أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - لا بد للعقل أن ينتصر!














المزيد.....

لا بد للعقل أن ينتصر!


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الشعور الطاغي أن كل كلام حول المأساة التي نعيشها أجوف. أحداث يعجز عقل أي كاتب عن تصورها، وتصديقها. أحداث سيبقى التاريخ يدرسها أجيالاً، وأجيالا، ولن تفي عشرات المجلدات لاستيعاب دروسها. أحداث تجعل التاريخ يتقيأ الكثيرين بؤساً، وشناعة.

ويبقى السؤال اللغز: أحقاً يحدث هذا في سوريا؛ بلد الأبجدية الأولى، والحضارة، والعقول النيرة؟! وأين هذه العقول؟! ولماذا لا تستطيع وضع حد لهذه المأساة العبثية اللامعقولة؟

أحقاً أنّ سورياً يطأ رأس سوري بحذائه؟! أحقاً يتباهي سوري بنشر مقاطع فيديو على جهاز الموبايل تتضمن صوراً يعجز عقل عن وصفها كتابة، أو بأي أسلوب آخر؟! أحقاً أن هذه الصور التي نراها على شاشات التلفزيون، وفي شبكة الانترنت تحصل في سوريا؟!

لا، لا هذا غير معقول، ولا يمكن أن يصدق حصوله: يقول العقل؟!

أنحن نعيش حالة جديدة لكتابة لوحات ميثولجية جديدة في أرض الميثولوجيا؟!

وهل هذه الميثولجيا، كما سابقاتها، واقع أم خيال؟! أجيبينا يا عشتار!

ولكن الواقع يفند تهيؤ العقل؟!

أين تربى هؤلاء! أين دور المنظمات، والأحزاب التي مروا بمدارسها صغاراً؟!

تستدعي كل لوحة مأساوية تصدمنا ليس فقط إدانة فاعلها، وإنما البحث، أيضاً في المقدمات والأسباب التي أوصلته إلى فعلته؛ فوراء كل فعل، وفاعل مشوه تكمن بنية حاضنة، ومهيجة لهما، لا بد من معالجتها.

ها هي قوى كثيرة رسمية، وغير رسمية، تنافح يومياً عن السيادة الوطنية، وتتباهي، في الوقت نفسه، بوجود جنود غير سوريين على أرض سوريا... وكأن لسان حال كثير من المثقفين يدافع عن احتلال بلادهم...

يجهد البعض لتبرير هذه المواقف، والأحداث المأساوية، كما يربطها آخرون بطائفة، أو عرق، أو قومية... ولكن دروس التاريخ تعلمنا غير ذلك؛ فلقد عانت منها مختلف الدول والشعوب في مختلف القارات، وفي مختلف مراحل تطور البشرية، وليس من قبل طائفة، أو عرق، أو قومية واحدة محددة... ومن الضروري البحث عن أسبابها لمعالجتها؛ ليس في الأمراض الطائفية وحدها، ـ التي لا بد من معالجتها وتجاوزها ـ بل وفي أبعادها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية أيضاً... وهنا تكمن أهمية الفكر والمفكرين في البحث عن جذور المأساة وابتداع الحلول لها، إنما تزداد المأساة هولاً، عندما يبتر صوت المفكرين، ويلغى صوت العقل...

لقد أنجبت سوريا مفكرين كثيرين... وانتقد مفكرون أكاديميون منهم البنية السياسية السائدة، وطالبوا بإصلاحها، وتغييرها، وحذروا مراراً من وصول الوطن إلى هذه المأساة الكارثية، إنما صوتهم لم يسمع، ولا يسمع حتى الآن؛ فلماذا؟! وتزداد التساؤلات حدة وإلحاحاً... لماذا، على سبيل المثال، لا يتمعن مؤيدو البنية السياسية التي أوصلت البلاد إلى هذه المأساة، في آراء الآخرين، وخاصة مفكري سوريا الأكاديميين، وغيرهم؟! ألا يتساءلون: لماذا تتعارض آراؤهم مع آراء مفكري البلاد؟!

لماذا لم نفلح في حماية الوطن من المجهول؟! وأين يكمن الخطأ؟!

