أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - في ليلة القدر














المزيد.....

في ليلة القدر


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 07:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال لأبيه : اقتربت ليلة القدر ..
الأب : كل سنة وأنت طيب يا ابني . انها للموعود . الذي يدعو ويتمني من الله . فيستجاب لدعائه . حيث يكون باب السماء مفتوحا . هكذا قال لنا الشيخ . وهو يعظنا بالمسجد .

- حسنا .. علميا لا يوجد للسماء باب ولا شباك . بل هي فضاء ممتد . فكم مرة يا أبي . حالفك الحظ . برؤية ليلية القدر . وقتما باب السماء كان مفتوحا .. ؟

= ابتسم الأب وفال : ما حالفني الحظ . والا لكنت قد طلبت واستجاب الله لدعائي . برزق وفير يكفل لنا حياة رغدة . أليس كذلك ؟

- من كثرة ما كانت جدتي تحكيه لي عمن يسعده الحظ بأن تنفتح أمامه طاقة القدر . في ليلة القدر . ليطلب من السماء كل ما يتمناه ويستجاب له علي الفور . صار ذلك حلما أحلم به . وفي بداية العشرينيات من عمري . صممت علي السهر طوال الليل لكي اقتنص تلك الفرصة واطلب ما أشاء . وبالفعل نمت طوال النهار . لكي أتمكن من السهر طوال الليل وحتي مطلع الفجر للفوز برؤية السماء عندما تنفح فيها طاقة القدر . وقت نزول الملائكة . كما جاء بسورة القدر . بالقرآن . والتي حفظتها مذ كنت طفلا . ضمن قصار سور القرآن . حيث تقول " انا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة والروح فيها . باذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتي مطلع الفجر " .
فسهرت حتي الفجر أتطلع الي السماء في كل اتجاه لاصطياد لحظة . انفتاح طاقة القدر . فلما تعبت رقبتي من طول النظر للسماء . استعنت ب3 مرايا . وجهتها ل3 اتجاهات بحيث ترصد وتنقل لي اللحظة العظيمة . وظللت حتي مطلع الفجر أتطلع للمرايا الثلاث علي أمل أن تنقل لي تلك اللحظة . وصبرت وتحملت وتعبت . و لم أنم الا عندما سمعت آذان الفجر . ولم تنقل لي المرايا شيء . فتري :
- كم مرة يا أبي . شاهد والدك – جدي – ليلة القدر . ساعة انفتاح باب السماء وتنزل الملائكة والروح فيها . حيث تقبل الدعوة وتستجاب ؟

الأب ( وهو يضحك ) يا ليت جدك رأي ليلة القدر . ولا مرة .

- وجدك يا أبي . كم مرة أسعدته الظروف برؤية ليلة القدر . فطلب ما تمناه وتم تلبية دعائه ؟

= يا ابني لم يذكر لي جدي شيئا من هذا ، ولا اخبرني والدي أن جدي قد رأي ليلة القدر ..

- لعل والدتك . يا أبي - جدتي - هي التي رأت ليلة القدر .. ولم تشأ أن تخبرني بسرها . حيث كنت صعيرا ؟

= لو رأتها جدتك . لكانت قد دعت لي بما طالما تمنته كأم . أن يكون عندي قصر كبير بحديقة بديعة - .

- وجدتك يا أبي . ألم تشاهد ليلة القدر ؟

= لم تحدثني جدتي ، انها هي أو أمها أو جدتها . قد شاهدت احداهن من قبل . ليلة القدر . والا لكانت جدتك قد تركت لنا ثروة كبيرة . ولكنا نعيش الآن في رخاء . من بركة الدعاء المستجاب في ليلة القدر .

- كم واحد من معارفك بالقرية قد شاهد ليلة القدر. ونال حظه ؟

= لا أتذكرأنني عرفت أو سمعت عن واحد من أهل قريتنا . قد حالفه الحظ برؤية ليلة القدر . واغتنم الفرصة بالدعاء ونوال أمنيته . لم يحدث .

