صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 21:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- كيف تري تأجيل محاكمة الرئيس المخلوع رقم 2 لما بعد شهرين ؟!
= أري في ذلك مط وتطويل متعمد في القضية . والمحاكمة أصلاً تأخرت كثيراً ..
- ولماذا تعمد المط والتطويل في رأيك ؟
= ليشعر الشعب بأن خطر الاخوان قائم .. لم ينته بعد . فيتم الهاء الناس عما يدبر لايصال رجل عسكري لرئاسة الجمهورية . فيبقي الحكم العسكري كما هو . راح عسكري , وجاء عسكري بزعم انه مدني لكونه تقاعد منذ مدة !! - ألعاب ماكرة ..
- احذر احذر أن تقول العسكر , أو حكم العسكر , فهذا معناه انك مؤيد للاخوان والارهاب وستجد ألف من يصرخ في وجهك ويقذفك بطوب الاتهامات .
= لا لا فمن المعروف ان قطاعاً من المصريين منذ البداية لا يفرقون بين العسكر والاخوان . بل يرفضون كلا منهما معاً . فليس منهما من هو أفضل من الآخر
- معقول ؟
= كيف تفسر براءة الفريق العسكري شفيق من التهم المنسوب اليه جميعها . في نفس وقت بدء محاكمة مرسي ؟
= وبماذا تفسر أن لجنة تعديل الدستور . جمعت طوب الأرض في مصر للمشاركة في تعديل الدستور . لينتهي الأمر - علي ما يبدو - بعد جدل طويل بأنه لا جديد حقيقي في التعديل .. وأسوأ المواد المسببة لأكبر مشاكل البلاد ستبقي كما هي !؟
=هل تقصد المواد الدينية المخربة للدستور وللحياة في مصر ؟
- نعم . انها بيروقراطية دستورية . تضع مواداً بالدستور . ثم تحيلك لقانون يسحب باليسار ما منحه الدستور باليمين! ... وواضعوا الدستور يعرفون . ويتعمدون وضع دستور مراوغ . كالموظف البيروقراطي . الذي يكتب تأشيرة بالموافقة علي طلب , ثم يحيله لموظف معين ومقروناً بعبارة : حسب اللائحة ! وهو يعرف أن اللائحة سترفض ما ادعي موافقته عليه . فيخلي مسؤوليته ويضع الموظف في المواجهة مع مقدم الطلب ! هكذا اعتدنا ممن يفصلون الدساتير . يتم تفصيل مواد بدستور البلاد بمثل ذاك اللعب البيروقراطي ( ونتمني من كل قلوبنا . ألا يتكرر ذلك في التعديل الجاري حالياً للدستور .
= الحرص علي بقاء المواد الدينية المفسدة للدستور والمساعدة لجماعات الارهاب الديني . هو ورقة هامة لدي حكم العسكر . وبحذفها يخسرون الكثير - سيصورهم الارهابيون باعتبارهم علمانيين ليبراليين أعداء للدين ! وهذا ما لا يريده العسكر . بل يحرصون علي الظهور بانهم أكثر حرصاً علي الدين والشريعة . من كل الجماعات الدينية نفسها ! فهذا جسر هام بين الحكم والسلطة , وكل حاكم انتهازي حريص علي وجود هذا الجسر وعلي البقاء والتشبث بالسلطة
- أظن هذا المفهوم قد تغير بعد الثورات وانكشاف حقيقة الاخوان والسلفيين في سنة واحدة من حكمهم المفضوح
= صحيح ان المفاهيم عند الناس تغيرت نسبياً , ونظرتهم للاخوان والسلفيين ودعاوي تطبيق الشريعة . قد تغيرت كثيراً ولكن ليس الي الحد الذي تتصوره كافياً لعدل الموازين تماماً . لذا فما زالت ورقة الدين ونص المادة الثانية - الدينية - بالدستور . ورقة هامة يحرص العسكر علي التمسك بها . وفتح باب المناقشات حول مواد الدستور ومنها تلك المادة . مجرد مناورة , وتمثيل للديموقراطية لن يسفر عن أي تغيير له أهميته في دستور وضع في عصر مبارك العسكري . ودق اسفينه السادات العسكري الذي سلمه مفايح سلطة مصر عبد الناصر العسكري . فوصلت المفاتيح في النهاية لطنطاوي العسكري , ومنه لجبيب الملايين - السيسي العسكري. ومن الواضح انها في الطريق ليتسلمها رجل مبارك , أحمد شفيق العسكري - ( أو عسكري آخر شبيه له . أو استخباراتي . هو في الأصل عسكري ) يعني / كأنك يا بوزيد ما غزيت : زي ما رحنا زي ما جينا
أوليس العسكري أفضل من أخوان الشياطين ؟
= صائحاً : نعم هذا بالضبط ما يريد العسكر من الشعب أن يقوله .. وما يدفعون الشعب دفعاً لقوله . بالمكر وبالتآمر مع الاخوان ضد الشعب , وزج الاخوان لينكلوا بالشعب وبالوطن , ليضطر الشعب صاغراً ذليلاً للقول : حكم العسكر أفضل من الأخوان . .. ليس أسوأ من السؤ , الا السيء الذي يجلب الأشد منه سوءاً
- وكيف نفسر حرص العسكر علي تواجد حزب اسلامي لايقل خطراً عن الاخوان - النور السلفي - . في لجنة الدستور . والاستجابة لكل طلبات السلفيين . ولو مخالفة لرأي الغالبية عن لجنة الخمسين لتعديل الدستور !؟
- يبدو أن الأمر سوف يتغير ..
= نتمني .. ألا يحرص العسكر علي استمرار الارهاب في الساحة السياسية لتخويف الشعب بهم . ان لم يكن الاخوان . فالسلفيون بديلا .. والاستعانة بهم لضرب الشعب وقتله . ان ثار علي العسكر .
ثم الاستعانة بالشعب لضرب وقتل الاخوان .. مع الابقاء علي شيء من شعرة معاوية بين العسكر وبين الاخوان , أو وضع حدود لمحاكمتهم , مجاملة للبديل لهم , وشريكهم اللدود - السلفيون .
لأن العسكر لو قسوا زائداً علي الاخوان , فهذا سيغضب السلفيين ..
فالسلفيون لا يحبون الاخوان ولكنهم لا يقدرون علي بعدهم , الاخوان بالنسبة للسلفيين هم ابن العم , وهم ابن عمهم علي الغريب . والغريب هو الجيش والشعب . أو الشعب والجيش
والعسكر لا يحبون الاخوان ولا السلفيين , ولكنهم يحتاجون لتواجدهم في مواجهة الشعب كلما ثار الشعب علي حكم العسكر . فالاخوان والسلفيون , بالنسبة للعسكر هم ابن العم , وهم وابن العم علي الغريب . والغريب هو الشعب .. .. وأحياناً يغير العسكر التقسيمة . فيصبح الشعب هو ابن عم العسكر .. والغريب هوالاخوان .. ألعاب , لزوم البقاء غي الحكم.. !
- والاخوان لا يحبون العسكر ولكنهم لا يقدرون علي الابتعاد عنهم , فهم من أهم عوامل تساعدتهم علي دخول السياسة- لحين : أخونة , واحكام أخونة الجيش , والشرطة أيضاً - .
= لو العيال بتوع الثورة عرفوا يتصرفوا صح . كانت مصر وشعبها استراحوا من سرطان العسكر , وايدز الاخوان عيال بتوع الثورة عملوا اللي قدروا عليه . كتر خيرهم .
= لو كان الكبار ساعدوا العيال بتوع الثورة كويس . كانت الثورات نجحت .
-لو . لو ... بس الكبار كانوا أعيل م العيال .
- كتر خير هؤلاء وأولئك . عملوا اللي قدروا عليه .
= لكن المشاكل تعقدت أكثر.
- المشاكل عندما تتعقد أكثر . تقترب من حلها .
= تهريج , لعب , خداع , تضييع لوقت الناس والهاء الشعب وايهامه بعمل شيء . بينما لا شيء يحدث . دوران في المكان - محلك سر .
- محاكمة مرسي !؟
= تفتكر ظهور مرسي - الرئيس المخلوع - بالبدلة والكرافت . في قفص الاتهام بالمحكمة . وليس بلبس الحبس الاحتياطي ماذا يعني ؟
- معناه عدم جدية محاكمته .
= ولكنه لم يدخل الحبس الاحتياطي , وبالتالي لا يجوز الزامه بلس الأبيض .
- وكيف بعد كل التهم الموجهة له والمعلنة - القديم منها والجديد , ما كان قبل توليه الرئتسة , وما بعدها -. والتي تضمن له حكم الاعدام لعدة مرات .. كل هذا وذاك , ولم يكن أحد قد أخضعه للحبس الاحتياطي . وتلك التهم موجودة أمام القاضي .. !!؟
- صحيح . والقاضي يعلم أن حسني مبارك . ما هكذا حضر المحاكمة بالبدلة والكرافتة . بل بالزي الأبيض للحبس الاحتياطي .. أي أن تمرير حضور مرسي . هكذا , كان سيثير التساؤلات حول هيبة القاضي , و جدية المحكمة والمحاكمة . فكان لابد وأن يتمسك القاضي بأن يلبس مرسي . الزي الأبيض للمحبوسين احتياطياِ
= حقاً .. محاكمة مريبة . فيها عملية مط . وتطويل مقصودان . .
- ولماذا يقصدون المط والتطويل ؟
= لالهاء الناس بالفرجة علي مسلسل اسمه : مبروك يا شعب . قبضنا علي فلان , وكمان فلان , وطاردنا . واكتشفنا .. دون صدور وتنفيذ حكم واحد .. للبطء الشديد في اجراءات المحاكمة . لعدم رغبة العسكر في حرق ورقة الارهاب , حرقاً تاماً ونهائياً . وتخليص الشعب والوطن من شرورهم - وهذا ممكن - , لكن العسكر لا يريدون انهاء الارهاب وجماعاته انهاءا مبرماً . !
= وهدفهم ايه ؟
- عندما يتلهي الشعب بهذا المسلسل .. فانه لن يسأل :
لماذا لم تعد الأموال المهربة في عهد مبارك ؟
ولا : ماذا عملتم بالمليارات التي تبرعت بها دول ومواطنون مصريون لدعم مصر بعد ازاحة مرسي , واسقاط حكم الاخوان ؟
ولا: لماذا لم تتم المبادرة والاسراع بشق قناة رفح طابا في سيناء .. تلك القناة التي ستغير جغرافيا وتاريخ مصر . وستكون حائط صد , وأمان لمصر .
ضد كل أنواع العداءات والأطماع . وستؤدي لتعمير حقيقي هام لسيناء و رخاء عام للشعب ؟
و لكي لا يسأل الشعب : أين المليارات التي كانت مودعة بالبنك المركزي في عصر مبارك . فيما يسمي بالصناديق الخاصة ؟؟؟؟ أين ذهبت ؟ . ولماذا لا يلمس الشعب أي أثر لاخراجها وانتفاع مصر وشعبها بمشاريع هامة بأموال تلك الصناديق ؟ لماذا لم يبدأ هذا المشروع الهام - قناة رفح طابا - بتلك الأموال؟
=وماذا تقول عما يقدمه الجيش والشرطة من الضحايا . في مواجهة الارهاب في الداخل وفي سيناء وعلي الحدود ؟
- ان الذين يدخل جيوبهم في كل يوم مليون دولار - كا يتردد - كعائد من وراء الامبراطورية الاقتصادية للجيش .. لا يوجد من بينهم ولا واحد من ضحايا الجيش والشرطة في مواجهة الارهاب . الضحايا كلهم ليسوا ضمن جوقة المنتفعين والمستفيدون من امتلاك الجيش لتلك الامبراطورية الاقتصادية . المنتفعون هم الحريصون علي بقاء حكم العسكر لأجل بقاء تلك الامبرطورية , ومنافعها تدر عليهم .. وهم أصحاب المصلحة في عدم القضاء التام علي الارهاب. مهما سقط شهداء من الجيش والشرطة . ومهما عاني الشعب ودفع من الدماء والأرواح والمتلكات من عدوانيات الارهاب .
= هل تتوفع من هؤلاء أن يصحو ما قد يكون لديهم من الحس الانساني والآدمية , ويستيقظ ضميرهم الوطني النائم الغافل .. ويكفوا عن غيهم .. قبل حرق الوطن في حرب أهلية . بعد انقسام كل شيء في مصر علي نفسه ... وبوادر الانقسام ظهرت في الجيش نفسه وسوف تتصاعد . ان استمر سير الحال علي ذاك المنوال .
- لا أستبعد أن يفهم هؤلاء أن أمور البلاد والعباد يستحيل أن تستمر علي هذا الحال . وأن يتعظوا ويعقلوا ويفهموا أن الثورة علي ظلم وخبث وطمع العسكر لن تتوقف أبداً مهما فعلوا .. وأن عسكريين طغاة كثيرين بمختلف أنحاء الدنيا , كانت نهاياتهم معلقين فوق أعواد المشانق . وما حمتهم كل دباباتهم ولا مدرعاتهم ولا أباتشي ولا فانتوم .
= نعم .. وممكن منهم فيهم . من يفعل فيهم ذلك !
- هذا صحيح . ممكن من يخرج من العسكر أنفسهم . ليكون بجانب الشعب . ويضطر لمحاكمة عسكر كووا البلاد والشعب بنار الارهاب الاخواني . وسحقوهم بالفساد . ويضطر لرفع العسكر المسؤولين فوق أعواد المشانق .
= نعم ممكن منهم فيهم . من يضطر لفعل ذلك . مثلما اضطر العسكري طنطاوي - المشير - للزج بمبارك وزكريا عزمي وأعوانهم . وراء قضبان السجن - وهم كانوا أقرب الناس الي طنطاوي . وأحبهم اليه . ولكنه اضطر .. أمام طوفان الغضب الشعب
- نعم : ان جاءك النيل طوفان . حط ابنك تحت رجليك .
= فهل سوف يضع العسكر عقولهم في رؤوسهم ؟ ويسلموا للشعب امبراطوريتهم الاقتصادية كاملة لتدار بادارة مدنية اقتصادية . وتسليم ممتلكاتهم الزائدة وثرواتهم الزائدة . بالتي هي أحسن . وهم بكرامتهم ووطنيتهم وحبهم لوطنهم ولشعبهم , ويبتعدوا تماماً عن السياسة والاقتصاد . ويتفرغوا لحماية الوطن ؟
= أغلب الظن انهم هكذا سوف يفعلون . وسيكونوا أبناءً أبراراً لمصر . وكما يفتدونها بأرواحهم وبدمائهم وقت الحروب . سيفتدوها بما يملكون , من متاع الدنيا الزائل .
- نتمني ذلك .
*********
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