أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - القانون العراقي يحمي المجرمين!














المزيد.....

القانون العراقي يحمي المجرمين!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تعلم أن المنظومة القانونية العراقية النافذة حاليا تشجع الفساد لا تكافحه؟ اطلعت مصادفة على مقالة فضائحية إلى درجة مذهلة كتبها القاضي العراقي سالم روضان الموسوي، الذي لم يُعرف عنه أنه من معارضي أو مناوئي أو مناهضي نظام الحكم القائم اليوم في العراق. وقد أورد القاضي في مقالته مجموعة من الحقائق المثيرة للانتباه سأقتبسها حرفيا في الآتي:

- في المنظومة القانونية العراقية نجد أنها ما زالت قاصرة تجاه هذه الإشكالية، إذ أنها تعالج مستجدات الحياة المعاصرة بآليات قديمة عفا عنها الزمن، ومنها ما جاء في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل وبعض القرارات التي لها قوة القانون.

- بعد عام 2003 صدر أمر سلطة الائتلاف رقم 93 لسنة 2004 بإصدار قانون مكافحة غسيل الأموال الذي ولد قاصرا عن احتواء الكم النوعي والعددي الهائل في جرائم غسيل الأموال فضلا عن تعطيل آلياته وعدم تفعيلها لحد الآن ومؤشر ذلك عدم وجود أي شكوى جزائية حركها البنك المركزي او مكتب مكافحة غسيل الأموال بموجب الأمر أعلاه.

- من خلال المتابعة وجدت هناك طائفة من الأعمال الجرمية المعاقب عليها يمارسها رجال الأعمال للحصول على منافع ومكاسب مالية كبرى تهدم الاقتصاد وتنخر في جسد المجتمع إلا أنها تعامل معاملة الجريمة التي يرتكبها المواطن العادي وتتمثل في تزوير خطابات الضمان والوثائق التي تدخل في الحصول على المناقصات والمزايدات في العقود التي تبرم مع الدولة وهذه فضلا عن كونها تؤثر في الحياة الاقتصادية فإنها تسهم في تعطيل المرفق العام والضرر فيه مفترض، فمن يرتكب مثل هذه الجرائم لا يعاقب إلا بمقدار ما يعاقب به من زور هوية او وثيقة دراسية للحصول على وظيفة موظف خدمات (عامل نظافة) أو عتال او غير ذلك.

- أحيانا للوجاهة التي يتمتع بها رجل الأعمال بحكم ملاءته "؟" المالية لا تنفذ بحقه العقوبة، وإنما يتم توقيف تنفيذها، ويبقى ذلك المواطن العادي الذي قادته ظروفه الاقتصادية الى اقتراف جريمة التزوير في وثيقته الدراسية يرزح خلف أسوار السجون.

- عند إجراء إحصائية لمقدار خطابات الضمان والشيكات والأعمال المماثلة وكفالات حسن الأداء وغيرها من الوثائق المقدمة إلى الدوائر الحكومية للحصول على المناقصات سنجدها تمثل مقدار المال الذي تعرض للهدر والسرقة والاختلاس من الميزانية العامة والذي يشكل رقما هائلا وكبيرا.

- في الواقع اليومي للعمل القضائي نجد أن بعض الذين استلموا القروض او صدرت لأمرهم خطابات ضمان أو كفالة حسن الأداء قدموا مستمسكات ثبوتية مزورة كأن تكون هوية أحوال مدنية أو بطاقة سكن مزورة ما يؤدي إلى استحالة الوصول إليهم لاستيفاء الدين.

- أدى ذلك إلى إفلاس بعض المصارف التي وضعت تحت وصاية البنك المركزي عملا بأحكام المادة (60) من قانون إدارة المصارف رقم 94 لسنة 2004. وهؤلاء على فرض القبض عليهم وعرضهم على القضاء فإن فعلهم لا يتعدى أن يكون جنحة معاقب عليها في حدها الأعلى بالحبس أو الغرامة عملا بأحكام المادة 292 عقوبات التي جاء فيها الآتي (يعاقب بالحبس وبالغرامة التي لا تزيد عن ثلثمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين من توصل بانتحال اسم كاذب او شخصية كاذبة الى الحصول على أية رخصة رسمية او تذكرة هوية أو تذكرة انتخاب عام أو تصريح نقل أو انتقال أو مرور داخل البلاد. ويعاقب بالعقوبة ذاتها من زور او اصطنع محررا من هذا القبيل).

