أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ابوالقاسم المشاي - النقد تصوغه الخطابات الفلسفية/حوار.















المزيد.....


النقد تصوغه الخطابات الفلسفية/حوار.


ابوالقاسم المشاي

الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 12:58
المحور: مقابلات و حوارات
    


كل منهج يكمن في داخله قوة تفكيك
حاورته: خلود الفلاح
النقد تصوغه الخطابات الفلسفية.

الحوار مع ابوالقاسم المشاي له فلسفة مختلفة بل رؤيا تحمل في طياتها الكثير من المنهجيات النقدية. و بخلاف النقد الذي هو شغله الشاغل أو لنقل مشروعه الخاص هناك على الضفة الأخرى الشعر و الفن التشكيلي.

لديه عدة مخطوطات قرر الآن أن يمنحها مشروعية القراءة.



_انثروبيا السلطة.. أبدية اللغة_ صهيل الروح_ نزيف الطمأنينة_ جمر الخصوبة_ مصيدة الكتابة.



· الخطاب المتواري يعني أن كل جملة تحمل في أحشائها كذلك ما لم تقله – يشير دو لوز إلى أن هذا هو ما يسمى ثورة حقيقية ممكنة. ما علاقة ذلك بالكتابة ثم ألاَّ يعني هذا أننا نرحب بسلطة تحاول الكتابة ممارستها؟!

في البداية نتساءل بدورنا عن أي خطاب متواري أو متخفي وكيف يمكن لنا مكاشفته أو كشفه وتعريته والحفر في ثناياه عن كل جملة /عبارة/ ملفوظ / رموز/ تمائم/ تعاويذ/ مصوغات عاطفية/ لذة/ حلم/ ....، ولكنه في ذات الوقت متلبس ومتخفي في تواريه – سواء كان وعياً أو لا وعياً، شعوراً لا شعوراً، منطوق أو غير منطوق...، وكأننا إزاء المواري والمعلن/ ألما-قبلي وألما-بعدي/ المستتر والمتكشف / نكرر الصورة لنجزئها ونشطرها ونفكك مصوغاتها المعرفية في حشودها الانفعالية/ والتفكير هنا لا يُحال كترحيب بالسلطة ولكنه يُحال كترحيب بالاختلاف عبر مختلف الوسائط وأن جاءت الكتابة (كتابة التاريخ الفكري)، وهي تؤسسه وتنشئه كخطاب تحتويه اللغة والحفريات والابستومولوجيا والسيموطيقيا والرمز...، وتتجلى الكتابة كإعادة (إنتاج!!) التفكيرر في الحقل النظري للتاريخ سواء بالاعتراف به أو بنفيه وإلغائه أو امحائه أو بانفصاله وتشظيه وتفككه وتحلله في لحظة تاريخية انفصالية مع الحدث/ لنراهن على تكميم ونفي وإزاحة وإخفاء الخطاب المعرفي في سياقاته الحسية/ التجريبية...، وكأننا إزاء حدث زمني تشميلى وليس ذاتي.. وهو ذاته الزمن الذي يحاول فيه (الفاعل) أن يتساوى مع الحدث ليكون في حجمه وعلى حدّ تعبير جيل دولوز... أما المستقبل فهو الزمن الذي يحتمل كل شيء.

