القائد الروحي ...ما هو ؟؟

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كوني غير تابع وليس مقلدا لبشر كائن من يكون ، احب أن أعرف طبيعة اللذة والمتعة في العبودية الدينة ، او التبعية الدينية ، او الإنقياد بكل العواطف لسماع رجل دين يتكلم بوصاية من رب الأكوان ،ويسمونه الأب الروحي للشيعة الأثني عشرية والتي نشأت بها في عائلة علمانية لاتهتم بشعائرها الحسينية مثل (ضرب الزنجيل ) وشق الرؤوس ( القامة ) واللطم على الصدور وهو الأكثر شيوعا ثم سماع التسجيلات صبحة وعشية وهي تبكي المقاتل والسيوف والحزن والسبي ..، وكأن صاعقة من المرض النفسي المازوشي حلت بملايين الفقراء من الناس ، بحيث ان الشيوعية بارت ثم عاشت وهي ترفع نفس الشعار العاطفي التاريخي .. آه يا حسين ..آه يا حسيناه ..!!؟
لقد تحول المكر السياسي الديكتاتوري للحاكمين في بغداد وبمساعدة أميركية ، الى مكر طائفي عشائري فاسد وبدعم ايراني ، مع فشل سياسي تام بحيث أن أحد ابرز الكتاب العراقيين كتب في صفحته ما يلي : "هل تعلم يا صديقي أن صرفيات معرض بغداد الدولي بلغت ١-;-٩-;-٤-;- مليار دينار عراقي ، وأن صرفيات مهرجان المسرح بلغت ٢-;-٥-;-٠-;- مليون دينار ، وأنٌَ صرفيات ملتقى بغدادالشعري بلغت ما لا يقل عن ٣-;-٠-;-٠-;- مليون دينار؟
ثم هل تعلم أيضا أنه لا يوجد في بغداد سوى مسرح واحد هو الوطني، مسوينه خان جغان من عشر سنوات، وأن مسرح الرشيد مهدم منذ عام ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;-، وأن مشروع بناء دار للأوبرا يراوح في مكانه، وأنه لا تتوفر لدينا دار سينمائية واحدة حاليا، هل تعلم أنه صارت حسرة علينا نطب سينما مثل خلق الله في أكثر البلدان تخلفا؟
هل تعلم أيضا أنه لا توجد لدينا دار توزيع للكتاب العراقي منذ عام ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;-؟ والكتب في مخازن دار الشؤون تلعب عليها الجريديه ؟
المحصلة؛ هل تعلم أننا سنموت من القهر لأن كلّ تلك الأموال صرفت على أسوأ المهرجانات وأتعس الأنشطة، أن اللغافة لغفوها وهي الأن ربما تحولت لشقق فارهة في الأردن والإمارات وقصور من المال الحرام في الجادريه وزيونه والمنصور ؟
أي والله، نحن نعيش في الدرك الأسفل ومضحوك علينا وماكلين أكبر بوري بالتاريخ
والمصيبة أننا نعلم وكلش زين نعلم وما نگدر نسوي اي شي!
شايفين هيچي مصيبه ؟"
والكاتب اللاذع نفسه ينشر صوره جالساً مع عائلته في النجف يزور خاشعاً الإمام ..!!
والحقيقة تقال أن المصيبة التي نزلت على العراقيين هي ليست وليدة اليوم ، بل التاريخ ، فهم أسسسوا اول دولة عربية ديمقراطية عام 1921 ، وأول جيش عربي نفس العام ، وهو البلد الأقدم عالميا في كتابة التاريخ ،ثم جاء النفط ..!!؟؟
ولحد الأن اصبح واضحا دور المرجعية النجفية الشيعية في العراق ، إذن أين المرجع الشيعي الأعلى المكلف شرعيا ً بصيانة وحفظ المذهب والدماء، ثم اين هو عن هدر دماء اتباع المذهب وهدر المال ، لماذا لايخرج النائب عن المهدي المنتظر ليقول كفى دماء َ ، يذهب للسعودية او الفاتيكان ، او يخرج على العراقيين كئيبا أو مبتسما ، ليقول اني احرم هذا (الدم ) ، هل مرجعية الشيعة الأثني عشرية ، تحتم على مرجعها التقاعس والكسل والإنعزال عن الحياة لصالح الوهابية الإرهابية ؟
القائد الروحي ، هو الذي يحافظ على ارواح رعيته ، وعليه أن يؤدي واجبه بكل دقة وتفاصيل ، أما النزوع الى التصوف والزهد ، فأن ذلك لايعني الوكلاء في المساجد والجوامع والحسينيات كي يصرخوا ، انتخبوا فلانا لأنه ابن المرجعية ...!!
في عام 1996 ، عرفنا أن عبد المجيد الرافعي عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي فرع العراق ، لديه ندوه من اجل فك الحصار عن أطفال العراق في سيدني – استراليا ، تظاهرنا وتعاطف معنا افراد الشرطة ، وأخرجناه بالقنادر مع رجل معمم له شأن كبير وهو يحمي نفسه ...أين هذه الحمية الوطنية الإنسانية ..؟؟
القائد الروحي هو أشد أنواع البشر نفاقا ً وتقمصا ً لروحية الله الغيبية من أجل مصلحته الشخصية فقط ، لذلك ظهرت صورة للسيد عمار الحكيم وهو يقرأ آيات قرآنية ويمسك برأس امرأة مريضة ، ومن المؤكد لي أن عمار الحكيم نفسه يعرف ماهية المرض النفسي وأسباب أمراض السكر والضغط والشلل والسرطان أكثر من المرضى نفسهم ..
المشكلة الأعظم ، ان في العراق عشرات من القادة الروحيين وليس قائدا روحيا فقط ..، فالكسل والإقتصاد الريعي وسياسة الدولة الغيبية تجعل المواطن والفرد لعراقي البسيط مجرد آداة يومية لتحطيم نفسه ..كي يستمروا بتنفيذ حكم الله في انتظار المهدي المنتظر ..!!

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل