أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سائد السويركي - سِفر الرؤيا















المزيد.....

سِفر الرؤيا


سائد السويركي

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 15:24
المحور: الادب والفن
    


سِفرِ الرُؤْيا

عِندما يُومِضُ السحرُ ، امسكْ ومضَتك ، التقِطْها ، اصنعْ مِنها كوناً مِن نُورٍ ، يُومِضُ سِحُركَ في هذي الليلةِ ، تكتبُ فوقَ الجسدِ الحالمِ ، قلبُكَ دربُكَ فاتبعهُ ، ضِلعُكَ حارسُ شمعاتِ الليلِ فَلا تُطفِئها ، يداكَ دليلُ يَديكَ إِلى الحُبِّ ، تَلمَّسْ خَطوكَ بِيديكْ ، قدماكَ تَسِيرُ عَلى الغَيمةْ ، ألمسُ أرضاً أُخرى وَأَنا أَنظُر فِي عَيني رُوحِكِ ، يا شَطرِي
عِندما يُومِضُ سِحرٌ ، كُنْ أَنتَ الواثقَ مِن كُحلِ اللُغةِ العربيةِ ، واكتبْ فوقَ شِراعِ الرغبةِ ، هذي الرغبةُ ليستْ ما يَعتقِدُ العُشاقْ ، هذي الرغبةُ لحنٌ أصفى مِن عَسلِ الشمسْ ، هذي الرغبةُ مُوسيقى الربّْ ، هذي الرغبةُ شيءٌ أوسعُ مِن أفقٍ وَسِعتهُ سماواتٌ غيرُ سماواتِ الناسْ
أزعُمُ أنَّ الليلةَ ما كانتْ غيَر الجَنَّةِ حضرتْ فوقَ جناحِ يمامةْ ، أَزعُمُ أنّي حينَ فتحتُ يدايَ على شُرُفاتِكِ ما كُنتُ أَنا ، بلْ أنتِ
أَزعمُ ما أزعمُ ، أنَّ الليلةَ قالَ الربُّ :سأُطلقُ كلَّ عصافيرِ الرغبةِ فيكَ ، فكُنْ ومضةْ ، ولتذهبْ هذي المرةَ للحُلمِ نقياً
أَزعُمُ أنَّ الوردةَ ، يُمكِنُ للوردةِ أنْ تخلُقَ كوناً آخَر ، أنْ تفتحَ أبواباً أُخرى للنصِ ، لتعلمَ كيفَ تُشكِّلْ مِن نارِكَ نوَركَ ، مِنْ وردِكَ عِطراً بَرياً ، أَزعُمُ أنَّ الليلةَ لم تكُنْ الليلةْ ، كانتْ جسداً يتوحدُ في جَسدٍ ... لا تصلحُ هذي اللغةُ المأزومةُ للوصفْ
أزعمُ ، أنَّ اللمسةَ كانتْ تُشبِهُ فكَّ رموزِ العشاقِ جَميعاً ، أنَّ القبلةَ معجزةُ اللهِ ، وظلُّ الليلةِ كانَ مُضيئاً جِداً ، أُبصِرُ ما أُبصِرُ ، شيئاً بِي ، أشياءً أُخرى لمْ يُغلِقها النصُ بِوجْهي .
أنكشفُ الآنْ ، ماذا عَنكِ ؟ وماذا عَن ومضةِ رُوحكِ في الرَّغبةِ ، يسقطُ هذا الشِعُر العربيْ ، فالموسيقى في النصِّ رديئةْ ، كيفَ سيحملُ نصُكَّ كلَّ أَغاني اللهِ المنثورةَ فِي الكَونِ ، أُريدُكِ في رحلةِ كَشفِي عَنِّي ، لأقولَ أُحبُّكِ أكثرْ مِن كُلِّ عَصافيِر الشعرْ
