أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - إدريس البصري، وزير الدولة والداخلية الأسبق، يتحدث عن أحداث العيون الأخيرة، قضية الصحراء، الحكومة المغربية، البوليساريو، الجزائر..















المزيد.....

إدريس البصري، وزير الدولة والداخلية الأسبق، يتحدث عن أحداث العيون الأخيرة، قضية الصحراء، الحكومة المغربية، البوليساريو، الجزائر..


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1218 - 2005 / 6 / 4 - 12:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ـ شهدت مدينة العيون في الآونة الأخيرة أحداث عنف وشغب تناقلتها مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، بدون شك تتبعتم مجريات تطوراتها، ما هي قراءتكم لهذه الأحداث؟
لقد تحدتث عن مثل هذه الأحداث عندما وقعت تدخلات جانبية في مدينة العيون في أواخر عام 1999 وبداية السنة الموالية من هذا التاريخ.
والمناطق الصحراوية عموما، أي السمارة، بوجدور، الداخلة، كلتة أزمو، طرفاية، طانطان، كلميم.. لم يسبق لها أن عرفت أحداثا خلال ثلاثة عقود من الزمن كالتي تتبعناها مؤخرا.
فللأسف الشديد هناك جهات، أرادت أن تسلك طريقا غير صحيح، بدل ذلك الذي كان قد خططه جلالة الملك الحسن الثاني (رحمة الله عليه) من أجل إجراء استفتاء تأكيدي بهدف تقرير المصير. فهؤلاء انخرطوا في ما يسمى بـ"الطريق أو الحل الثالث" فأثاروا القلاقل والزوابع والشغب وفتحوا الباب أمام مصراعيه لأمور لا تخدم مستقبل البلاد.
فمغربنا الأمين الذي عاشت على وجه الخصوص أقاليمه الصحراوية فترة ذهبية في ظروف جد صعبة يعلمها الجميع، حيث كان هناك استقرار ملحوظ ونماء متواصل، فضلا عن الانسجام والتآلف الحاصل بين مكونات الساكنة الصحراوية.
أما اليوم فنتأسف على التحول السلبي الذي وقع في أقاليمنا الصحراوية على وجه التحديد، حيث أصبحت هناك قوى لها من الجرأة والشجاعة للتظاهر في واضحة النهار ورفع شعارات بات يعرف مضامينها ودلالاتها الجميع.
وبهذه المناسبة أقول للحكومة المغربية إن استغلال وسائل الإعلام الدولية لتلك الأحداث ستجعل المغرب في موقف حرج وبالتالي في موقع ضعف، لا يقبل ذلك سواء العقل أو المنطق أو التاريخ لأن الشعب المغربي تحت قيادة جلالة الملك الحسن الثاني( رحمه الله) ووارث سره جلالة محمد السادس ضحى تضحيات جسيمة لاستكمال وترسيخ وحدته الترابية، فلا يعقل أن تتلاعب، أيادي لا خبرة لها، بالصالح العام وبالوحدة الوطنية.

ـ نفهم من جوابكم أن ما تعيشه الأقاليم الصحراوية من أحداث يعود في سببه إلى خيار "الحل الثالث"؟
صحيح أن ما سمي بـ "الحل الثالث" هو في العمق أساس هذا الوضع المأساوي الذي توجد عليه اليوم قضية وحدتنا الترابية، فحتى الأمم المتحدة لا تعرف مضمونه، فكل جهة تنظر إليه من زاويتها الخاصة ووفق مصالحها.. فلا كوفي عنان، أوجيمس بيكر أو اللجنة الرابعة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن.. ولا أحد يعرف محتوى الخيار المذكور، فـ"الحل الثالث" يعني فتح الأبواب أمام المغامرات.. وقد شرعنا في الدخول إليها. وما جري في الريف في الأيام الأخيرة يؤكد صحة هذا القول.

ـ لكن كيف تنظرون إلى الشباب الصحراوي الذي أقدم في الآونة الأخيرة على إحراق العلم الوطني ورفع شعارات موالية للبوليساريو والمطالبة بالاستقلال، وأيضا دعوة المنتظم الدولي للتدخل في الأقاليم الصحراوية؟
عندما نفتح الأبواب لحلول لا مستقبل لها، فإنها نتيح الفرصة لكل من سولت له نفسه أن يقوم بعمل شغب أو تخريبي.. والحكومة المغربية يجب أن تنتبه إلى أن طبيعة الظروف الإقليمية والدولية التي أضحت الآن تلعب لصالح الانفصاليين. وما نستغرب له هو صمت وزارتي الخارجية والاتصال وأيضا الطبقة السياسية...

