أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الارهاب والسيادة الوطنية..ابو انس نموذجاً















المزيد.....

الارهاب والسيادة الوطنية..ابو انس نموذجاً


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 14:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعيدنا الانباء المتواترة عن تطورات التحقيق مع أبو أنس الليبي, الى النقاش والجدل حول مدى قانونية اعتقاله من قبل وحدة من القوات الأميركية الخاصة في احدى صباحات طرابلس الوادعة, وخصوصا من خلال كون العملية تعد اعتداءً على سيادة دولة تتمتع بالعضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، وإنه بالتالي، لا يجوز لأي دولة، حتى ولو كانت الولايات المتحدة الأميركية، أن تنتهك سيادة ليبيا،"على نحو ما جرى في وضح النهار" وغيرها من الطروحات التي ضجت بها الفضائيات العربية طوال الايام التي تلت الحادثة.
وقد يكون هناك بعض الوجاهة في مثل هذا الرأي خاصة وانه يتعلق بالحقوق الاساسية لمواطن ليبي تعرض لـ"الاختطاف" وهو" عائدا من صلاة الفجر إلى بيته" على أرض ليبية، بغير أن يتم اعلام حكومة بلده، وهذا ما يمكن ان يزود المعترضين بالذخيرة الكافية لاتهام الإدارة الأميركية بالقرصنة في حق دولة ذات سيادة , آخذين على إدارة أوباما، عدم التواصل مع الحكومة الليبية من خلال تقديم لائحة اتهام بالجرائم المنسوبة الى أبو أنس الى القضاء الليبي ، لمسائلته في الجرائم المنسوبة اليه، والتحقيق معه، ومن ثم محاكمته, معيبين على مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي قفزه فوق كل هذه الاعتبارات وتجاوزه على القانون الدولي وسيادة ليبيا في صفقة واحدة.
ولكن كل هذه الدفوعات –رغم قوتها-تتجاهل بعض المعطيات الاخرى وهي ان ذلك المواطن "البسيط" يشغل منصبا قياديا في تنظيم القاعدة، وأنه متهم بالتورط في عدة عمليات إرهابية، من بينها عملية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا، عام 1998، وأنه لهذا السبب بالذات, ولمعرفة الادارة الامريكية بتستر وتواطؤ الجهات الامنية الليبية معه-او ضعفها امام سطوة الميليشيات الاسلامية التي تعيث فسادا بامن ومقدرات الليبيين-, قد جرى خطفه واعتقاله، لمحاسبته على ما جنت يداه من قبل، وليس لكونه حريصا على اداء صلاة الفجر جماعة.
فليس من المساس بكرامة الحكومة الليبية القول بانها لا ترغب-او لا تستطيع على الاصح- توقيف أحد أو محاكمة أحد من تنظيم القاعدة، حتى لو تقدمت أميركا ومن خلفها المجتمع الدولي لها ظهيرا بالف مذكرة ولائحة اتهام قانونية، خصوصا وانها نفس الدولة التي اختطفت جماعة مسلحة فيها رئيس وزرائها لساعات حتي اطلقته جماعة اخري. كما ان من دمر وحرق القنصلية الامريكية وقتل سفيرها لا زالوا طلقاء ولم تتعرض لهم أي جهة امنية او قضائية, مما يعكس مدى الثقة التي يتمتع بها "المتشددون" الإسلاميون في ليبيا, ويجعل من السماجة التكلم عن سيادة غير موجودة أصلا.
والغريب ان اكثر الاعتراضات ضجيجا وصخبا تأتي من دول ومنظمات استباحت السيادة الوطنية الليبية من خلال نشر وتمويل التنظيمات المسلحة التي تتقاطع مع مفهوم سيادة القانون والدولة, ومن انظمة تلوح بدفاتر صكوكها مستجدية التدخل الامريكي في اكثر من مكان في المنطقة.
يتلقف الاعلام حديث عبدالله الرقيعي، وهو ابن أبو أنس الليبي الذي يؤكد فيه ان والده كان "عاملاً بسيطاً في مطعم للبيتزا في بريطانيا" وانه لم تكن له أية علاقة بتنظيم القاعدة ولا بالهجمات الإرهابية التي تزعم الولايات المتحدة أنه على صلة بها، لكن عبدالله –ومن وراءه الاعلام العربي المتأسلم- لم يفسر اقامة والده في أفغانستان إلى جانب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن, وهل السذاجة ستكون مبررا كافيا لتقبل مقولة انه كان هناك "من أجل مساعدة الضعفاء والمساكين".
يصف عضو لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني العام جمعة السائح قادة ليبيا الجدد بأنهم "خيالات عصافير" مؤكدا أن الدولة "لا حول لها ولا قوة" ،وان الحديث عن دولة ومؤسسات في ليبيا "كذبة كبيرة" موضحا أن من يمتلك السلاح هو الأقوى، وأن هذه الحكومة "البائسة" والمؤتمر الوطني العام ليس لهما أي دور على الأرض.
ولكن هذا الواقع لا يعفي الحكومة الليبية من مسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن التي تفرض على الدول محاربة الإرهاب بشكل جماعي و عدم إيواء المتهمين بالقيام بأعمال إرهابية، وكذلك قرارات الجمعية العامة التي تفرض على الأطراف وكذلك الدول بتحميل من يأوون ويموّلون الإرهاب مسؤولية جنائية، ومدنية، وإدارية.
فالإرهاب يمكن أن ينتشر كالنار في الهشيم في مختلف بقاع العالم إذا لم تتخذ الإجراءات الكفيلة في مجابهته واستئصاله من جذوره ، واي دولة تسمح للمنظمات الإرهابية التواجد على أراضيها ، أو يثبت تقديمها الدعم المادي أو اللوجستي لتلك المنظمات يجب تصنيفها كدول داعمة للإرهاب ، يفرض عليها تسليم العناصر الإرهابية الى القضاء لتتم محاكمتهم وإنزال العقوبة التي يستحقونها بهم .
لسنا بالتأكيد مع انتهاك السيادة الوطنية للدول والمجتمعات المستقلة ولكن في الوقت نفسه يجب على تلك الدول حفظ سيادتها من خلال تطهير اراضيها من الجماعات الارهابية المسلحة التي تستهدف امن وسلامة المجتمعات الآخرى وعدم توفير الملاذ والمأوى -بل وحتى الرعاية والتدريب-لتلك التنظيمات التي لا تعترف اصلا بسيادة الدولة على اراضيها. اذ يخطئ من يظن أن التصدي للارهاب شأن داخلي يقع التعامل معه ضمن الخيارات المتاحة للدولة التي تأوي التنظيمات الخارجة عن الشرعية، وتخطئ أيضاً الحكومات التي تعتقد أنها يمكن أن تكون بمنأى عن اكتواء بلدانها بنير الإرهاب والإرهابيين.
ان المجتمع الدولي مطالب بتحمل المسؤولية المباشرة والكاملة للتصدي للإرهاب والإرهابيين واستئصال شأفتهم، وإن أي تهاون في هذا الموضوع يمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة على مستوى العالم، لذا فان البلدان القوية والقادرة على حفظ امن وسلامة شعوبها مطالبة باتخاذ كل ما يمكن ان يدفع الاذى عن مجتمعاتها. وهي غير معنية –في حالتنا هذه-بمشاريع بعض الانظمة التي ترى في التنظيمات الارهابية المسلحة فرصة لتخليق فرص انتاج امة هلامية غير محددة الملامح تأتي مباشرة من بطون الكتب القديمة, وترك بلدانها نهبا لشذاذ الآفاق ممن يملأونها قتلا ورعبا وارهابا وتدخلا في خيارات الشعوب الاخرى..
ان المجتمع الدولي مطالب باتخاذ جميع التدابير لمحاصرة وتصفية بؤر الارهاب الدولي والعمل على تجريم الدول الراعية والممولة للجماعات الارهابية, والا فان ما يجري اليوم في العراق وسوريا ومصر من جرائم إرهابية بشعة هو النموذج الذي سيعمم على العديد من البلدان الأخرى.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتذار لا يستحقه الا الاقوياء
- تقارب معلن ومخاوف مخفية
- توثيق مهمل..ذاكرة زائفة
- حوادث لا نحب ان نتذكرها
- الشعب ضد قوى الاسلام السياسي
- حرب الميادين..فتنة في الافق
- انقلاب..ام تصحيح
- واقع جديد ..اي واقع؟؟
- مصر في عين العاصفة
- بين اردوغان وتقسيم
- الى اين نحن ذاهبون ؟
- ما زال هناك وقت للحوار
- جريدة التآخي..عقود من الحب
- فتنة مفتحة العيون
- حرب الروايات
- ما بعد المسائلة والعدالة
- قطري حبيبي
- هيمنة ..أم تأهيل
- جهاد النكاح..ما الغريب
- اللجان التفاوضية ومشكلة التمثيل


المزيد.....




- السيد الحوثي: للشهيد نصر الله دور كبير بافشال مؤامرة اميركا ...
- الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي تزامنا مع اقتحام مستوطنين لل ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية: تفجير عبوة ناسفة بقوة من لواء ...
- مصدر ميداني بالمقاومة الاسلامية اللبنانية: كمائن المقاومة ال ...
- من الإساءة الدينية إلى الخيانة والتواصل مع العدو.. جندي روسي ...
- مصر.. تحرك جديد بعد فتوى سرقة الكهرباء
- الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي تزامنا مع اقتحام مستوطنين لل ...
- استشهاد أحد مستشاري حرس الثورة الاسلامية متأثرا بجراحه في عد ...
- لاكروا: ما الخطايا السبع التي طلبت الكنيسة المغفرة منها؟
- بحماية شرطة الاحتلال..مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الارهاب والسيادة الوطنية..ابو انس نموذجاً