- وكم مرة في ال84 سنة من عمرك . يا أبي . سمعت أو قرأت عن أحد مواطني دولتنا . قد شاهد ليلة القدر . وأطلق أمنيته وأصبح عليه الصباح ليجدها قد تحققت . ونشرت الصحف والتليفزيون صورته وصورة ما تحقق له . واجروا معه حديثا .. ؟

= لا أتذكر حدوث ذلك .

- أنت اطلعت علي الشعر العربي في مختلف العصور منذ العصر الاسلامي الأول . وحتي عصر الاسلام السعودي . والشعر ديوان العرب . في أي عصر . هل ذكر شاعر مسلم انه هو أو احد ابناء عصره قد حالفهم الحظ برؤية باب السماء مفتوحا في ليلة القدر ؟

= لا يحضرني شيء من هذا قد قرأته بشعر الشعراء .

- في رمضان السنة الماضية . كم من المسلمين البالغ عددهم مليار ونصف مليار 1500 مليون . شاهدوا طاقة بالسماء مفتوحة . في ليلة القدر . وسارعوا بالدعاء بأمنياتهم واستجيب لدعواتهم ؟

= هؤلاء الذين شاهدوا ليلية القدر – ساعة انفتاح باب السماء – في شهر رمضان الماضي . أسماؤهم والدول التي ينتمون اليها ، وعناوينهم ، وأرقام تليفوناتهم ، والايميلات . مع صور فوتوغرافية لكل منهم ومنهن . وصور ما رزقوا به في ليلة القدر – من سيارات ، وعرائس حسناوات ، وعرسان دونجوانات ، وجزر في المحيط الأطلنطي والمحيط الهندي ، ويخوت ، وسيارات فارهة ، وطائرات خاصة ، وقصور ، وفيلات - .. من المفروض أن تكون كل تلك المعلومات عنهم وعنهن . موجودة بالكامل . علي الانترنت . بالموقع الرسمي لاتحاد علماء المسلمين – الذي يرأسه الشيخ القرضاوي ، والشيخ محمد سليم العوا - . وكذلك من المفروض أن تجد أسماء وبيانات هؤلاء الفائزين بليلة القدر . في الموقع الرسمي للأزهر الشريف – علي النت - ، وأيضا الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف والارشاد والدعوة والشؤون الاسلامية للمملكة العربية السعودية . ان وجدت تلك البيانات منشورة بهذه المواقع . تكون قد عرفت بوجود مسلمين شاهدوا ليلة القدر . لحظة انفتاح باب السماء – في شهر رمضان الماضي ، واستجابت السماء لدعائهم ونالوا أمانيهم - . وان لم تجد تلك البيانات منشورة . فهذا دليل عن انه لا أحد من ال 1500 مليون مسلم حول العالم – المليار ونصف مليار - ، قد تمكن من مشاهدة لحظة انفتاح باب السماء في ليلة القدر . ولا واحد .

= ( يغغم )

والده : ولكن ياولدي . من المؤكد أن ليلية القدر . كما قال عنها القرآن : خير من ألف شهر .

- ايه نعم . ايه نعم . بل أري انها خير من مليون شهر .. .. ! .. .. !
(!)

--- سبق نشر المقال منذ عامين : صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24
************** **************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا الثورات والثوار - 4
- نحو النور والحرية
- الثوار وجزاء سنمار
- مصر في ذكري 23 يوليو 1952
- عبور مصري جديد بعد نكسة حكم تلاخوان
- تمرد التلاميذ وتمرد الثوار
- مع تاجر الرقيق المبشر بالجنة
- 65عاما من الصداع / العبري العربي 2/2
- المفكر و البرميل
- الممكن والمستحيل في مشكلة مصر مع مياه النيل
- العلماء والمسؤولية . في الميزان
- الخروف والرياضة
- مصحف ديجول
- الخروف والأهرام
- اليابان لا تؤمن بأكذوبة -عبقرية المكان-
- ويبقي لبنان شمعة بين دول المنطقة
- الهكسوسي
- مصحف ساركوزي
- من حوارات أقباط المهجر
- نبوءات من ثقافة العدس


المزيد.....




- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - في ليلة القدر