- كما أننا لا نريد تقليب البنية المفهومية ما بين مادية ثقافوية /ثقافة مادية ترصد حركة وفاعلية الخطاب وتحميله طاقة كامنة في أحشائه أو بإعادة إنتاجه عبر صيغ ممارسة نقدية ومشافهة تجلياته المكبوتة وان اندست كنوايا غامضة مبيتة وعن قصد ، ولكن بوصفنا نتحرك في اتجاه قوة التفكيك التي يحويها أي نظام (خطاب، علامات، سلطة، صراع، ...) في داخله وهاته القوة تعمل عمل ألانثروبيا أو التناقض والتحلل مع الزمن( حتى وان صدر الخطاب بوصفه مقدس)، ولكننا ربما نحاول تسريع الاختبار في الحقل التاريخي الفكري وكأنها مغامرة أبستمولوجية تعمل على إلغاء الخطاب المتواري لذاته في اختفائه أو إخفائه، وبين الكتابة والانكتاب يتحرك الأثر (علامته وسيمياه)، وهي في ذات الوقت محكومة بالتلف أو بالتكريس والاستثمار للرموز والعلامات والإشارات والمعاني والصور – وهنا سيعلن الخطاب بوصفه سؤال كينونة تجاه الذات أو تجاه الآخر بالاختلاف معه أو بالاستلاب والهيمنة والانصياع له باعتبار أن سلطة الكتابة تُبدع الاختلاف وتهدم سلطة الذات /الآخر. وهذا يدعونا إلى إعادة صياغة الاستفهام. الذي يدفعنا إلى التساؤل حول الاعتراف بالخطاب ( شرعي، قانوني،علمي سلطوي). وينسحب السؤال ليطال الهوية الحضارية للإنسان وهذا سيوفر علينا تساؤلاً محتملاً:

هل الخطاب في مختلف أنماط ووسائط وتساؤلات حضوره يحمل بين ثناياه وملفوظا ته وتأويلا ته المندسة في العبارات والمعاني التي يوجهها أو يحضنها أو يواريها – هل يتشكل كخطاب سلطوي أم كخطاب معرفي؟ هذا إذا اعتمدنا الخطاب كمكون لما يتضمن أو يحوي بين طبقاته المتكشفة والمتخفية أو كانت شفافة أو مراقبة.. وهو بالتالي سيتأسس انطلاقاً من فضاء اشتغاله وانشغاله وكرأس مال رمزي و كسلطة مستثمرة لحقل او دلالة ما (أو كتأسيس لخطاب جديد سيعلن حضوره ليتوارى من جديد ) ولكنه يُصاغ كلغة سائدة وخطاب مؤسس ومتواطأ لإخصاب الهيمنة والاحتكار!! وهذا يحيلنا إلى حضور الخطابات في مواراتها أو اختباءها إذ: تندس الخطابات في ثنايا المصوغات والمدونات السوسيو – ثقافية / تختفي وتظهر ولكنها تبين وتعلن عن ملفوظاتها ودلالاتها وشاراتها وإن عبّرت عنها سلفية الفكر وشرعنت حضورها الانثربولوجيا الثقافوية/ السيمياء / البنيوية/... على شكل (قراءة فناجين، قراءة كف، تمائم، منحوتات، اواني، ازياء، ايقونات، شعارات، اشارات، قرابين، ...) وغيرها من الدلالات الرمزية لتنجدل في عنق الملفوظات وينتجها الخطاب كتطمينات وإحالات خوفاً من المستقبل/ وانحباس أفقه/ وكإنتكاسة للحاضر، وهي في تشظيها إلى ذرات (ميكروفيزياء الخطاب ومجهرية السلطة!!)، تتأسس كمنهجيات تحيط وتحاصر المكون والبناء السوسيو ثقافي وتعتقل تحررها (منها!!) كخطابات مؤسسة للعنف الرمزي بشكل مباشر أو غير مباشر، أو عبر سلطة اكراه و تخويف (الغولة، الكرامات، الشعوذة، السحر،الاتهام بالجنون او الخيانة ...)، وتبقى تمارس أفعالها وهيمنتها وشرعيتها للخطاب عبر فاعلية حضوره وتداوله الايديولوجي و السيميو – بنيوي.

ويمكننا الإضافة بأن السؤال الذي طرحتموه هو سؤال مفتوح / وتتوالد بين استفهاماته أسئلة موازية ومتناقضة ومحايثة /توثق لتاريخية الخطاب والسلطة /الكتابة على الجسد، لأنه لا فعل للخطاب إلاّ بوجود جسد يصيغ الخطاب من أجله ولأجل نظامه المعلن أو المتواري، ولا يكتسب شرعيته إلاّ بوجود أجساد خاضعة ومطيعة/ بحجة حفظ النظام) وهنا يحضر كسلطة تطغى بناءً على وجود أجساد تعمل كأكسيومات للتواصل ينحت القانون سيميائيه ويدون نصوصه ويوثقها ويكتب نص حكمه من اجل ترويضها واخفاءها والصعود فوق أعناقها!!./ ويمكن القول بأن إساءة الفهم تصوغ حضورها وفعلها في فضاء وحيز اللا- فهم/.



