أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاهر أحمد نصر - تحديات العلمانية في سوريا














المزيد.....

تحديات العلمانية في سوريا


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 15:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(من محاضرة "الملحمة السورية.. إلى أين؟!" التي ستلقى في فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس بتاريخ 10/11/2013(
"لقد قاد النهج غير السياسي، وغير العقلاني في التعامل مع مطالب الحراك الشعبي السلمي منذ أواسط آذار 2011، إلى تحويل منحى الصراع باتجاه العنف الدموي المسلح، والتجييش الغريزي الطائفي، وأخذت قوى كثيرة في الصراع الدائر في بلادنا تسعى إلى تحطيم كل ما له علاقة بالعلمانية في وعي أبناء المجتمع، ليسهل لها التجييش الطائفي الغريزي، وهذا ما يساهم في تحطيم أسس بناء الدولة... وأخذت ترتفع في كثير من المناطق أصوات تترافق بممارسات تحارب العلمانية، وفرض مجموعة من القيود التي تحد من الحرية، وحقوق الإنسان... وتجد هذه التصرفات مرجعاً فكرياً لها في أيديولوجيا الكثير من التنظيمات الدينية... تجلى ذلك، على سبيل المثال، في مطالبة العديد من المشاركين في اجتماع ممثلي الأحزاب، والتنظيمات، والشخصيات الإسلامية الذي عقد في القاهرة في ربيع عام 2013 باعتماد موقف صريح معاد للعلمانية... كما أن تطور الأحداث ودخول قوى متطرفة من خارج المجتمع إلى سوريا، وتدخل دول لا تأبه بمستقبل جميع مكونات الشعب السوري، أخذ يشكل خطراً على مستقبل العلمانية في سوريا، حتى إن بعض المثقفين والباحثين، الذين يزعمون أنهم بتبنون العلمانية نهجاً في تفكيرهم ـ وبعضهم كانوا قياديين في أحزاب قومية علمانية وشيوعية ـ أخذوا يبحثون عن الذرائع، والحجج ليبرروا لتلك القوى والمجموعات المتطرفة سلوكها، وانشغل البعض منهم في الهجوم على ما يسمى بالأقليات في سوريا، وأخذوا يتهمونها بالإباحية، وما شابه من الصفات المنفرة في المجتمع السوري... ومن الممكن أن تجد في صفوف المسلحين المتطرفين وأنصارهم، من كان منتمياً إلى الأحزاب التي تزعم تبني العلمانية في سوريا، بما في ذلك حزب البعث القائد للدولة والمجتمع... ويدل ذلك على الخلل الكبير في عمل تلك الأحزاب، وفي النشاط الثقافي، والسياسي بشكل عام في سوريا... وهذا الخلل تعبير عن جانب من جوانب الأزمة التي أوصلت البلاد إلى الحالة المأساوية التي تعيشها، كما يدل أيضاً على أنّ العلمانية في سوريا في خطر...
فمحاربة العلمانية في بلادنا هدف معلن لكثير من القوى والتنظيمات، وبالتالي من الضروري امتلاك إمكانية التعامل مع هذه المسألة، ومع الفكر المغذي لها بموضوعية...
و تتطلب مواجهة هذه المخاطر إعادة النظر في النهج المتبع إزاء مطالب الشعب المحقة في تغيير البنية السياسية التي قادت البلاد إلى هذه الحالة المأساوية، ووقف عملية التجييش الطائفي الغريزي، والانتقال إلى حالة إعمال العقل، ونشر الوعي السليم في المجتمع؛ الوعي القائم على مفهوم المواطنة لا الطائفة، أو العرق، أو الدين، ومفهوم العدل، والقانون، ونبذ كافة أشكال التمييز، والاستغلال، والظلم، والاضطهاد... كما تتطلب العمل الجاد لكي يمتلك أبناء المجتمع مناهج تفكير سليمة تساعدهم في تجاوز كثير من الأمراض الاجتماعية التي تسعى القوى الراغبة في تدمير، وتفتيت سوريا إلى بثها بين أبناء المجتمع...
إن نهج محاربة العلمانية يهدد كيان المجتمع السوري ككل، ويستدعي تضافر جميع القوى الوطنية، والعلمانية، والإنسانية لمواجهته... ومعالجة مسبباته ببناء الدولة المدنية الدستورية المنشودة بالاستفادة من الإرث الحضاري الغني، والممتد لآلاف السنين في تاريخ سوريا، وبنية مجتمعها المتنوعة دينياً، وقومياً، والذي يجعل المجتمع السوري في أغلبه مهيأ موضوعياً لتقبل الفكر العلماني، بل إن إمكانية تآلف جميع مكوناته تتطلب بالضرورة نهجاً علمانياً، لكي يستوعبها ويجمعها في دولة واحدة



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب هو الضمانة
- الكابوس لن ينتصر
- فن التراجع
- على من تتلو مزاميرك يا داود!
- الثورة إبداع
- شعوب العالم تتطلع إلى شعب مصر
- لا بد للعقل أن ينتصر!
- في أسس الحل السياسي كضرورة وطنية
- الحل السياسي ضرورة وطنية
- الحوار المتمدن نقيض الشتائم
- لماذا الإخوان المسلمون كما الشيوعيين والبعثيين لا يقبلون الن ...
- لماذا يُحرم كتابٌ ومثقفون من أبسط الحقوق؟!
- آه، عشتار، عشتار!
- التطرف يقرب
- رسالة مفتوحة: -في الصفصافة ينتصرون على المعارضين بحرمانهم من ...
- كيف يمكن تجنب التدخل الخارجي حتمياً ؟
- فلتنتصر إرادة الخير
- البنية الدستورية والحقوق والحريات في الدستور الروسي
- الشعوب ضمانة انتصار الثورة
- دولة القانون المدنية سبيل الخروج من الأزمة


المزيد.....




- استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف ...
- جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى ...
- ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...
- دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا ...
- السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك ...
- صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ...
- أعمال عنف بحق الطائفة الدرزية في سوريا.. اتفاق داخلي ودولي ن ...
- العراق يحظر نشاطات الأحزاب المناوئة للجمهورية الاسلامية على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاهر أحمد نصر - تحديات العلمانية في سوريا