الرياضة في الطبيعة برنامج حياتي لتدجين الانسان وترقيته

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 14:44
المحور: المجتمع المدني
    

الطبيعة مدرسة الحياة ومحتوى برنامجها واسسها وتكوينها
هوايتي المفضلة الرياضة في الطبيعة وتشتمل الركض والمشي والتنزه والركون للراحة والاسترخاء والتامل في الفلاء والخلاء حيث الهدوء والصفاء والنقاء والسكينة والجمال
اخرج كل يوم في الصباح عند طلوع الفجر لامارس هوايتي بالطبيعة لبضع ساعات اعانق بها الشمس التي اهواها والتقي مع الطيور التي اعشقها واعيش بين الاشجار التي احبها ويلامس جسدي مع الاعشاب وتلتقي حواسي مع مكونات الارض من حجر وصخر وتراب واخرج كل يوم في المساء حيث سحر الغروب ونسائم البحر وموعد عودة الطيور الى اعشاشها والحيوانات الى مضاجعها وظهور القمر يختال بين النجوم كطاووس يتوسط طيور الزرازير والحناء وحيث خضرة الحقول وهدوء المساء والخلوة والسكينة واجواء السعادة والامل والصفاء
الشمس والهواء والماء والمطر وتضاريس الطبيعة من جبال وسهول ووديان وهضاب وما يكسوها من خضرة من عشب واشجار وازهار وثمار وما يعيش عليها من حيوانات وطيور كل هذه مكونات منسقة بدقة وعناية فائقة تتفاعل مع بعضها تلاؤما وتكاملا تفاعلا حيويا تناغميا باتجاهات فراغية افقيا وعموديا بوتيرة متسارعة نحو الافضل والاحسن والارقى ضمن معادلة واحدة الا وهي معادلة الحياة
انسجامي مع هذه العناصر والمكونات كعنصر واعي قادر على الحس والفهم والتعلم والتأقلم والتفاعل الايجابي التناغمي التناسقي الخلاق والمتطور يمنحني موقعا محوريا ورئيسيا في معادلة الحياة و يمنحني مكانة وقدرة وسلطة طبيعية من خلالها ازداد معرفة وتقنية وقدرة حركية وعقلية انتاجية وملكات خلاقة مبدعة وشخصية راقية ديناميكية تفاعلية مرنة ذات مواصفات تؤهلها للسيطرة والتحكم في محيط الحياة وخلق ظروف حياتية افضل وحل المشاكل بسهولة وسيطرة
الطبيعة وجدتها مدرسة الحياة ....
من الطبيعة تعلمت الكثير مثل الصبر والمواظبة والمثابرة وبذل الجهد اللازم للوصول الى الاهداف السامية بكل سعادة وهدوء نفسي واحساس بالغبطة والسرور اثناء العمل دون الاستسلام للاحساس بالتعب والاجهاد وطول المسيرة نحو الهدف
وتعلمت من الطبيعة الانتماء الحقيقي لذاتي اولا اي للانسان وللمكان وللزمان وللفكر والمبدأ والهدف والمجتمع والارض والاجواء
وتعلمت الصدق والوفاء والكرم والعطاء والحب باسمى معانيه والامن والسلام والرفق والرحمة والعدل
وتعلمت اغاثة كل من يحتاج لمساعدة من حيوان وانسان والحفاظ على كل نماء في الارض من زرع وشجر وزهر وثمر
من الطير تعلمت الحب والانتماء والمشاركة والرفق والرحمة والكرم والعطاء وحياة التكافل الاجتماعي والتفكير الجماعي نحو هدف واحد سامي
ومن الحيوان تعلمت الوفاء وعرفت مركبات معادلة الحياة الحقيقية وبرنامج تفاعلها وآلية عملها وكيفية التحكم في مسيرتها
ومن النبات تعلمت الكثير من صفات الرقي للانسان المتحضر الراقي المتميز
ومن الحجر والصخر تعلمت الشجاعة والجرأة والثبات وصلابة الموقف بالحق
ومن الماء تعلمت اللياقة والحكمة وحسن التصرف وقدرة التلاؤم
ومن الزهر تعلمت صناعة الجمال وحسن المظهر والكياسة والدماثة والذوق
ومن العشب تعلمت الادب واحترام الآخر والتقدير
ومن الحشرات كالنحل والنمل تعلمت المشاركة وعلم الاجتماع والتعاون والتطوع
ومن التناسق في عناصر الطبيعة وتكامل ادوارها وتراتب مواقعها وتقييم مواقعها واقدارها تعلمت الحساب والمنطق وحسن التقدير ودقة القياس والتخمين والتوقع والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والمكان الصحيح
