أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - عمائم ملونة..افق كالح














المزيد.....

عمائم ملونة..افق كالح


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 14:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


متأخر جدا, واقرب الى احاديث فض المجالس منه الى الموقف الواضح والمبدئي –والصادق-كان الانتقاد الخجول الذي استل استلالا من مدير ديوان الوقف السني في محافظة الانبار، لـ"بعض "الخطب المتشنجة التي تدفع باتجاه العنف والإرهاب", ولم تكن الحكومة العراقية اكثر اقناعا بتهديدها بالتصدي"بحزم" لرجال دين وشيوخ عشائر قالت إنهم يطلقون تحريضًا طائفيًا وتهديدات ضد جهات محلية وإقليمية وينصبون أنفسهم بديلاً عن الدولة والحكومة.
فخطاب الشيخ عبد المنعم البدراني ودعوات السيد البطاط ليست انعطافة في مسار الاحداث بقدر كونها تفصيلا مكبرا للصورة الاكبر التي استمرأت انتاج الخراب المحض للوطن وابنائه في امنهم وحياتهم اليومية ومصالحهم وأرزاقهم، والتي لم تكن الا نتيجة للايلاج الممنهج للعامل الطائفي في كل مفاصل الحياة وتجاهل تغوله على جميع مفردات حياتنا حد مخادعنا وقهوة صباحاتنا الغائمة.
سنوات والجميع ينظر بنصف عين الى حملات التحريض والتجييش التي تنبت لنا الزعماء والدعاة والاوصياء وولاة الامر في شوارعنا كالفطر السام ,واطنان من التجاهل-الاقرب الى التواطؤ-مع الاستعراضات والعسكرة المفخخة للخطاب الطائفي الذي اوسعنا تمزيقا وتشطيرا وامعن في افشاء التنفير والتطير بين فئات المجتمع الذي ادماها طول التمسك بالايام والتاريخ الطويل..سنوات ونحن نجلس القرفصاء مهطعين امام خطاب التجييش الممنهج الذي عطل حراك الدولة، واعاق مسيرة الاعمار ,والمصالحة , والبدء-حتى البدء- في تحسس الطريق الى مثابة النفق,والذي كان يدار ويشحذ ويغض النظر عنه من قبل نفس الاطراف التي تستنكره الآن وتحذر منه ومن النتائج والمآلات التي يمكن أن تسفر عنه.
وهذا التجييش –المسكوت عنه-هو من جعل احد الشيوخ يدير حربا ضروسا من منبره من كويتا الى لبنان وجعل الآخر يفتح اسوار الوطن لكل من يتفق مع رؤاه وإسقاطاته التاريخية التي ليست بالضرورة على وفاق أو اتساق مع اللحظة الراهنة ولا السيرورة الطبيعية للاشياء.
ليس دليل عافية, ولا حياة ان تحتكر احلامنا ومصائرنا بيد الخطاب المتأسلم المأزوم, ولا ان نكون اسرى اكثر التأويلات عتقا,ورغبات والوان العمائم التي تحن لرتبها المجردة وسوط الجلاد, وليس قدر لنا كل هذا الاستعصاء والايصاد لكل المنافذ القادرة على احتواء الأزمات,ولا ذلك الاسراف في ادارة التقاطعات الناشئة من خلال الذخيرة الكلامية المسترجعة والمستهدفة ادامة الاحتراب بين اطياف الشعب, وتغليب المغانم على المصالح والأثرة عن طريق اختلاق حروب ومواجهات للظفر بتلك المغانم.والاهم,,لسنا بحاجة لمن يلقننا الدعاء ولا من يستبدل امننا ومقدراتنا بوعد الآخرة..
ان البيانات والتصريحات التي تستنكر المساس بالوحدة الوطنية والامن الوطني والتي تدعو الى التهدئة والتعقل وعدم الانجرار الى التصعيد،مرحب بها, ولكنها لا تعد وصفة صالحة في مثل هذه الظروف, فهي –كما في كل بلاد الخلق-تحتاج الى الطرف الجامع الذي يتحصل على امكانية التدخل لفض الاشتباك ومنع تفاقمه, وهنا هو النظام والدولة والقانون والدستور,وهذا بالضبط ما داسته ولاكته وغيبته نفس الاطراف والمرجعيات التي تتقاذف المسؤولية عن المأزق المهين الذي وضع فيه الشعب المكلوم..
لن نبالغ اذا جادلنا بان مثل هذه الخطابات لن تكون الا لوثة عابرة,وقد لا تقوى الا على استدرار الانقباض والضيق وبيانات الاستنكار المعتادة, وما زال الرهان على طبيعة العراقيين ووعيهم وايمانهم باهمية الحفاظ على وحدة الارض والمصير, ولكنها تنبىء بما هو أسوأ إذا لم تعالج بالتي هي أحسن وأقوم واكثر حفظا لامن العراقيين وسلمهم, ولنا تجارب مرّة مع مثل هذه الممارسات، وندرك تماما حقيقة مثل هذه الخطابات وإلى ما يمكن أن تؤدي إليه..
يبقى الرهان على الشعب, وعلى العقلاء والاصلاء في قطع الطريق امام هذه الدعوات ,وقد تكون هناك فسحة ما زالت متاحة لتصحيح بعض الامور قبل استفحالها..وما زال الامل كبيرا في صبر العراقيين وجلدهم, ولكن ما لا يمكن توقعه, هو المدى الذي يستطيع الشعب ان يتحمل كل هذه الاعباء, وكل هذا القرف اليومي المعاش.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعار..بين الواقعية والتلفيق
- نأمل بالحب..
- اسرائيل العدو..اسرائيل الصديق
- ثقافةالحوار..ومسؤولية المثقف
- الكلمة..مسؤولية
- حادث متوقع..تصرف متعجل
- انتخابات جديدة..وعود قديمة
- حرب الاصفار
- مدينة على شفا قطرات من مطر
- القانون فوق الجميع..القانون للجميع
- الخطباء الغاوون
- نحو قراءة جديدة للتاريخ
- الرئيس الفقيه
- الله لن يضيع مصر..او هكذا نأمل
- لا وقت للحياة في غزة
- ثقافة خارج الذاكرة
- خيبة واحدة وخمسة جبهات
- فضيلة المفتي و-الشيخة-دينا
- ماذا لو مر بنا..(ساندي)
- علاج الزعماء العرب خارج الاوطان..


المزيد.....




- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...
- المسيحيون قي سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- مصر.. ساويرس يعلق على فيديو رفع صليب في سوريا بمظاهرات بعد ه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - عمائم ملونة..افق كالح