أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال الربضي - الرجال و مرآتان لهوية التعريف














المزيد.....

الرجال و مرآتان لهوية التعريف


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 21:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



نقرت الملف الإلكتروني الخاص برواية "حكاية بحار" لحنة مينة و أول ما طالعني هو الإهداء "إلى أختي قدسية مينة، أمي الصغيرة"، هذه الجملة القصيرة أخرجتني من جو القراءة إلى إحساس ٍ غامر بالدفئ ثم تلاه إحساس ٌ بالتقدير للكاتب و انتزعني كلامه إلى قلب الكلمات و خصوصية العلاقة بينهما، و أحسست كأنني أحس بقلبه و هو ينبض بحبها و يشكو من هذا الحب الذي لا يستطيع أن يبلغ في قوته المبلغ الأعظم إلا حين يسطره على الصفحات لتقرأه الأجيال و تظل تقرأه بين العقود و بعد السنين فيؤبده بأبدية العشق و انسياب الدهر محمولا ً على الحب حاملا ً له كائنا ً فيه مستمدا ً الحياة منه. هذا المبلغ من الحب و الاحترام و التقدير يصبح أقدس مشاعر الوجود.

الرجال ُ صنفان، الصنف الأول هو ذاك الذي يرى في الحضور الأنثوي حياة ً لا تستقيم ُ الحياة ُ بدونها، في كل امرأة ٍ في البيت ِ سيدة الكون و محوره و سبب دورانه و نَفس َ حياته، منها الحياة و فيها الحياة و عليها تقوم الحياة، الأم و الأخت و الزوجة و البنت أنفاس الرئتين و دماء القلب و زفرات السماء حين تزفر البركة و تهب من لدنها العطايا العلوية.

هذا الصنف الذي تنسجم ُ في عينيه الأنثى مع الحياة و تنسجم الحياة ُ معها، لا يؤمن بالقيد و لا يسمح له أن يقترب منها، فهي في ذاتها مُكتفية كافية مستغنية عن القوانين لأنها السيدة التي تضع كل القوانين، منها يخرج الناس و تحت حبها يكبر الأطفال و يتربى الرجال. يُشفق على كيانها من الاستعباد و يُقدم نفسه في محرابها لا حارسا ً و لا ربا ً لكن شريكا ً هادئا ً في الحياة صاخبا ً في العشق ِ لا نصفا ً ثانيا ً لكن كُلا ً واحدا ً لكلها الواحد، واحدا ً في واحد ٍ بواحد. أتحدى أي قانون ٍ في الرياضيات أو الفيزياء أن يصف عشق رجل ٌ متحد ٍ مع امرأة أو قوة رجل شريك حقيقي ٍ لامرأة في أي عمل.

في الحياة و في الحب و في الشراكة هذا الصنف من الرجال باذل ٌ مختار لباذلة ٍ مُختارة متلق ٍ شاكر لمتلقية ٍ شاكره، شريك ٌ مع شريك ٍ في فعل معرفة ٍ تام تلتقي فيه الذكورة بالأنوثة في الإنسان في فعل تآله ٍ تام هو تمام معنى الألوهية.

الصنف الثاني من الرجال نصوص ٌ متحركة تقتات ُ من بِرك ِ تفاسير آسنة لرماد ِ بدوان ٍ درستهم الرمال الماضية لا يعرفون الإناث. هذا الصنف يضرب خمار النص على جيب العقل فتحتجب ُ القدرة ُ على الإنسانية، تصبح عندها الأنثى موضوعا ً للاعتقاد لا بشرا ً يحيا الحياة، و ينشغلون في لباسها و كلامها و نبرة صوتها و عطرها و كل ما عليها و بعض ما لها.