ـ هل يمكن القول بأن أحداث العيون غذتها التصريحات الأخيرة للرئيس الجزائري بوتفليقة وتلويح محمد عبد العزيز زعيم البوليساريو بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، وساهمت بالتالي في تأجيج الوضع بأقاليمنا الصحراوية؟
ما قالته الصحافة عن الموقف الأخير للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بخصوص ملف الصحراء هو موقف جزائري ثابت منذ نهاية سنة 1972 إلى اليوم، فكلام الرئيس الجزائري لا يحمل أي جديد يذكر، نفس الأمر بالنسبة إلى كلام محمد عبد العزيز رئيس جبهة البوليساريو. فقد كان الجزائريون يقولون بتقرير المصير. أما موقف محمد عبد العزيز فلا يختلف عن الموقف الداعي إلى تنظيم استفتاء مصيري يقرر فيه سكان الصحراء مصيرهم، وإذا لم يتم الاستفتاء والامتثال للقرارات الأممية فإنه سيعود إلى حمل السلاح. فهذا الأمر لا يحمل أي جديد، بخلاف ذلك أن الجديد هو التدبير اليومي لملف الصحراء الذي يتم بكيفية غير لائقة. فصمت الطبقة السياسية يعبر في العمق عن نوع من المؤامرة في ملف مصيري.

ـ كيف تفسرون الغموض الذي يطبع قرارات منظمة الأمم المتحدة؟
لا أرى في قرارات الأمم المتحدة أي غموض يذكر.

ـ الغموض من حيث عدم الحسم في الخيار المتبع لمعالجة النزاع حول الصحراء، ذلك أن المغرب يفسر قرارات الأمم المتحدة بالحل السياسي فيما نجد الجزائر تفهم منه تقرير المصير..
(مقاطعا) الحل السياسي المتعارف عليه عالميا هو الاستفتاء، فهذا الأخير تنص عليه قرارات الأمم المتحدة ونجده مدرجا في القانون الدولي، إضافة إلى أنه طبق في العديد من المواقع الجغرافية بالعالم أي الاندماج أو الاستقلال. وأقول بأن إجراء الاستفتاء بالأقاليم الصحراوية هو الحل الوحيد بالنسبة لحل هذا المشكل ونتيجته ستعود طبعا لصالح المغرب، وبالتالي سيكون هذا الأخير قد خضع لقرارات الأمم المتحدة وللدول التي كانت تساند هذا الخيار..
فالأكيد أن الاستفتاء سيكون لصالح المغرب لكونه يملك من الإمكانيات الهامة التي تؤهله لذلك، وجلالة الملك الحسن الثاني(قدس الله روحه) عندما أقر ذلك فقد كان على علم واطلاع بحقيقة الأمر واستشراف لمستقبل البلاد.

ـ لكن ما نعلمه هو أن الراحل الحسن الثاني لجأ إلى خيار الاستفتاء بهدف تدويل مشكل الصحراء وبالتالي التعريف بالمغرب؟
الحمد لله على ذلك،

ـ نعلم بأن لكم علاقات واسعة على المستوى الدولي، كما أن محمد بن العزيز كان قد نوه بكفاءتكم.. في حوار أجرته معه يومية "الموندو" الإسبانية، إضافة إلى العلاقات الوطيدة التي تربطكم بالعديد من المسؤولين الجزائريين والاسبان والفرنسيين وفي أوساط الأمم المتحدة الذين لم يسبق أن اساؤوا لكم في تصريحاتهم الصحفية.. أكثر من ذلك أنكم اشتغلت على ملف الصحراء منذ سنوات وتعرفون خباياه.. فضلا عن تحركاتكم المكثفة داخل بعض البلدان الأوربية.. سؤالي ألا تفكرون في القيام بدور معين بين الأطراف المتنازعة لمساعدة الأمم المتحدة على حل هذا المشكل؟
أنا الآن خارج المسؤولية، وليس لدي أية رغبة للعودة إليها، فتصرفاتي كانت متزنة ولم أسمح لنفسي بالتطفل على أمور حساسة ومصيرية، ولكن القضايا الوطنية الأساسية لا تتركني متفرجا ومكتوف الأيدي.

ـ لكن إذا طلب منكم القيام بدور ما في هذا الباب، كيف سيكون رد فعلكم؟
الاستجابة للوطن لا يتأخر عنها أي أحد، خاصة إذا نادى الوطن الذي يضم إلى جانب المغرب الدول المغاربية أي المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا وموريطانيا، وهي مجموعة بشرية متكاملة لها تاريخ مشترك وحاضر ومستقبل واحد.

ـ تقومون بتحركات مكثفة في فرنسا، وتعقدون لقاءات مع مجموعة من الساسة هناك، ألم يسبق لكم أن قمتم باتصالات بمسؤولين جزائريين حول موضوع الصحراء؟
(ضاحكا) لا يمكن أن أجيب عن هذا السؤال.