-لماذا ممارسة عمل الحفريات /التفكيك/ السيميائيات على أنواع الخطاب الأدبي وغير الأدبي، وكيف تهدد مثل هذه الممارسة كل أنواع السلطات؟

ليست مرتبطة أو متمثلة أو أنها تحضر كعلاقات مماهاة منهجية أو ممنهجة/ وليست آلية عمل مقاربة بقدر ما هي فعل تقويض وخلخلة للبُنى الصارمة التي تؤطر المعرفة والفكر والكينونة الإنسانية، وتقيم جداراً من الخطابات التحريمية التخويفية/ التسلطية/ القمعية/ وأن توزعت وتنوعت أشكال وأنماط حضورها السوسيو – ثقافية والسوسيو – نفسية، وتواجدها (الزمكاني) وأن تبدلت أدواتها ووسائطها وميكانزمات أشتغالها (ترهيبية أو اغوائية)، ولكنها وعبر مكاشفتها وافتضاحها يتحقق فعل التقويض والتأويل والتفكيك للبُنى المختلطة والمكونة للحقل/ ذلك بأن السلطة عبر فعلها وافعالها تصوغ وتنتج علاقات تشرّعن الاحتكار للرأسمال الرمزي – الاجتماعي – الثقافي- الحضاري وتعمل على الكيانات في حضورها المعنوي والمادي. وإنتاج حقل من المواجهات والتناقضات والمبررات الجاهزة والذرائعية (الفقراء/ الأغنياء، السادة/ العبيد، المرأة/ الرجل/ ، الأنا /الآخر، الذات/ الهوية، ...)، وهاته المصوغات السلطوية لا تعمل/ لاتفعل إلاّ بالاعتراف بها وبأفعالها كقوة (اعتباطية) ويرتبط فعل السلطة وممارستها بمن يخضع لها ويرتهن لاشتراطاتها المهيمنة والقمعية وأن تبدلت (الأشكال الاحتكارية)، وتحت غطاء الشرعية والاعتراف بخطابها ونفوذها (اقصاء الأخر/ الطاعة/ التحكم/ القهر/ الولاة/ الارتزاق...) وكأنها تؤسس لإذعان وتؤاطو متواصل، وكأننا في جلبة التفكير نتساءل: كيف يمكن أن نميط اللثام عن السلطة/ سلطة التشيء التي تدنّس كل شيء فينا وتبرر وتدافع وتضمن توالدها واستمرارها عبر الخضوع والخنوع لقهرها وفجائعيتها واستبدادها الدائم؟!.

هناك دائماً سلطة واحدة مهيمنة تخضعنا لها وأن أختفت أو اندست في أنماط حضور وافعال مختلفة ومتبدلة (معلنة أو متوارية او غامضة)، وبالتالي فهي عبارة عن نظام من العلاقات والانتاجات المتشابكة والمبررات الزائفة والمتشاكلة تسمح بتشكيل نسيج وجدار سميك يخترق كل المؤسسات الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية، .... وكذلك فهي تخترق الأفعال والعلاقات والخطابات دون أن تتموضع أو تقبع في (زمكانية) واحدة.

