أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - عن تركيا والسلطان أردوغان ..!!














المزيد.....

عن تركيا والسلطان أردوغان ..!!


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 07:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في لقاء تلفزيوني عبر الهاتف قال ميوفلوت كاس غولو نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم للصحافية الشهيرة البريطانية من أصل إيراني كريستيان أمانبور في قناة سي أن أن الأميركية ، أنه ليس هناك اية نية لبناء (مول تجاري ) في المتنزه الواقع في منطقة تقسيم وسط مدينة إسطنبول ، وانه تم قلع بضع شجرات وإعادة زرعها مجددا وقطع شجرتين فقط ،ثم إستمر وهو في لقاء تلفزيوني محدود الوقت ُيلقي أشبه بخطاب تاريخي للعالم يدافع فيه عن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ويتهم المتظاهرين بصفات جاهزة وإصرار غريب أن حزبه يحكم بأسم الشعب الذي إنتخبه ديمقراطيا ً،لكنه لم ينسى بادىء ذي بدء إتهام اليسار الشيوعي التركي بإثارة الفتنة مضيفاً صفة الإرهابيين والمتطرفين على مجاميع أخرى من الشبان الأتراك ،واستمر يتحدث حتى أجبرته الصحافية أمانبور بالسكوت لوهلة قائلة له (هذه مقابلة وأنت الأن ُتلقي علينا خطاباً )، لكن الحقيقة أن الرجل إعترف أن المظاهرات في بلده وفي مدينته إنطاليا لايمكن لها أن تكون بسبب تداعيات أشجار المتنزه وبناء الأسواق التجارية في وسط مدينة اسطنبول ،قبلة السياحة العالمية بإمتياز ، كما رفض طروحات كرستيان امانبور وأسئلتها الخاصة بأن حزبه الإسلامي يحاول أسلمة المجتمع التركي بأساليب حكم ثيوقراطية وإزالة مشاهد العلمانية والنصب التي تشير إليها وتقييد الحريات الخاصة وحرية الصحافة ومراقبة الإعلام ، حتى أحرجتى بالقول أن لها زميلة صحافية معتقلة الأن ..!!.
ليس خافياً على أحد أن رئيس الوزراء التركي أردوغان قد تم انتخابه ثلاث مرات كرئيس وزراء ناجح خلال عشرة أعوام وأنه عمل عمدة لأهم مدينة تركية هي إسطنبول منعام 1994الى 1998 ،وأن الإقتصاد التركي شهد قفزات عملاقة في عهده حيث تضاعف دخل الفرد ،وبنيت المشاريع الكبرى ،وتحسنت علاقات تركيا الخارجية ،وبادر أردوغان لتحقيق التصالح مع الأرمن والأكراد (العماليين) الذين يقاتلون من أجل الإستقلال وإقرار بعض من حقوقهم حيث تم الإعتراف بلغتهم وثقافتهم بعد أن كانوا ولعقود طويلة يطلق عليهم تسمية ( أتراك الجبال ) ، كل تلك الإنجازات هي في صالح الدولة التركية وجيرانها ،هي كنتائج ايجابية لسياسات أردوغان وحزبه الإسلامي المعتدل الواثق من تأييد أكثرية الناخبين الأتراك كي يفوز في الإنتخابات العامة القادمة في العام المقبل ،كما حصل أردوغان على شعبية واسعة في الدول العربية ، منذ حادثة مقتل الناشطين الأتراك على باخرة المساعدات الإنسانية المتوجهة لفك الحصار الإسرائيلي عن غزة ، ثم تصاعدت شعبيته بعد تأييده الواسع لما سمي بالربيع العربي ،وتحالفه مع قطر والسعودية ضد نظام بشار الأسد منذ إندلاع الإحتجاجات السورية التي تدهورت لتتحول وبدعم تركي قطري علني الى حرب أهلية لايمكن التكهن بنهايتها.
