أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الجزء الثاني /معركة -جريبيعات 1910- بقيادة السعدون: رسم حدود العراق الجنوبية بالسيوف! 2 - 2















المزيد.....

الجزء الثاني /معركة -جريبيعات 1910- بقيادة السعدون: رسم حدود العراق الجنوبية بالسيوف! 2 - 2


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاء اللامي*
بدأت التمهيدات لغزو إقليم المنتفك بزيارة قام بها عبد العزيز بن سعود، إلى الكويت في 26 شباط/ فبراير 1910، وهو بالمناسبة كان قد عاش طفولته فيها بعد أنْ انتصر عليهم آل الرشيد واحتلوا الرياض وطردوا منها آل سعود إلى الكويت، في وقت تزايدت فيه الخلافات بين سعدون المنصور السعدون، شيخ المنتفك، وبين شيخ الكويت. وكانت خلافاتهما حول مسائل مالية وتجارية.
و آل السعدون هم الأسرة المتنفذة في إقليم المنتفك، وبعض المؤرخين يسمونه "مملكة المنتفك" مع عدم وجود ملك أو مملكة معترف بها فيه، من عام 1530 م والى عام 1918 م، و كان لها موقعها القيادي في اتحاد قبائل المنتفك وهو الاتحاد القبلي الضخم الممتد من شمال وشمال شرق الجزيرة العربية والى وسط العراق. ترجع أصول الأسرة السعدونية للأشراف "من المسلمين السُنة"، وقد كان أجدادها المباشرين أمراء للمدينة المنورة لأكثر من خمسة قرون، من الرابع الهجري وحتى التاسع الهجري، وقد لعبت أسرة السعدون الدور الأبرز في تاريخ العراق ودورا هاما في تاريخ الجزيرة العربية والمنطقة الإقليمية، وقد سقط حكم أسرة السعدون في المنتفك في الحرب العالمية الأولى ولكن نفوذهم الاجتماعي ظل قائما مثلما ظلوا يعيشون مندمجين في محيطهم.
نعود إلى تحضيرات ابن سعود والصباح للحملة ضد المنتفك، حيث يخبرنا المؤرخ د. عبد العزيز عبد الغني إبراهيم الذي اعتمدنا على كتابه "أمراء وغزاة" بشكل أساسي، يخبرنا بأسماء القبائل التي شاركت في حملة ابن سعود ومبارك على المنتفك وهي: عجمان، مطير، العوازم، بنو هاجر، بنو خالد، آل مرة، عتيبة، قحطان، سبيع الطواطة، وعريبدار الكويت. أما عدد فرسانها كما قدره الوكيل البريطاني في الكويت، فيتراوح بين 2500 ـ 3000، وهو عدد يقل بألف فارس تقريبا عن فرسان جيش المنتفك، ولكن هؤلاء – فرسان المنتفك- هم من سيحسم المعركة ويشتت شمل الفرسان السعوديين والكويتيين شذر مذر ويجبرون القوات الكويتية التي يقودها جابر بن مبارك الصباح على الهرب من الميدان في بداية المعركة. أمّا راكبو الهجن في الحملة السعودية الكويتية "فعددهم كذرّات الرمل" كما سبق واقتبسنا، وهؤلاء لم يكن لهم مقابل في جيش المنتفك ولكن إعصار الفرسان العراقيين كان قد هزم الفرسان النجديين والكويتيين ثم بعثر راكبي الهجن فاستسلم الآلاف منهم بعد مقتل المئات. لقد تدفّقت القبائل من شمال الأحساء لتشارك في الحملة السعودية الكويتية طمعاً في المغانم العراقية الثمينة. وقد أصبح عبد العزيز القائد الأعلى لهذه القوة كأمر واقع.