لا شك أن أموراً كثيرة تلعب دوراً في ذلك، وفي صياغة التفكير المشوه؛ من بينها، كما ذكرنا، البنية السياسية الاجتماعية التي تجاوزها الزمن، والتي أصبح تغييرها ضرورة وطنية وإنسانية، والصراع الإقليمي والدولي على بلادنا، فضلاً عن المصالح الذاتية، ودرجات الوعي، ودرجة الإحساس الإنساني، ومنهج التفكير!

كم نحن في حاجة، مع تغيير البنية التي أوصلت البلاد إلى هذا الدرك، إلى امتلاك منهج تفكير سليم، يبتعد عن التعصب الفئوي، والحزبي، والطائفي والمذهبي... يعتمد العقل النقدي الجريء بعيداً عن المحاباة والتملق لأي فعل، أو طرف يسيء للوطن ولحقوق أبنائه...

ولعل التجربة الإنسانية تعطينا بعض الأمل والتفاؤل، إذ تؤكد هذه التجربة، كما يؤكد الإحساس السليم، أنّه مهما تمدد، وتمادى الظلام؛ لا بد للعقل أن ينتصر!

أجل، إن أصحاب العقل هم المنتصرون؛ لأن العقل لا بد أن ينتصر!

إنما لكي ينتصر العقل يحتاج إلى منهج سليم؛ وتضافر جهود العقلاء؛ فكيف تتلاقى جهود العقلاء، لتجاوز بنية وحالة الظلام، والتأسيس لبناء المنهج السليم في الحياة، والتفكير؟!

شاهر أحمد نصر ـ طرطوس ـ حزيران 2013



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أسس الحل السياسي كضرورة وطنية
- الحل السياسي ضرورة وطنية
- الحوار المتمدن نقيض الشتائم
- لماذا الإخوان المسلمون كما الشيوعيين والبعثيين لا يقبلون الن ...
- لماذا يُحرم كتابٌ ومثقفون من أبسط الحقوق؟!
- آه، عشتار، عشتار!
- التطرف يقرب
- رسالة مفتوحة: -في الصفصافة ينتصرون على المعارضين بحرمانهم من ...
- كيف يمكن تجنب التدخل الخارجي حتمياً ؟
- فلتنتصر إرادة الخير
- البنية الدستورية والحقوق والحريات في الدستور الروسي
- الشعوب ضمانة انتصار الثورة
- دولة القانون المدنية سبيل الخروج من الأزمة
- تحية إلى الفنان علي فرزات
- العَلمانية في فكر قادة الثورة السورية
- الحراك الشعبي السلمي ضرورة لإنجاز التغيير المنشود
- ملاحظات حول مشروع قانون الأحزاب السوري
- ملاحظات حول مشروع قانون الانتخاب
- دولة القانون ضمانة العدالة والكرامة وسبيل الخروج من الأزمة
- المعارضة الوطنية في الدولة العصرية


المزيد.....




- سيدة تقفز من شرفة منزل تلتهمه النيران لتنقذ حياتها بمساعدة ا ...
- جنوب السودان ينفي عقد محادثات مع إسرائيل لإعادة توطين سكان غ ...
- اقتراح وزارة التربية الليبية إلغاء شهادة الإعدادية يثير جدلا ...
- عملية إنقاذ بطولية لـ3 أطفال في العراق بعد نشوب حريق في شقته ...
- خليل الحية في القاهرة بعد تصريحات أغضبت المصريين بشأن غزة
- نويل لونوار.. دعوى قضائية ضد الوزيرة الفرنسية السابقة بسبب ت ...
- غرق نحو عشرين مهاجرا قبالة لامبيدوزا بإيطاليا وإنقاذ العشرات ...
- تعليق مؤقت لـ-غروك- بعد منشوراته حول -إبادة جماعية- في غزة و ...
- المفوض العام للأونروا: ما لا يقل عن 100 طفل توفوا بسوء التغذ ...
- عون يبلغ لاريجاني رفض لبنان التدخل في شؤونه الداخلية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - لا بد للعقل أن ينتصر!