أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - 31 آب:عَراضة علمانية سلمية واعدة!















المزيد.....

31 آب:عَراضة علمانية سلمية واعدة!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكننا، دون مبالغة أو تردد، وصف أحداث السبت العراقي الكبير، وتظاهرات 31 آب، بأنه العراضة الأولى للتيارات والقوى والشخصيات العراقية العلمانية الوطنية على الأرض منذ عدة عقود. تأتي هذه العراضة السلمية وقد بلغت العملية السياسية الطائفية غاية تعفنها و وصلت المجاميع المسلحة التكفيرية والمليشيات الطائفية أقصى درجات دمويتها و وحشيتها وبلغت القوى العلمانية التقليدية التي ساهمت في تأسس المحاصصة الطائفية والتحالف مع الاحتلال غاية تشرذمها وضمورها، أما الفشل الحكومي في حماية الناس والمؤسسات فقد أصبح نارا على علم، و صار تدخل دول الجوار كإيران والسعودية وتركيا بل وحتى "إمبراطورية قطر العظمى" إلى جانب تدخل دولة الاحتلال الولايات المتحدة الأميركية وسفيرها في بغداد شيئا عاديا ومألوفا. جاءت هذه العراضة السلمية الواسعة وقد بلغت معاناة العراقيين من سوء الخدمات والفساد الإداري والمالي والدجل والنفاق السياسي والديني وغطرسة القوة التي تعتمدها السلطات الأمنية في مواجهة الناس سواء كانوا من ضحايا الإجرام التكفيري أو في المناطق المتهمة بأنها حاضنات مجتمعية له كما هي الحال في حزام بغداد، بلغت أوجها فعلا.
لقد أثبتت أحداث السبت أن خلاص العراق بيد علمانيّه الوطنيين، وأقول "الوطنيين" تمييزا لهم عن علمانيي الاحتلال من أمثال كنعان مكية و فخري كريم إيباك وسعد البزاز ... الخ. فبعد مرور عدة أشهر على انطلاقها بقوة وعنفوان وكثافة، فشلت الحركة الاحتجاجية في المناطق الغربية في تشكيل حالة وطنية رافضة للمحاصصة الطائفية وعمليتها السياسية الفاشلة والقاتلة، و فشلت في تقديم بديل وطني حقيقي لما هو قائم بل قدمت المزيد من المليشيات والجيوش العشائرية والسبب هو أنها وقعت هي الأخرى في حبائل رد الفعل فاستولى على قيادتها رجال الدين و بعض شيوخ العشائر الطائفيين و السياسيين الانعزاليين من دعاة الإقليم السني وأيتام نظام المقابر الجماعية فصاروا انعكاسا لخصومهم الطائفيين في الأحزاب الإسلامية الشيعية المسيطرة على الحكم. العلمانيون الوطنيون وخصوصا في الجنوب والفرات وبغداد هم القوة القادرة على منازلة الأحزاب الطائفية المسيطرة على الحكم وأدوات القمع وتخليص العراق وشعبه من فسادها وجهلها وتخلفها ووحشيتها التي تبدت أمس بكامل سماتها الفاشية.. ومن الصواب القول إن أية حركة وطنية جديدة لا يمكن لها أنْ تكون، وأنْ تكسب الشعب وتحقق أهدافه إلا إذا كانت وطنية شاملة وممتدة على المستوى العراقي " لإقليم كردستان وضعه الخاص حاليا بسبب هيمنة الأحزاب القومية وتحويله إلى إمارات عشائرية " فبدون مشاركة الوطنيين العلمانيين في جميع أنحاء العراق لا يمكن هزيمة حكم المحاصصة الطائفية، وستكون أية محاولة جزئية تنشأ هنا أو هناك محكومة بالمآل الذي آلت إليه الحركة الاحتجاجية في المنطقة العربية، ويبقى الجزء الأصعب والأهم من مهمة الإطاحة بسيطرة الأحزاب الإسلامية الشيعية، سيكون هذا الجزء من حصة الوطنيين العلمانيين والحركة المدنية في الجنوب والفرات وبغداد فهم القادرون والمرشحون بفعل قوة الأشياء و حالة الموازنات الفعلية و بدفع من الوقائع الديموغرافية على كسر ظهر قوى التخلف والرجعية الطائفية وإخراجها من الميدان و انقاذ العراق منها ومن شرورها.
إضافة الى ما أسلفنا عنه الكلام، فقد أثبتت تظاهرات السبت أن شعب العراق، و رغم كل مصائب الجحيم التي صبها الاحتلال والتكفيريون الدمويون و المتخلفون في حكم المحاصصة الطائفية على رأسه ما يزال حيا و واعيا ومتحضرا، يجيد لغة النشاطات السلمية، والتعامل الندي و المحترم مع الآخر فأغلب التظاهرات انتهت بسلام وهدوء وسلم قادتها بياناتهم وعرائضهم الى المحافظين ولم تحدث أية خروقات أمنية بل إن الذي حدث هو اعتداءات قامت بها القوات الأمنية على المتظاهرين السلميين وخصوصا في الناصرية : كم يخشاك الظالمون .. أيتها الناصرية !.
كما أثبتت التظاهرات أيضا أن حكام بغداد اليوم أغبياء وقساة ولا يجمعهم جامع بالديموقراطية وحرية وكرامة البشر ولا يقلون وحشية و قمعية عن الحكام الذين سبقوهم مثلما أثبتوا أنهم رعاديد و ومهزوزون وأكثر هشاشة من بيض اللقلق في مواجهة الجماهير العزلاء!

