إجماع العرب على شتم أمريكا صدقا أم كذبا ...يجعلها لا تعرف من هو صديقها من عدوها .!!؟؟

عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كنت على برنامج حواري على إحدى الفضائيات العربية، فقدم محاوري مداخلة يدعو فيها المعارضة السورية (الإئتلاف ) أن تقاطع أمريكا، مع أن هذا الإئتلاف ،تشكل بإرادة أمريكية وباتصال من قبل قادة (مؤسسي الإئتلاف الأوائل : رياض سيف - ومعاذ الخطيب ) الذين كانوا لا يترددون بالتنافس مع قيادة ( المجلس الوطني : صبرة ونشار ) أن يهزأوا من المعارضين دعاة الاستجابة للصوت الوطني الثوري الداخلي، بأن يقولوا : إنهم يريدون منا أن نسمع لأصوات (الأولاد ) في شوارع سوريا، بالتضاد مع راي أمريكا العظمى ...

وأخواننا المصريون اليوم (العسكر والأخوان ) يتبادلون تهمة العمالة لأمريكا ..حتى يبدو أن الأمريكان مربكون ومحتارون في معرفة أعدائهم من عملائهم ( الإسلاميون المعتدلون واالأخوانيون أم القوميون واليساريون العلمانيون...

حيث كلهم يتهم الآخر بالعمالة لأمريكا... وكل يحاول التملص من صداقة هذا البلد السيء السمعة علنا ظاهرا، بيد أنه يخطب وده باطنا وفق قاعدة (يتمنعن وهن الراغبات ) أي قاعدة الازدواجية الشرقية الشهيرة، عن الرغبة في تعدد الزوجات ضمنا، ورفضها تأدبا ظاهرا وعفة مدعاة أمام الزوجات !!!

لكن مشكلتنا نحن العرب والمسلمون مع هذه الإزدواجية، أن ذروتها كانت مع البلد الأعظم في العالم ( اقتصاديا وتقنيا وعلميا وعسكريا) ...فكلنا يعلن رفضه وعداوته، وكلنا يضمر معرفة أنه لا بد منه ومن صداقته...
.
وكان القائد الحزبي الإسلامي الوحيد الصادق مع نفسه بذلك، أي في رفض الإزدواجية ( بين الظاهر والباطن )، فقد أتي صدقه في مسألة التعددية (الزوجية)، وهو من أشقائنا الحماصنة الأبطال ... الشيخ الدكتور مصطفى السباعي المرشد الأول للأخوان المسلمين،عندما أعلن -رحمه الله -أن التعدد (الجنسي "الشرعي") ليس أمرا شرعيا فحسب، بل هو حاجة طبيعية إنسانية، حيث أن الرجل -طبيعيا - لا يمكن أن تكفيه امرأة واحدة|، ولهذا كان تعدد الزوجات أمرا شرعيا .
.
ما ذا نريد من العرب المجمعين على رفض أمريكا ؟؟؟

نريد أن نقول لأخوتنا في المعارضة السورية خارجيا وداخليا : إن شعبنا الذي أطلق ثورته المباركة العظيمة لم يستشر أحدا ...وعليه أن يستمر بدون استشارة أو انتظار أحد، دون العتب على أحد أو الإدانة أو الشكر لأحد، ليصل إلى الخاتمة المرجوة بالحرية والكرامة !!!!
فالأمريكان والغرب يقولون منذ البداية، ولا يزالون يكررون أنهم لن يقدموا أكثر من المعونات الإغاثية أو الطبية أو الإنسانية ...فلا داعي لتضييع وقت ودم شعبنا هدرا بانتظارهم -وشتمهم أو تقريظهم- ما داموا لم يعدوا بشيء حربا أم سلما ولم يكذبوا بوعودهم، بل إنهم حتى هذه اللحظة يعلنون أنهم لن يضمنوا أو يكفلوا أحدا ...

يجب أن نغلق هذا الباب الاستجدائي ....ونعود إلى لحظة الكرامة الأولى المباركة لانبعاث الثورة ،في أن نستمر بثورتنا بأيدينا (لا بيد عمرو)، سلما أم حربا إلى الأبد في مواجهة الأبدية الأسدية الطغيانية،حتى الحصول على الحرية أو نمضي دونها ....


ولا داعي لكل هذه العراضات الكاذبة والزائفة التي تعرض نفسها على الغبر بوصفها معارضات ممثلة الشعب السوري ...فلاممثل للشعب السوري سوى ثورته بذاته ولذاته ولأجل ذاته الحرة الكريمة ....

#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل