أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الهواري - حزب عوفير بنكيران














المزيد.....

حزب عوفير بنكيران


محسين الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتى "الربيع العربي" بأماله، فتحول بغتة الى خريف ظلامي ينخر الأجسام النحيفة -أصلا- لأبناء المضطهدين. كلنا رأينا كيف خرج الآلاف من جياع ومقهوري هذه الأوطان، التي لم تفرخ إلا الجهل والأوبئة الإجتماعية المرتبطة به، ينتحبون ويتوجعون أشد الوجع بما يعانونه. فرحت، تألمت، غمرني الأمل، ازداد ظمئي الى التغيير والى التحول بمعناه الكميائي. لكنني لما رأيت الجماهير تصرخ بإسقاط النظام ظننتها ثورية، وعندما كبرت قلت انها ظلامية، أما عندما هتفت بحياة رمز اضطهادها خلت أنها رجعية تحبد العبودية على الحرية. لكن حينما يصدر كل ذلك عن نفس الحناجر وبنفس التظاهرة تأكدت أنها غير واعية، فتساءلت مع نفسي هل يمكن تحقيق التغيير في مجتمع مضطهَدوه، بطونهم تطلب الخبز وعقولهم غير مبالية بالحرية.

"لقد كان الناس وسيظلون أبدا، في حقل السياسة، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون ويخدعون أنفسهم، ما لم يتعلموا استشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك من وراء التعابير والبيانات والوعود الأخلاقية والدينية والسياسية والاجتماعية". فالأحداث التي نعيشها الآن تؤكد علمية مقولة الرفيق لينين -تغمدته الجماهير الشعبية بواسع رحمتها- بخصوص خطورة عدم قدرة الجماهير على استشفاف مصالحها الطبقية الحقيقية وانجرارها وراء أوهام الخطابات الأخلاقية البرجوازية التي تغلف الاستبداد السياسي والإقتصادي والإديولوجي بنفحات ربانية. هكذا حاول النظام السياسي القائم بالمغرب تدجين حركة 20 فبراير بإغراقها بمريدي جماعة العدل والإحسان، وبالتالي سد الطريق على المناضلين الشرفاء الذين يعملون على محاولة الرفع من وعي الجماهير الطبقي، وبالتالي تمكينها من فهم حقيقي لطبيعة الصراع، الذي هو أبعد ما يكون عن صراع الخير والشر/ الحلال والحرام، وهي ثنائية تنبني عليها السياسة الإستعمارية التوسعية للإمبريالية. ان فعل وفعالية هذه الجماعة في كبح تطور حركة 20 فبراير كان أعظم من عمل قوات القمع التي لم تكن هراواتها إلا أن تزيد من تجذر الحركة. وكل ذلك كان في إطار تسوية مدروسة وتوزيع أدوار متقن بين النظام القائم و التيارات الظلامية سواء التي تعمل في "إطار الشرعية" أو التي تدعي معاناتها من "الحظر"، ولفهم هذه المناورات الغبية التي تستغبي شعبنا يكفي التمعن والتأمل في فتوحات المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية، عفوا، أقصد لحزب النذالة والصهيونية مع حرية الحذف أو الإبقاء على واو العطف، فالأمر سيان. فكيف يمكن حل معادلة حضور أولياء العدل والإحسان لمؤتمر قديسي النذالة والصهيونية. أهو تجسيدهم لمبدأ صلة الرحم مع حزب سياسي دون الخوض في أدبياتهم بخصوص موقفهم من العمل الحزبي. أم هي زيارة رسمية مستترة للنظام السياسي القائم قصد تقديم البيعة له، على اعتبار تموقع حزب عوفير بنكيران في رئاسة الحكومة.

توزيع الأدوار هذا كان مدروسا بين أطياف الإسلام السياسي، فأنصار التيار السلفي كان شغلهم الشاغل هو تحويل الساحات العمومية من ساحات للتظاهر الى ساحات لقيام الليل، وكأن المساجد ضاقت بهم درعا.أما أحفاد قتلة الشهيد المعطي بوملي، وانسجاما مع الدور الذي أنيط بهم بالجامعات المغربية في بدايات التسعينيات من خلال العمل على حظر الفكر التحرري والباسه قبعة الإلحاد، فكانوا بارعين هذه المرة كذلك بحكم تجربتهم القيمة في كبح عجلات الجماهير من خلال المنع والتضييق على أي فعل جاد قادر على الدفع بالوعي الطبقي الى الأمام، وذلك لمنح النظام كل الوقت للخروج من صدمته والقيام بإعادة ترتيب أوراقه من خلال تمرير دستور هجين ممنوح والدعوة الى انتخابات يكون بطلها دون منازع حزب صديق وخادم القصر الوفي، الدكتور الخطيب، الذي تم اقتياده الى رئاسة الحكومة من أجل تتمة العمل الدؤوب الذي يقوم به أبناء عمومة الكنيسة، وهذا ما يفسر انسحاب جماعة العدل والإحسان من الشارع مباشرة بعد إعلان فوز حزب عوفير بنكيران بالإنتخابات التي بنيت حملتها على اقاعات الدقة المراكشية من أجل شرح رقصات بنود ونوطات هذه المعزوفة الدستورية.

لسنا هنا بصدد الإفتراء على أحد، بل لإزالة الضبابية على الذين "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة"، ممن يترقبون بركات خنازير اغتصبت أمال بؤساء هذا الوطن إضافة الى أقطار أخرى باسم الدين. فرضى بنخلدون، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب العدالة والتنمية، صرح علانية أنهم كانوا على علم بهوية برونشتاين الصهيونية، كما كان أبناء عمومتهم بتونس وليبيا ومصر وسوريا وقطر والسعودية على دراية بهوية ودور الصهيوني برنارد ليفي، بالمنطقة. لقد بات من الواضح الآن أن دور الظلاميين يتمثل بالأساس في ترجمة المخططات الإمبريالية والصهيونية، من خلال العمل على المزيد من التفقير الممنهج للشعوب بواسطة تمرير مخططات لا شعبية بفلسفة شعبية لا تخلو من خطورة. في هذا الإطار تأتي الزيادة في أسعار المحروقات وما يستتبعها من زيادات في أسعار مختلف المواد الغذائية، إضافة الى ضرب مجانية التعليم من طرف الفكاهي لحسن الداودي، الذي حاول يائسا الدفاع عن مخططه على اعتبار أنه يستهدف الأغنياء وكأن أبناء الفقراء هم من يقصدون جامعات الأخوين وكامبردج والسوربون وستانفورد. إنها ببساطة ترجمة لمخططات المؤسسات المالية الدولية، أما بخصوص قردة حزب عوفير بنكيران فنقدم لهم النصح السديد باقتناء الثعابين والتوجه الى بعث ساحة جامع الفنا من جديد ولهم في ذلك ثواب عظيم.



#محسين_الهواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبلات شاذة
- الاسلاميون برجوازية ملتحية


المزيد.....




- معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: حماس عادت إلى حجمها قبل ...
- ما الذي يمنعك من مسامحة حبيبك السابق؟
- حزن وقلق بسبب إصابة نجم بايرن والمنتخب الألماني موسيلا
- التبت: الدالاي لاما يحتفل بعيد ميلاده التسعين وسط أسبوع من ا ...
- شاهد..مباراة كرة قدم بين روبوتات في الصين
- شرطة النووي.. تاريخ إسرائيل في تدمير المفاعلات النووية العرب ...
- متظاهرون في باريس يطالبون بفرض عقوبات حازمة على إسرائيل
- خشية تهدئة محتملة.. إسرائيل تسرّع التهجير والتدمير بشمال غزة ...
- نعيم قاسم: لن نستسلم ولن نترك السلاح
- تقرير: حماس حاولت اختراق قاعدة سرية بإسرائيل عبر شركة تنظيف ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الهواري - حزب عوفير بنكيران