ـ كيف تتصورون وقع أحداث العيون واتهام الجزائر بالوقوف وراءها على مستقبل العلاقات بين الدول المغاربية خاصة بعد تأجيل قمة طرابلس إلى أجل غير مسمى؟
بداية يجب التأكيد على أن قضية الصحراء لم تكن في يوم من الأيام مدرجة في أشغال اتحاد المغرب العربي، فالراحل الحسن الثاني والرئيس الشادلي بن جديد كانا يحرصان على تطوير العلاقة الثنائية بين البلدين بغض النظر عن بعض المشاكل التي تطفو على سطح الأحداث بين الفينة والأخرى، فمشكل الصحراء لم يكن واردا على الإطلاق لا في اجتماعات قمة الاتحاد أو في اجتماع وزرائه أو المؤسسات التابعة له. لكن أعتقد أن مشكل التأجيل يندرج ضمن السياق السياسي الراهن، فلا يمكنني أن أحمل المسؤولية لجهة على أخرى لأنني لا أتوفر على المعطيات الدقيقة حول هذا الموضوع.

ـ ما هي الأفكار التي ترونها صائبة وتريدون توجيهها للمسؤولين المغاربة المكلفين بتدبير ملف الصحراء؟
نحن في المغرب، مع الأسف الشديد، لا نقدر ما تحقق من منجزات ومكاسب في ظل قيادة الراحل الحسن الثاني في جميع الميادين بدءا من الاقتصاد والفلاحة وانتهاء بالديبلوماسية، وعلى وجه التحديد مسلسل استكمال الوحدة الترابية. فالرأي العام الوطني والدولي يعرف جيدا ما تحقق بالأمس، فالحكومة الحالية بالرغم من تواجد ممثلين داخلها من قوى حزبية وطنية أخلصت لقضايا الوطن، لم تقم بما يجب. فهي لم تقدر ما قام به الحسن الثاني (رحمة الله عليه) كما أن الخصوم يستغلون ضعفها لضرب مصلحة البلاد. فالشغل الشاغل لبعض الأطراف الحكومية، منذ ما يزيد عن أربع سنوات، هو تتبع تصريحات من يختلفون معها في الرأي والاجتهاد للتصدي لها عبر وسائل الإعلام بهدف الظهور بمظهر الكيان المنسجم والصوت الواحد.. وهي أمور في نظري تافهة.
أما القضايا الجوهرية التي تهم التنمية المستديمة، دمـقرطة الحياة السياسية، توسيع مجال الحريات العامة والفردية، تطوير المؤسسات الدستورية وإقامة نظام برلماني تمثيلي لاعطاء الحكومة كافة الوسائل لتنفيذ قراراتها، فهذا الأمر كان دائما حاضرا في رؤية جلالة الملك الحسن الثاني، وبدون شك فإن جلالة الملك محمد السادس سيعمل في اتجاه تحقيقه.. وتحقيق التنمية المستديمة.. فهي أمور غائبة عن الانشغالات الأساسية للحكومة.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمـــازيغية والمقاربــات الثـــلاث
- تنامي الأصوات السياسية والمدنية المطالبة بالإصلاحات الدستوري ...
- الباحث أحمد عصيد، يعرض تصوره حول مسألة ترسيم الأمازيغية في ا ...
- محمد حنداين، نائب رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي، يشرح أسبا ...
- نص رسالة الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة إلى عميد المعهد ا ...
- مومن علي الصافي، عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يتحدث ...
- أحمد أرحموش، رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، يعلق عل ...
- أحمد الخر، ناطق رسمي باسم جمعيات أولياء ضحايا القمع بمخيمات ...
- عليا المرابط يعود من جديد إلى الواجهة السياسية وصورة المغرب ...
- هل ينجح البوليساريو في فتح جبهة موالية له داخل المغرب؟
- ملاحظات حول الظهير المنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
- العلمانية الحل الأمثل لمواجهة الاستغلال السياسي للدين
- إدريس البصري، وزير داخلية الحسن الثاني، يشرح معاناته من أجل ...
- -عسكريون يتربعون على -مملكة البحر
- الحركة الأمازيغية والمسألة الهوياتية بالمغرب
- سؤال الإدماج والإقصاء داخل النظام السياسي بالمغرب
- هل يعـرف المغرب حربا حول الهوية؟
- الملك محمد السادس يعين ياسين المنصوري على رأس جهاز المخابرات ...
- حميدو العنيكري يضع هيكلة جديدة للإدارة العامة للأمن الوطني
- العائلـــة الحركيـــة الحليف الدائم للمخزن


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - إدريس البصري، وزير الدولة والداخلية الأسبق، يتحدث عن أحداث العيون الأخيرة، قضية الصحراء، الحكومة المغربية، البوليساريو، الجزائر..