|
أسئلة القصة القصيرة مع د محمد رمصيص .
عبدالكريم القيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 00:13
المحور:
الادب والفن
في ضيافة المكتبة الوسائطية ! يسعدني أن أقدم هذه الورقة الموجزة "التغطية" لحدث الاحتفاء بأسئلة القصة القصيرة في فضاء المكتبة الوسائطية؛ لما لها من أهمية على مستوى ما تدول فيها من آراء وأفكار وتصورات ..خصت جنس القصة القصيرة؛ والقصيرة جدا.. من حيث الكتابة واللغة والنقد وأشياء أخرى. متمنيا أن يجد فيها القارئ ما يشبع بعض نهمه المعرفي لما تضمنته من غنى. شاكرا المشرف على حسن إدارة اللقاء المبدع حميد شوقي. =================== عرفت قاعة المحاضرات بالمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لنساء ورجال التربية التكوين؛ مساء سبت 26.10.2013 لقاء ثقافيا مميزا ضم العديد من المبدعات والمبدعين من كتاب ونقاد وعشاق فن القص والشعر والزجل ومن الإعلاميين ومن نساء ورجال التربية والتكوين ومن المهتمين بالشأن الثقافي بشكل عام قدموا من مدن : الخميسات- تيفلت- القنيطرة- سلا- الرباط- تمارة- الدارالبيضاء- برشيد.. تلبية لنداء مهندسة هذا العرس الاحتفائي المبدعة عزيزة رحموني باسم خلف في مشهد النقد المغربي أثرا للتداول من خلال إصداره " أسئلة القصة القصيرة بالمغرب" ألا وهو الناقد المغربي المواكب لكل مستجد خاصة في حقل القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا ؛ والذي يشتغل في صمت د محمد رمصيص الذي اعتبر إصداره عبارة عن تجميع لدراسات نقدية قام بها لــ 23مجموعة قصصية صادرة بين فترة 2003 -2013.احترم فيها مبدأ المناصفة- 15 قاصة و15 قاص- بتحفظ من القاص محمد فري الذي اعتبر إدماج ست أسماء قصصية رجالية مؤسسة لفن القص ضمن هذه المعادلة لا يستوي. اللقاء كان غنيا على اعتبار الشهادات التي قدمت في حق المحتفى به من كل من القاصة ربيعة ريحان التي أثلج صدرها الالتفات إلى رجل في عز عطائه ؛ رجل غزير الكتابة ومواكب لسيرورة الفعل القصصي؛ حيث يرجع له الفضل –تقول القاصة ربيعة- في إبراز العديد من الأسماء المبدعة تعريفا؛ والتنبؤ بأسماء واعدة مستقبلا. كما كان لكل من المبدعة الناقدة د سعاد مسكين والزجال احميدة بلبالي والقاص اسماعيل البويحياوي تدخلات حول أسئلة الأسئلة التي ضمها الإصدارسواء المتعلق منها بالنقد إن في مجال كتابة القصة القصيرة أو القصيرة جدا؛ حيث اعتبرت د سعاد مسكين جل الدراسات النقدية التي اهتمت بهذا الجنس اعتمدت في مقاربتها على التصور النقدي التشخيصي في غياب النقد التنظيري الذي تولد عنه مقاربات نقدية موضوعية بعيدة كل البعد عن طابع الذاتية في القراءة النقدية. وقد أشارت الناقدة سعاد إلى عدد من النقود التي يعتمد عليها في تحليل الخطاب القصصي من لدن النقاد والتي تتمحور في الاتجاهات التالية : النقد المعياري التاريخي. النقد الصحفي. – النقد التأليفي الموضوعاتي. -النقد الديداكتيكي.. وقد اعتمد الناقد محمد رمصيص في تجميعه لهذه الدراسات النقدية التي قام بها للعديد من المجموعات القصصية على تجربته الخاصة من حيث دراسته التحليلية التي تم من خلالها رصد العديد من الحيوات والتجارب عبرثلاث مستويات من الوعي. 1- الوعي التجنيسي .2- الوعي التاريخي. 3- الوعي المنهجي/ الموضوعاتي.. وقد خلصت الناقدة سعاد مسكين في نهاية مداخلتها على أن المساءلة والقلق تنحرف بالناقد في مزالق متعددة في غياب وعي قصصي تنظيرا وموضوعا؛ وفي غياب أيضا تحديد وتوحيد التوافق بشأن المفاهيم والمصطلحات ..