أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - الحُسَيْني أبو ضَيْف














المزيد.....

الحُسَيْني أبو ضَيْف


خليل فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 00:40
المحور: الادب والفن
    


قصيدة
الحُسَيْني أبو ضَيْف
(.... صحفي ومصور مصري استشهد برصاص الغدر قي 10 ديسمبر 2012 بمحيط قصر الرئاسة المصرية)


الحُسَيْني أبو ضَيْف
رحلةَ الشِتاءِ والصيْف
ناموا على جوع
وذُبحوا دون خوْف
.....
جلْجَل صوتُ الحُسَيْني هاتفًا
من كلِّ صوْب
يأتيكم كلِّ حين
يأتيكم أبو ضَيْف
يقرعُ طبلة الأذن،
نسِيجُ الرئتين، القلْب
قَفَصُ الصدْر
وأحشاءُ البطْنِ والجوْف
....
الحُسَيْني أبو ضَيْف
يتنزهُ في حديقتِنا
ينامُ مع وردتِنا
كل خريفٍ وربيعٍ وصيْف
...
يأتيكُم من أمامِكم
يُميتكم أحياءَ بخزْيكُم
بعارِكُم
ينزلُ على رقابِكم كالسَيْف
تتوضأون بدمِه
فيأبى أن تمضوا
دون عارْ..
يمسحكم من على الرصيف
إلى مكانكم في التاريخِ، فوقَ الرّف
....
يتجمَّدُ في عيونكِم الزجاجيّة
يتورّمُ في صدوركِم
كَكُرةِ الثلجْ
كالمرَضِ كالبؤسِ كالذُل
...
وللثوارِ.. عزٌ ومجْد
نظارةٌ تبْرُقُ بألوانِ طيْف
وشاحٌ مُرَّقَطْ ..
أصْبعانِ علامة النصْر
وصدرُ ليْث ..
سُمرةُ الصعيد الأبيّ
وهجُ الثأرْ
تراتيل الربّْ، صدْحُ البلابلِ
دعاءُ الفجْر
...
رؤوسٌ وعظامْ
أولادٌ وفتية، رجالٌ ونِساء
يواصلون الزحْف
.....
والسيد يخشى إصابة سائِقه
في الكتِف أو الكَفّ
يَخشَى خدْشَ سيّارتِه
وهي تَصْطَف
إلى جوارِ الجدارِ عندَ القَصْر
يُزَيّنُهُ الجرافيتي
تعلوهُ أرواحُ الشهداءِ
...
السيدُ يصرخُ : كيْف؟
فينْتفضُ في وجهه أبو ضَيْف
طائرًا عملاقًا كالعنقاءِ
كالرُّخْ
كالغولِ كاليمَامِ كالحَمَامِ
كالنوْرَسِ في ألفِ سِرْب
يُحَلِّقُ فوقَ الرأسْ
يرسُُمُ لوحةَ الليْلِ المُدْلَهِمْ
...
الخرافُ الآكلة الجَيْف
تلثمُ اليدَ المُلطَّخَةَ بالدَّم
ترفعُها
وترفعُ معها إزارَ الجاكِتْ
وسط الحرس المُحَمْلِق،
المنفوخُ بالزيْف
...
يخسرُ الملكُ ..
إذا ما واجَه الشعبْ..
يخسرُ نفسَه والقَصْر
الدُنيا والرؤية
فينفذُ الصبْر..
تهتزُّ الرؤى
الدَّمُ لا يتَخثَّر، لا يتجمَّد ..
لا يجِّف
لا تروحُ رائحتُه الزَكيّة
لا تتوقف أنهارُه
عن الفيضَانِ والغَمْر
تُغرقُ الأخْضَر واليابِس
تفيضُ مع اليَمّ
فيسبَحُ سريرُ موسى
مُتأججًا كالحَق
لا أبلَج ولا لَجْلج ..
لكنَّهُ السُمّ
في حلْقِ قنّاصٍ ثرثارْ
..
فلا الشيخُ يَؤُمّ
ولا المصَلِّي يُؤَّم
إلاّ بمن ابتغى وجه ربّه
وودَّع المهد إلى اللّحد
مَضَى مع الحشْد
هاتِفًا ...
الحُسَيْني أبو ضَيْف
لم يمُتْ، لكنه يُشَّّم
عبقُ النصْر
في الزنابِق الحمْراء
المنثورةَ حَجرًا فوق حَجَر
في محمودَ والتحريرْ
وداخل كل بيتٍ أشَمّْ
....
يا الحُسَيْني أبو ضَيْف
خرج الملك عن رقعةِ الشطرنجْ
مُندّدًا مُهدِّدًا مُتوعدًا
بسرقةِ الحُلْم
بسرقةِ الرُقعةِ والقَلْعَةِ والضَوْء
... لا .. ولا .. وألف
لا ..
نحنُ نَملكُ الحَشْد..
خرج الحُسَيْني أبو ضَيْف
ملكًا بكاميراتِه وذاكرتِه
بالصحيفةِ والحرْف..
خرجَ فارِسًا هُمَامًا
له طلعةَ القَمَر
وإشراقةُ النَجْم
يا الحُسَيْني أبو ضَيْف ..
إنها الأفعى التي بلعَت فيلاً
فكيفَ بها لا تهضِمْهُ
يمزُِّقُ أحشاءَها
ينفجِرُ فيها
فَتفِّحُ نارًا وسعيرًا
تُخرِجُ أرواح الشهداءِ
تلفظُ كذبًا وقبْح
صلفًا وكِبْر
...
لا تملك قولاً إلاّ "سوف"
سوف يأتيكُم
الحُسَيْني أبو ضَيْف
من أمامِكم وخلفَكم
كل ليلةٍ، كلُّ ربيعٍ، وكلُّ صيْف
يقرع طبْلةَ آذانِكم
المُّتسِّخة المُتْخَمة بالعَفَن
باللؤمِ، وبالألَم
يقطعُ شريانِكم الكاذِب
يفضحُكم في كلِّ بيْت
وكلُّ كهْف ..
يا من خرجتُم من الكَهْف
تَلمُّون ذيولكم بين أرجلكم
فلا تمشي ولا تدور ولا تلّف
...
فلا الحُسَيْني أبو ضَيْف
مات،
ولا أنتُم عِشتُم
ولا تَمَّلَّكَ المَلِكُ مُلْكًا ليسَ لهُ
فركِبَ الجَمَل
وعادَ مع حُنين
بألفِ خفٍ وخُفّ
...
الحُسَيْني أبو ضَيْف
يخرق جبهتكُم المسْوّدة ..
يخرقها بقوته، بالشرَف
يُسَّوِدُ تاريخَكم
يحرقُ ذقونكم،
بالنار المُطهِّرة بالشرَف
فلا رمادًا يبقى ولا دُخَان
ولا نارُ ولا جَمْر..
لا حطَب أبو لهَب
لكن القديد والماء والشتاء
رعشةِ الموتْ .. والخوْف
...
لملمِوا بقاياكُم
فروائح المسْك
تغلبُها النفايات في كل أنْف
...
وصوتُ الحُسَيْني أبو ضَيْف
يهزُّ بنيانَكم، فيقطُر سُمًا
زُعافًا،
في كل وادي، وكلِّ جرْف
...
الحُسَيْني أبو ضَيْف
رحلةُ الشتاءِ والصيف
تمرُّ بلا جوعٍ وبلا خوْف
زادُ الفقراءِ ذكرى شهدائِهم
لحمهمو المُرّ
والصَبْر ..
في حلوقهم.. حَنْظل وعُشب..
وماءٌ وقرنفلْ وفُلّ..



