أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الهواري - -هما ميت واحنا مين-














المزيد.....

-هما ميت واحنا مين-


محسين الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتبست هذا العنوان من احدى قصائد الزجال المصري أحمد فؤاد نجم، والتي أداها الفنان الكفيف الشيخ امام. قصيدة تقدم التناقضات التي ينبني عليها المجتمع المصري من خلال إبراز ماهية وواقع نحن -الفقراء والمحكومين والبنائين- و هُم -الأمراء والسلاطين-. تساؤل يجد مبرراته في بديهية التمايز القائم بين فصيلتين متنافرتين كليا كما جاء على لسان أحمد فؤاد نجم، "هم فصيلة واحنا فصيلة". مسلمة تجد تعبيرها الأدق أيضا في ازدواجية اللحم والفول.

نفس المنطق يمكن الاحتكام إليه في مقارنة الفصيلتين المكونتين ل نحن و هم في صيغتها المغربية، كالمقارنة مثلا بين مستشفياتهم ومستشفياتنا، بين مدارسهم ومدارسنا.... في هذه الحالة، بإمكان أي مواطن أن يستشف، مثلا، هذه المفارقات لمجرد مروره أمام بعض المستشفيات -العيادات- بالعاصمة الرباط ومقارنتها بمستشفيات مدن أخرى -استعمالي لمفردتي مستشفى و مدينة هو من باب التجاوز وفقط-.

شخصيا، اثار انتباهي بمستشفى -عيادة- الشيخ زايد وجود سيارات اسعاف لا نراها الا في الأفلام الأمريكية، ليست كالعربات الحمراء التي تصرخ مسرعة دون جدوى بشوارع بعض حواضرنا. إلا أن ما أثار حفيظتي أكثر هي تلك السيارات المركونة أمام بعض العيادات، عربات مرسوم عليها بلغة موليير: "Ambulance médicalisée". فأدركت حينها أن سيارات اسعافهم مجهزة بالمعدات الطبية اللازمة حتى للحالات المستوجبة للرعاية المركزة، أما سيارات اسعافنا فلا تصلح إلّا لنقل المرضى والجرحى -مع التركيز على لفظة نقل -.

في اللغة، يجب على الدال أن يعبر عن مدلوله بأمانة. فسيارة الاسعاف لكي تكون أداة مسعفة يتعين أن تكون "médicalisée"، وإلا أضحت عربة لنقل البضائع والمواشي. مثلا، سيارة نقل الأموات معدة سلفا لنقل الجثامين الى مثواهم الأخير, في هذه الحالة، نجد اتساقا بيّنا بين تسمية العربة والخدمة المتوخاة منها. اذاً من المنطقي جدا ان نغير اسم العربة التي تنقل مرضانا وجرحانا- وليس -مرضاهم وجرحاهم- ونطلق عليها بدلا من ذلك، سيارة نقل المرضى، بدل سيارة الاسعاف، حتى ينسجم الدال مع مدلوله.

وبما أننا في أجمل بلد في العالم وأغربه كذلك، فلما لا نفكر في الترخيص لكل العربات، رغم اختلافها، بنقل مرضانا، خصوصا وأن السيارات المخول لها ذلك أصلا مصابة بداء التأخير المزمن. اضافة الى أن فعل نقل انسان عليل من مكان ما الى مستشفى معين -دون تقديم العناية الطبية اللازمة له- يمكن أن يتم ذلك على الأكتاف أو بواسطة العربات المجرورة بالأحصنة....

في واقع الأمر، على كل من يتغنى بمجتمع المساواة والعدالة الاجتماعية أن يخجل من نفسه، فكيف لنا أن نعيش في مجتمع منسجم ومتناغم والبعض ينقل الى اكبر العيادات بواسطة سيارات اسعاف "médicalisée" والنسبة الأعظم من المواطنين تنقل في عربات كان بالأحرى لها أن تنقل أكباش العيد ليس إلا. وكما افتحت هذا المقال باقتباس من قصيدة لأحمد فؤاد نجم سأختمه أيضا ببعض من أبياته الشعرية التي تنسجم وقاعدة "نحن فصيلة وهما فصيلة":
هما بيلبسوا اخر موضة + واحنا نسكن سبعة ف اوضة
هم بياكلوا حمام وفراخ+ واحنا الفول دوخنا وداخ
هم بيمشوا بطيارات + واحنا نموت في الأتوبيسات



#محسين_الهواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اقتسام الشرق الأوسط المريض
- هي من نور، أنتم من نار ونحن من تراب
- أرجوكم، اعتقلوني بعد الامتحان
- في اغتصاب مفهوم الثورة
- كل سنة وأنتم ملتحين
- عندما تتجند الفاشية لإغتيال الفكر التقدمي
- حزب عوفير بنكيران
- قبلات شاذة
- الاسلاميون برجوازية ملتحية


المزيد.....




- نجا بأعجوبة.. صاعقة تضرب قريبًا جدًا من رجل توصيل
- -هذا هو الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل في سوريا- - مقال ر ...
- كل ما تريد معرفته عن خليفة حفتر.. رجل ليبيا القوي وحلفاؤه في ...
- أضرار بالغة.. الهجوم الإيراني على مصفاة حيفا كبّد إسرائيل خ ...
- لوحة جدارية عملاقة في فرنسا تنتقد سياسات ترامب في مجال الهجر ...
- اكتشاف علمي سويدي يعيد الجدل حول تجدد خلايا المخ البشري
- فرنسا تطوي وجود عسكري استمر 65 عاما في السنغال
- القوات السورية تنسحب من السويداء وإسرائيل تقصف دمشق.. ما الت ...
- قتيلان وجرحى إثر هجوم على كنيسة كاثوليكية في غزة والبابا يدع ...
- ماذا تريد إسرائيل من قصف دمشق؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الهواري - -هما ميت واحنا مين-