أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الهواري - عندما تتجند الفاشية لإغتيال الفكر التقدمي














المزيد.....

عندما تتجند الفاشية لإغتيال الفكر التقدمي


محسين الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 07:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأبدأ ببعض أشهر ما قاله أكبر مناهضي الفاشية باعتبارها تجلي من تجليات الأزمة البنيوية التي يعيشها نمط الإنتاج الرأسمالي. فإذا اعتمدنا في تحليلنا لنباح الفاشية الجديدة على التحليل الماركسي، كتحليل ملموس لواقع ملموس، فسنصل الى أن صعود الفاشية بكل من إيطاليا والمغرب والنازية باليونان ما هو إلا تعبير موضوعي لقانون الضرورة وليس تجليا لقانون الصدفة. فدعم التنظيمات النازية والفاشية أصبح ضرورة قصد القضاء على كل تحرك تقدمي وتحرري في وجه السياسات اللصوصية التي تنهجها الأنظمة الرأسمالية الهادفة الى خوصصة كل القطاعات اللإجتماعية.

فقد خلص المفكر والفيلسوف الباسكي مغيل دي أونامونو إلى أن "الذكاء هو كل ما يمقته الفاشيون"، وأضاف الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر الذي عرف بمناهضته الشديدة للنازية " أن ما يحدد الفاشية ليس عدد ضحاياها بل الطريقة التي تغتالهم بها". إن الجمع بين المقولتين سيثبت لا محالة دقة الطرح الشيوعي في ما يخص الموقف الثابث من المواجهة مع كل أشكال العنف الفاشي والنازي، هذه المواجهة التي لن تأخذ مسارها الطبيعي إلا إذا استوعبت العلاقة الجدلية بين النضالين السياسي والعسكري، أي أن المواجهة العسكرية لن تثمر إلا إذا وازتها مواجهة سياسية عميقة وقاعدية قادرة على حصار وتهميش التنظيمات الفاشية داخل مجتمعاتها وفضح استغلالها لموروث ثقافي جماعي لا يحق لأي طرف استغلاله سياسيا.

إن عداء الفاشية لكل تحليل علمي عقلاني ثابت، وهذا ما يمكن استخلاصه من العداء الثابت للفاشيون الجدد بالمغرب للفكر التقدمي الرافض لأي إضطهاد قومي كيفما كان نوعه، فالشيوعيون بالمغرب يناضلون ضدا على السياسات الطبقية الهادفة الى تجويع الشعب المغربي بمكونيه الأمازيغي والعربي، وليس ضدا على اللغة والثقافة الأمازيغيين اللتين نعتبرهما جزئين لا يتجزءان من الهوية الشعبية للفرد وللجماعة المغربيين، والتاريخ والجغرافيا وأمهات الكتب تثبث بأن تفكير الشيوعي تفكير أممي، لغته كل لغات العالم وثقافته ثقاقة كل الأمم. إن لغة وثقافة الشيوعي هي رفض كل أشكال الإضطهاد سواء أكان إضطهادا إقتصاديا أو قوميا.

وقد أشار الرفيق لينين الى أن "الفاشية هي رأسمالية في طور التفكك"، ووصفها تروتسكي بأنها "لا تعدو أن تكون إلا الرجعية الرأسمالية". كل ذلك يفسر بجلاء سر بروز التنظيمات الفاشية كلما شرعت الرأسمالية في حفر قبرها بيديها حسب تعبير الرفيق ماركس. إن الفاشية هي الوجه البشع للرجعية الرأسمالية ، فإذا كانت البرجوازية تعتقل وتقمع وتعدم وتغتال وتجرد المناضلين من حقوقهم المدنية باسم القانون فإن ربيبتها الفاشية تتفنن في أشكال الذبح والنحر كما جاء على لسان الفاشيون الجدد بالمغرب الذين قضت "محكمتهم" بقطع أيدي وأرجل الشيوعيين، وهو إجراء لا يختلف في جوهره عن إرهاب أبناء عمومتهم الملتحين.

إن مواجهة الفاشية لن تستقيم إلا بالمراكمة لمواجهة شاملة مع النظام الرأسمالي الذي يفرخ ويدعم الفاشية والنازية لمواجهة أي فهم علمي تقدمي للصراع الطبقي على أساس أنة صراع شامل يشمل المستويات الإقتصادية والسياسية والإديولوجية، ومنه فالنضال ضد الإضطهاد القومي هو واجب وموقف ثابتين في الأدبيات الشيوعية، وما النباح الفاشي إلا تعبير مشوه وعدائي للنضال ضدا على النضال القومي. لقد أشار الى ذلك ألبيرت إينشتاين حينما قال بأن " الفاشية مرض طفولي، إنها بمثابة مرض الحصبة الذي يتجسد في الإنسانية".



#محسين_الهواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب عوفير بنكيران
- قبلات شاذة
- الاسلاميون برجوازية ملتحية


المزيد.....




- -الترفيه لعبتنا-.. تركي آل الشيخ يعلق على لقاء مع سيمون كاول ...
- هيفاء وهبي بإطلالة غير كلاسيكية..جوارب رياضيّة وكعب عالٍ
- ملجأ قديم في إنجلترا.. حقيقة فيديو -اكتشاف نفق من باب المندب ...
- إيران تتّهم الأوروبيين بعدم احترام الاتفاق النووي وتستعد لجو ...
- إسرائيل تهاجم ميناء الحُديدة.. وكاتس يتوعّد الحوثيين: اليمن ...
- لبنان يردّ على المقترح الأميركي.. وبرّاك: مصير سلاح حزب الله ...
- بعد عقود من الجدل.. هل آن أوان إعادة الثقة في العلاج الهرمون ...
- مداهمات أمنية في برلين بشبهة نشر دعاية متطرفة إسلاموية بالأن ...
- فرنسا: أكثر من مليون توقيع رفضا لتشريع استخدام مبيد زراعي فم ...
- إيران تتهم الترويكا الأوروبية بعدم احترام الاتفاق النووي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الهواري - عندما تتجند الفاشية لإغتيال الفكر التقدمي