#خليل_فاضل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية المصرية إبّان ثورة 25 يناير وما بعْدها
- التحليل النفسي للحالة المصرية الآن
- قُبَّعة الخواجة
- سيكولوجية الدم فى مصر الآن
- الفسيفساء في مواجهة الخفافيش ملامح الشخصية المصرية .. في ثور ...
- القلق المستَبِدّ وضراوة الإشاعة
- سيكولوجية رجل الأمن فى جمهورية الخوف (مصر سابقاً)
- مظاهر الاكتئاب في المجتمع العربى
- سيكولوجية المرأة العربية....
- كَرْبْ ما بَعْدْ الصَدْمَة تداعيات ما بَعْدْ الحرب مصر ولبن ...
- الأبعاد السيكولوجية لعقوبة الإعدام
- بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر
- سيكولوجية أمناء الشرطة في مصر
- محاولة لفهم المعادلة الحكومية المصرية الصعبة
- أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة
- الأبعاد النفسية لحرب الشرق الأوسط السادسة
- ملامح الشخصية المصرية ..... في صِحَّتِّها وعلّتِها
- شادي عبد الموجود
- عمياء تمشط شعر مجنونة
- البغل والعربجي والعربة الكارو


المزيد.....




- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...
- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...
- احتفاء بالثقافة العربية و-تضامن مع الشعب الفلسطيني-... انطلا ...
- طلبة -التوجيهي- يؤدون امتحانات -الرياضيات- 2- و-الثقافة العل ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - الحُسَيْني أبو ضَيْف