التي من خلالها تتوضح الرؤى أملا في نقد تأليفي يراهن على المعيارية والوصفية. فيما ثمن القاص اسماعيل البويحياوي ماجاء في مداخلة د سعاد مسكين مستشهدا ومدافعا مستميتا عن الوضع الاعتباري الذي خلفته القصة القصيرة جدا بحكم التراكم الذي خلفته الإصدارات الحديثة في هذا المجال والذي لا تواكبه حركة نقدية موازية لاعتبارات كثيرة منها أزمة المصطلح والمفهوم النقدي؛معتبرا الناقد محمد رمصيص ناقدا موضوعاتيا بحكم مناولاته لتيمات المجاميع القصصية بمناهج تتعدد مناحيها من بنيوية وسيميائية وسيميائية غير نصية ونفسية واجتماعية.. بحثا عن حل لغز أقنعة لغة النصوص المكتوبة والتي تعتبر مقالات دراسية نقدية قام بها محمد رمصيص على امتداد فترات زمنية جمعت في مؤلف. وفي تصنيفه لنوعية القراء قال القاص اسماعيل البويحياوي "القارئ الذي يقرأ القصة القصيرة جدا دون بياضها هو قارئ أعمى" على اعتبار أنها تراهن على الحذف. وبهذا الوصف ينفي العمى عن الناقد محمد رمصيص باعتباره قارئا للبياضات التي تحفل بها العديد من نصوص ققج التي تتسم بالثبات ودلالة الحدث؛ فيما يتعب آخرون في البحث عن كنه تلك البياضات. معرجا بعد ذلك على التعاريف التي تناولت مفهوم القصة القصيرة جدا باعتبار تميزها بالجرأة والإدهاش وتعرية المسكوت عنه. وباعتبارها أيضا تعتمد الحذف والاكتشاف والاقتضاب (الإضمار). فهي القصة الومضة . والومض خاصية جمالية ترتبط بالنور "البرق الذي يليه الغيث" وهي الكتابة القليلة ذات الدلالات العميقة ؛ كما هي الموصوفة بالتكثيف وذات إشراقة التخييل. فالقصة الومضة (بنت الخبر) –يقول اسماعيل- فهي جنس محدث يتقاطع مع الخبر كما جاء في الأدب العربي. فيما الزجال احميدة بلبالي كانت له مداخلة بخصوص الكتابة النقدية المتعلقة بجنس الزجل من منظور حداثي حيث طرح السؤال الإشكال . كيف ينظر النقد "النقاد" للكتابة الزجلية من مفهوم حداثي؟ لم النقاد لا يهتمون بهذا الجنس؛ هل لاعتبار اللغة المكتوبة به ليست في مقام الفصحى ؟ أم لشيء آخر ؟ مثمنا بعض الكتابات "النقدية" الصحفية التي تلامس موضوعات التيمات مواكبة منها للإبداعات الزجلية وتعريفا بأصحابها وبمنجزاتهم. كما كان لتدخل القاص مصطفى كليتي بشأن عدم توافقه وموافقته على وسم القصة باسم "القصة القصيرة جدا" باعتبار اللغة العربية غنية بالاشتقاقات؛ فهو يحبذ تسميتها بـــ "القصيصة" كما ذهب في ذلك عزالدين اسماعيل في كتابه "الأدب وفنونه".. فيما عبرت كل من المبدعات ليلى الشافعي و ثريا القاضي والشاعرة إيمان الونطدي في كلمة اعتراف وبوح على ما يكنونه للمحتفى به د محمد رمصيص من تقديرواحترام لما يتميز به من دماثة خلق؛ ومن اجتهاد على مستوى الكتابة النقدية باعتباره مدمنا لفعلي القراءة والكتابة . . وفي رد المحتفى به على مداخلات المبدعات والمبدعين اللائي والذين أثثن فضاء قاعة المحاضرات بالمكتبة الوسائطية؛ والذي شكر من خلالهم(ن) المشرفة على تنظيم اللقاء المبدعة عزيزة رحموني ومن خلالها الحضور الكريم؛حيث عرج في إجابة سريعة على ما تقدم به الزجال احميدة بلبالي فيما يخص نقد الكتابة الزجلية ومواكبتها قائلا : "الزجل لغته لا تفتقد لماء الشعر" فلغته حركية وغنية وحمالة أوجه. ضاربا مثال شيوخ الكلام. حيث كلمة شيوخ تدل على المعرفة والوقار.. والكلام بمفهومه الفصيح يدل على " إنتاج معنى موجب"وبمفهومه الدارج يدل على شيء آخر "بديء" و كما مفردة أح؛ أح.. بعدها استأذن الناقد رمصيص استجماع صرامته المنهجية على اعتبار أن النقد الأدبي يتطلب النظر إليه من شرفات متعددة ومتنوعة؛ غير مضيع فرصة الإشادة بالقصة القصيرة التي منحت جائزة نوبل في شخص القاصة الكندية إلين مونرو ؛مهنئا إنجازها الكبير المنتزع للأضواء من فك أعتى الروائيين باليابان على حد تعبيره؛ معرجا بالحديث عن الوصف الذي لصق بالقصة "القصيرة " و "القصيرة جدا" والنقد الأدبي. لهذا يقول د رمصيص أصدرت كتابا عن صفة الكثافة والسمك وليس القصر. فالبياض الذي أشار إليه القاص اسماعيل آنفا؛ يصفه رمصيص بكتابة لا ننتبه إليها؛ فهي كتابة بممحاة كبرى؛ أو بترا له شعرية خاصة؛ فالبياض رصاصة في صدر صخر..