أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودة إسماعيلي - أن تكون وغداً !














المزيد.....

أن تكون وغداً !


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


أسهل شيء يحققه الشخص .. هو أن يكون وغدًا
أن تكون وغد(ة) فأنت لا تحتاج(ين) للكثير من الجهد
الأوغاد لا يحتاجون للكثير من التفكير
يكفي أن تصرخ بأعلى صوتك .. حين لا يحتاج الناس لصوتك
وتلزم الصمت .. يوم يحتاجونه
الوغد .. يصرخ فقط لإزعاج المواطنين
لا يدرك أن صوته وصراخه قد يساعد المضطهدين
أو لا يهتم لأمرهم .. لأنه وغد.

أن تكون وغداً ..
يكفي أن تتصرف بأدب مع الأكبر منك مكانة
ولا يهمك إن تأذى من تصرفاتك الباقون..
لوحة زيتية هو الوغد، تفرض صورتها لكنها قابلة للتحول لسجّادة
أمام الأحذية الباهظة واللامعة.
حتى تكون وغداً
يكفي أن تشكوا الظلم وتتألم بسببه .. ثم تضحك وتبتسم لوجوه قضاة المحكمة
أو أن ترقص طرباً بأرض الموتى .. وأنت قُربان
يكفي أن تكون غبياً حتى تكون قرباناً، ويكفي أن تكون قرباناً حتى تكون وغداً

أن تكون وغداً .. هو أن تلمح موجة الطوفان قادمة
وترسم على رمال الشاطيء قَلباً.. كتعبير عن حبك للبشر
لأن هذا ما قالوه في التلفاز !
ولأن هذا أسهل من وصف الطوفان.. لتحذيرهم
أن تكون وغداً .. ليس عدم استخدامك لعقلك
إنما إيجاره هو ما يجعلك وغداً
ولست وغدا لأنك تعلم ذلك .. أنت وغد لأنك لا تعلم
لا تعلم أن طيبتك هي التي تجعلك وغداً
الطيبة التي تتقمصها بعد أن أخبرك عنها معلمك وكاهنك
أنت تعلم أنها ليست طيبتك من أعماقك
لهذا أنت وغد عندما تتصرف بطيبة ليست طيبتك.
أنت وغد لأنه عندما تتصرف بطيبة غير طيبتك
فأنت تحب من لا يستحقون محبتك
وتكره من قد يستحقون حبك

أنت وغدٌ لأنك مستعد لقتل من يكرهونك
لأنهم أخبروك أنهم يكرهونك
وليس لأنهم يكرهونك
أنت وغد لأنك تحب من يكرهونك
دون أن تدرك أنهم يكرهونك
فيدرّبونك على كره من يحبونك، عندما لا تعلم أنهم يحبونك.
الوغد لا يبدل جهدا كي يعرف من يحبونه ومن يكرهونه
يكفي أن يصدق ما يقولونه
وأن تصدق ما يقولونه .. هو ما يجعلك وغداً.
يكفي حتى تكون وغداً..
أن تدمّر كل ما هو جميل لأنهم يعجزون عن وصف جماليته
فتعجز عن رؤية جماله .. لأنك وغد
ولأنك وغد .. فأنت لا تحس بالجمال ليتجلى لك
بل تنتظر من يصفه لك.
كم هو سهل أن تكون وغداً
أن تُتاجر بالدين، عندما تعجز عن الفهم في الحِساب
فتستبدل الرياضيات بترويضك للدين حسب المزاج.

كم هو سهل أن تكون وغداً
أن تصنع المأساة .. ثم تعتذر
الوغد لا يعلم الأسباب، لكنه قادر على تبرير النتائج
فمن السهل تبرير النتائج
لكنه من الصعب ادراكها قبل البدأ بالتسبيب
لكن تبرير نتائج أفعالك بعدم ادراكك للأسباب .. لايجعلك وغداً
ما يجعلك وغداً .. هو تبرير نتائج أفعالك
وإلقاء الأسباب على الله.
حشر الله بأفعالهم .. هو ما يجعل الناس أوغاداً.
أوغادٌ هم الشياطين
لأنه يلقون باللوم على البشر
والبشر غير موجودين إلا في عقول الشياطين !
يتكاثرون كالطحالب
فينتشرون بكل مكان كذرات الغبار
لا يعلمون أنهم أوغاد
لأنهم صدقوا المواصفات المتداولة (التي لا تنطبق عليهم) عن الأوغاد.

ولأنهم صدقوا الكلام المتداول عن الأوغاد.. فهم أوغاد.
فالوغد لا يبدل جهدا لتمحيص ما يتداوله.



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصول الحيوانية لنظرية المؤامرة
- الوجه الخفي لدُور النشر والتوزيع
- هداية الملحدين وتنوير المتدينين
- الإهمال ولفت الانتباه
- اليمين واليسار وحرية التعبير
- رسالة مراهقة لأبيها
- المغرب والانفصام الاجتماعي، كمغرِبَيْن
- السلطة بين الخاضع والمُخضِع
- استقطاب جِهادي
- هل نفى المسيح نبوة محمد ؟
- تربية الأنثى أو إنتاج شخصيات عُصابية
- 10 أسئلة محيّرة
- عندما تُفهم النظرات بشكل خاطئ - تحايل لغة الجسد
- عندما تتناقل الجرائد أغلاطا صُحفية‏
- اختبار كشف نوع الشخصية
- الإنسان بين الدين والإلحاد والولاء القبلي
- 10 تصرفات تكشف عن نفسيات أصحابها
- أنا الوطن
- أشهر 20 تخريفاً في العالم !
- جلسة مع مؤرخ


المزيد.....




- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودة إسماعيلي - أن تكون وغداً !