التظاهرات التركية التي بلغت أعدادها اكثر من 300 تظاهرة في 67 مدينة تركية خلال الأيام القليلة الماضية ، أثبتت للعالم المندهش أن هنالك قهراً إجتماعيا وإقتصادياً وسياسياً واسع النطاق ومتراكم في بلاد الأناضول الشاسعة القوية الحليفة للغرب منذ عقود من السنين ، ثم طريقة التعامل العنيف مع المتظاهرين وأعداد المعتقلين ،ثم الأشنع من كل ذلك ، ماقاله أردوغان نفسه عن التظاهرات والتدخلات الخارجية وأنه بمقدوره أن يأمر بإخراج ملايين المؤيدين له كتحدي لمظاهرات ( العلمانيين) ، هنا تُسكب العبرات ويعود السياسي الديمقراطي الوسيم إلى مخزونه العاطفي الآسن ، فقد كشف رئيس الوزراء الإسلامي المودرن الذي يتبجح في نموذجه الإسلامي الناجح باقي الإسلاميين من العرب ،عن رؤاه الدفينة التي تخص شعبه ،فهو كإسلامي يعتقد باطنياً أن (العلمانية ) هي عدوة (الإسلام )، بينما هو ولد وترعرع وتربى وعاش ويحكم تركيا العلمانية الحديثة التي تأسست على الحداثة وفصل السلطات الروحية والسياسية منذ ما يقرب على قرن من الزمان وهذا هو سر تقدمها ورقي شعبها وإستقرارها ،وليس لأنه حكمها منذ عقد من السنين .
لقد تحدث وكتب العشرات من الأتراك عن الإحتجاجات الواسعة التي تشهدها مدنهم ،وأسبابها ، وكانت الخلاصة ،تقول : أن هناك مئات الآلاف من الناس المحتجين وغالبيتهم ليس لديهم أية علاقة مع حزب سياسي أو أي نوع من الانتماء السياسي، ولايتبنون أية أيديولوجية أو حركة فلسفية معينة، إنهم وببساطة ينحدرون من أعراق وأثنيات ومذاهب مختلفة وبينهم ألاف من المؤمنين مع خلفياتهم الدينية ،دفعتهم وحشية الشرطة التركية التي يسيطر عليها رجل مجنون وعنجهي ومتغطرس هو رئيس الوزراء التركي أردوغان الذي ُيخيل إليه أنه سلطان عثماني جديد ، إلى التظاهر والإحتجاج ، فهم متذمرون أصلا من أسلمة المجتمع التركي وسيطرة رجال الريف الأغنياء من حزب العدالة والتنمية على كافة المدن ومشاريعها ، وبروز ظاهرة (حبّ المال ) بشكل مثير دون تحصين القيم الثقافية والأخلاقية التركية الرصينة والمحافظة عليها ، فكل شيء يتم التنازل عنه لصالح رأس المال الملوث أو النظيف ولا فرق.
ومن الطريف أن نرى الإعلام العربي الرسمي وغيره يتشفى بأردوغان لأنه كان يوجه النصائح بإستمرار لبعض الحكام العرب ،ثم يوجهون إليه نفس النصائح ،التي تدعوه بعدم مواجهة احتجاجات شعبه بالعنف والقوة ، بينما هناك إعلام عربي آخر إتخذ جانب الصمت المطبق بحيادية تثير الغرابة ،مثل قناة الجزيرة القطرية القرضاوية العالمية ..!!،إنها الطائفية المقيتة التي أحالت الشرق الأوسط الى أرض حرب دائرة تدفع الشعوب ثمنها الباهض آجلاً وعاجلاً، وقد تناسوا أن تركيا الحديثة قد ترسخت فيها الديمقراطية والمواطنة والقوانين التي يخضع لها الجميع .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعني 15 مفخخة يومياً في بلاد مابين الطائفتين ؟؟
- شخصيات لا تنسى : عكَلة الحاج حيدر
- أفكار تتسلق الجدران
- أفكار تحت الشمس
- صورة عائلية للسيدة رغد صدام حسين
- الدم الرخيص مابين مختار العصر وقائد الجهاد
- بعد عشرة أعوام:هل سقط ساقط أم سقطت الديكتاتورية في العراق؟
- في مدينتنا قنصلٌ ..لايحب الأغاني والموسيقى
- الثقافة العراقية وباسم الكربلائي
- العراق :مهزلة وطنية إقليمية عالمية
- محتجزو رفحاء وحقوقهم الوطنية
- المقال المختلف ..!!
- نظريات إسلامية حول الشوكلاته والذباب
- عبادة البشر في العراق الأميركي
- نازل صاعد ..التخلف مستمر
- منتوج العراق البائس
- الشقندحي،الكلاوجي ، الحواسم والقفّاصّ والعلاّسّ ..
- الحياة اللائقة تحت حكم الإسلاميين ..!!
- لكل عراقي عاشوراء :سيرة حزن من أجل الحياة
- وطنية بلا رتوش


المزيد.....




- المسيحيون قي سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- مصر.. ساويرس يعلق على فيديو رفع صليب في سوريا بمظاهرات بعد ه ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديدة TOYOUR EL-J ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيام ...
- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - عن تركيا والسلطان أردوغان ..!!