- الملاحظ ان هؤلاء قد شملهم قانون العفو رقم 19 لسنة 2008 بالنسبة للذين وقع فعلهم في فترة نفاذه، ولا يقوى القضاء على مساءلتهم وإنما يشملهم القانون أعلاه لذلك نجد من الضروري ان نلتفت الى هذه الحالة وجعل جريمة التزوير في الوثائق المبرزة للحصول على العقود والمناقصات والمزايدات سواء بتقديم الوثائق المطلوبة او ما يحصل بعد التعاقد.

- الزبدة: القوانين العراقية النافذة سواء كانت قديمة أو جديدة جاء بها الاحتلال في عهد مدمر العراق بول بريمر، تشجع الفساد المالي والإداري ولا تكافحه وينبغي بالتالي إبطال هذه القوانين واستبدالها بأخرى أكثر حسما وحزما. الدليل على أنها تشجع الفساد ولا تكافحه كما ورد في كلام القاضي المشار إليه هو في أنَّ هذه القوانين قديمة وقاصرة، أو جديدة غير مفعَّلة، بدليل عدم وجود أية شكوى سجلها البنك المركزي العراقي رغم كثرة جرائم الفساد. ولا تعاقب هذه القوانين المجرمين الكبار والمدانين لأسباب تتعلق بوجاهتهم وموقعهم المالي والاجتماعي والسياسي ولكنها تعاقب المواطن العادي الذي قد يرتكب جرما صغيرا كتزوير وثيقة تخرج من الثانوية أو غيرها. ثم إن الوثائق المقدمة إلى الدوائر الحكومية ضمن مشاريع البناء والإعمار تمثل مقدار المال الذي تعرض للهدر والسرقة والاختلاس من الميزانية العامة. ضآلة العقوبات الموقعة بحق مجرمين تسببوا في إفلاس بنوك أهلية هذا إذا عوقبوا وألقي القبض عليهم. وحتى إذا عوقب هؤلاء الفاسدون المدانون قضائيا فإنهم مشمولون بقانون العفو رقم 19 لسنة 2008 إذا ارتكبوا جرائمهم بعد هذا التاريخ.

لست متخصصا في أمور الاقتصاد والقضاء الجنائي ومكافحة الفساد ولكنني كمواطن بسيط أشعر بالغضب والقرف فالعراق بلد مستباح فعلا من قبل مجرمين معروفين وأن القوانين النافذة تحمي هؤلاء المجرمين أو أنها تدينهم ثم تعفو عنهم .

* كاتب عراقي

رابط مقالة القاضي سالم روضان الموسوي:

http://mzwaen.com/index.php/kanon-liprary/3039.html



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج4/ اكتشافات الجلبي: لا مانع من الانتحار لرافضي الإعدام!4-4
- ج3/ هكذا تكلم الجلبي: التجسس هو الحل! 3-4
- ج2/اكتشافات الجلبي: لماذا لم يُطَحِ المالكي؟ 2-4
- ج1/اكتشافات الجلبي: كأننا والماء من حولنا 1-4!
- ردا على افتراءات جمال جمعة ضد لينين وعرفات
- السلفية الانتحارية وسرقة رموز اللإسلام
- ج3/وقفة عز من 1922: مضبطة شيوخ كوكس في مواجهة مضبطة الوطنيين ...
- ج2/وقفةُ عزٍّ من 1922: فتوى سُنية توجب القتال ضد الوهابيين! ...
- لم تدخل عقلي قصة حطيحط!
- ج1/وقفةُ عزٍّ من 1922: سُنة العراق مع شيعته ضد الإجرام التكف ...
- الجزء الثاني /معركة -جريبيعات 1910- بقيادة السعدون: رسم حدود ...
- معركة -جريبيعات 1910- بقيادة السعدون: رسم حدود العراق الجنوب ...
- هل أنصف الشيخ السعدي تظاهرات 31 آب!
- تفكيك -منطق- العدوان على سوريا
- 31 آب:عَراضة علمانية سلمية واعدة!
- مناقشة هادئة لآخر اتهامات سعدي يوسف
- مسلسل -ميم ميم-: متعة ومسيار.. أرنب وغزال!
- التوظيف -السياسوي- للدراما التلفزيونية:من العتاك إلى شلش/ ج2
- التوظيف -السياسوي- للدراما التلفزيونية: شلش مثالا! ج1
- اعتزال الصدر و-تسييس- السيستاني


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - القانون العراقي يحمي المجرمين!