أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - قصيدة إمرأة تطل من الشرفة














المزيد.....

قصيدة إمرأة تطل من الشرفة


خليل فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


طالت وقفة الجُند في الميدان
تباطأت امرأةٌ في الشرفة
تنشر غسيلها وتزدان
باللؤلؤ الرخيص
العطر الشعبي
وصورة الجنرال
***
يهتزُّ غسيلها على الحبال
يملُّ الجندي مقعده الحديدي
فوق المدرعة
تُقطرُّ الملابس عرقها وزخمها
تُسْقطه على النافذة
تُسْقطه على الجيران
ممزوجًا بالصدأِ والزمنِ المُمّلح،
بماء التكييف
برائحة النارجيلة .. بالدخان
يَسْقطُ على الحيطان
يشخبطُ الجرافيتي بعضه ببعض
وبالطلاء
يُغيّرُ الألوان
تشهق المرأة على إناءِ الملوخية
تهزُّ رأسها
ترقصُ على أنغامِ الأغنية المُكررّة
ليل نهار ..
....
تمضغ المرأة اللبان
والهوان
تُّلعبُ حاجبيها
تتأملُّ المذيعةَ الشرسة
المُفسِدةِ الصباح
المذيع الأوحد
المُعكِّرُ صفوَ الليل
بالضيفِ الغثّ
والضيف الثمين
...
الأراجوز الذي أبى الرقص إلاّ
في الميدان
لم يسلّ القائد عند الكمين
لم يضحك السكارى في مواخيرهم
والحشاشين
لم يدَغدغ لاعبي النرد والكرة والورق
والشيطان
...
الوجوه المَسْخ تعلّقت كالأقنعة
تدلَّت من جرسِ الكنيسة،
من المئذنة
كالبومِ الناعق فوق المدينة
بين الزمانِ والمكان
...
تنهدَّت العجوزُ بعد نوبةِ السعال
بللّت ابنتها جبْهتها
بقطر الندى
ماءِ الورد، والريْحان
"أيقظتِ اليمامَ يا أمي ..
أزعجتِ الصقر المُطَرّزِ على العلم
...
الجُند القابضون على الزناد
وعلى الشاردين فوقَ دراجاتهم النارية
على النبضِ والقلبِ والحياة
***
أطلَّ الموتُ من فتحةِ الشباك
من شقوقِ الجدران،
تماهي مع السائرين الضاحكين
المُستمرئين حظر التجوال
....
طالت وقفةُ الجندِ في الميدان
طال الوقتُ
وطالت الأيام،
بات الطعام ماسخًا
تخلَّت العاصمةُ عن رونقها
توارت خلف الجند والسلاح
***
انفتحت أصابع اليدِّ عند البعض
وانثنى الإيهام
لاحت في الجهةِ الأخرى علامة النصر V
V لفينديتا وتشرشل
للعمق الضاربِ في الدولة
للأرملة للثكلى
والأيتام
***
خلاص!
نسينا شهداء الثورة في يناير
ونسينا الآلاف
في زحمة الشارع والميدان
ضاقت بنا صدورنا
وامتلأت بالأورام
***
كانت، ليومِ القيامة علامات
دُسْنا بأحذيتِنا القديمة
على الأوراق ..
أوراق الشجر والكراريس ..
في الخريف
تفتت وتناثرت
في الهواء،
ذَرَتها الرياح
مع الأسماءِ والأشباح
من طافوا ساحات المدن
وكان ما كان
الشاطر حسن، فقط هو الجدع
أما ست الحسن والجمال
عانسٌ عقيم
ممشوقة القوام
أتاها المعوّقون والمشوّهون
والمصابون بالجُذام
المنفوخون، المشدودون
المشغولون النميمة
بالابتسامة المزيَّفة
أولاد الحرام
بنات الليلِ البهيم
أبناءُ اللئام
بناتُ التراحيل
أولادُ المستعمراتِ الساحلية الجديدة
أولاد الكلب
....
نضع الوردة على قبرِ الرجال
نتضمَّخُ بعطر الانتظار
اليأسُ
والبؤسُ
الكوابيس والأحلام
***
نرسم ملامح الرضا
نحمد الله على كل شيء
فلا طعام ولا شراب
حتى تظهر ملامح الميدان الذي كان
وتبدو الشوارع التي كانت جلّية
زمان
***
امتدَّت رقعة الشطرنج
بين الشرقِ والغرب
قفز الحصان بصهيلٍ ماكر
تحرَّك الملك في عنفوان
"كِش ملك"
الأبيض والأسود
الليل والنهار
***
طارت الطائرة فوق رؤوس الأشهاد
الجُند والناس
رسَمَت قوس قزح
بلون واحد
ابتسم الثوار ...
بلعوا طعم الحنظل
ياه "لسَّه فاكر" يا "يناير"
لسه فاكر؟
"أغنية أم كلثوم"
في ذكرى الخامس والعشرين
دون اهتمام
دون احتفال
كل الاحتفالات والتظاهرات
صارت بأمر
الليزر والأعلام والإعلام
الراديو والتلفاز ... والخوف،
"الخوف أكبر قواد"
***
جمعت المراة غسيلها
ضَمَّته إلى صدرِها كوليدِها
الذي لم يأتْ
راحت إلى فراشها تنام
نامت ...
ولم ينَم الجندُ في الميدان
في الراحة راحوا في سباتٍ عميق
سمعوا مثلنا نشرة الأخبار:
المذيعة المتوحشة
المذيع الأوحد
الضيف الغث والضيف الثمين
مُسيلمة الكذاب
الشحَّاذ
السائرُ إلى جوارٍ المدرعة
يناوله الجندي
آخر لقمةٍ في الرغيف
...
ناول الجندي بقايا صحيفة
آخر قضمة في قطعةِ البطاطا
***
قرأ الجندي صفحة الوفيات
والإعلانات
أفيش الفيلم المُمّل
...
ولما نام
حلم بالمرأة التي تلُّم غسيلها
وتمضغ اللبان



#خليل_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الموت.... والحياة
- قصيدة حوار البوعزيزي وبائع البطاطا
- مقتل بائع البطاطا قصيدة
- قصيدة محمد الجندي
- ساعة الحظر
- عصفور البدرشين
- الحُسَيْني أبو ضَيْف
- الشخصية المصرية إبّان ثورة 25 يناير وما بعْدها
- التحليل النفسي للحالة المصرية الآن
- قُبَّعة الخواجة
- سيكولوجية الدم فى مصر الآن
- الفسيفساء في مواجهة الخفافيش ملامح الشخصية المصرية .. في ثور ...
- القلق المستَبِدّ وضراوة الإشاعة
- سيكولوجية رجل الأمن فى جمهورية الخوف (مصر سابقاً)
- مظاهر الاكتئاب في المجتمع العربى
- سيكولوجية المرأة العربية....
- كَرْبْ ما بَعْدْ الصَدْمَة تداعيات ما بَعْدْ الحرب مصر ولبن ...
- الأبعاد السيكولوجية لعقوبة الإعدام
- بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر
- سيكولوجية أمناء الشرطة في مصر


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - قصيدة إمرأة تطل من الشرفة