آن الأوان لنحتفي بالفراغ؛ بالبياض؛ بالحذف الدال. الصمت في المطلق لا ينتج المعنى. وفي حديثه عن النقد أشار بأنه ليس كتابة بالعقل بل هو بالحدس وباقي الحواس.. لا أستطيع أن أكتب عن عمل ليست لي به علاقة ود معه؛ النقد هو خطاب حجاجي معرفي تأملي يطرح السؤال الفلسفي بحثا عن الإجابة المجازية. لغة العلم لغة قطعية ولها حقيقة واحدة بينما الأدب له حقائق متعددة. هو ضد النزعة الذرية. النقد التكاملي هو الذي يستقي معرفته من البنيوية والبنيوية التكوينية والسيميائية.. عند تشبعي بمناهج دون أخرى؛ يجب علي أن أنفتح على شرفات أخرى. هل يمكن أن نعطي مفهوما شاملا للنقد ؟ هل هو إمكانية معرفة ما بالعلبة السوداء للكاتب؟ هل استغوار هذا المجهول (الإبداع) هو إشباع فضول معين( النقد) ؟. النقد يقع بين العلم والفن؛ هو إبداع نسبي مسنود بنظرية الأدب. هل للأدب العربي نظرية ؟ ما هي القيمة المضافة التي قدمها النقد العربي والمغربي؟. هذا الكم من الاستفهامات هو مااختتم به د محمد رمصيص أمسية الاحتفاء به تاركها معلقة للإجابة عنها من قبل الباحثين والنقاد والمهتمين بشأن الأدب المغربي خصوصا والعربي عموما.
#عبدالكريم_القيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصبة المهدية بالقنيطرة تحتفي بالشاعرة المتألقة خدوج الغزواني
...
-
بيت المبدع يسدل الستار عن موسمه الثقافي 2012-2013
-
حوار خاص مع -سليلة قرطاج- الشاعرة صالحة الجلاصي.
-
حوار مع الشاعرة المغتربة كريمة الحراق
-
باريس تحتفي بالشعر والشعراء في أمسية شعرية.
-
27 مارس - اليوم العالمي للمسرح - محطة للتقويم والتقييم.
-
-سوسيولوجيا الأعيان- ل عبدالرحيم العطري بالمكتبة الوسائطية.
-
الإذاعية والشاعرة فاطمة يهدي في حوار خاص.
-
ذكاء لص ..! -قص من الواقع-
-
حوار مع المبدعة فاطمة الزهراء المرابط
-
تحرش.. قصة قصيرة جدا
-
ذ ميراني الناجي . المفرد بصيغة الجمع .
-
فضفضة مع الشاعرة فاطمة المنصوري
-
بيت المبدع في رحلة إلى قلعة - فن العيوط-
-
الكاتب العربي بنجلون - الطفولة الممتدة -
-
قصص قصيرة جدا
-
حوار مع الشاعرة ريحانة بشير بمناسبة ترؤسها جمعية -بيت المبدع
...
المزيد.....
-
كيف شق أمريكي طريقه لتعليم اللغة الإنجليزية لسكان جزيرة في إ
...
-
الحلقة 2 الموسم 6.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 كترجمة على
...
-
مهرجان نوفا للموسيقى: قصص لم تُروَ من قبل ناجين من هجوم حماس
...
-
لأول مرة.. الكشف عن مخطوطات قديمة من مكتبة خان القرم
-
روسيا.. تدريب روبوت على الرسم بأسلوب الفنان التشكيلي
-
في الذكرى السنوية للسابع من أكتوبر.. خامنئي يغرّد باللغة الع
...
-
شموع وصلوات وموسيقى في إسرائيل لإحياء ذكرى هجوم 7 أكتوبر
-
-يلا غزة-.. فيلم يروي صمود وأحلام الفلسطينيين رغم الحصار وا
...
-
القاص سعيد عبد الموجود فى رحاب نادى أدب قصر ثقافة كفر الزيات
...
-
مهاتير: طوفان الأقصى نسف الرواية الإسرائيلية وجدد وعي الأمة
...
المزيد.....
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
المزيد.....
|