وفي سياق حديثنا يمكننا القول بأن المخيلة (الأدبية/ الغير أدبية) كخطاب رمزي لا تخلو من أطماع ومآرب والفرار بالخطاب إلى عوالم تخيليه وتجريدية و...، لأن ثنائية وجدلية العلاقة بين (اللغة) كخطاب تفرزه محاولات الجسد (كنص) في مشافهاتها مع الآخر وتقدم فسيولوجيا الجسد نفسها كمسرح للعلامات والوشم والحنّة والتجميل والحلاقة والرقص والغناء والضحك والحزن والضجر والإشارة مهما تنوعت حركاتها وتعددت مسمياتها وتوصيفاتها ولكنها تستنطق (اللغة) عبر حركات (الجسد)، وأيضاً فإن رجل الكلام هو رجل السلطة الذي تحترم كلماته وعباراته وتوّقر خطاباته وتعابيره السنتاكسية، فمثلاً حنجرة (بركليز) خطيب روما المشهور كانت السبب الوحيد الذي فسّر قوته ومكانته..، كما أن الخطيب (المتفوه) المقتدر هو الذي يستطيع زعامة الهنود الحمر...، وهذا ينعكس على الفنانين (المغنيين) ... وهنا ينجح الجسد في الفرار من عتمة الفسيولوجية البيوطبية بعدة وسائط ولكن أكثرها إثارة اللغة – الخطاب، وهنا تصوغ الحفريات وتطرق بمعاولها على فيزياء المادة الصلبة وتنحت السيمياء علاماتها عن طريق الفك البشري واليد أداتها والجسد مسرحها وسبورتها..، فلقد قادنا حجر رشيد الصامت وتماثيل المعابد الهندوسية وغيرها وكإننا نلتف بين الميكانيكا الحجرية وحفريات الوعي لنكتشف حضارة الجسد الذي لم يكن يهمه في حياته سوى تخليد نفسه عندما تصمت أنفاس الفسيولوجيا فيه. فالفعل الاركيولوجي المعرفي (حفريات المعرفة) تحقق ولادات متعددة ومتكاثرة ومتناسلة من نواحي ومتغيرات عدة رياضية /هندسية/ سيميائية/ سيموطيقية/ كيلغرافية/ ...الخ. وهذا التخليد عبر وسائط وتداولات وشهائد تقدير وتبجيل وتكريم ونصب تذكارية وعبارات التفخيم والتعظيم تستثمره السلطة لتبرير استبدادها وقمعها وزيادة حدة انتهاكها وتنكرها، وتندفع إلى توظيف كل ما من شأنه ان يسمح أو يغطى ويبرر هيمنتها وان حضر عبر وسائط فنية وأدبية يتم تسخيرها من اجل احتكار السلطة. والسلطة عبر مؤسساتها التي تنشئها تحتكر كل شئ من الحجر إلى الورقة/ من الخطاب إلى النص/ من القلم إلى السبورة/ من الإشارة إلى القانون....

ومن جانب آخر فهي تعدٍ وانتهاك لأسرار الجسد وعالمه الخاص والتي لا يستطيع أن يفضي بها إلاّ لأقرب الأصدقاء إليه (وهو الكائن القاطن فيه)!!



-كيف تقيّم عمل النقد في بلادنا في إطار إساءة الفهم...................................................؟

المكاسب الهامة لمرحلة الحداثة وما بعد الحداثة تتجلى في الحرية والتي صاغت المكونات البنيوية وتأسست عليها استقلالية الفعّل وحق النقد والاختلاف والخصوصية الفردية وبدأت مع نقد العقل الخالص من أجل بناء رؤية وتصور لمقومات العقل البشري والحقوق الإنسانية التي تستفيد من المنتوج المعرفي والحضاري الإنساني/ ومفهوم النقد تصوغه الخطابات الفلسفية للحداثة ضمن سياقاتها البنيوية – والحداثة في تشميلها تساهم في نقد ما لصق بالعقل البشري من إخفاقات وانتهاكات وانحباسات، ولعل ما يذهب إليه هابر ماز في نظرية الفعل التواصلي التي تحاول مكاشفة الوعي الحضاري وتأسيس التواصلية المتعددة والمتعارضة أيديولوجياً وبناء وعي ومعرفة إنسانية شمولية بمعزل عن ضغط المؤسسات.