وعلمتني الطبيعة انا احس بذاتي كانسان لي شخصيتي وكياني وخصوصيتي واولوياتي ومبادئي وقيمي واهدافي وان احقق ذاتي بكل وعي وادراك وتأكيد ثم انطلق لمحيطي الاجتماعي كانطلاق الشعاع من بؤرته المركزية الذاتية
من الطبيعة تعلمت معنى الانسانية وتربيت على الانسانية بقيمها واخلاقها ومواصفاتها الحضارية الراقية
تطورت ونمت وتحسنت شخصيتي وانصقلت وتبرمجت وامتلكت قدرات اضافية جديدة جميلة وحسنة لم تكن واردة بالوراثة
الطبيعة وفرت لي البيئة الافضل لخلق انسان جديد بداخلي يحتوي ملكات وقدرات تمنحني مواصفات عالية نسبة لما هو موروث بالفطرة في تكويني العضوي
امتلكت قوة عضلية وعصبية وقوة بالقلب والكبد والدم
تحسن مزاجي اذ امتلكت الاحساس بالسعادة الدائمة وهناء العيش والقوة على مواجهة كافة الظروف وحل المشاكل بقدرة عالية وسيطرة وتحكم وثقة بالنفس وشجاعة واقدام وجرأة
علمتني الطبيعة ان اسمو بتفكيري الواعي عن مستوى فطرتي وغرائزي حيث امتلكت القوة الكاملة في السيطرة على غرائزي والتحكم بها بالقدر والكيفية التي تمنحني الكفاية وتمنعني من الانجرار وراء الغريزة واللهاث وراء الشهوات واللحاق بالنزوات والخيالات والاوهام والاحلام والملذات المؤقتة الزائلة
الرياضة الجسدية والفكرية والروحية على بساط الطبيعة وفي احضان الطبيعة منحتني القوة للسيطرة على الغرائز ( الجنس والطعام والنوم والعدوانية والتملك والسيطرة والسادية والغيرة والحسد والايثار والانانية ) وعلمتني كيفية التحكم بها والمسك بعقالها وجرها وربطها واعتاقها وتوجيهها حيث انا اريد بوعي وادراك ودراية وفهم عقلاني انساني متحضر راقي ومتمدن متمرس بالحياة علما وتقنية
وعوضا عن السعادة واللذة الحاصلة من وراء ممارسة الغرائز بعشوائية وارتجالية وحيوانية همجية فان احساسي بالسعادة واللذة جراء ادراكي الواعي لمجريات حياتي وسيطرتي عليها والتحكم بها يفوق بكثير ذاك الاحساس المفقود مع الغريزة الوحشية ( تدجين الذات وتهذيبها يضفي احساسا بالسعادة واللذة اكثر من حالة الفطرة الموروثة الاصيلة )
علمتني الطبيعة ان افكر تفكيرا عميقا بحثيا تفصيليا مركزا يلامس جسد الحقيقة ويبحث عنها في كل الثنايا بمختلف الطرق الممكنة والمتوقعة ومن مختلف وجهات النظر ويمزق اغشية الوهم عنها لكشفها حتى ينعم بلقائها ويتلذذ بطعمها حتى وان كانت مرة
علمتني الطبيعة التامل والتفكير باجواء هادئة والاسترسال في فضاءات فكرية تخترق حدود المادة والواقع الى ابعاد خيالية غير منتهية لخلق عوالم افتراضية ومن ثم نقل صور وهمية من عناصر طبيعية مادية مركبة ذات صياغة افتراضية الى تلك العوالم ودب الحياة بها وتفعيلها وتحريكها وخلق معادلات حياتية افتراضية لها ثم استقاء النتائج واخذ العبر والمعرفة ثم اصدار الاحكام والمبادئ والاسس لصنع حياة افضل في واقع حقيقي معاش
هي الطبيعة بآفاقها اللامحدودة لتصنع الفكر وتذكي المعرفة وتمنح المعلومة وتعلم التقنية للحياة في التصرف والسلوك والحركة والبرمجة والاسس والمبادئ والقيم والتفاعلات وتشابك العلاقات والتوافق والتكامل والتلاؤم مع مختلف عناصر الحياة ومكوناتها
الطبيعة هي مدرسة الانسان في صناعة شخصية حضارية انتاجية بناءة خلاقة
وهي مدرسته في الخلق الراقي الانساني والسلوك الحضاري التقدمي
الطبيعة هي مصنع الانسان الراقي المتحضر بكل المواصفات جسدا وعقلا وروحا
فبقدر اقتراب الانسان من الطبيعة واندماجه مع عناصرها وتفاعله معها بقدر ما يسمو ويرتقي بقدراته وملكاته ومواصفاته
انا شخصيا لولا الطبيعة لكنت غير راض عن نفسي ولكنت قد غادرت الحياة حيث لا استحقها
الطبيعة هي امي ومربيتي ومكونتي وصانعتي واساسي ومبدأي ومسرح انسانيتي وفعلي وحركتي وساحة انتاجي وعملي وفكري وحضارتي

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل