صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 17:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نعم لحرية الأديان التي لا تحرق الأوطان
في مقاطعة كيبك الكندية .أصدرت رئيسة الوزراء. السيدة " ماروا " . قرارا حكيماً . يتماشي تماماً مع طبيعة مدنية نظام الحكم في " كندا " . بمنع الرموز الدينية في الأماكن العامة .
السيدة " ماروا " هي رئيسة الحزب الحاكم حاليا - كتلة كيبك - والمعروف بدعوته للانفصال عن كندا - أنا لست من مؤيدي تلك الدعوة .. ولكنني أؤيد هذا القرار وبشدة .
القرار تسبب في هياج بعض الصحف التي تصدر باللغة العربية . صحف اللوبي الوافد من دول الدروشة الدينية والحكومات الديكتاتورة , والفقر والتخلف = سفراء جهنم = !! . والقرار ليس ضد رموزهم الدينية بالذات . بل الرموز الدينية عامة بلا استثناء ..
نقول لهؤلاء الغاضبون الها-جون :
اطلاق سراح الرموز الدينية بالطريقة التي عرفناها وألفناها ببلادنا البائسة. بالشرق الأوسط وشمال افريقيا . من شأنه أن يؤدي لسباق وتصاعد تدريجي للعداوات الدينية . الخفية منها والظاهرة . ويمضي التصاعد والتصعيد حتي نجد كندا قد تحولت , الي بلد من بلادنا تلك . حيث يفعل الاسلاميون المصريون الآن , بالمسيحيين.المصريين – وبالبهائيين وبالشيعة - مالا تقبله شريعة الضباع , وتأباه عقيدة الذئاب .
وهو ما سبقهم فيه العراقيون الاسلاميون – منذ سنوات قليلة - ضد المسيحيين والايزيديين والصابئة .
فهل هذا ما يتمناه لكيبك ولكندا . المعترضون علي قرار رئيسة الوزراء الكيبكية !؟
في ظلال الرموز الدينية ببلادنا الحزينة– الناطقة بالعربية – التفجيرات الأخوية . بالسيارات المفخخة . والعميات الانتحارية الودية ..المتبادلة بين العراقيين السنة والشيعة – أبناء الدين الواحد – لا تتوقف مذابحها
ليوم واحد .. وبعد أن أتموا تفجيراتهم في أجساد ومعابد الديانات الأخري بالعراق .
الاستثمار والاتجار بالعواطف الدينية في بلادنا التعيسة الناطقة بالعربية .. يتجه للانحسار . بعدما انكشف تُجاره ومستثمروه , وانفضحوا . في مصر وسوريا وليبيا وتونس .. ففي ظلاله , شعوبنا قد شبعت فقراً وبؤساً وقهراً وتخلفاً .. فهل سينجح الاتجار بالدين في كندا . حتي نلحقها بأحوال البلاد التي هجرناها أو فررنا منها . فلا نجد لنا وطناً آمناً يأوينا !؟
ألم يفكر هؤلاء في مستقبل أولادهم - وأحفادهم - الذين زرعوهم أو أنجبوهم في كندا ..كيف سيعيش هؤلاء الأولاد والأحفاد . في كندا . لو بعد فسدت وتحولت الي مستقع اللكراهية الدينية , مثل وضع الدول التي جئنا منها ؟ تلك الكراهية الدينية التي ينبت بجانبها تلقائياً وبطبيعة الحال . أنظمة الحكم الديكتاتورية اللصوصية الناشرة للقهر والفقر .
مثل أي من الدول التي تطلق صراح الرموز الدينية . تريدون أن تصبح كندا ؟
مثل مصر !؟ أم مثل سوريا !؟ أم مثل تونس ..!؟
السعودية لا تسمح برموز الا لدين واحد فقط . ورموز باقي الأديان محرمة ومجرمة .
هل تحلمون بوصول نائب للبرلمان الكيبكي - أو الفيدرالي - بدلاً من التعبير عن مصالح الشعب , يرفع الآذان للصلاة - كما حدث في مصر . وكانت فضيحة أضحكت الدنيا كلها علي مصر والمصريين !؟ - كل هذا – بل وأكثر -سوف يقود اليه في النهاية : ترك الرموز الدينية تسرح في أي مكان ..
ألا يعرف هؤلاء المعارضون للقرار . انه اذا تنامت الكراهية الدينية النائمة بالصدور . من خلال انتشار هرج الرموز الدينية . فان تعداد الحاملين للديانات الآسيوية - الصينيون والهنود وغيرهم - في كيبك وكندا هو الأكبر بكثير – بالاضافة لمهاجري أوربا الشرقية اللادينيين . فهل يسعون لتحويل كيبك , وكندا عامة . الي ساحة للتناحر الأدياني – واللاديني - ؟. أم يريدونها وطناً للعيش في سلام . وسط الجميع وبين التعددية الانسانية القائمة علي الحب والتسامح ؟
لعل الملتزمين دينياً والمتشددين والمعتدلين . علي حد السواء . يدركون أن القرار في صالح أمنهم وسلامتهم وسلامة كافة الوافدين لكيبك وكندا . بمن فيهم من جاءوا حاملين معهم أمراض عقائد وعادات وتقليد دول العالم الثالث . الذي أتينا منه !؟
من يري نفسه كان سعيداً في بلده الأم . بين أحضان الرموز الدينية , تحيطه بدفء حنانها من كل جانب .. فلماذا جاء الي كندا , بلد الجليد والصقيع ؟
هل جاءها لكي يجاهد . علي طريقة بن لادن والظواهري في أفغانستان , وكجهاد الزرقاوي بالعراق !؟
هل جاء هؤلاء لكندا سفراءً للخراب . سفراء للشيطان . للعمل علي إلحاق كندا بحال أفغانستان أوالعراق أوالصومال أوالسودان أوسوريا. الخ !؟
التصفيق التكتيكي :
أغلب التصفيق للنائبة البرلمانية اللبنانية الأصل . التي وقفت ضد قرار حزبها !! .. وهو قرار يحمي كافة المواطنين من الكراهيات الدينية ! . هو تصفيق تكتيكي .. والي حين ,, .
فغالبية المصفقين لها تختلف معهم في الدين . وتصفيقهم لها تصفيقاً مرحلياً .
فهل هي منتبهة لذلك ؟
أم أن مصلحتها الشخصية هي الهدف الأهم عندها . عملا بالمذهب القائل : أنا ومن بعدي الطوفان ؟ .. وهل القرار جاء ضربة لها لكونه يكشف أن الأصوات الانتخابية التي تحصل عليها . تأتي بهدهدة وتمسيد ودغدغة العواطف الدينية - ؟ .
هذه السيدة الفائقة النشاط أراها موهبة سياسية كبيرة , ولكنها لو أحسنت اختيار الأوتار التي تعزف عليها .- وانتقت الأسمي منها -. لأطربت أكثر . ولن تفقد شيئاً من نجاحها . بدلاً من سيرها في اتجاه معاكس للمدنية وللحضارة .
( تم طردها من الحزب .. ) .
حتي ولو خسرت السيدة ماروا - رئيسة الوزراء - . نتيجة هذا القرار . فقد اتخذت موقفاً مبادئياً مشرفاً . سيذكره لها التاريخ ,
فليس بالمناصب وحدها يخلد الانسان . وانما بالمواقف والمباديء .
نعم لحرية الأديان . بداخل معابد وبيوت وقلوب المؤمنين بها . وحسب .. وليس لحرق الأوطان . ولا لنشر الكراهيات الدينية بين البشر
**************
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