وفي تصوري هناك إخفاقات على مستوى الاستفادة من المفاهيم والمنهجيات التأسيسية لفكر وعمل نقدي على مستوى المنتوج، هذا إذا سلمنا أن هناك منتوجاً معرفياً إبداعياً يستجيب لاشتراطات المنهجيات والنظريات النقدية أو لتأسيس مشروع نقدي يتوافق سلباً أو إيجاباً مع المنتوجات الإبداعية، كما أنه لا يمكن فصل أو عزل (النقد) أو وضعه في إطار ممارسة اختزالية بمنأى عن الخطاب الفكري النقدي للحداثة وما بعدها.

وعلى مستوى عالمي فإن انحسار أفق المفاهيم أيضاً يلقي بالضوء على أهمية البحث لاستنطاق منهجيات ونظريات نقدية مجاورة وبمستوى ما يطرح أو ما تقدمه الحضارة الرقمية والمعلوماتية في مرحلة ما بعد العولمة، ومع المحفزات المعرفية والاتصالية فإن ثورة نقدية جديدة يمكن صياغتها وطرحها للحوار والجدل لأفق (ما بعد – التفكيكية)، ولطور حضارة كونية جديدة... وباستنطاق مفاهيم فلسفية جديدة.

كما ان إساءة الفهم للمناهج النقدية و/ لاشتغال النقد ينعكس على المكونات البنيوية والحراك السوسيو –ثقافي للمجتمع، ويتحول التاريخ إلى مسارات معتمة وتتشكل أزمة الهوية الحضارية – المعرفية، والنقد يطرح نفسه كفعل ممارسة لاكتشاف الأسئلة التي نسيناها أو تجاوزها النص/ الخطاب..، أو تلك اللحظة التي توظف الجهل الناتج عن إساءة النقد/ لتجد السلطة مساحة لألاعيبها المقنعة والمندسة في ثنايا الخطاب/ النص، وكأنها قطيعة ولحظة تغييب حضارية (زمكانية) وهاته تطرح (المصلحة!!) التي يتوجه حولها السؤال: وهذا يعني أنه ليس هناك مصلحة لأي خطاب يسيء الفهم للنقد، وهنا تكون المصلحة للجهل/ فكل فكرة قابلة للنقد بما تحويه بدءً من الذرة أو النانوية إلى العالم والكون، وهاته كلها نصوص قابلة للنقد. (ولا وجود ولا فعل لشيء أسمه خارج النص)!!



من خلال الاشتغال على الحفريات كيف ترون أثر الممارسات السياسية على موقع الكاتب الليبي المجتمع وهل هناك كبث منظم للكتابة؟