أما المؤرخ سالف الذكر فيعتقد أن ( تعيين عبد العزيز قائداً أعلى لهذه القوة لم يجئ اعتباطاً إذْ أنّ أغلب القبائل التي ستسير إلى الحرب هي قبائل نجدية، وعليه فلا يعقل أن تناط قيادة قوة كهذه برجل غيره. ويشير تقرير الوكيل البريطاني في الكويت بأن عبد العزيز قد ثَبَّط هِمَّة مبارك عن الخروج بنفسه مع الحملة مراعاة لسنّه، وحرصاً على صحّته. وأن مبارك قد استجاب لذلك تقديراً منه لعبد العزيز، وثقة منه في حنكته، ومقدرته العسكرية). ونفهم أيضاً من تقرير الوكيل البريطاني أن مبارك لم تكن له مثل هذه الثقة في ابنه جابر الذي خرج أيضاً مع الحملة وربما كان قد دفع به إلى تلك الحملة للتخلص منه و لا شيء يردعه عن ذلك فقد سبق له أن قتل أخويه محمد وجراح لينفرد بحكم الإمارة الصغيرة كما أسلفنا. و لربّما تذرّع عبد العزيز بهذه الحجج حتى لا يخرج مبارك مع الحملة الفترة لأنهم يخشون من امتداد النفوذ البريطاني إلى داخل شبه الجزيرة العربية، ولن يحقّقها له البريطانيون الذين اقتصرت مصالحهم بصفة عامة على السواحل وبصفة خاصة في هذه الفترة وفي هذه المنطقة على الكويت، التي تمثل النهاية المقترحة لخط حديد برلين بغداد. ولن يحقّق عبد العزيز بن سعود بالطبع، لمبارك رغبته هذه لأنّه حمل رأسه على كفّه وخرج ليرد المنطقة لطاعة السعوديين، ولم يكن مبارك سعودياً. ولن تحقّقها له القبائل التي ما كانت تعرف لذلك الشيخ حقّاً تاريخياً على أراضيها، ولهذا كان التناقض الكبير. ولعلّه من أجل هذا كانت أنظار عبد العزيز تتّجه إلى الأحساء حتى يستغني بها عن الكويت ويجد منفذاً لا ينازعه فيه أحد).
عن وقائع هذه المعركة الضارية والعجيبة، يكتب د. عبد العزيز عبد الغني إبراهيم، وعذرا لطول الاقتباس لأهميته الفائقة ( تكاملت هذه القوات في الجهرة، وخرجت الجموع في 13 آذار /مارس 1910م تزحف إلى أرض المنتفق، والتقت بقوات السعدون في يوم 16 مارس بين الرحيمية والوقبا والضريبيات، في منطقة تسمّى "جريبيعات الطوال". هاجمت القوات المشتركة قوات السعدون عند الفجر، وتراجعت المنتفق دون خسارة تذكر واستجمعت قواها، وأغارت فجأة على الجناح الأيمن المشكّل من "عربيدار" الكويت وبدو مطير. ولم يكن أمام جابر بن مبارك إلاّ أن ينسحب من أرض المعركة تاركاً ابن سعود وجماعاته تناوش قوات المنتفك الضاربة. وقام عبد العزيز وأخوته ومن معهم من العجمان خاصة بمحاولات يائسة حتى لا تكون الهزيمة ساحقة. تقول المصادر البريطانية أن عبد العزيز قد تراجع بجماعاته تراجعاً تكتيكياً مدروساً، وقاوم بثبات، ولكنه لم يستطع أن يستخلص النصر من براثن الهزيمة، فقد فرّت جماعات الكويت ومجموعات أخرى من البدو. ولم تكن قوة السعدون ضعيفة فقد كانت المنتفق كلّها وراءه، كما شاركته جماعات من الظفير، وعاضدته قبيلة شمّر بخمسمائة من فرسانها في المعمعة. كما اشترك معه الكثير من القبائل والعشائر العراقية الجنوبية مثل زايد، وسميت، والصفا، والمجاريد، وبني مالك والشريفات، وبني حسين، والفضول، والخزاعل، وبني يهشم، وبني لام، وبني خاقان وبني سعيد، وكثير غير هؤلاء من عشائر العراق العثماني. ويقول الوكيل البريطاني ـ نقلاً عن أحد شيوخ العجمان الذين فرّوا من المعركة طلباً للنجاة ـ بأنّه كان للسعدون أربعة آلاف فارس كانوا أكبر أثراً وأكثر قوة ونفراً من فوارس ابن الصباح وابن سعود. وشهد العجمي بأن هذه الحملة الكويتية السعودية كان يمكن أن تصل إلى الإبادة والدمار الشامل لولا وجود عبد العزيز وتمرّسه في الحرب، و لولا تهاون القوات المنتفكية في قتل الأسرى، فقد طلب سعدون المنصور السعدون من مقاتليه أن يجرّدوا الأسرى السعوديين والكويتيين من السلاح والعدة ويتركوهم إلى حال سبيلهم أمراء وغزاة ص/ 229). أما السعوديون والكويتيون فقد أطلقوا اسم "هدية" على هذه المعركة، في إشارة كاذبة منهم إلى إنهم تركوا أسلحتهم و كامل عدتهم بل وحتى ملابس بعضهم، بعد أن استسلموا لمقاتلي المنتفك، معتبرين ما أرغموا على تركه في ميدان المعركة "هدية" لا غنيمة حرب لهاربين مذعورين من ميدان المعركة!