هذا الصنف لا يعرف العشق، لا يعرف الاتحاد، لا يقدر على المعرفة، لأن المعرفة تتطلب الاتحاد المسبوق بالاعتراف بالهوية الحقيقة لمن تريد الاتحاد معها، فكيف السبيل إلى هذا و النص ُ أغشاهم فهم لا يبصرون؟

هذا الصنف يعرف المرأة َ كما يصفها له النص، لكنه لا يراها بدونه، فهو خائف منها و من حقيقتها و من تبعات تلك الحقيقة و ما ستجره من تغير في حياته و نظرته إلى نفسه و إليها و إلى النص و إلى الأيدولوجية التي يتبعها ثم مستقبله في دار الآخرة. هذا الصنف يحيا و يموت و هو لم يعرف المرأة و لم يقابل في حياته واحدة.

لم أقرأ في كتاب حنا مينة و جلست ُ لأكتب ُ ما مر في عقلي في ثانية ٍ واحدة خططتها في الفقرات السابقة، ثم سرحت، ذهب بي الفكر إلى الخبر الذي قرأته اليوم عن جرائم العنف ضد المرأة عندنا في الأردن و اختلط بفكري صوت مقدمة البرنامح في الراديو و أنا عائد من العمل و هي تتكلم عن القانون الذي يسمح للمغتصب أن يفر من العقاب إن تزوج الفتاة التي اغتصبها، و كنت قد كتبت في هذا موضوعا ً هذا رابطه: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=381098
لكنني و أنا أسمع لها أصبت مرة أخرى بالذهول و كانني أسمع لأول مرة. أيقنت تمام الإيقان أن الذي صاغ هذا القانون رجل و أنه لم يستشر فيه امرأة ً و أنه لا يعرف من هي المرأة و لا ما هي طبيعتها و لا أي شئ عنها.

صنفان من الرجال يتشاركان الكوكب، كل ٌ أمام مرآة ٍ تحدد له هويته، الأول مرآته المرأة التي يرى فيها نفسه و يسعد بها بلا حدود، و الثاني نسخة زومبي ميتة ٍ حية لا هي عاشت و لا تركت المرأة تعيش.

أترككم مع أبيات العاشق الذي لم يذكر له التاريخ سوى قصيدة ٍ واحدة، هو ابن زريق البغدادي، بصوت صديقي الحبيب الشاعر كايد عواملة:

http://www.youtube.com/watch?v=Qj6ZTKiKZxc



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون و العلم الأردني و إشاره رابعة
- Tell me why بين الإيمان و الإلحاد
- ما زلت أذكر ُ تلك العجوز – ما زلت أذكر سيدي
- قوك يا أردن – مع محمود الحويان
- كيف نفهم حادث كنيسة الوراق – بين أميرة و مريم و محمد.
- الثقة بالله – خاطرة قصيرة جداً.
- قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟
- رسالة إلى السيكلوب
- من يستطيع النهوض بالمجتمعات العربية؟ - السؤال الخاطئ
- السنة و الشيعة – هل هؤلاء مجموعات جديدة؟
- قراءة في أدب حنة مينة – البحر وجودا ً و الفردية في رحلة الكش ...
- السينما بين السبكي و الأخوين واتشسكي – طرفا البعد الإنساني
- -قد سمعتم أنه قيل أما أنا فأقول لكم- – الرسالة الجديدة للعهد ...
- الشرق العربي حين ينبش ليقتلع الأساس - هجرة المسيحين العرب
- الوطن العربي – الكوكب الآخر – مأساة مدينة الأشباح.
- نجيب محفوظ – ما بين الفينامولوجيا و الأنثروبولوجيا الدينية و ...
- حميمية العلاقة بين الله و الإنسان – النبي إرميا نموذجا ً
- -أعطني لأشرب- – لماذا نحب المسيح، من وحي اللقاء مع السامرية.
- ثرثرة في الثورة المصرية
- ظاهرة التحرش بالفتيات – بين نظرة المجتمع، التشخيص و الحلول.


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال الربضي - الرجال و مرآتان لهوية التعريف