كانَ الظلُّ مُضيئاً جِداً ، لمْ يقفِ الحارسُ بينَ النصِّ وبينِكْ ، لمْ يضعِ الصخرةَ والسيفَ على كفِّ رموزِي المغلقةِ عليّ
سأقولُ لقهوةِ ظِلكِ حينَ امتزجَ الظِّلانِ ، أُحبُكْ
أتشكَلُ فيكِ ، لن أخسرَ شيئاً حينَ أقولُ أُحِبُكِ إِلا هذا التَهشيم ، لنْ أخسرَ غيَر دموعٍ تُسرِجُ خيَل الليلْ ، لنْ أخسرَ غيرَ الخَجلِ التيهِ الحجرِ الجاثمِ في رُوحي ، الصحراءِ السيفِ القسوةِ ، لن أخسرَ غيرَ رصيفٍ وَحقائبْ ، سأقولُ أُحِبُكِ كي أُصبحَ طيراً يَغزِلُ من خيطِ الرغبةِ هذا العشْ ، لنْ أَخسَرَ إِلا الحزنَ ، الزاويةَ الموجوعةَ في النَّصِ الموجوعْ ، لنْ أخسَر إلا خَوفي مِنْ شيءٍ يُدعى الغدْ ، سأقولُ أُحِبُكِ ، حينَ أَقولُ أُحِبُكِ ، سَأَعرِفُ أَني لمْ أسقطْ بَعدْ في فخِ اليُتمْ
أتشكلُ فيكِ لأنامَ على خدِّ الدهشةِ كُلَّما غَفا نورسٌ على خدِّ موجةّْ ، هكذا ألقتْ عصفورةٌ فُتاتِ الخُبزِ لتطلعَ شمسٌ مِن هذي العتمةِ ، هكذا يُورِقُ الحُزنُ ليُنبِتَ عِناباً في حضرةِ عَينيها ، ما هذا ؟؟ لا أعرفْ ، شيءٌ يُشبِهُ ! ماذا يُشبِهْ ؟ شيءٌ يُشبِهُ نبضَ فراشاتٍ تغفو في النصِّ لتغزلَ نصاً مِن تُوتِ دَمِيْ
قالتْ سأنهضُ من الموتِ بعدَ ستينَ عاماً ... ستراني أتنفسُ الترابَ قبلَ أنْ تُوغِلَ الحياةُ في أَشلائي ، ستنظرُ كيفَ ستورِقُ نبتةٌ خرجتْ حيةً مِنَ الموتْ ، مَعْ كلِّ خُطوةٍ سأعودُ جميلةً كما كُنتْ ، ومع أَولِ عناقٍ ستعرِفُ كمْ كُنتُ أُحِبُكْ ، هكذا كانتِ الرؤيةْ
ما الذي جعلَ العدَو صديقاً ، من ذا الذي فتحَ التابوتْ ، ولماذا خرجتْ من حُضنِ الموتِ ضاحكةً كأُنثى تتجلى كأجملِ وردةٍ ، ولماذا بعدَ ستينَ عاماً ؟هكذا في الرؤيةِ تمتلكُ قلبَ فراشةٍ ... دمعةَ تمساحٍ أحياناً ... وأسئلةً مفتوحةْ
ثلاثُ خُطواتٍ فقطْ ...حتى تعرفَ كيفَ تموتُ الحياةُ ، وكيفَ ينهضُ الموتُ على قدمينْ ، كيفَ تشرقُ شمسٌ مِنْ تلك العينينْ ؟
لماذا ثلاثُ خطواتٍ ... فيما الموتُ قريبٌ جِدا
الوردةُ لصوفيةُ وحدَها من أدركتْ أنَّ مُطلقَ موتٍ مطلقُ حياةْ
لذا توقفْ عن لومِ نفسِكْ