بهذا تكون قوات المنتفك بقيادة سعدون المنصور السعدون قد رسمت وبشكل نهائي و بالسيوف والبنادق والدماء الحدود الجنوبية للعراق، و رسخت عراقية الجزء المحاذي للعراق من إقليم نجد وأنهت إلى الأبد التهديد السعودي الذي سيتحول لاحقاً إلى غارات إجرامية يشنها فرسانهم على عدد من مدن الفرات الأوسط، شمالي المنتفك، فيقتلون المدنيين بهمجية وينهبون ما يقع عليه أيديهم خصوصا من مدن العتبات المقدسة ويهربون بتلك المنهوبات إلى الصحراء الشاسعة وستكون لنا قريبا وقفة مسهبة عند وقفة عز و تضامن عراقية وقفها علماء الدين المسلمين السنة بتاريخ 5 نيسان / آيار سنة 1922 تضامنا منهم مع مواطنيهم المسلمين الشيعة الذين ارتكبت بحقهم العصابات الوهابية مجزرة آنذاك في كربلاء فقتلت أكثر 150 شخصا بينهم أطفال ونساء من زوار العتبات المقدسة، فزارت وفودهم مدينة النجف حاملة فتوى جماعية أصدرها علماء الدين السُنة في بغداد تقضي بوجوب مقاتلة الوهابيين المعتدين الذين كانوا يقومون بتلك الغارات الإجرامية في بدايات القرن الماضي.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة -جريبيعات 1910- بقيادة السعدون: رسم حدود العراق الجنوب ...
- هل أنصف الشيخ السعدي تظاهرات 31 آب!
- تفكيك -منطق- العدوان على سوريا
- 31 آب:عَراضة علمانية سلمية واعدة!
- مناقشة هادئة لآخر اتهامات سعدي يوسف
- مسلسل -ميم ميم-: متعة ومسيار.. أرنب وغزال!
- التوظيف -السياسوي- للدراما التلفزيونية:من العتاك إلى شلش/ ج2
- التوظيف -السياسوي- للدراما التلفزيونية: شلش مثالا! ج1
- اعتزال الصدر و-تسييس- السيستاني
- ترويج سياحي لإسرائيل من بغداد!
- بين المالكي وداعية غزو العراق فريد زكريا!
- مواد واجبة التعديل في الدستور العراقي
- عدم استقالة الحكومة والرئاسات الثلاث فوراً جريمة كبرى!
- الأولويات في تعديل الدستور العراقي النافذ
- -وطنيون- يطالبون بإعادة احتلال العراق:
- لا فرق بين البطاط و طه الدليمي
- بين الطائفة والطائفية.. ثمة فرق هائل!
- 14 تموز.. الثورة المغدورة!
- جاء وزير الإسكان يكحلها..!
- العراق والكويت: قصة حب ملتبسة!


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الجزء الثاني /معركة -جريبيعات 1910- بقيادة السعدون: رسم حدود العراق الجنوبية بالسيوف! 2 - 2