائحة العطور كل مساء، من يقبّل رأس والديه، من يسبّح الله أناء الليل وأطراف النهار، من يهرول نحو الله، من يحصد ما زرع، من يفكر في الولد، من يعطي قيمة للإنسان، ماذا يريد غير الربح، هل الإنسان رخيص مثل الحيوان، أم هو طربال يغطي به ما خفاه، من يجري خلف الركب، من يحصل على مراده، من يصنع المعجزات، من يؤمن بربه حتى النخاع، من يرى وجه ربه يوم القيام، من كره الجلوس وحيدا أمام الشباك، من أراد المشي وراء فتاة، من سكب الدخان على شفتيه، من أراد أن يهلك الحرث والنسل، ويقرع العباد، من رجم أمه بلا رحمة ولا أمان، من سعى لدربه بغير جهاد، من أحب الجلوس أمام القمر، من كره أشعة الشمس، من ينادي ربه في ظلمات الليل، من رأى كوكبا يمشي في السماء، من بعث في نفس الطفل السأم والشقاء، من جعل الليل سوادا والنهار مبصرا، من أراد أن يخرجني من أزمتي، من يجلس بجانبي، من يرميني بحصى حتى أفيق من غفلتي، أنا أعشق الصبح، أليس الصبح بقريب، من يركض ليغسل ذنوبي إن أبيت، من يكشف الأسرار، من يحول الغبار، من يقرع الأجراس، من يحمي الأشجار، من يطعم الصغار، من يجعل النمل يبتسم في وجه سليمان، من رأى نورا في عينه، من تبحر في علم، من كان على خلق، من سعى لخير، من رأى شيئا، من يمضي قدما، من قعد على كرسي، لا يدري الغبار ولا الفجار، يبحث عن الهموم والغموم، من يرفع الألم، إني أتوجع كل يوم، أتألم كلما اعوج طرف، أرفع صوتي ولم يستجب، أرفس في كلماتي لعلها تنبض بحق، إنها تمشي كالإنسان في بحر من الظلمات ربما تجد نورا في الأفق تستنير في الدجى أو تتعثر فتسقط ولا تنهض من جديد، ثم يأتي من يدفنها للأبد، يا ويلي إن حدث، فالزمان قد انتهى والعمى قد أبصر والنور قد انقشع، ولم يعد لي طريق إلى الرجوع إلى الفتن، ما ظهر منها وما بطن، دنيا لا يحلو فيها وسن، من يأتي لإنقاذي أم الكل يخاف ويظن، أني لا محالة غارق في بحر من الطمّ ولا مجال للولوج مرة أخرى للنعم، بل النقم تدور والمحن تلفك والإحن، أن لا خروج بعد اليوم إلى النعم إلا ما اكتسبت من الخير في متاع الدنيا.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)       Faouzi_Ben_Younes_Ben_Hadid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة


المزيد.....




- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...
- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي بن يونس بن حديد - من يسمعني؟