أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح سليمان - ارض الأكاذيب ج 8















المزيد.....

ارض الأكاذيب ج 8


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 16:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الكثير مما نؤمن بصحته مهما كانت أهميته وأقدميته، ليس إلا صناعه بشريه، فالمجتمع هو الخالق لمعظم المعتقدات والأيدلوجيات . كالأخلاق فهى نتاج بشرى لمجموعه من المفاهيم،تراكمى نسبى متغير بتغير الظروف التى أدت لتشكيله وصياغته،أكتسب بمرور الزمن أعتقاد بأمتلاكه لجوده وصلاحيه دائمه نتيجة شيوع فكرة أنتسابه وأنتاجه من قوه علويه،لدى بعض المجتمعات العاشقه للتحجر والجمود. الأخلاق هى منتج مجتمعى أبتكرته وأرتضته العقليه الجمعيه،لأسباب سياسيه وأقتصاديه وثقافيه وأجتماعيه ليكون مقياس للحياه الصائبه. أو هى المبادئ والقواعد التى يجب على الفرد أتباعها ليحيا حياة صحيحه بحسب أرادة ورؤية القائمين على أدارة المجتمع وصياغة بنيته المعرفيه وتشكيل وتوجيه الرأى العام،أى هى ما تم التسليم بجودته وبمنطقيته كمنظومه قيميه والأتفاق على صواب ممارسته من سلوكيات. نحن بحاجه ملحه لألغاء ما قد أنتهت صلاحيته من مرجعيات، وأعادة مراجعه وتكوين وصياغه للمنظومه الفكريه والقيميه والأخلاقيه السائده والمعتمده والمسلم بها فى مجتمعاتنا بحسب ما هو معترف به من نظريات علميه ونظم قيميه وأجتماعيه محدده لشكل العلاقات فى المجتمعات العقلانيه المتحضره. يجب أن لا ننسى أن جميع الأديان الأبراهيميه التى يدين بها أكثرية سكان منطقتنا العربيه كانت توصف فى بدايتها بالكفر والضلال واللامنطقيه،وكان المجتمع أنذاك يتهم مؤسسيها بالخيانه والمروق والعصيان وإتباع الشيطان وأزدراء قيم وتقاليد وأعراف الأباء والأجداد وهدم الثوابت، ولكن بعد أنتصارها وأمتلاك معتنقيها للقوه والسلطه، أصبح كل ما سبق أو لحق بها من أفكار ومعتقدات يعد كفر وضلال وهدم للثوابت،ويجب محاربة أتباعها وأستئصالهم،وتجريم الدعوه اليها وعرضها لأزالة أى سوء فهم أو مغالطه، أو الدفاع عنها تجاه ما يوجه لها من أتهامات،هذا بالرغم من دعوة الأديان بدرجةً ما إلى التحرر من أغلال القديم والموروث وقبول أختلاف المعتقد والعقيده. إن تكبيل وقمع وسحق كل من أمتلك شجاعة الأنحراف عن الخط المرسوم،والتفكير النقدى الغير مشروط،والرفض والتمرد والتحرر من قيود الأحكام والأعتقادات المسبقه، وتجاوز وأختراق حاجز الخوف من الشطط والزلل وأجتناب الصواب والتعدى على أجماع الأحياء والأموات،وأفصح وأعلن بأسلوب حضارى عن نقده وأعتراضه، ودعى الى أعتناق وتطبيق وتفعيل ما يراه عقلاني وتقدمي وإنساني حتى إن أختلف أو تناقض مع ما يؤمن بصوابه الأكثريه، يؤدى ألى أعاقة ألوصول لدرجة التطور اللازم حدوثها لدى البشر ليصبحوا كائنات إنسانيه راقيه ومتحضره، وربما التطور لكائنات فوق إنسانيه إذا ما تم خلق الأسباب المؤديه لذلك. بكل أسف أقول إن مرض عشق القطعنه والسير حيثما تشير العصاـ أو تتواجد الجزره ـ قد تفشى وأستفحل وضرب بجذوره فى أعماق مجتمعاتنا العربيه بسبب الخوف من غضب وبطش قوه وكائنات خفيه أفتراضيه،وغلبة وهيمنة العقليه الأسطوريه وسيادة القيم القبليه العنصريه الأستعلائيه الأقصائيه الأبويه العبوديه، فنحن لا نعرف الأختيار عن فهم وأقتناع بعد تشكك ودراسه وبحث وأستقصاء،بل أصبحنا مجموعه من النسخ المؤدلجه المتطابقه المكرره بلا هويه وقاعده فكريه مميزه، يعانى عقلائنا بسبب عدم أكتفائهم بذاتهم،كنتيجه لضعف التلامس والتواصل العميق معها وعدم الشعور بكفايتها، من الميل الشديد للتماهى والمحاكاه والتوحد بالجماعه، وفقدان قدرة المواجهه للطغيان المجتمعى المتمثل فى التيار السائد الواقف بالمرصاد لمن يناقش مسلماته ويضع منهجه ومرجعيته فى التصنيف للخطأ والصواب والأخلاقى واللاأخلاقى تحت مجهر الفحص العقلانى، والتى توارثها عن أسلافه المعصومين أصحاب السير والتعاليم الأعجازيه، ليمارس تجاهه كافة أنواع القهر والضغوط ليصبه فى قالبه وتطمس هويته وينفصل عن ذاته ويلتحم بالمجموع ويتفتت ويذوب بداخله ويفقد أختلافه وتفرده، وينضم لكتائب المرتزقه والمصفقين وقارعى دفوف التلوث والتعفن والروث الفكرى،فإن رضخ أصبح المخلص والبار،وإن صمد أصبح الخائن والكافر.