أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - واصف شنون - سيرة حياة بنكهة عراقية














المزيد.....

سيرة حياة بنكهة عراقية


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 07:24
المحور: سيرة ذاتية
    





جريمة مخلّة بالشرف

في أواسط الثمانينات وفي قمة تصاعد الموت والخراب في حرب صدام - الخميني ، وبسبب إزدياد اعداد الهاربين من الجيش والحرب والموت ،أصدر صدّام القائد العام للقوات المسلحة قرارا ومرسوما جمهوريا ً بإعتبار (الهروب) من الجيش ، جريمة مخلّة بالشرف ، والإخلال بالشرف ، يعني أن يكون العراقي ( ملاطاً به ) في أبسط توصيف ، وحين وقفت أما العميد العسكري لمحاكمتي بسبب الهروب وهو يدخن سيكارة طويلة من نوع ( سومر - سن طويل أسود ) ، قال :طايح الحظ هارب من المعركة وما عندك شرف ..؟؟ الشرف العراقي يتعلق بفتحة مخرج الرجل وفرج المرأة ، ولا يتعلق بالمخ والمخيخ ، والفكر والتفكير ،والنزاهة والرفض ،الجريمة المخلّة بالشرف العراقي هي الجبن والنفاق والسكوت على الظالمين من القتلة والفاسدين والمفسدين .

إعدام وهمي

قرقعت أقفال الأبواب من جهتيها ، كان السجناء جميعاً يغطون في نوم عميق بسبب التعب والإهانة اليومية المزمنة ،دخل َ النقيب عبد الهادي المشهور بالقسوة والذي أجبرنا قبل ليال ٍ، أن نتعرى ونزع سروايلنا وملابسنا الداخلية ونظهر علنا ً (أعضاءنا التناسلية ) إن كناّ رجال ثم نمارس العادة السرية أمامه طائعين بحركات بلهاء كي يقتنع، قال : أخوات القحاب نائمون ..؟؟ اخرج أنت ، وأنت وأنت ..صرنا خمسة ، خرجنا نرتجف ، عرفت من العم (محيبس ) إنه إعدام ، قال :بويه .... يا بويه راح يسووها ..بينه ..يعدمونه ...،كان الإنضباط العسكري ورجاله المكروهين يجرونا الى سيارة (إيفا) العسكرية ، ونحن جميعا معصوبي العيون ، كنت أصيح أريد أن اقول كلام أخير ، كنت أريد أن أحظى بكلام أخير ، كنت أريد ان ارى آخر من أحب ، كنت أريد ان أفعل ما حلمت به، كنت أريد أن أشتم صدّام ، سمعتُ الضابط يقول جاهز بعد أن شدّونا على أعمدة في ميدان الرمي : وكان الجواب :نعم ، قال رمي : كنت قد فقدت الإحساس بكل شيء إستعدادا لذلك الموت ، لكني تبولت على نفسي وفقدت القدرة على الحركة وسط ضحكات الجنود العراقيين ،ثم أصبت بارتفاع ضغط الدم جراء ذلك وحتى الآن.

العم محيبس

محيبس من سكان أهوار البصرة الملاصقة لأهوار العمارة جنوبي شرق العراق ، وكان مسجونا ً معي لأنه من مواليد 1945 ومتخلف عن الخدمة العسكرية طوال كل حياته ،حيث بلغ الثامنة عشر ولم يبلّّغ أنه مستعد للتجنيد حسب القانون العراقي ،كنت في ذلك السجن منعزلا ً تماما ًمع مجلات ادبية يجلبها أخي حيدر في الزيارات مثل "آفاق عربية وآداب أجنبية" ،لكني لمحت محيبس بشاربيه الستالينية وإنعزاله ،تحرشت به ، قلت : شو ماكو ولا واحد يجيك ولا واحد يسأل عنك ؟ قال :بويه ..محد يعرف أني وين ..؟ قلت : ياحاج محيبس مو سلطات السجن لازم تبلغ أهلك انت هنا موجود لديهم ، قال : إنلصم واسكت ،مضت أيام حتى تعمقت صداقتي مع العم محيبس ، كان ضابط السجن الليلي برتبة رائد إحتياط سأل مرة هل فيكم من يعرف الشطرنج ؟أجبته : أنا ، قال تعال معي ، كان مولع بلعبة الشطرنج ، وأنا أكره الشطرنج لأني مستعجل على الدوام ، لكني تحملت :سألني عن عمري وأهلي وحياتي وتعليمي ثم عن مشاكل السجن والسجناء ، أخبرته عن محيبس .
بعد أكثر من شهرين وفي يوم الجمعة صباحا ، سمع محيبس أسمه العظيم من السماعة العظيمة التي تنادي بأسماء (المواجهين ) يعني الذين لديهم زيارات من عوائلهم ، عاد العم محيبس مكتئب ، سألته شكو ؟ قال : زوجتي أنجبت بنت أيضا ً ، صار لدي خمس بنات ..! قلت له : البنات خير لاتصير معيدي أغبر ، وتذكرت بيت شعر هجاء للشاعر المعمم البديع مصطفى جمال الدين (من لبّة المعدان جئتكم ....ووجدتكم في لبّة المعدان )..!

مرحى للحياة

البدايات دوما أجمل من النهايات ، البداية : إنغماس وتوق وشغف وإنطلاق وحماس وإبتهاج وإنتظار لذيذ ودهشة و إرتجاف و رعشات وقشعريرة وبذل ومتعة ونسائم وأمواج وشروق ، النهاية : إنشطار وملل وتعب وقرف وركود وكسل وكآبة وإهمال ومرارة وعواصف وموت وغروب .البدايات تجديد وتجدد وتحولات ...مرحى للحياة.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو العدو؟
- لوتي وَنغِلّ وألله ما يحمله..!
- عن إنتخابات أستراليا والعراق
- إعتراف شخصي : في ذكرى المعلم علي الوردي
- أمنيات عراقية بنكهة تمرّد مصرية
- إشارات عن العنف الديني الطائفي الإسلامي ...
- الديمقراطية أو الإسلاميون والبقرة الحلوب
- عن تركيا والسلطان أردوغان ..!!
- ماذا تعني 15 مفخخة يومياً في بلاد مابين الطائفتين ؟؟
- شخصيات لا تنسى : عكَلة الحاج حيدر
- أفكار تتسلق الجدران
- أفكار تحت الشمس
- صورة عائلية للسيدة رغد صدام حسين
- الدم الرخيص مابين مختار العصر وقائد الجهاد
- بعد عشرة أعوام:هل سقط ساقط أم سقطت الديكتاتورية في العراق؟
- في مدينتنا قنصلٌ ..لايحب الأغاني والموسيقى
- الثقافة العراقية وباسم الكربلائي
- العراق :مهزلة وطنية إقليمية عالمية
- محتجزو رفحاء وحقوقهم الوطنية
- المقال المختلف ..!!


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - واصف شنون - سيرة حياة بنكهة عراقية