فساد حتى النخاع

جبار الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 21:19
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

نعم انه الفساد حتى نخاع العظم.. هكذا هو الحال عند البعض او الاغلبية من العراقيين او صنفوا النسبة كما تشاؤون, ماليا ام اداريا ام خلقيا حددوا بحسب ما ترغبون.
والا كيف يمكن تفسير التلاعب بمصير وممتلكات واموال الناس بكل وقاحة وفي وضح النهار وبامضاء من مسؤول هنا وهناك.
ولواجبي الوطني انقل اليكم هذا المثال لتعتبروا ولتحذروا, وهو اثر في نفسي اشد تاثير اذ تعرفت على شخص بالصدفة في احدى الجلسات الذكورية في مجتمع يستضعف الانثى, حيث جالسنا رجل فاهم ودارس وبدا لي من الوهلة الاولى انه صاحب عائلة وصاحب ضمير تلك العملة التي صارت وللاسف نادرة في بلد اسمه العراق. وللدخول الى لب القضية انقل لك عزيزي القارئ الملخص اذ حدثني عن همه وقد تعرض لاحدى عمليات النصب القذرة والتي تغوص في وحل بيع وشراء العقارات والمؤسسات التي تدعمها. هذا الرجل اضافة لآخرين غيره اشتروا قطع اراضي او دور في طور البناء في المنطقة مقابل متنزه المأمون في بغداد جانب الكرخ, وذلك من شخص (يدعى علاء كاظم حسون والمدعو ابو عبد الله) وبالتعاون مع افراد من اسرته كاخيه (جواد كاظم حسون), وبعض مكاتب العقارات في المنطقة واخص منها (مكتب دلالية قصر اليرموك).
وكل ذلك طبعا برعاية وتسهيل من دوائر حكومية مختصة كدائرة التسجيل العقاري في الكرخ الاولى, ودائرة ضريبة كرخ الاطراف. الذي فهمته ان صاحب الارض يعيش خارج البلد واستغلو الفرصة بوكالة لايعرف كيف حصلو عليها ربما بالتزوير ايضا وهم يبيعون العقارات باسعار باهضة ويقبضون المقدم الضخم ويفتحون البيان في الدائرة المذكورة, يعني يبدو كل شئ في البداية عاديا بالنسبة لشخص لايعرف وسائل الغش والتزوير, ثم تمر الايام والشهور وليس هناك عقار يستلم ولا مال يرجع. ويختارون ضحياهام من المواطنين المثقفين الدارسين وذوي الدخل المحدود من موظفين, مهندسين وغيره. والمفجع والمهم في الموضوع ان اغلب الضحايا من النساء اللواتي قضين سنوات عمل في خدمة الدولة ليشتروا بما ادخروه دارا للاستقرار والشعور بالامان. لكن المرأة في هذا البلد بل وفي اغلب الدول العربية فريسة لعنف تتعد اشكاله ولايعرف حدودا. هذا الرجل الذي نقل لي القضية كان حزينا على تلك النسوة اكثر مما على ماله الذي نهب.
ربما يقال ان القضية واحدة وغيرها كثر, لكن ماذنب هؤلاء الذين تم النصب عليهم او الذين سينصب عليهم من بعدهم لذا ارجو ان يحذر كل من يقرأ المقال من تلك الاسماء واضيف اليها احمد الخالدي يقال انه خرج حديثا من السجن ليستمر ربما في هذا النهج وكلهم بحماية الحرس في تلك المنطقة, يعني حاميها حراميها حسب المثل العراقي. والمناطق التي تحت سيطرة مافيات العقارات هذه في بغداد هي الداودي والمامون في اليرموك ومايجاورها. هناك قائمة تطول من المواطنين يرجون ايصال اصواتهم حتى الى اعلى السلطات وعلى راسهم السيد رئيس الوزراء المالكي وطلبهم ليس استرجاع اموالهم المنهوبة فقط, بل واستعادة ثقتهم في القانون والقضاء العراقي. المغدورون سمعوا ان راس البلاء صاحب ثروة وقوة وحماية هرب الى مدينته ليحتمي بعشيرته لاادري في اي قرن نحن نعيش؟؟؟ وبماذا يحتمي هؤلاء المساكين؟ لاشئ الا الدعاء والامل في استرجاع حقهم , إذ انهم انهم ينتمون الى الجزء العراقي الذي لايجري اسلوب العنف والفساد في جوفه حتى النخاع.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل