حياة التفرد والاستقلالية ضرورية لبناء وتطوير الشخصية

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 15:48
المحور: المجتمع المدني
    

حياتي بمفردي وبشكل مستقل دونما شريك
هي فرصتي بالحياة كي احس بحياتي بوجودي بذاتي
فرصتي كي اعيش لاجلي انا اعمل لاجلي واتعب وافكر وانتج لاجلي لغاية رفع مستوى معيشتي وتحقيق رفاهيتي وسعادتي ومتطلبات انسانيتي وعيشي الكريم
فرصتي ان اعيش مستقلا لوحدي دونما شريك يطلب مني بشكل دائم حاجاته المادية والمعنوية
يشاركني حياتي فيسلبني طاقتي وفكري ومدخراتي وانتاجي وقوتي وملكاتي ويضعف شخصيتي لتقوية شخصيته ويلغي خصوصيتي لتحقيق خصوصيته
لا اريد زوجة ولا ابناء ولا من يشاركني حياتي من احبة او اقرباء او اصدقاء
اريد ان اعيش في المكان لوحدي امارس انسانيتي وحريتي وخصوصيتي بملء استقلاليتي
اريد هذا بعدما جربت معنى الاستقلالية ومعنى الحرية وعشت انسانيتي واكتشفت الوجه الجميل للحياة
اكتشفت ان الحياة اجمل بكثير واوسع واعمق من حياة الشراكة والتطفل والاتكالية وحياة الاسرة والقبيلة والفئوية
جمال الحياة يتجلى في اوقات التامل في خلوة على انفراد بعيدا عن اي تدخل من الانسان الشريك او المجتمع حيث تتجلى الانسانية بصفاء ونقاء بكل حيثياتها واشكالها التي تختفي في حياة الشراكة بسبب الصخب والفوضى والتفاعل المحموم والتداخل التطفلي والغاء الخصوصية الفردية وقلة الحرية الشخصية
كما يتجلى جمال الحياة باكتشافها بجزئياتها وتفصيلاتها الدقيقة وعمقها وتركيزها عن كثب وبالشكل المباشر من خلال ممارستها بحرية واستقلالية بملء التجربة الذاتية والمحاولة والتقدير والقياس والاستنتاج دونما تدخل خارجي او توجيه او رقابة او تلقين او تعليم او قيادة او ادارة ( الحياة الطبيعية العفوية ذات الحوافز الغريزية الفطرية والادراة الذهنية الواعية للانسان وتفاعلاته الحسية والادراكية والعاطفية الخاصة به )
جمال الحياة يظهر باوجهها العديدة التي كانت خافية عني ايام شراكتي ( عيشي باسرتي مع زوجتي وابنائي )
فعلى سبيل المثال اكتشفت وجها جديدا للحياة من خلال ممارستي للاعمال المنزلية فكم هي جميلة لحظات حياتي اثناء اعدادي لطعامي في المطبخ حيث الفن والذوق والترتيب والتوضيب والادراة وحسن الاخراج والاعداد والحساب والتقدير والتخمين وكل هذه الاكتشافات عملت على تنمية شخصيتي وتطويرها فكريا وجسديا ونفسيا
سعادتي تكون كبيرة اثناء غسلي لملابسي وكويها وترتيبها واثناء لبسها دونما اي مساعدة او يد عاملة غير يدي
سعادتي كبيرة عندما احس وارى حياتي التي اعيشها من صناعتي انا بالكيفية والنوعية والظرفية التي اريدها وتناسبني انا بمزاجي وخصوصيتي وغايتي
لقد اتيحت لي الفرصة كوني اعيش لوحدي دونما زوجة او ابناء او شريك حياة ان ابرمج حياتي حيث اوزع وقتي بين العمل والنوم والراحة والرفاهية والاكل وممارسة هواياتي مثل الرياضة ومتابعة النت والكتابة والتلفاز والقراءة والتواصل الاجتماعي اذ اصبحت حياتي منظمة مبرمجة
كما اتيحت لي الفرصة ان اجلس لوحدي لوقت كبير اراجع به يومياتي واعمالي ومواقف حياتي وكل مركبات شخصيتي وسلوكي واخلاقياتي وقيمي
ومن خلال هذا وبناء عليه اقوم بشكل دوري في تنمية قدراتي وتقوية ذاتي فكريا وجسديا وروحيا
امارس في هذه الاثناء عملية التفكير العلمي والبحثي الاستكشافي واتبنى فلسفة المنطق الحسابي المادي واسعى للفهم الاوسع والاعمق للحياة بشكلها الحقيقي الواقعي والمستقبلي المستحدث والمتطور
