أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابوالقاسم المشاي - بيان الفقراء... في مواجهة الليبرالية الجديدة - القراءة الثالثة














المزيد.....

بيان الفقراء... في مواجهة الليبرالية الجديدة - القراءة الثالثة


ابوالقاسم المشاي

الحوار المتمدن-العدد: 761 - 2004 / 3 / 2 - 09:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تنافرت الأحداث وتناطحت على خرائط العالم وانهارت الامبرطوريات وغابت عنها الشمس وتكسرت كراسي المماليك وتهاوت وذبل بريق الفكر الحداثوي وانكمشت الجغرافيا تحت الجليد البيروسترويكي وتمددت مساحات جديدة للهيمنة وانطفأت الأحلام الوردية وبهتت صورها وانهارت جدران العزلة أمام عولمة التقنية الرقمية و النمط الاقتصادي الاستحواذي وانفلتت أعاصير المنظومة المعولمة المتمركزة وأخذت زوابعها تجرف الواجهات الإيديولوجية الهشة أمام اندفاعها وتعرت الأفكار وتناثرت أمام قوة رياحها , نصبت الفخاخ وتخلفت المفاهيم والرؤى السياسية أمام تسارع العربة التاريخانية المؤطرة بالهيدونية والاستبداد ليتمدد حجم الصراع ويتزايد وتتفكك الأنماط الحضارية , وبازدواجية معايير محسوبة ( ضمناً وحتماً) انقسمت الأمم وتناحرت على قطعة رغيف فتشتت شعوبها عطشاً من اجل جرعة ماء وتناثرت الجثث على شواطئ الفرار وتمزقت الحدود من اجل أمتار أرض جرداء وانسحقت مبادئ الرفاهية والعدالة والحرية والديمقراطية وتجرثمت الأفكار الطوباوية الحالمة واندهست فوق قضبان الليبرالية النفاية وعند تخوم الليبرالية الجديدة سيحتد الصراع الذي صاغ مفاهيمه وتصوراته وحساباته من جيوب الفقراء والمرضى والمحرومين وتراكمت الثروات من حبات عرق المساكين وعابري الحدود والمهاجرين والسريين .....وخرجت الجموع تارة تهتف بتدويل العولمة ومرات أخرى بدولرة العالم على أنقاض الأممية خوفا من الموت والفجيعة …, فتصادمت المذاهب والتيارات  وصاغت وعيا جديدا مغلوطا ومزورا انساقت وراءه البشرية هزيلة وشحاذة ومثلما جفت وانكمشت وتاهت الشغيلة وتفاقم التفاوت وتلعثمت النماذج الاشتراكية وصار مستقبل العمالة غامض ومجهول , بعد قرون وعقود طويلة من الصراع المتعدد الاتجاهات والمساحات أتسمت بالتطاحن الحاد والشرس بين تيارات ومذاهب وأفكار متنوعة ومتباينة ومتناقضة , جرت التاريخ الإنساني إلى المذبح لتقدمه قربانا يسيل دمه على عتبات المعبد الجديد و ينكتب على صفحة جديدة تتشابك مفرداته وخطوطه ومصالحه مثل النسيج العنكبوتي وتتدافع أجسادها جشعة, جائعة, خائفة ....، تنهب , تسرق , تسرق , تغتصب وأخري تلعن وتصرخ وتهذي بتراخيص ليبرالية الجسد والطمع والغريزة وبكوبونات مشبعة بروح الافتراس والإبادة , تنطلق الزغاريد الما بعد كولونيالية ، الما فوق قومية ، الما بعد راسمالية ، الما بعد حداثوية ...، وحبل خطاب الما بعديات على الغارب يجر بعضه ليصير أكثر احتكاراً وعنفاً, ويقف على ضفاف المرحلة الجديدة ملايين الجوعي والفقراء يتلمسون الطريق بعيون مكممة وأفواه مبحوحة  وبكماء ...، وتأخذ الصورة الجديدة انعكاساتها وتضادها بين العولمة والتفكك , ليزداد الإنسان اغترابا وخوفا من مستقبل مهدد كل لحظة , فتندهس أمنياته وطموحاته أمام تناقضات رغائبه وحاجاته ومتطلباته و جهله فتعصف بشجرة حياته ضراوة العولمة وعنفها وإرهاب الرأسمالية الأصولية فتزداد مشاعر الضياع وتتصادم الروئ والنبؤات المستقبلية الباحثة عن الخلاص من مظاهر الإنشطار الكوني والتي بدأت تلوح في الأفق تدق أجراس انذارها المفاجئة ، فخطر الفوضى سيداهم أكثر المدنيات ثقة في بنيانها ولحضارة الإنسانية هي الأخرى أضحت مشروطة بصناعة متطورة للحلم , وفوق ذلك تخرج تيارات صناعة التوهم بخطابات منكسرة الخاطر تتصارع على زيادة إنتاج السأم لتوريط الإنسان في رهانات خاسرة وحلبات خاوية , فتسقط الثقافة في علب الجنس والتقنية في تطويع الجسد وأبادته ...,انتكاسه تتفاعل لتبدد الثروات وتدمر الموارد والبيئة وتستثمر الرموز والخرافات والروليت ومزيد من الابتكارات الهشة والتي تقف على حافة خيانة تاريخية تهدد بإنقراض العلاقات الإنسانية وكأنها (طريق مفتوحة بلا عثرات نحو الهلاك ) وتتحول كينونة الكائن-الإنسان إلى رقمية جسدية مفترضة مسبقا وبنوايا غامضة ومبيته وعن قصد أيضا، ومؤدلجاً بالإقصاء والتهميش مشردا تائها ينتظر على عتبة الاستجداء الإغاثة والمعونات..، وتتنامى أسطورة الوهم النيو- ليبرالي بشكل أكثر غموض وتعاسة وتنزلق في قبضة ( ليبرالية ما بعد العولمة ) تغرر بالإنسان ليضيع في زحمة الخطابات والافتراضات والأماني الباطلة .

لقد انهارت الأحلام بالرفاهية وتبخرت آراءهم النبيلة ,ونبؤاتكم المستقبلية وتهاوت طموحاتكم وتهشمت لتتناثر غيوما في مساء هي الأخرى تعيش أنجاسها الحراري وتلوثها وخطواتكم متعثرة قاب افتراض من الهاوية...، من بوابة الجوع العظيم ، لعلكم تدركون !!

ملاحظة

أنكتب بيان الفقراء (منفستو الفقراء) أول وهلة عام 1996 ، أحساسا وشعورا ويقظة بما طرحته ( الغات   GATT ) وما نتج عن ذلك بانشاء منظمة التجارة العالمية ، وانتباها لما يدور في منتجع ( دولة ) دافوس الخفي ، ثم أعيد نشره أغسطس عام 2002 بقراءة ليست مغايرة تماماً ولكنها تصوغ ارتباطات وتطورات جديدة وهامة وأكثر كارثية وقلق بمستقبل الإنسانية ، انه يعاد الآن  ليحاول ان يكون منسجما ومتوافقاً في رؤياه ومناشداته لما يناضل من اجله  الشرفاء والمخلصين من المفكرين والكتاب ولما  يطرحه المنتدى الاجتماعي العالمي والمنظمات والهيئات الدولية والغير حكومية وغير هم  من التجمعات والتظاهرات التي انطلقت ولازالت تحاول رصد كل ذلك بحثا ودفاعا عن الحقيقة ومن اجل الإنسانية جميعا ( إقامة عالم أخر ممكنة !!).



#ابوالقاسم_المشاي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة جانبية للأوكسجين ذاكرة لمخالب الحواس
- انثروبيا السلطة - مأزق الديمقراطية
- شوزفرينيا التاريخ وبكتيريا اللغة !
- تحولات الخطاب ... صراع التأويلات قرأة في مفهوم التجاوز - جزء ...
- استنساخ الايديو - الثقافي ورهانات ما بعد العولمة


المزيد.....




- خواجه محمد آصف لـCNN عن هجمات الهند: انتهاك واضح ودعوة لتوسي ...
- مبعوث ترامب: بوتين رفض وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في أوكر ...
- -دخلت السجن لشيء لم أفعله-.. رجل يعرب عن صدمته بعد اتهامه بـ ...
- قبيل زيارة ترامب.. مصدر لـCNN: قطر تُخطط لطلب 100 طائرة بوين ...
- إسرائيل وصدمة اتفاق واشنطن والحوثيين
- رويترز تكشف: الإمارات تقود وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل ولا ...
- بايدن يصف مقاربة ترامب تجاه روسيا بـ-الاسترضاء- في أول مقابل ...
- حين تصبح كشمير -عروس الوطن-.. لماذا اختارت الهند اسم -السِن ...
- ما الذي يحدث بين الهند وباكستان؟
- ما أصل الخلاف بين الباكستان والهند؟


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابوالقاسم المشاي - بيان الفقراء... في مواجهة الليبرالية الجديدة - القراءة الثالثة