فالذات الجماعيه ـ خاصةً المستفيدين من تخريب وتسطيح العقول وتغييب الوعى والأدراك ـ لا تسعى إلا لأخصاء الفرد وتدجينه وألتهامه، وألترويج والأبقاء على ما يخدم مصالحها من مسلمات ومرجعيات. ولأنها أضعف من المواجهه الفكريه الشريفه للفرد الناضج الثائر المبدع المستقل،وغير صالحه لممارسة ذلك الدور تستعمل قدرتها على النبذ والأضطهاد المكثف، بأستخدام أكثر البشر خسه ووضاعه لتجييش وتهييج وأستعداء الحمقى والسوقه والرعاع والغوغائيين بأتهامه بتهمه شنيعه فى عرف الأكثريه كخيانة الوطن أو الألحاد لكى تزيد من معاناته وتنتقص من طاقته الفكريه والنفسيه وتهدم وتزيل أى أثر لجهوده نحو التغيير المزلزل الجوهرى الشامل، فالتغيير أمر مرعب ومهدد لكيان من أعتاد التلقين والتنميط،وأستعذب البرمجه والرتابه والسكون، لما يتطلبه من قوه داخليه وصلابه وضمير يقظ، وأستعداد لدفع الثمن وبذل الجهد وتحمل معاناة التلامس مع قسوة الحقيقه.
يجب على الإنسان الناضج الواعى المنطقى العقلانى،الذى يحيا فى مجتمع بدائى حيوانى همجى سادى منافق مستغل،أن يتوافر لديه قدر
جيد من التيقظ والتأهب،ودرجه كبيره من الشك والريبه وعدم التصديق أو الأنبهار بأى شئ أو بأى فكره أو بأى شخص ـ لا يحدث الأنبهار إلا بسبب ضعف الرؤيه ونقص الخبره فلا يوجد فى الحياه ما يستحق الأنبهار ـ والحذر الشديد حتى من أكثر الناس أظهاراً لمحبته والتأييد لأفكاره وأرائه وأفعاله وردود أفعاله وقراراته،مهما كانت درجة قرابتهم البيولوجيه أو الأجتماعيه، فأفضل أصدقاء اليوم ربما يصبح أسوء وأقذر وأشرس وأقسى أعداء الغد وأكثرهم قسوه وبطش ووحشيه ورغبه فى الأيذاء، فلا تعتقد ان توافقك واتفاقك مع البعض ممن يؤيدونك فى أفكارك وتصوراتك واهدافك، سوف يدفعهم ويؤدى بهم الى مساعدتك ومساندتك بهدف أنجاحك وتحقيق امانيك ورغباتك ومشروعاتك التى تتوافق مع افكارهم ورغباتهم وأمانيهم ومشروعاتهم، فأنت بالنسبه إليهم لست إلا مجرد منافس وخصم يجب ازالته وازاحته وهدمه وتحطيمه نفسياً ومعنوياً والقضاء عليه.يجب على كل أنسان واقعى يرغب فى مواجهة الحياه بمنطقيه وعقلانيه أن يخفض من سقف تمنياته وتوقعاته الإيجابيه من الحياه ومن المحيطين به،وأن يتمتع بالقوه النفسيه والفكريه والأقتصاديه والجسديه أيضاً إن كان ذلك فى الأمكان،والحزم والحسم والشده والصلابه اللازمه لمواجهة الحياه التى فرضت عليه بدون أعطاؤه الأمكانيه أو الحق فى
قبول أو رفض المجئ أليها،وأن يعرف أن الحياه بصفه عامه ليست الا سلسله طويله من أستعباد وأستغلال واذلال الاقوى للاضعف ولا اقصد فقط الأقوى من حيث البنيه الجسمانيه والعضليه ولكن أيضاً أقصد الأقوى أقتصادياً وعقلياً ونفسياً وفكرياً،والاكثر دهاء ومعرفه
وفهم وأدراك لطبيعة الحياه ـ يجب أن لا ننسى أن المعرفه قوه ـ والأكاذيب والصراعات والمعارك المتلاحقه المتتاليه،ومؤامره محكومه
ومحبوكه،وخدعه كبرى، وقصه عبثيه حزينه مؤلمه كان من الأفضل لو لم تكتب من الأساس، ومأساه مبكيه مضحكه، ومسرحيه هزليه ساخره أخرجت بشكل مأساوى جنونى، ومسلسل عبثى كئيب عديم المعنى ينتمى الى الكوميديا السوداء قد طالت مدته أكثر من اللازم بكثير جداً وبلا أدنى مبرر لذلك .



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض الأكاذيب ج 7
- أرض الأكاذيب ج 6
- أرض الأكاذيب ج 5
- أرض الأكاذيب ج 4
- أرض الأكاذيب ج 3
- أرض الأكاذيب ج 2
- أقتباسات هامه جداً تتعلق بالمرأه ج 1
- أرض الأكاذيب نسخه كامله منقحه و مزيده ج 1
- الزواج بحسب سامح سليمان
- الإنسان مفتري و مفترى عليه ج 2
- الإنسان مفتري و مفترى عليه ج 1
- سيكولوجية الإنسان المقهور ج 1
- أقتباسات هامه جداً ج 5
- الزواج بحسب نيتشه
- نشيد الكراهيه
- أقتباسات هامه جداً 4
- استعباد النساء 4
- استعباد النساء 5
- استعباد النساء 3
- المرأه فى أدب المازنى و السحار


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح سليمان - ارض الأكاذيب ج 8