كما وامارس الرياضة الجسدية بمتعة وشهوة واحساس بالتفوق والسيطرة والسعادة والحرية كرياضة الجري بالطبيعة صباحا ومساء والسباحة والمشي بين الاشجار والحرش والمزروعات في الجبل والسهل واعانق الطبيعة والتحم معها معظم اوقات النهار حيث وجدت الطبيعة مصدر احساسي بالسعادة والقوة والحياة الراقية الجميلة ففيها الحرية والاستقلالية والخصوصية والانطلاق والفن والابداع وفيها الكنوز المعرفية والمصادر العلمية الواقعية العملية
من الطبيعة تعلمت معنى الحرية والحب والسلام والعدالة ومعنى الانتماء والصدق والوفاء وتعلمت قيما واخلاقا لم اتعلمها من المجتمع ولم اكتشفها خارج اطار الطبيعة وتعلمت سولكيات ايجابية عملت على تطوير شخصيتي وتنمية قدراتي مما زاد في ثقتي بنفسي وقدرتي على مواجهة الحياة وتذليل الصعاب وهندسة الواقع لصالح خدمتي ورفع مستوى معيشتي باتجاه الرفاه والهناء
استقلاليتي الفردية عن المجتمع هي من اتاحت لي الفرصة بالاندماج مع الطبيعة واكتشاف الوجه الطبيعي للحياة وممارسة الحياة الطبيعية على سطح الطبيعة بين الاشجار والاعشاب والصخور والحجارة والتراب والحيوانات والطيور والشمس والقمر والنجوم والهواء والريح والمطر والماء
تفاعلي مع عناصر الطبيعة بمختلفها طور تفكيري وزادني قدرات ذهنية اضافية وملكات جديدة ونمى قدراتي الذاتية الموجودة اصلا كما زادت قدراتي الجسدية عضليا وعصبيا وازداد جسدي تناسقا وقوة حركية وجمالا واستفدت كثيرا من الناحية النفسية اذ اصبحت شجاعا مقداما جسورا مبادرا كما اصبحت ودودا لطيفا محبا مسالما عطوفا
ان حياة الاستقلالية هي حالة من حالات الحياة الانسانية مليئة بالكنوز المعرفية فمن خلالها يتعلم الانسان فن الحياة وفلسفتها وتقنية العيش ويفهم معدالة الحياة فهما عميقا وشاملا ودقيقا وعمليا وواقعيا مما يطور وينمي ويحدث ويجدد تركيبه العضوي الحيوي ويخلق منه انسانا جديدا افضل واحسن من حاله السابق ويعمل على تحديث شخصيته بشكل مستمر بالتوازي مع مستجدات الحياة وتطورها وتغيرها
جميل ان يعيش الانسان لذاته ولو لفترة من عمره وهذا حق طبيعي حسب دستور الطبيعة ونواميسها وليس انانية او مرضا نفسيا او خروجا عن العرف الاجتماعي
في هذه الفترة يعيش انسانيته يمارسها يحس بذاته يقدر قيمته ويعرفها على حقيقتها ويراجع اوراقه واعماله وسلوكه ومكونات ذاته وما له وما عليه وعلاقاته ويعيد برمجة شخصيته وصياغتها وبنائها بالشكل الذي يتوافق مع واقعه الحياتي القائم ويعكس احساسا بالسعادة والقيمة الاعتبارية لحياته وجدوى وجوده ويمنحه الامل ويرفع من سقف طموحه ويحفزه على العمل والانتاج والتطوير في الاداء والابتكار والابداع والتميز
هذا وبعد ان عشت حياتي بكل مراحلها الاجتماعية والفردية وجدت ان الحياة الاجتماعية تتلخص بالانتاج والعمل من اجل المجموع اذ تذوب مصلحة الفرد في اطار المجموع وتختفي الخصوصية حتى وان ظهرت احيانا لكنها ليست بالشكل الكافي لتحقيق تطور الشخصية وتحديثها وتنميتها
اما الحياة الفردية الاستقلالية فوجدتها بانها الحالة التي توفر فرصة بناء الشخصية وتحديثها وتطويرها وتنميتها وخلق الانسان بحيث يكون على كفاءة اعلى وقدرة اعلى وتاهيل كافي لان ينتج عطاء حضاريا ابداعيا ومتميزا على مسرح الحياة في حالة اندماجه بحياة الشراكة الاجتماعية او حتى عدم اندماجه
وكما اسلفت فان الحياة الفردية الاستقلالية تعمل على بناء الفكر والجسد والنفسية بالشكل الافضل لصنع حياة افضل من اجل الانسان فردا وجماعة
اذا وبناء عليه فان كل انسان مهما كانت حالة حياته من الافضل ان يجرب ويعيش باقي الحالات كي يكون طبيعيا متكاملا ولكي يمارس انسانيته بشكلها الكامل والطبيعي ويكون ضمن السياق الطبيعي للتنمية والتطور والحداثة والرقي والغاية من كل هذا تحقيق اقصى درجات الرفاهية والسعادة والاحساس الجميل بالحياة

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل