أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - بين اردوغان وتقسيم














المزيد.....

بين اردوغان وتقسيم


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 01:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من ازدحام الفضاء بالكثير من المواهب اللافتة المتفردة في لي عنق الحقائق واعادة تشكيلها بما يخدم طروحات ورؤى ومصالح قوى الاسلام السياسي..الا اننا لا نملك الا الاحساس بمدى الارتباك الذي اعترى الاعلام الاخواني-والخليجي خاصة- في مقاربة الاحتجاجات التي تشهدها تركيا وتصيب هيبة السلطان وصورته كنموذج وحيد –ونادر-لقدرة الاسلام في الحكم المعتدل وامكانية احزاب الاسلام السياسي في تحقيق الانتقال الاقتصادي الواعد في البلدان التي يتبوأ فيها الاسلاميون السلطة..
فليست المرة الاولى, ولكنها قد تكون الاوضح, التي يفشل فيها النظام السياسي والاعلامي العربي في المقاربة الواقعية –والاخلاقية- للمتغيرات التي تنشب اظافرها في المشهد السياسي في المنطقة وتتحكم بمغاليق الازمات المتناسلة, فلا يمكننا ان نجد "انفصالا عن الواقع"بصورته الصافية اكثر مما تطالعنا به مواقف وردود افعال الاعلام العربي المدعوم من قوى الاسلام السياسي تجاه المتغيرات الامنية والمطلبية في اسطنبول وانقرة والعديد من المدن التركية الاخرى.
قد نتفهم تشوش بعض-او جل-المحللين تحت احد سببين لا ثالث لهما..اما الخوف من ضياع ورقة النموذج التركي باعتباره الشعار الذي يرفع عادةً في وجه الشعوب المتذمرة من الاختناقات الاقتصادية والسياسية والامنية المواكبة –بالصدفة-لجميع ممارسات الحكم الاسلاموي في بلدان الربيع, او طول العهد بكثير من الاعلاميين العرب في اقسار التفسير الطائفي المحض-الاقرب الى قلب وعقل الحكم العربي- على جميع التقاطعات الامنية والسياسية التي تشهدها المنطقة وصعوبة تمريره في الحالة التركية بصورة قابلة للبلع او الدفع في اخف الظروف.. الا ان ذلك الاندفاع في تخطئة الشعب التركي والدفاع عن ممارسات حكومة العدالة والتنمية, حتى في التفاصيل شديدة الاختصاص بالشأن التركي الداخلي قد يشير الى خلل بنيوي في قراءة الاعلام الاسلاموي والمتأسلم لطبيعة العلاقات بين شعوب المنطقة وحصر الرؤى ضمن اطار التعاطي اللحظوي المأزوم بمشروع اعادة استنساخ الـ"العضلة العمياء"التي كان يمثلها النظام العراقي السابق حتى ولو بالمجازفة بالتعايش مع الدور التركي المريب في تسليك اخونة الربيع العربي المتعثر مما قد يشكل منظلقات لمزيد من التأزم في العلاقات المستقبلية ما بين تركيا كجمهور وقوى شعبية والبلدان العربية..
ان التعاطي المرتبك لاعلام قوى الاسلام السياسي -والممول من قبله-مع احداث ميدان تقسيم
والذي يتقلقل ما بين الترويج لخيارات النظام الامنية والسلبية المفرطة تجاه الحراك الشعبي..قد يبدد اوراق العلاقات التاريخية الممعنة بالقدم بين الشعوب العربية والشعب التركي والتي من الممكن في حالة ترتيبها بشكل جيد تكوين قوى ضغط واعدة ومبشرة بتحسن حظوظ العامل العربي في تفادي السياسات التي تقفز فوق المصالح العليا لدول المنطقة..بالاضافة الى ان استحضار عوامل التواشج الاجتماعي والجوار الجغرافي يفرض علينا الوقوف الى جانب الشعب التركي في خياراته المستقبلية والنضال من اجل تصحيح مساراته الديمقراطية..او النأي بالنفس-على اقل تقدير-عن الوقوف مع النظام في ظل استخدام القوة المفرطة في مواجهة الاحتجاجات الشعبية..
يتوجب الان على العرب ان يتركوا لبرهة وجيزة مقعدهم الوثير ويضعوا جهاز الريموت كنترول جانبا والتفكير قليلا –ولكن بعمق- بنتائج محتملة, ولكن واقعية, قد تكون بوابة لتحولات كبرى في المنطقة العربية، طالما حرص النظام العربي الرسمي على التخويف من نتائجها، كما ان المنطق, والجوار والانسانية تشير الى ان وقوف الاعلام الرسمي العربي مع النظام ضد احتجاجات الشعب التركي السلمية هو امر بعيد تماما عن الانصاف, ان لم يكن عن الحكمة,خصوصا وان التظاهر حق تكفله جميع المواثيق الدولية، وان التصعيد في وتيرة الاحتجاجات لم يكن الا نتيجة لاستخدام السلطات لـ"القوة المفرطة" ضد المتظاهرين..ويحب الوعي بان الايمان بوحدة المسيرة والمصير لجميع شعوب المنطقة المؤمنة بالحرية والتعددية وحقوق الانسان كمنطق واسلوب حياة,واهمية التفاعل الانساني المثمر نحو التغيير والتطور والتنمية والازدهار..وان اردوغان وغيره من اصحاب الفخامة والسمو سيذهبون –مهما طال الزمن-جفاء,ولكن العلاقات التاريخية بين الشعوب ستمكث في الارض.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اين نحن ذاهبون ؟
- ما زال هناك وقت للحوار
- جريدة التآخي..عقود من الحب
- فتنة مفتحة العيون
- حرب الروايات
- ما بعد المسائلة والعدالة
- قطري حبيبي
- هيمنة ..أم تأهيل
- جهاد النكاح..ما الغريب
- اللجان التفاوضية ومشكلة التمثيل
- صراعات قد لا تحل بالعصي
- لا حياد مع الارهاب
- تقية جون كيري
- جحر واحد وعشرات اللدغات
- القرضاوي..في خريفه
- سيدي رئيس مجلس النواب..لم تكن موفقا
- حديث الاستقالة
- مأزق المثقف تحت ظلال المنابر
- عمائم ملونة..افق كالح
- الشعار..بين الواقعية والتلفيق


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - بين اردوغان وتقسيم