لقد أثبت رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي شخصيا والتحالف الوطني الذي يدعمه أنه متفرد في قيادة الحكومة بامتياز وقد اختطف السلطة ليس فقط من شركائه في العملية السياسية الفاشلة من الطائفيين والقوميين الأكراد، بل وأدار ظهره حتى لجمهور واسع ممن انتخبوه وخصوصا في الجنوب والفرات وبغداد. وغن بيانه المؤيد لمطالب المتظاهرين بعد عمليات قمعهم من قبل قواته ليس إلا محاولة سمجة لامتصاص غضب الناس دفعه إليها ذعره من خسارة أصوات العراقيين في تلك المناطق، ولكي لا تكون النتيجة استبدال حزب طائفي بآخر من ذات الطينة ينبغي على القوى الوطنية العلمانية في الجنوب والفرات وبغداد خصوصا أن تستعد لاستعادة الحكم منه ومن أمثاله وإعادتهم.
لقد أثبتت تظاهرات السبت أيضا، أن وحدة الشعب العراقي عميقة وأكثر رسوخا مما ظنها البعض وأن الاستقطاب الطائفي ليس هو كل شيء في الميدان فرغم أنف الانعزاليين بقيادة عبد الرزاق الشمري الذي يصف نفسه بالناطق الرسمي لساحة اعتصام الأنبار والذي رفض رسميا كما نقلت الأخبار المشاركة في التظاهرات حيث زعم بأن المشاركين فيها لم يعترفوا بمظلومية أبناء المحافظات الغربية، رغم أنف هذا الانعزالي وأمثاله خرجت تظاهرات قوية في الموصل أم الربيعين وفي الفلوجة المجيدة .. وهذه بشرى خير وأمل على أبناء شعبنا!

أما حرقصات بعض اللاهثين خلف التظاهرات الشعبية الأخيرة، محاولين ركوب الموجة كما فعل أكثر النواب تغيبا عن حضور جلسات مجلس النواب وأكثرهم سفرا وإقامة في دول الجوار والغرب إياد علاوي، والذي هرع قبل أنْ تخلو الشوارع من آلاف المحتجين، ليلقي خطابا رنانا وحماسيا من على شاشة قناة "الشرقية" فهي حرقصات بلهاء لا تسوى قشر بصل أو ما دون ذلك!
سلمت أيادي جميع من ساهم وخطط وقاد وشارك وأيد ودعم هذه العراضة الديموقراطية العلمانية و على الجميع الاستعداد للعراضة السلمية القادمة فالعراق غالٍ ويستأهل التضحيات!
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة هادئة لآخر اتهامات سعدي يوسف
- مسلسل -ميم ميم-: متعة ومسيار.. أرنب وغزال!
- التوظيف -السياسوي- للدراما التلفزيونية:من العتاك إلى شلش/ ج2
- التوظيف -السياسوي- للدراما التلفزيونية: شلش مثالا! ج1
- اعتزال الصدر و-تسييس- السيستاني
- ترويج سياحي لإسرائيل من بغداد!
- بين المالكي وداعية غزو العراق فريد زكريا!
- مواد واجبة التعديل في الدستور العراقي
- عدم استقالة الحكومة والرئاسات الثلاث فوراً جريمة كبرى!
- الأولويات في تعديل الدستور العراقي النافذ
- -وطنيون- يطالبون بإعادة احتلال العراق:
- لا فرق بين البطاط و طه الدليمي
- بين الطائفة والطائفية.. ثمة فرق هائل!
- 14 تموز.. الثورة المغدورة!
- جاء وزير الإسكان يكحلها..!
- العراق والكويت: قصة حب ملتبسة!
- مسؤولية تركيا وإيران عن كارثة التلوث البيئي في العراق
- دماء الأبرياء في رقبة شيخ الفتنة مساعد آل جعفر وأمثاله!
- العراق: الكونفدرالية هي الحل؟
- يعيش مُرسي .. يسقط المالكي!


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - 31 آب:عَراضة علمانية سلمية واعدة!