السفر الثاني للرؤيا

قلبٌ واحدٌ لا يكفي العاشقَ
أرغبُ أن أعرفَ ماذا تَعني الأُنثى لي
للنصْ
للكونْ
حينَ تفرفطُ حبَّ الرُمانِ تخيلْ
كيفَ لُرمانكَ أن يتبعَ موسيقى الكَونِ
تناغمْ مع نفسِكَ ، معْ أنفاسِكَ
هذا الايقاعُ شهيٌ يُشبِهُ رقصَ الغجريةِ في الليلْ
حِينَ تُفرفِطُ حبَّ الرُمانْ
قُلْ للحبِّ : الحريةُ تُفضِي للقديسةِ
جَسدُ القديسةِ صفحةُ ماءٍ تصلحُ جسداً للمرآةْ
فاخلعْ نعليكَ أمامَ نجومِ النصّْ
فالرمانةُ بينَ يديكَ لتعرفَ
كيَف تُفرفطُ عنقودَ الشهوةِ مِن رُوحِكَ في روحِكْ
القاتِلُ حينَ القتلِ تموتُ ضُلوعُهْ
العاشِقُ عِندَ العِشقِ يُخاطِرْ
من يَجْمَعُ ما فَرَّقهُ النصُّ الأزليْ
من سيُفرِّقُ ما جَمَّعهُ النصُّ الأزليْ
تتوزعُ كُلكَ في هذيانِ الأشياءْ
فلتسألْ نفسَكَ
يا أَنتْ
كيفَ ستجمعُ روحَك حينَ تُقررُ أُنثى
أن تنثركَ كحبِّ الرُمانِ على صفحةِ مرآةِ الكونْ
في المشهدِ حاولْ فرفطةَ الأشياءْ
كُن جَسدَ الفِعلِ وقُلْ
سلمتُ عناقيدَ الروحْ .... ليديكِ
فلتفعلْ هذي القديسةُ ما شاءتْ
وليصرخَ جسدُكَ في النصِّ الأزليِّ
قبلتُ ، قبلتُ ، قبلتْ

سأستبدلُ رُوحي بروحٍ صوفيةٍ تطيرُ بجناحينِ من نورْ، هكذا أُريدُ للحبِّ أن ينامَ على غمامٍ شُتويٍ وقوسٍ قُزحْ ، البلادُ التي من حجارةٍ لم تَعُدْ مُغرمةً بالغناءْ ، جنديٌ مدججٌ بالنارِ على بُعدِ بُندقيةٍ وسياجٍ فاصلٍ يُلقي للأطفالِ دُمىً تخطفُ الهواءَ مِن صدرِ الطفولةْ ، في غزةَ هذه السماواتُ مغلقةٌ مُغلقةٌ ، تماماً كثُقبِ إبرةٍ مُلقاةٌ في العُتمةِ ، لا النهارُ نهارٌ ولا الروحُ تُشبِهُها ، مشنقةٌ لم تكُنْ في السقفِ ، بل في شباكِ المطبخِ الوحيدْ ، قالتْ في الرؤيا : يموتُ الصوفيونَ في الموتِ منَ الوجدِ وهُم حَزانى ، فالفكرةُ أكبرُ مِن هذا الوعي ، فاسمحْ لي أنْ أتركَ سربَ حمامٍ خَلفي ، قلماً ، دمعاً ، بِضعَ سطورٍ أتعبَها الحُبُّ ،قالتْ فِي الرؤيا : لا تقرأ سِفرَ اللحمْ ، فأنا حينَ اخترتُ الموتَ ... اخترتُكَ أنتْ



#سائد_السويركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان طفل حالم على باب ابنة زيلفيا
- فراشات على لوزة الجارة الفراشة الخامسة سائد السويركي
- فراشات على لوزة الجارة
- لا أريد مساءا دون وجهك
- أنا أنا
- كن إنسانا ... في وداع فيتوريو ... لا تعذر تطرفنا يا صديقي
- الحناجر المتعبة لشباب الخامس عشر من آذار تنتصر في معركة الوح ...
- شباب الخامس عشر من حزيران كما أعرفهم
- مؤتمر دمشق ليس مؤتمرا توحيديا
- نبضات على هامش الحصار ( 4 )
- نبضات على هامش الحصار (3)
- نبضات على هامش الحصار
- الجهاد الإسلامي وأسئلة التنظيم والمنهج ... الهوية المذهبية
- الجهاد الإسلامي ... وأسئلة حول التنظيم والمنهج
- في المحرقة الفلسطينية كل هذه التضحيات ... ولا زلنا نردح لبعض ...


المزيد.....




- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سائد السويركي - سِفر الرؤيا