الكتابة كتحرر وكفعل كينونة (كون مفهوم الكتابة يتجاوز مفهوم اللغة وينطوي عليه في ثناياه ) هنا تكون الكتابة خطيرة ومقلقة للسلطة السياسية ولمشروعية السياسية واشتغالاتها، لأنها تؤسس لمعنى جوهري وعلى اعتبار أن المعنى لا يقوم قبل فعّل، ومن أجل تقويض المعنى/ الفعّل الذي تدشنه الكتابة فإن موقع الكاتب (كفاعل) يطاله التهميش والإقصاء والاعتقال والمصادرة والمنع والسجن والتجويع والقتل والقمع... ومختلف أشكال وأنماط حضور الاستبداد السلطوي المؤدلج والذرائعي بوصفه فعّل إقصاء وأخفاء و..، من هنا تصوغ السياسةالسلطوية اللا شرعية مشروعيتها المستمدة صلاحيتها من إبعاد ونفي الآخر، وأن حضر هذه المرة (باعتباره كاتب) ويتوجه مشروعه عبر الكتابة وبواسطتها إلى خلق وإنتاج فعّل التحرر من أي شكل سلطوي مهيمن، مباشر أو غير مباشر ومهما كان شكل حضوره (عقائدي، سياسي، اجتماعي، ...) وباعتبار أن الكاتب الحقيقي هو كمثل لسان جديد يتأسس وكما يذهب دريدا إلى القول (تفاجئني كلماتي أنا نفسي، وتعلمني فكري)، وبالتالي فإن فعالية الحفريات (أركيولوجيا المعرفة) تكشف الانتهاك والاقصاء والمنع والعنف والتخويف... وأن اندس بين ثنايا الخطاب المهيمن والذي يبرر مشروعيته عبر إقصاء الكاتب والكتابة وتأطيرها لتجاور وتعمل وفق توجهه (أرتزاقية!!) مؤدلجة ومؤطرة/ وتعمل الحفريات كأستراتيجية كشف وفضح الخطاب السياسي/ السلطوي/ الذي أثبت بلاهته ودونيته وشرعنته للاحتكار، أو ما يمكن تسميته الفكر السلطوي/الرغائبي والشبقي/ السلفي/ الذي ينحدر ليقوض كل شيء ويطيح بالحقيقة الآنسانية الإبداعية، من هنا فإن الحفريات تصوغ موقفاً فكرياً ومنهجاً يبحث في مجهرية العلاقات والمصوغات الرمزية و... والتي تربط بين الوجود وشمولية الخطاب التقليدي للميتافيزيقيا والتداخلات الفكرية والتصورات التوفيقية والتي تهيمن على المستقبل والحاضر وتجد هيمنتها عبر شرعنة احتكار السلطة/ السياسة، والتحرر من مختلف أنماط وأشكال السلطة والتي تؤطر ويعيق الكتابة يعدّ استراتيجية وتمنح للحفريات فضاء اشتغالها المعلن على مستوى الممارسة أو على مستوى هيمنة الرموز الاعتقادية/ السلفية/ التبريرية لمزيد من الهيمنة والإقصاء وشرعنة الرقابة على الكتابة/ الاختلاف.

وباعتبار الكتابة حقلاً تدوينياً ووثيقة تاريخية مدونة لمرحلة أو لطور وهذا يسمح لحركة الفكر بأن تقتحم لوغوس الهيمنة السلطوية/ السياسة/ وتشكّل الكتابة قوتها واداتها، وكما أشرنا في خضم المفهومات التي ينتجها الحقل أو المجال السوسيولوجي فهي لا تحيل إلى لغة معينة أو أنه يتشكل كنسق من القواعد والمنهجيات فقط، ولكنه يشتمل ليسع الانسكوبيديا العامة التي شكّلت استعمالاً لهذه اللغة وعبر تداولاتها الثقافية والمعرفية وكذا عبر تدويناتها ومنتوجاتها المادية والرمزية والنظرية..، وعبر اكراهات قسرية تحضر كتكنولوجيا سيطرة على الذات/ الآخر (حسب موقعه) وكذلك كتكنولوجيا سيطرة على الخطاب/ السلطة/ الجسد/ وأن تآلفت وتناقضات، اقتربت وتباعدت تحليلاتنا وأخذت أبعاداً سوسيو – ثقافية، نفسية، تقنية، انتربولوجية، اعتقادية، هندسية إلخ، لأن الحفريات تصوغ خريطة استكشاف كيلغرافية وطوبوغرافية وتفكيكية وغرامتولوجية للبنيات والمكونات التي تشتغل من خلالها وبواسطتها هذه الأفعال والأعمال وأن تجلت كنوايا غامضة أو مندسة في ثنايا الخطاب أو حضرت كتجليات عرافة أو عمل أدبي أو وثيقة تاريخية تائهة في الزمان وعلى حدّ تعبير (أمبيرتو أيكو) يحضر القارئ الحقيقي الذي سيفهم أن سر النص يكمن في عدمه.

- وحول الكبت المنظّم علينا أن نبحث في تموضعات الكبت ومبرراته ومشروعيته سواء كان منظماً أو فعّل غير منظّم يجدّل أفهومات وسياسات كبث وإلغاء وإمحاء وإقصاء... ولكنها تحضر متخفية عبر أفعال وممارسات اعتباطية/ تخويفية/ إضطهادية ومختلف التوليفات الطباقية والأثر الذي يشوه (الكتابة) ويطيح بفعاليتها ومشروعيتها يعدّ ممارسة كبث تجاه العملية الإبداعية الإنسانية.

وفعّل الكبت في عمومه أيضاً يطال القارئ والمتلقي، أي أنه يتجاوز الكاتب ليطول أفق ومشروعية القراءة كمعرفة وتنوير ونقد وتبيان للحقائق الإنسانية في مختلف اشتراطاتها الإبداعية. اذن الكبت سواء كان منظماً أو غير ذلك فهو يظل كبتاً ويطال مختلف أوجه الحياة والحراك الاجتماعي والسياسي ويقوض الهوية الوطنية والحضارية... فالجهل فضاء كبث باعتباره يتشكّل كنقيض للمعرفة، ويسمح للسلطة بأن تحتكر الممارسة الاقتصادية والسياسية وتهيمن على الخطاب المعرفي ومع ميشال فوكو (المراقبة والمعاقبة/ ولادة العيادة / تاريخ الجنون/ ...) نتلمس ونرصد مقاربات للمسائل السياسية وفعل السلطة كسيطرة وهيمنة مقابل أفراد خاضعون للهيمنة والسيطرة وليس أمام الكاتب والمفكر إلاّ المقاومة ضد مختلف أشكال القهر والقمع والكبت من أجل تحرير الإنسان من الانصياع للآخرين!!



كيف تقيّم استخدام مناهج السيميولوجيا، التفكيك، الحفريات في إطار سماح مثل هذه المناهج للتأويل أن يلعب الدور السلبي. إذ يسمح هذا الدور باستخدام لأغراض مختلفة؟

عندما نسمح للمنهجيات باختزال المفاهيم والافهومات وفعاليتها، أي بأن يقوض المنهج المفهوم أو بالانفصال عنه، وهذا يعني بأن المنهج تحول إلى سلطة هيمنة – وهذا يمنحنا القول بأن (البنيوية مثلا) أفلتت من قبة النحو والتاريخ الكلاسيكي للفكر وتأطيراته، وبالتالي فإن الانفتاح على مفاهيم جديدة تؤسس لمجتمع المعرفة وما بين مفاهيم الاختلاف والاتصالية (دريدا – هابرماز)، وما بين الاندماج والتصادم كإننا بذلك إزاء انفصال حضاري وقطيعة معرفية مع المنهجيات والافهومات التي صاغت الحداثة وكبلّت افقها.

- كإننا نتساءل/ كيف يمكن أن نفكر أو كيف نفكر في وجود مستقل للغة، أو كيف نفكر بوجود مستقل عن اللغة؟!

لو سمحنا بهيمنة منهج معين، كإننا نسمح بالتالي ومن واقع الاختلاف بهيمنة جميع المنهجيات وأن حضرت (كسلفية فكرية!!)، ويصادر مفهوم العقل لصالح التساوق والتناقض والتأويل – ومن واقع احتكار منهج بذاته يسمح بالهيمنة.

وفي سياق السؤال الذي يمنحنا مقاربة أولى لتصورنا وخلق منحى تأويلي أو توجه سيميائي أو بناء تفكيكي، ذلك بأن تأويل الظاهرة السوسيولوجية، الثقافية الحضارية، الدينية، ...، يتوالد كتحول أو تجدد أو تفاعل أو تضاعف لغوي وينمو في حقل بذاته ولكنه يفضي إلى جميع الحقول/ والانتقالية الزمكانية للعلامة وتأويلاتها المتكررة والمتضاعفة ونحتها معرفياً وفكرياً وعبر تعددية الوسائط (الخميسة، القرون، أشكال متنوعة)، انبثقت معرفياً في لحظة ما وعبّر عنها الرأسمال الرمزي لتصيغ تصوراته وأفكاره الحضارية والثقافية، لتتحول عبر تبدلات وتحولات الخطاب ومطاردة المفاهيم في لا – تحديدها لتُصاغ كسلطة رمزية إلى أن تصل في مرحلة ما بعد الحداثة حيث هيمنة العلامة التجارية.

وتخترق عالمنا ووجودنا وكإنها انحرافات أو اعترافات تنطوي على ازدواجيات متناقضة ومتضاعفة، فالعلامة تعكس وظيفة سوسيو – ثقافية...، عقائدية، اقتصادية وهي تحفر سمة تمييز أو مفارقة وأن حضرت على شكل (مفارقة عنصرية) ولكنها صياغة لمفهوم محدد وفي ذات المنحى مجزأ في لا – تحديده، والعلامة كميسم تلقي بظلالها على مختلف أنماط الحضور والتفاعل الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، .. والتحولات التاريخية – المعرفية شكّلت دلالات متوالية ومتوالدة لتشميل السوسيولوجيا لتحضن وتلقي بظلالها على كل العلوم. وكإننا نفتح مع (بيار بورديو) إعادة للنظر في فلسفة علم الاجتماع.

داخل خطاب المنهج لن نجد إلاّ تهديداً دائماً لأفكارنا وتاريخنا وتكبيل متكرر لأفق تصوراتنا وانحباسها المبهم.. كما أن المنهج وعبر احتكارية لا يمنحنا من الحرية (الفكر) إلاّ وهماً، وهذا يفتح السؤال حول (المابعديات)، مابعد – التفكيك، مابعد الحداثة، مابعد البنيوية، .. أي أن نغامر في البحث خارج (المنهج) عن مفاهيم وافهومات تصوغ المحتوى وتتكشف العلاقات الموضوعية المستقلة عن المحتوى ذاته!!

وهذا يتجلى عبر إنتاج وإبداع المفهوم وحضور الذات الفاعلة في ذاتها، وهذا يعبر عنه (ريكور) في صراع التأويلات، وستجدونه في بحثنا حول تحولات الخطاب/ قراءة لمفهوم التجاوز، أي كيف نتجاوز هيمنة المنهجيات والمفاهيم المحددة في فضاءها التاريخي.

وهذا يدفعنا إلى الاختلاف توافقاً مع دريدا بتصدية للمفهومات والمنهجيات المؤسسة للميتافيزيقيا والحضارة الغربية المتمركزة على الذات.

أي أن كل منهج أو مفهوم يحمل في داخله وجوانيته قوة تفكيك ذاتية /كما يجب أن نعي دائماً بأن المنهج أو المفهوم يتشكل كهوية ويُحيل إلى هوية ويتأسس من ثم كهوية (تنغلق على ذاتها)!!

/ وحتى لا تتحول العلامة التجارية بديلا للايمان.؟؟/.


عن مجلة عين ليبيا الالكترونية



#ابوالقاسم_المشاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنية المخيلة الأسطورية/رمزية التآلف والتناقض
- بنية المخيلة الأسطورية/رمزية التآلف والتناقضة
- مجتمع المعلومات/ بين الشفافية والمراقبة!!
- مقاربات الكونية الجديدة / الارهاب الديجيتالي .. وهيمنة دولة ...
- نون الصدفة .. أنثى الاشتباه
- التنمية وحقوق الانسان / بين الفشل المؤسساتي والوعي الاجتماعي
- نزيف الطمأنينة / الرهق الاول
- نستولوجيا الكينونة والكتابة على الجسد
- رماد السلطة ... الجنازة المحترقة
- أزمة النص: خضوع الكتابة... غياب القارئ
- أبدية اللغة : نص التوهمي ... وتضاريس الكتابة !!
- زغب الحنين
- أ مكنة لكينونة المكان !!
- بيان الفقراء... في مواجهة الليبرالية الجديدة - القراءة الثال ...
- صورة جانبية للأوكسجين ذاكرة لمخالب الحواس
- انثروبيا السلطة - مأزق الديمقراطية
- شوزفرينيا التاريخ وبكتيريا اللغة !
- تحولات الخطاب ... صراع التأويلات قرأة في مفهوم التجاوز - جزء ...
- استنساخ الايديو - الثقافي ورهانات ما بعد العولمة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ابوالقاسم المشاي - النقد تصوغه الخطابات الفلسفية/حوار.